Kurd Day
Kurd Day Team

عفرين - مرة أخرى تتجه الأنظار إلى مدينة عفرين التي كانت وما تزال مقصداً لأهالي المناطق التي شهدت اشتباكات وقصف عنيف مما جلب الدمار الشامل للأحياء الفقيرة من حلب وبالأخص الأحياء الكردية منها وتسببت بتشتت آلاف العائلات، حيث نهبت ممتلكاته وحللت أموالهم من بعد نزوح أهلها عنها.
وفي حي الأشرفية بمدينة حلب استولت بعض المجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر على المنازل التي تركها أصحابها تحت القصف وأسكنت فيها بعض من مقاتليها والعائلات المحسوبة عليهم.
ومنزل صباح عبدالله نجار في العقد الرابع من عمرها ووالدة لسبعة أولاد أصبح مقراً لمجموعة من المسلحين الذي استباحوا حرمة منزلها في غيابهم وسرقوا كل ممتلكاتهم الكائن في السكن الشبابي بحي الأشرفية.
وبعد قصف قوات النظام لحيي الشيخ مقصود والاشرفية في أواخر شهر آذار المنصرم نزحت صباح مع عائلتها إلى مدينة عفرين لتستقر في إحدى المدارس هناك وقدمت لجنة الإغاثة آنذاك كل مقومات الحياة الممكنة للعيش في المدارس. ولكن بعد فرض الحصار على منطقة عفرين ونفاذ كميات المساعدات المتواجدة عند لجان الإغاثة توقفت كافة أنواع المساعدات الغذائية المقدمة للنازحين، مما اضطر عدد منهم العودة إلى حلب. وعائلة صباح من بين تلك العوائل والتي عزت سبب عودتها إلى عدم توفر حاجيات الحياة.
وعن المعاناة التي تلقتها صباح قالت" في بداية مجيئنا إلى عفرين كان كل شيء من حاجيات والمستلزمات الأساسية متوفر ولكن مع مرور الزمن انقطعت المساعدات والمعونة عنا تدريجياً حتى أصبحنا نعاني بشكل كبير من عدم توفر المواد الغذائية من جهة والاحتكار المتواجد لدى بعض التجار أصحاب السلع والمواد الغذائية من جهة أخرى. والذي بات أسبابه معروفة لدى الجميع". مشيرة في حديثها إن ذلك الاستغلال وغلاء المعيشة ازداد مع تزايد عدد السكان وفرض الحصار على منطقة عفرين والتي سببت أزمة اقتصادية كبيرة.
وأضافت عبد الله " في خطوة لتجاوز هذا الأزمة والمعاناة الشديدة أردنا العودة إلى ديارنا وأحيائنا في مدينة حلب ولكننا صدمنا بوجود مجموعات مسلحة تابعة للجيش الحر في منازلنا وأيضاً خلوها من كافة المحتويات حيث قاموا بطردنا من المنزل بعد تعرضنا للضرب والإهانة من قبلهم".
وتابعت عبد الله حديثها وهي تصف المعاناة التي سببته تلك المجموعات والنظام خلال هذه الثورة وفقدانها الاتصال بثلاثة من أولادها قائلة " إن الحروب وهجمات المجموعات في المدن والمناطق السورية كانت السبب الرئيسي لتشتت آلاف العائلات السورية ومن بينهم عائلتي".
وأردفت عبد الله " كما إني بتُ لا أعرف منذ نزوحنا من بيتنا في حلب أية معلومة أو أخبار عن ثلاثة أولادي حيث اعتقل احدهم من المجموعات المسلحة في حلب أثناء مرافقته لنا لجلب بعض المستلزمات في بداية استقرارنا في المدارس في عفرين والذي تعرض للضرب والعنف الشديد أمام عيني دون أن أستطيع مساعدته والى الآن لم أعرف مكان ولداي الآخران".
واختتمت عبدالله قولها "إن دخول المجموعات المسلحة الى مناطقنا هو لنشر الفوضى وجلب الدمار والخراب وليس لخدمة الشعب والدفاع عنه ونحن بدورنا سنبقى صامدين أمام هذه الممارسات".
مزكين غورسيه