خمر لينابيع البحر

خمرٌ لينابيع البحر
وقمح لسهول الذاكرة .
ولي كلّ المسافات المدمّاة
لم أسأل عن النهايات إذ امتشقت جرحي
وماتبقى من حنّونٍ لأصوغ البداية..
كانت الريح تنوح في الصحارى
تفتش عن ظلي ..
وعن أسراري..
لكنّ ظلّي كان صامتاً
ينسج للصغار في الليالي الباردة
دفء الحقيقة.
قلت للبحر
خذني للمدى الأخير من القصيدة
واغرس أمنيتي في جوف موجة حمقاء ترتاد الشواطئ
لكنني عدّت من الميناء بلا قارب
وكانت شباك الصيادين حزينة.
قلت للبحر
قاموسك متخم بالدموع وبحكايا المنافي البعيدة
لكنني زرعت فيه دالية،
وبنيت عشّاً من سطوري
للطيور المهاجرة.
منسيٌ أنا..
ولا حكاية للحكايةِ..
سوى ماتبقى من أنّات الجدات في ظلال خيامٍ
أجترّ ملح الشقيق يرشه على جرحي..
وأجتر ذلّ الخيام..
أنا لست أنا..
وأنت أيها الظل لست لي..
أنت أيها البحر لست لي..
لي قدرٌ أن أكونَ ككلام الله صافياً نقياً
يحملني أحرار في قلوبهم وإن صلبوا في الساحات..
قلت للبحر
سأكتب لك شعراً
وللرمل قصائد..
وأغزل من عروقي للحلم جدائل..
فقرّب إليك ما استطعت جرحي
ولاتبقني عند الهاوية
سأنزف بين يديك.. وأرتمي
كما النوارس بعد ليلة عاصفة..
قلتُ .. وقلتُ..
ألقيت ورداً لموج البحر
وأقمتُ أيقونة للذاكرة..
فصاحت بي العواصف..
اكتب وصيتك الأخيرة
وابدأ مسيرتك الحزينة
نحو تخوم العاصفة.
 
يا لروعه هذا البستان
الحافل باجمل العبارات
وارق الحروف
كلمات رائعه جدا
دام حرفك بعبق غاليتي
 
عودة
أعلى