نوري بريمو اللهم إني قد بلَّغتُ فإشهد أهل سوريا يقسِّمون بلدهم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team


رغم أنّ الجانب الكوردي المشارك في الثورة السورية المندلعة لإسقاط نظام الأسد الفاشي، كان ولايزال يثبت يوما بعد آخر بأنه يريد أن يساهم بدور تشاركي فعال في بناء دولة ديمقراطية تعددية علمانية يسودها دستور إتحادي وتحكمها مبادئ العدل والحق والقانون وتتعايش في ظلها كافة الأطياف وتضمن الفدرالية لشعبنا الكوردي الذي يشكل بتعداده السكاني ثاني أكبر قومية في البلد، إلا أنّ المؤسف في الأمر هو أنه منذ استيلاء القومجيين العرب على مقاليد الحكم في الدولة السورية التي تم تشكيلها قبل حوالي قرن زمني بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916م على أنقاض الحرب العالمية الأولى التي انتصر فيها الحلفاء الأوربيين وتقاسموا تركة السلطنة العثمانية، تُواصل الأكثرية العربية إتهامها للجانب الكوردي بـ "العمل من أجل تقسيم سوريا وتشكيل دولة كوردية في الشمال"!؟.
وها قد مرّت أكثر من سنيتن على عمر الثورة السورية، ورغم أنّ الكل يشهد بأنّ أبناء الأكثرية العربية يمضون حاليا في رحلة تقسيم سوريا على مركوب نزاعهم الطائفي الذي قد يشتت شمل البلاد والعباد!؟، إلا أنّ التهمة لاتزال جاهزة وقائمة ولاصقة بالشعب الكوردي ولايزال الأكثريون يطلبون من الكورد أن يكفوا عن المطالبة بحقوقهم وأن ينحنوا خاشعين أمام لوحة "الأولويات السورية" التي تفرض على كل السوريين إعطاء الأولوية لواجب إسقاط "النظام العلوي" لصالح "الأكثرية السنية" ومن ثم التفكير بمنح بعض الحقوق للأقليات أو عدم منحها إياهم!؟.
في كل الأحوال وعاجلا أم آجلا سيسقط نظام البعث وقد تسقط الدولة السورية وقد تتغيّر معالم الخارطة الجيوسياسية لسوريا التي إنسدّت فيها آفاق الحلول السياسية وانفتحت أبواب العسكرة على مصراعيها، وقرقعت طبول الحرب واستنفرت كافة الأطراف وصار من المرجح أن تستمر النشوبات المسلحة بين مختلف الأفرقاء وأن يتآكل بنيان هذه الدولة المهددة بالإنهيار على أيدي أبنائها المتحاربين؟
ولعلّ الراهن السوري الممجوج بالحرب الأهلية والمعقد للغاية والمعنوَن بالتنازع الطائفي الدموي الذي يبدو أنه لن ينفرج في الأمد القريب في ظل هذا التشجيع الإقليمي والتفرّج السلبي للمجتمع الدولي الذي يدير ظهره ويغض نظره عما يجري سوريا من انتهاكات صارخة لحقوق البشر والشجر والحجر!، يوحي إلى أن مسافة الوصول إلى الإنجلاء مازالت بعيدة وأنّ معظم الدروب مسدودة وفي نهاية المطاف قد نشهد جولة أخيرة عنوانها تلاشي البلد وإنقسامه إلى دويلات أو إلى أرخبيل أو أوقيانوس من الجزر الأمنية والإمارات المذهبية الصغيرة المتخالفة فيما بينها، حيث تنبلج حاليا ملامح هذا التغيير المصيري شيئا فشيئا بالتزامن مع اشتداد الحروب بين كتائب الأسد ومجاميع الجيش السوري الحر.
ويوما بعد آخر قد تضعف أطراف الصراع (القبضة الأمنية للنظام للعلوي ـ قوى المعارضة بكافة أطيافها في الداخل والخارج) التي تتناطح فيما بينها بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمحرمة دوليا والتي تقوم بترويع كافة الأقليات القومية والدينية والطائفية في البلد، مما قد يؤدي إلى حصول رد فعل سلبي لدى مختلف الأقليات التي وقفت موقف المتفرج مما يجري في الساحة بعد إفراغ الثورة السورية من محتواها الحقيقي وتحويلها إلى حرب طائفية، ومما قد يؤدي أيضا إلى تمترس كل أقلية في منطقتها ومحاولة إدارة ظهرها ومراقبة الأوضاع بتخوّف بسبب عدم حصولها على أية ضمانات حاضرية وأخرى مستقبلة.
وبما أنّ الأمور تسير في هذا الإتجاه المتأزم والذي يزداد تأزماً وتقل معه فرَص ومقومات العيش المشترك، فإنّ نشوب الحرب الأهلية صارت أمرا واقعا، وعندما تنشب مثل هذه الحرب ستكون الحد الفاصل في ترسيم الحدود بين هذه المكونات المتنازعة فيما بينها، وسيقرر كل مكوّن مصيره بنفسه وسيعلن عن ذاته القومية أو الدينية أو الطائفية بالشكل الذي يتوافق مع مصلحته في مناطقه، وبناء على ما سبق وعلى معطيات أخرى كثيرة، فيعتقد معظم المحليين السياسيين المهتمين بالشأن بأن سوريا قد لا تبقى كدولة واحدة وبالشكل الجيوسياسي الحالي، وإنما قد تنقسم إلى عدة كيانات ولذلك فإنّ المطلوب من كل مكوّن سوري أن يحسب أكثر من حساب لسيناريو تقسيم سوريا.
وفي الختام وأمام هذا المشهد الموحي لديمومة الحرب الأهلية حتى حصول التقسيم والتقاسم، ليس بوسع لسان حال الشارع الكوردي في كوردستان سوريا إلا أن يقول: اللهم إني قد بلّغت فإشهد بأنّ أهل سوريا يقسِّمون بلدهم بأنفسهم!!.
 
رد: نوري بريمو اللهم إني قد بلَّغتُ فإشهد أهل سوريا يقسِّمون بلدهم

اكيد الاطماع متواجدة بسوريا
ودود الخل منه وفية
وهلا سوريا متل الاضحية كل من يريد ان ينهش فيها
 
عودة
أعلى