Kurd Day
Kurd Day Team

حاوره: لقمان محمود*
يمتلك الشاعر والمترجم ئاوات حسن أمين مشروعاً شعرياً وترجمياً و وجودياً بالمعنى العميق للكلمة. إذ يسجل تجربة شعرية لها مسارها ولغتها وآليات اشتغالها، بكثير من التمايز والتفرد. ولعل من أبرز خصائص قصيدة هذا الشاعر هي الكثافة الحسية والوجدانية بقلقها واوجاعها واسئلتها الانسانية.
للإقتراب أكثر من عالم ئاوات حسن امين، سأعود إلى مراهنة الشاعر الحقيقية على الشعر، بإعتباره رهان حياتي يتكرر في أكثر من كتاب ضمن كتبه الـ (18) الموزعة بين الشعر والترجمة والمسرحية وكتب الاطفال.
حصل الشاعر على عدة جوائز وشهادات تقديرية منها: - شهادة تقديرية من المهرجان الثقافي الاول للجواهري في بغداد، عام 2003.
- جائزة وزارة الثقافة من حكومة إقليم كردستان، عام 2003. - درع الثقافة العراقية، من الملتقى الثقافي العراقي في عام 2005.
- شهادة تقديرية من مؤسسة بدرخان في القاهرة، عام 2008.* كما شارك في أمسيات شعرية في كل من العواصم التالية: هولير، بغداد، بيروت، القاهرة، وعمان.
يعمل حالياً – في السليمانية – خبيراً ثقافياً في المديرية العامة للثقافة والفنون، التابعة لوزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان.
عن الشعر والترجمة، كان لنا هذا الحوار معه.
*كيف قرأت المشهد الشعري في كردستان العراق، في كتابك (مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين)* ؟
- إذا أردنا أن نقرأ* المشهد الشعري في كردستان، علينا أن لا ننظر نظرة أحادية الجانب، لآن المشهد الشعري أوسع من أن تحتويه أنطولوجيا واحدة، أو مختارات معينة لشعراء معيّنين، فشعراء الكرد مقسمين على جغرافيا واسعة جدا (فمثلا هناك شعراء الداخل وشعراء الخارج) وهناك شعراء (شعراء لهم صدى واسعاً وأصواتاً مميزة، وشعراء عاديون يواكبون المسيرة الشعرية من دون إضافات)، وهذا بدوره يترك الظلال على أية محاولة جدية، يقوم بها الباحث والمترجم على مفردة الأدب الكردي بصورة عامة، والمشهد الشعري بصورة خاصة.
من هذا المنطلق أقول أنني في مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين، أو كما سمّيت بأنطولوجيا لشعراء أكراد معاصرين من قبل مجموعة من المثقفين والنقاد بما فيهم شخصك الكريم، أقول أنني عملت على أتجاهين: أولهما، أخذ الاصوات الجدية الفاعلة في تطوير المشهد الشعري الكردي. وثانيهما، عدم إغفال الأصوات المهمشة التي لم تسلّط عليهم الأضواء، مع الأخذ بعين الاعتبار الموقع الجغرافي والمساحة الواسعة والأجيال الشعرية المتشعبة.
حيث أخذت المساحة الزمنية لكتابي هذا لما بعد الستينات من القرن الماضي، أي شعراء السبعينات والثمانينات والتسعينات، مع نماذج شعرية لشعراء ما بعد هذه الاجيال، لكي أعطي صورة واضحة عن هذا المشهد . وهذا بحسب رأيي، وبحسب قراءتي الشخصية توكيد على أنني قد أعطيت في مختاراتي هذه صورة موجزة عن الشعر الكردي المعاصر، والدليل على ذلك، هو هذا الكم الهائل من المقالات والدراسات التي كتبت عنه.
*إذن، كيف تقيمون المشهد الشعري الكردي الراهن ؟
- المشهد الشعري الكردي الراهن* كسائر مفاصل المجتمع الكردي، يحتوي الجيد والرديء . لكنني كشخص ملم بالترجمة* ولي محاولاتي المتواضعة ولي إطلاعاتي على مجريات الأدب الشعري العربي والأجنبي، أرى وأحس بأن للكرد نماذج رائعة من الشعر وأسماء مرموقة في السياق التأريخي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نماذجنا القديمة من شعرائنا الكلاسيكين أمثال (أحمد خاني ومولوي ونالي ومحوي ...إلخ ) وشعراؤنا في العصر الحديث أمثال (عبد الله كوران وجكه رخوين* ...إلخ )وشعراؤنا المحدثين أمثال ( شيركو بيكه س ولطيف هلمت وعبدلله بشيو )وشعراء حداثويين أو الموديرن أمثال (سليم بركات وبختيار علي وآخرون ).
هذه النخبة من الشعراء لايقلّون أهمية و إبداعاً عمن واكبوا المسيرة الشعرية العربية والعالمية. هذا إضافة إلى أن هناك جيلاً جديداً من الشعراء سيكون لهم شأن مهم في الشعرية الكردية مستقبلاً.
