قضاء و قدر

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع diyala
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
إحساس المؤمن بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بمقادير كبيرة من الطمأنينة في فؤاده
إذ مهما اضطربت الأحداث و تقلبت الأحوال فلن تبت إلا المشيئة العليا : قال الله تعالى :(و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون)
و هذا يفسر ركون المسلم إلى ربه يعد أن يؤدي ما عليه من واجب
إنه يتوكل عليه و يستريح إلى ما يتمخض عنه المستقبل من نتائج بعد ما بذل جهده فيما وكل إليه من عمل و إعداد و احتياط
و الحق أنه لا معنى لتوتر الأعصاب و اشتداد القلق بإزاء أمور تخرج عن نطاق إرادتنا
قد يقرع الأنسان سن الندم على تفريطه و قد يستوجب أقسى اللوم على تقصيره
أما أن يطلع القدر عليه بما لا دخل له فيه فهو ما لا مكان فيه لندم أو ملام و بالتالي لا مكان فيه لقلق أو ريبة
و من ثم نستقبل هذه الدنيا بيقين و شجاعة و يعجبني قول علي :
أي يومي من الموت أفر ؟ يوم لا يقدر ؟أو يوم قدر؟
يوم لا يقدر لا أحذره و من المقدور لا ينجو الحذر
بهذا المنطق يواجه الرجل العطوب و هو جريء
أما إذا فرغت نفسه من الله و نظر إلى الأحداث كأنها موج يتدفعمدا و جزرا يغرق فيها من يغرق و ينجو من ينجو فإنه يحيا بفؤاده هواء تلعب به الأحداث و الظنون
قال الله تعالى :(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون *قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين)
يعنون كسب المعركة بالنصر أو الموت فيها دون الظفر بها و هو حسن كذلك لأن ما عند الله من مثوبة محفوظ مضمون
أما الذين لا دين لهم فهم إن انتصروا أو انهزموا بين عذابين :آجل أو عاجل قال الله تعالى :(نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو يأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون)
هذا موقف المؤمنين بالأقدار يتسم بالقوة و التحدي و لا شائبة فيه لريبة أو استخذاء
غير أ، كثيرا من الناس يجهلون هذه الحقيقة أو يجحدونها و يباشرون أعمالهم و هم يحملون بين جوانبهم هموما مقيمة و مشاعر عقيمة
و هم لا يجزعون من أحزان تصيبهم فحسب بل يجزعون من أحزان يتوقعونها و يفترضون أن المستقبل قد يرميهم بها
قال ديل كارنيجي :(لكن كثيرا من الرجال الناضجين لا تقل مخاوفهم سخفا عن مخاوف الأطفال و الصيبان و في استطاعتنا جمبعا أن نتخلص من تسعة أعشار مخاوفنا توا لو أننا كففنا عن اجترار خواطرنا و استعنا بالحقائق المدعومة بالإحصاء لنرى إن كان هناك حقا ما يبررتلك المخاوف)
 
رد: قضاء و قدر

لا الله الا الله

كل الشكر لموضوعك الجميل ديالا بالانتظار المزيد من مواضيعك

لكي مني اجمل تحية
 
عودة
أعلى