صناع السعادة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع diyala
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
تروي الأسطورة الصينية أن شيخا أراد أن يعرف الفرق بين السعداء و التعساء فذهب و سأل أحد الحكماء قائلا : هلا أخبرتني ما الفرق بين السعداء و التعساء ؟ قاده الحكيم إلى قصر كبير فما أن نزلا إلى البهو حتى شاهد أناسا كثيرين تمتد أمامهم الموائد عامرة بأطيب الطعام و كانت أجسادهم نحيلة و تبدو على سماتهم علامات الجوع كان كل منهم يمسك بمعلقة طولها أربعة أمتار لكنهم لا يستطيعون أن يأكلوا فقال الشيخ للحكيم : لقد عرفت هؤلاء إنهم تعساء
ثم قاده الحكيم إلى قصر آخر يشبه القصر الأول تماما وكانت موائده عامرة بأطايب الطعام و كان الجالسون مبتهجين تبدو عليهم علامات الصحة و القوة و النشاط و كانت في يد كل منهم ملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار أيضا فما أن رآهم الشيخ حتى صرخ قائلا : هؤلاء هم السعداء و لكني لم أفهم حتى الأن بين هؤلاء و أولئك ؟ فهمس الحكيم في أذنيه قائلا:
{ السعداء يستخدمون نفس الملاعق ....لا ليأكلوا بل ليطعم بعضهم بعضا ف الأنا التعاسة ... ونحن طريق السعادة }
كلنا نعيش هذه الحياة غير أن كل واحد منا يحياها بطريقة مختلفة و يتفاعل معها ويراها بشكل مختلف و بيننا أناس استطاعوا أن يحيوها سعداء ليس لأنهم نالوا ما يريدون بل لأنهم تعاملوا مع كل فيها بحكمة و فن فذاقوا حلاوتها و خرجوا من بوتقة ذواتهم إلى فضاء العطاء الرحب حين فكروا في الأخرين في الأباء الذين يأنسون بهم و شريك الحياة الذي يعايشونه و الأصدقاء و الجيران الذين يتعاملون معهم فلماذا لا نكون أنا و أنت من صناع اللحظات السعيدة لأنفسنا و لكل من حولنا ؟ لماذا لا نتجاوز الأنا و الذات لنفكر في { هو..و هي ..و هم .. و نحن } فالتمرس على الاهتمام بالأخرين و التفكير فيهم و محاولة إدخال شيء مما يرضي ربنا و يزين دنيانا و يخرجنا من ظلام أنفسنا إلى أنوار العطاء الرحب
فلنجلس إذا و لنفكر في الأقرب فالأقرب منهم و لنحرص على البذل و العطاء فتمام المتعة أن نرى الآخرين يستمتعون و تمام السعادة أن نرى الآخرين سعداء لكن الشيء لا يعطيه و المفلس من كل شيء لن يهب الكثير للآخرين أي شيء فكل منا يمتلك الكثير و يستطيع أن يهب الكثير من الحب و من المرح و من الكلمة الطيبة و الاستماع لهموم الآخرين و المشاركة في الأحزان و الأفراح و المشاركة في تحقيق أحلام الآخرين ولو كانت صغيرة فأبواب العطاء كثيرة و كلنا قادرون عليها لو صدقت النوايا و حسن التوجه فقف في هذه اللحظة و انظر إلى إمكاناتك و تلذذ بالعطاء فذلك من أحب الأعمال إلى الله
 
عودة
أعلى