*وكيف تصف علاقتك بالترجمة في هذه المختارات المترجمة إلى اللغة العربية ؟
- قبل أن أجيب على سؤالك، أحب أن أنوّه الى شيء جد مهم، وهو أن علاقتي مع الترجمة، هي علاقة* قديمة قِدَم قصيدتي الأولى في عام 1980، المكتوبة قبل 31 عاماً.
حيث ترجمت في ذاك الوقت دراسة عن رواية “الأيام” للدكتور طه حسين، ومنذ ذاك التأريخ وحتى الآن القصيدة والترجمة تسيران معاً جنبا إلى جنب من دون أن أخسر نفسي كشاعر وكمترجم.
فإذا أعجبني أيّ نص (قصيدة، دراسة، مقالة، قصة قصيرة) لا أتوانى عن ترجمته.
ولي في ذلك عدّة إعمال مترجمة، منها دواوين كاملة ، أو قصائد مختارة، حيث ترجمت إلى اللغة الكردية لكل من : كاظم السماوي ،آل ياسين، ياسين طه حافظ، خزعل الماجدي، أمل الجبوري، أسكندر حبش، محمود درويش، محمد علي الخفاجي، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري،* أحمد عبدالمعطي حجازي، محمد عفيفي مطر، أمل دنقل ،عبدالمنعم رمضان، قاسم حداد، وآخرين.
*برأيك، هل أخذت القصيدة الكردية نصيبها من الانتشار عراقياً وعربياً ؟
- بما أن حركة الترجمة لاسيما ترجمة النصوص الشعرية إلى اللغة العربية حديثة العهد، فإن ذلك قد أنعكس سلبا على تأخير انتشار الشعر الكردي، وما ترجم من الشعر الكردي قليل جدا، بسبب غياب مؤسسات متخصصة للترجمة، لذلك ما ترجم حتى الان قليل جدا ، وهذا القليل يخضع - أحيانا- للمزاج الشخصي للمترجم.
وبرغم ذلك ظهرت بعض الانطولوجيات المهمة كانطولوجيا (أرواح في العراء) للشاعر و الناقد عبدلله طاهر البرزنجي، وانطولوجيا (قصائد من بلاد النرجس) للشاعر والقاص حسن سليفاني. الى جانب ترجمات اخرى متفاوتة في الحجم وفي النوعية. هذا القليل، جعل* التواصل ممكنا بحيث أخذ الشعر الكردي المترجم إلى اللغة العربية نصيبه من الإنتشار.
*ما مستوى هذا الانتشار بالنسبة لديوانك (مملكة ما وراء خط الاستواء) المترجم الى اللغة العربية والصادر عن دار الينابيع في سوريا ؟
- منذ بداياتي الأولى اعطيتُ أهتماما كبيرا لنشر قصائدي باللغة العربية سواء أكانت مترجمة أو مكتوبة أصلا باللغة الضاد. وهذا ما جعل الباب مفتوحا لي منذ البداية كي يكون لي قراء بالعربية. فقد* كانت لي إسهامات جادة في نشر قصائدي في المجلات والصحف المعروفة داخل وخارج العراق . لذلك ما ان قمت بنشر ديواني (مملكة ماوراء خط الإستواء) في عام 2005 ضمن منشورات دار الثقافة والنشر الكردية في بغداد حتى لاقى صدى واسعا جدا،** حيث كتب عنه خيرة النقاد أمثال: علي حسن الفواز ،ناجح المعموري،* د.سمير الخليل، حسب الله يحيى، د. ناظم عودة، جبار الكواز، لقمان محمود، رشيد هارون ،بشار عليوى ،عبدالسادة بصري، عبد الكريم يحيى، عبدالزهرة، لازم الشباري ،وليد سيفو* و آخرون. وهذا ما دفعني الى أن أجازف وأقوم بطبع الديوان للمرة الثانية في سوريا ضمن منشورات دارالينابيع في دمشق سنة 2009.
يعد ديواني هذا، في طبعته الثانية ، الجزء الأول من أعمالي الشعرية الكاملة، حيث احتوى على خمس مجاميع شعرية. وقد إستقبل النقاد هذه الطبعة بنفس حفاوة الطبعة الأولى، هذا اضافة الى ان الكتاب قد وزع بشكل جيد في بعض المكاتب المصرية واللبنانية والاردنية.
*وماذا عن الشعراء الكرد في كردستان سوريا ؟ وهل تصل إليك نتاجاتهم الأدبية ؟
- حسب متابعتي المتواضعة ، كانت هناك في كردستان سوريا حركة شعرية دؤوبة ونشطة منذ الثلاثينات من القرن الماضي على يد جكر خوين و أوصمان صبري وقدري جان. هذه الحركة الشعرية الكلاسيكية بقيت مستمرة حتى منتصف السبعينات ليظهر جيل جديد بأدواة جديدة وبروح جديدة وبوعي جديد، ربما افضل مثال على ذلك: الشاعر سليم بركات،* هذا اضافة الى اسماء أخرى لها حضورها في المشهد الشعري الحديث، امثال: لقمان محمود، *دلشا يوسف، فتح الله حسيني، هوشنك درويش، فرهاد عجمو..إلخ.
عن "صحيفة "الاتحاد" البغدادية