جنبلاط: آن الأوان لسقوط الأسطورة الكاذبة التي تعتبر حافظ الأسد قائداً ملهماً

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
904.gif

اعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان مفارقة مصادفة ذكرى اغتيال كما جنبلاط مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة السوريّة في 15 آذار ليست مجرد مصادفة فكل المبادئ التي آمن بها كمال جنبلاط وإستشهد في سبيلها ينادي بها الشعب السوري المناضل رافضاً القمع والديكتاتوريّة، ومطالباً بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطيّة والكرامة.
واكد في موقفه الاسبوعي لـ"الانباء": لقد كسر الشعب السوري حاجز الخوف الذي لم يهابه كمال جنبلاط يوماً بل رفع شعاره الشهير: "لن أدخل السجن العربي الكبير". فها هو كمال جنبلاط ينتصر اليوم على المقصلة التي إستهدفته منذ 35عاماً وها هي الشعوب العربيّة تخرج من السجون ومن خلف القضبان الواحدة تلو الأخرى.
واضاف "لقد وقف كمال جنبلاط منذ 35 عاماً رفضاً للدخول العسكري السوري إلى لبنان الذي كان بتفويض أميركي ـ عربي لضرب اليسار اللبناني وضرب التنوع والديمقراطية في لبنان وبدء عهد الوصاية السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، مؤكداً على القرار الوطني اللبناني المستقل وضرورة التفاهم بين اللبنانيين للحيلولة دون إنزلاق لبنان الى الاقتتال والتوتر. ونفذ النظام السوري قراره بتصفية اليسار من خلال إغتيال كمال جنبلاط وشخصيات ورموز وطنية أخرى بهدف مصادرة قرار المقاومة الوطنية وإستلحاقها بمنظومة المحاور التي تتخطى مصلحة لبنان. وأكمل النظام مخططه من خلال الامساك التدريجي بكل مفاصل الدولة في لبنان ومصاردة القرار الوطني المستقل".
واعتبر "ن الدخول السوري الى لبنان هدف الى ضرب القرار الوطني الفلسطيني المستقل وذلك من خلال إستهداف قيادات فلسطينية والقيام بخطوات عديدة لاسترهان الفلسطينيين في لبنان وتقاطع ذلك في وقت لاحق مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 وتلته حرب المخيمات.
واردف جنبلاط "لقد وقف كمال جنبلاط منذ 35 عاماً رفضاً لنظرية الاقليات مطالباً بإخراج لبنان من نظامه الطائفي والمذهبي، وهي النظرية التي وظفها النظام السوري لتطبيق الحكم العائلي في سوريا على مدى عقود، وقام من خلالها بتصفية كل الخصوم السياسيين في داخل سوريا وإعتقل عشرات الآلاف من المفكرين والصحافيين والناشطين والمواطنين ومن بينهم العلويين لاحكام سيطرته وسطوته الكاملة، وهو ما كان قام به حافظ الأسد في إنقضاضه على رفاقه في البعث منذ الستينات".
واكد انه "آن الأوان لسقوط تلك الأسطورة الكاذبة التي تعتبر حافظ الأسد قائداً ملهماً وهو الذي شكل وجوده في الحكم مأساة لعشرات الآلاف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين عبر سياسة الاعتقال والاغتيال والتصفية الجسدية. وهذه الأسطورة شبيهة في البعث والعبث بالنظام التسلطي في العراق الذي كان بطله صدام حسين".
ورأى ان البعث إستخدم نظرية الأقليات إياها في سبيل الدخول الى لبنان. وقد عكست فكره الشمولي الآحادي الذي بطبيعته يرفض كل إعتراف بالآخر، وهو عبر برفضه الاعتراف بلبنان وفلسطين، وتقاطع موضوعياً في ذلك مع النظرية الأقلوية الصهيونية كذلك التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وسيبّين التاريخ أن المواجهات التي حصلت على الساحة اللبنانية لم تكن الا مجرد مصادفات لا سيما عندما تخطى الحاكم الاسرائيلي أو الحاكم السوري الخطوط الحمراء التي كانت مرسومة سلفاً بالاتفاق والتراضي.
واضاف "ها هو الشعب السوري اليوم يقف الوقفة ذاتها.هو يطالب بالحرية والديمقراطيّة رفضاً للاذلال والقمع والاستبداد. يقف الى جانب فلسطين وقضيتها، بعد أن حكم البعث سوريا لخمسة عقود بإسمها في وقت لم يكن يعترف بوجودها. لقد توقع كمال جنبلاط نهاية الفكر الشمولي بكل أشكاله، وها هي توقعاته تصح اليوم، فالشعوب العربيّة تنتفض من أجل كرامتها وحريتها.هو الذي رفع شعار: "من تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق".
واردف جنبلاط "ها هو الشعب السوري اليوم، بعد مرور عام من القتل المستمر دون هوادة تراه لا يتراجع بل يزداد تمسكاً بحقوقه ومطالبه.فكلما إزدادت وتيرة القتل، إزداد عناداً وإصراراً وتمسكاً بحريته السياسية، مدركاً أن التراجع الآن سيعني العودة الى غياهب الظلم والظلام لعقود وعقود جديدة. ها هو الشعب السوري يعلن أن إسقاط بابا عمرو لن يكون نهاية المطاف، فهناك إدلب واللاذقية وحماة والعشرات من المدن والبلدات السورية التي لن تتراجع مهما كان الثمن فكل التحية للثوار والمناضلين والمناضلات ولعشـرات الآلاف من المعتقلـين السياسيين والمفقوديـن ومجهولـي المصير، مع الاستنكار والشجب والادانة لما آلت اليه الجهود العربية والدولية التي تراجعت من المطالبة بتنحي الرئيس والانتقال السلمي للسلطة والافراج عن المعتقلين وكشف مصير المفقودين ووقف إراقة الدماء وسحب الجيش من المدن، وهي بنود المباردة العربية، إلى مساواة القاتل بالمقتول والظالم بالمظلوم والعجز حتى عن دخول فرق الاغاثة الطبية والانسانية الى المناطق المنكوبة".
وحبذا لو أن التأثر الشديد الذي بدا على وجوه البعض بعد إنتخابات ديمقراطية شفافة وإنتخابات حرة، كان يبديه على شهداء حمص وحماه وإدلب وسائر المناطق السورية!وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فأين هو تضامن بعض الدول العربيّة مع الثورة السورية وهي التي لم تجف دماء شهداء ثوراتها بعد، فهل الوصول الى المناصب العليا يُنسي النضالات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية؟
 
عودة
أعلى