سجود نبي الله يعقوب لابنه!؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team



20.gif


سجود نبي الله يعقوب لابنه!؟





في الآية 100 من سورة يوسف (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً)كيف يُمكن لنبي الله يوسف (عليه السلام) وهو نبيّ الله يسمح لأحد أن يسجد له ويعبده من دون الله؟!
كيف يمكن لنّبي العظيم يعقوب أن يُقدم على مثل هذا الأمر؟!
كيف يمكن للقرآن الكريم أن يعبّر عنه بأنّه عمل جدير أو على الأقل عمل مجاز؟!



إجابة الشيخ محمد السند:

اقتباسقد اختلفت اقوال المفسرين في تفسير سجود أخوة يوسف عليه السلام وأبواه له ، وكذا في سجود الملائكة لآدم عليه السلام ، فقيل : ان السجود عندهم يجري مجرى التحية . وروي عن الصادق عليه السلام انه قرأ وخروا لله ساجدين ، وكذا في سجود الملائكة لآدم فبما أنّه كان بأمر الله تعالى فكان سجوداً لله تعالى في الحقيقة وطاعة له ، وقيل : أنه سجود لله تعالى وجعل آدم قبلة لسجودهم ، كما في جعل بيت موسى وهارون عليها السلام في مصر قبلة لصلاة بني اسرائيل ، وعلى أي تقدير فلا يجوز في شريعة الإسلام السجود لغيره تعالى ، لكن لو فعله شخص لآخر بقصد التحية والاحترام لكان عاصياً لا انه يستحق صفة الكفر أو الردة ؛ وذلك لأن الافعال حكمها انما هو بحسب المقصود ( انما الأعمال بالنيات ) فبمجرد إتيان هيئة السجود لا يعني هو القيام بالعبادة الخاصة المصطلحة ، كي يكون الشخص المزبور عابداً لغيره تعالى ، كما هو الحال في من ينحني لتناول شيئاً من الارض فانه لا يطلق عليه أنه راكع عابد لذلك الشيء .



من كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل:

السجود المشار إليه في الآية ـ محلّ البحث ـ إِمّا أنّه كان «سجدة الشكر» لله تعالى الذي أولى يوسف هذه المواهب والمقام العظيم، وفرّج عن آل يعقوب كربهم وأزال عنهم همومهم، وهذا السجود في الوقت الذي كان لله، بما أنّه كان من أجل عظمة موهبة يوسف، فإنّه كان يعتبر تعظيماً وتكريماً ليوسف أيضاً، ومن هذا المنطلق فإنّ الضمير في (له) الذي يعود على يوسف قطعاً ينسجم وهذا المعنى تماماً.
أو أنّ المراد من السجود هو مفهومه الواسع، أي الخضوع والتواضع، لأنّ السجدة ـ أو السجود ـ لا يأتي أي منهما بمعناه المعروف دائماً، بل ربّما يرد بمعنى الخضوع والتواضع أحياناً، فلذا قال بعض المفسّرين: إنّ التحيّة أو التواضع المتداول آنئذ كان الإنحناء والتعظيم، وأنّ المراد من السجود في الآية هو هذا المعنى.
إلاّ أنّه مع الإلتفات إلى جملة «خرّوا» التي يعني مفهومها الهويّ نحو الأرض فإنّه لا يستفاد من السجود في الآية الإنحناء والخضوع (هنا).
وقال بعض المفسّرين العظام: إنّ سجود يعقوب وإخوة يوسف وأُمّهم كان لله سبحانه، إلاّ أنّ يوسف كان ـ بمثابة الكعبة ـ قبلةً لهم، ولهذا جاء في بعض تعابير العرب قولهم: فلان صلّى للقبلة.
إلاّ أنّ المعنى الأوّل يبدو أقرب للنظر، وخاصّة أنّ بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تقول: «كان سجودهم لله، أو عبادةً لله».


 
عودة
أعلى