دنا نحن الخمسة لا غير كنا شهودا على وفاة هتلر".الرجل الذي اغرق اوروبا في اعنف نزاع
ما زال عامل الاتصالات الهاتفية السابق روشوس ميش يذكر تلك اللحظة قبل ستين سنة وتحديدا في 30 نيسان 1945، حين فتح باب الغرفة في الموقع المحصن حيث كان ادولف هتلر انتحر للتو مع زوجته ايفا براون.
وميش البالغ من العمر اليوم 88 عاما، هو آخر من بقي على قيد الحياة من المجموعة الصغيرة التي رأت الديكتاتور النازي ميتا في الموقع المحصن تحت الأرض في وسط برلين المهدمة قبيل سقوطها امام الجيش الاحمر.
وروى ميش: "كان هتلر جالسا في مقعد وقد انهار على الطاولة فيما كانت ايفا براون ممددة الى جانبه. رأيته بام عيني، كنا نتوقع ذلك. الامر لم يحصل من باب الصدفة. كنا نستعد للنهاية".
ويقول ميش الذي كان في الثامنة والعشرين آنذاك "الغرفة حيث كنت اعمل كانت في الطرف المقابل للمدخل المؤدي الى جناح هتلر، ومع اقتراب القوات الروسية التي لم تعد سوى على مسافة بضع مئات الامتار من الموقع المحصن، ودع هتلر الموظفين العاملين في خدمته وطلب الا يدخل عليه احد".
كذلك اعطى تعليمات الى سكرتيره وذراعه الايمن مارتن بورمان الذي وقف في اليوم السابق شاهدا على زواجه، باحراق جثته، حتى لا تلقى مصير حليفه بينيتو موسوليني الذي اعدم وبقيت جثته معروضة على الحشود في ساحة عامة.
ويتابع ميش: "ان هتلر وايفا براون دخلا بعد ذلك الى شقتهما واغلقا الباب. لا اعرف كم من الوقت مضى، ربما ساعة او ساعتين. لم اسمع الطلقة النارية بنفسي لانني كنت اعمل على اجهزة الهاتف، لكنني سمعت احدا ما يصيح لينغي، لينغي، اعتقد ان الامر وقع ". ولينغي هو خادم هتلر الشخصي.
كان الرجل الذي اغرق اوروبا في اعنف نزاع في تاريخها وقتل ملايين اليهود، منهارا فوق طاولة وفي رأسه رصاصة، فيما ايفا براون ممددة ارضا جثة هامدة.
وبحسب المؤرخين، فان هتلر اعطى سما لزوجته قبل ان يطلق رصاصة في رأسه، ثم احرقت الجثتان في فناء الموقع المحصن فيما ادى المقربون التحية النازية.
ويذكر عامل الهاتف السابق ان القادة ارادوا جميعا اجلاء هتلر جوا، لكنه رفض مؤكدا عزمه على البقاء في برلين، موضحا ان هتلر ظل حتى النهاية يتوقع ان يخرج البريطانيون عن تحالفهم مع روسيا الشيوعية.
وقدم ميش مساهمة في فيلم "السقوط" للمخرج اوليفر هيرشبيغل، وهو فيلم ضخم يروي آخر ايام هتلر، اثار ردود فعل حادة ومتباينة ولقي نجاحا دوليا كبيرا منذ بدء عرضه في ايلول. ويؤكد ميش ان الفيلم يتضمن مغالطات ولا سيما بتصويره الموقع المحصن على انه مجمع ضخم ذو غرف كثيرة، قائلا: "في الواقع الموقع المحصن حيث كنا نحن كان ضيقا جدا ولم نكن كثرا فيه، فقط خمسة اشخاص. وح