كلنا يريد النجاح في الحياة ، و لكنَّ البعضُ منَّا يخفقُ في الوصول إليه ؛ لأنَّه يظنُّ أنَّ النجاح كلمة مستحيلة صعبة المنال . .
و الحقيقة أنَّنا أهملنا أسباب النجاح ، و أخلدنا إلى الأرض ، فزادتنا هواناً على هوان . .
و النجاح هو طموحك مِنَ الحسنِ إلى الأحسن ، فالكمال لله تعالى وحده ، و إذا سَمِعتَ أحداً يقول لك : " وصلتُ إلى غايتي في الحياة " ؛ فاعلمْ أنَّهُ قد بدأ بالانحدار ! . .
و إليك هذه الوصايا لِمَن أراد أن يقطفَ ثمار النجاح مِن بستان الحياة :
عليك بتقوى الله تعالى فهو خير زاد ، و أفضل وصيَّة ؛ فالله تعالى يقول :
املأ قلبك بمحبة الله و رسوله ، ثُمَّ محبة أبويك و مَن حولِك ، فالحبُّ يجدِّدُ الشباب ، و يطيل العمر ، و يُورِثُ الطمأنينة ، و الكراهية تملأ القلوب تعاسة و شقاء . .
اجعل حبَّك لنفسك يتضاءل أمام حُبِّك لغيرك ؛ فالله تعالى يقول :
" وَ يُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِم وَ لَو كَانَ بِهِم خَصَاصَة ٌ " ، و السعداء يوزِّعون الخير على الناس ، فتتضاعف سعادتهم ، و الأشقياء يحتكرون الخير لأنفسهم ، فيختنق في صدورهم . .
لا تنرفِ الدموع على ما مضى ، و لا تبكِ على اللبن المسكوب ، بل ابذل جهداً إضافيَّاً حتى تُعوِّضَ اللبن الذي ضاع منك . .
و تذكَّر قول رسول الله : " و إن أصابك شيءٌ فلا تقل : لو أنِّي فعلتُ ؛ كان كذا و كذا ، و لكن قل : قدَّر الله و ما شاء فعل ، فإنَّ ( لو ) تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم . .
اجعل نفسك أكثر تفاؤلاً ، فالمتفائل يتطلَّعُ في الليل إلى السماء ، و يرى حنان القمر ، و المتشائم ينظر إلى السماء و لا يرى إلا قسوة الظلام . .
كُنْ أكثر إنصافاً للناس ممَّا أنت فيه ، فالظلم يقصِّرُ العمر ، و يُذهبُ النوم مِنَ العيون ، و نحن نفقد الذين نحبُّهم لأنَّنا نظلمُ و نغالطُ فب حسابهم ، نُركِّزُ حسابنا على أخطائهم ، و ننسى فضائلهم ، نطالبهم بأن يكونوا خالين مِن كُلِّ عيب ، و نبرِّرُ أخطاءنا بحجَّة أنَّنا بشرٌ غير معصومين .
إذا رماك الناس بالطُّوب ؛ فاجمعْ هذا الطُّوب لِتُسهمَ في تعمير بيت ... ، و إذا رموك بالزهور ؛ فوزِّعْها على الذين علَّموك ؛ الذين أخذوا بيدك و أنت تكافح عند سفح الجبل .
كُن واثقاً بالله تعالى أوَّلاً ثُمَّ بنفسك ، و تعرَّفْ على عيوبك ، و تيقَّن أنَّك لو تخلَّصت مِن عيوبك لكنت أكثر قرباً مِن أحلامك .....
تذكَّرْ أخطاءك لتتخلَّص مِن عيوبك ، و انسَ أخطاء إخوانك و أصدقائك كي تحافظ عليهم ، و اعلمْ أنَّ مِن سعادة المرء اشتغاله بعيوب نفسه عن عيوب غيره .
إذا نجحت في أمر ؛ فلا تدعْ الغرور يتسلَّل إلى قلبك ، فالله تعالى يقول :
" فَـلَـا تُـزَكُّـوا أَنـفُـسَكُـم هُـوَ أَعـلَـمُ بِـمَـنِ اتَّـقَـى " صدق الله العظيم
و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول : " و إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحد ، و لا يبغي أحدٌ على أحد " رواه مسلم .
و إذا وقعتَ على الأرض فلا تدعِ الجهل يوهمك أنَّ الناس قد حفروا لك الحفرة ، حاولْ أن تقف مِن جديد ، و افتحْ عينيك و عقلك كي لا تقعَ في حفر الأيام و نكبات الليالي . .
و إذا وقعتَ تعلَّم كيف تقف لا كيف تجزع ، و إذا وقفت فتذكَّرْ الواقعين على الأرض ، لتنحني لهم و تساعدهم على الوقوف
أعطِ الآخرين مِن قلبك و عقلك و مالك و وقتك ، و لا تقدِّم لهم فواتير الحساب . .
و إذا ساعدت غيرك فلا تطلب مِن الناس أن يساعدوك ، و ليكنْ عملك خالصاً لوجه الله تعالى . .
و إذا أنت أسديت جميلاً إلى إنسان فحذارِ أن تذكره ، و إن أسدى إنسانٌ إليك جميلاً فحذارِ أن تنساه ، قال تعالى :
" يَــا أَيُّــهَـا الَّــذِيـنَ ءَامَـنُـوا لَـا تُـبـطِـلُـوا صَـدَقَـاتِـكُـم بِـالـمَـنِّ وَ الــأَذَى " صدق الله العظيم
اعتبرْ كُلَّ فشلٍ يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كُلَّ نجاح و انتصار ؛ فالليل مهما طال فلا بُدَّ مِن بزوغ الفجر ، قـال أحـدهـم :
" الـنـجـاح سلالمٌ لـا تستـطيع أن ترتقيها و يـداك في جـيـبـك " !.
احمدِ اللهَ تعالى على طبق الفول ، و لا تلعنِ الأيام لأنَّها لم تقدِّمْ لكَ طبق الكافيار في كُلِّ يوم . .
كُنْ قنوعاً ، و إيَّاك و الحسد ، فالله تعالى قد اختصَّ أُناساً بنعمة أسداها إليهم ، فلا تتمنَّ زوال النعمة عن الآخرين ، بل اسأل الله تعالى مِن فضله .
لا تنسَ في كُلِّ يوم أن تطلبَ مِن الله العفو و العافية ؛ ففي الحديث الذي رواه الترمذي ، يقول النبي عليه الصلاة و السلام :
" اسـألـوا الله الـعـفـو و الـعـافـيـة ، فـإنَّ أحـداً لـم يُـعـطَ بـعـد الـيـقـيـن خيـراً مِـنَ الـعـافـيـة " .
اسألِ الله تعالى علماً نافعاً ، و رزقاً واسعاً ، فالعلم هو الخزانة التي لا يتسلَّل إليها اللصوص . .
و ألف دينارٍ في يد جاهلٍ تصبح حفنة مِنَ التراب ، و حفنة مِنَ التراب في يد المتعلِّم تتحوَّلُ إلى ألف دينار ؛ قال علي بن أبي طالب :
" يا كميل ، العلم خيرٌ مِنَ المال ، العلم يحرسك و أنت تحرس المال ، و العلم حاكمٌ و المال محكومٌ عليه ، و المال تُنقِصُهُ النفقة ، و العلم يزكو بالإنفاق " .
و العلم يحطِّم الغرور ؛ و الغرور هو قشرة الموز التي تتزحلقُ بها و أنت تتسلَّقُ جبل النجاح ؛ يقول رسول الله صلوات الله و سلامه عليه :
" سَــلُــوا الله عـلـمــاً نــافــعــاً و تــعـــوَّذوا مِــن عــلــمٍ لـا يــنــفــع " رواه ابن ماجه
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.