الفنان محصون قرمزي غول و النجومية تحت ظروف طائلة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
هذه المرة و بعيدا عن السياسة و أزماتها، سأتوقف عند فنان كردي معروف إستطاع أن يشق طريقه إلى النجومية بمشقة كبيرة تحت ظروف طائلة في تركيا و التي تثقل كاهلها النزاعات الداخلية* الطويلة الأمد بين الكرد الذين تعرضوا و ما يزالون لشتى أنواع الإنكار و الإنصهار و التنكيل، و بين الأنظمة التركية التي لم تغير من سياساتها تجاه القضية الكردية حتى الآن. حيث لاقى الفن و الفنانين من اصول كردية الضيم و التنكيل و الإقصاء، فكان مفروضا عليهم إما أن يجردوا أنفسهم من هويتهم القومية و يلغوا كرديتهم ليكون لهم مكانا بين أهل الفن، أو يعانوا التجريد والقمع و الإقصاء و النفي و التنكيل و يقاوموا بشق الأنفس ليظهروا للحياة.

** و كمثال على النموذج الأخير الذي قدمناه، هناك الفنان الكردي الأصل ( محصون قرمزي غول) الذي بدأ كمغني و طور نفسه و فنه ليتحول إلى نجم لامع في سماء السينما و الدراما التركية، و ها هو ذا يخرج افلاما و مسلسلات درامية تحمل رسائل كثيرة للإنسانية حول المعاناة المزدوجة للمجتمع الكردي في تركيا نتيجة إقصائه من جميع أنواع التنمية الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية، و تركات الحروب و الكفاح المسلح الذي يخوضه الكرد من اجل إستعادة هويتهم القومية و الثقافية.

و لكن لماذا الفنان قرمزي غول بالذات؟

** لأن الفنان قرمزي غول يتعرض في الأيام الأخيرة لهجمة معلنة ضده من قبل مجموعات تعاديه و تعادي أعماله الفنية و تكيل له الضغينة و توجه لأعماله إنتقادت غير بناءة بهدف التقليل من شأنه و شأن فنه، أولا لكونه كردي و يفتخر بكرديته و ثانيا لما تحمله *أعماله من رسائل واضحة للعالم. وإشتدت الهجمة بالأخص إثر البدء بعرض مسلسل درامي* من إخراج الفنان عبر الشاشة الصغيرة بعنوان ( الحياة مستمرة).

*** فالفنان محصون قرمزي غول و حسب الكاتب هادي أوز ئيشق- كاتب العمود في موقع إنترنيت خبر،أنه يقدم عملا رائعا من خلال المسلسل الدرامي ( الحياة مستمرة)، حيث إستطاع أن يعرض على الآباء* ما يعانيه ابنائهم بسبب ما جنته ايديهم.

يقول الكاتب:

في البداية تم تصنيف المسلسل كأضعف مسلسل يعرض على شاشات التلفزيون، لكنه و بعد عرض (3) حلقات منه، إستطاع أن يحصل على الدرجة الأولى، في الوقت الذي كان يعول البعض على أنه سيتم سحبه و منعه من العرض و ان قرمزي غول سيبوء بفشل كبير.

و يضيف الكاتب هادي أوز ئيشق لقوله:

منذ البداية كان هناك مجموعة لا تفهم أو لا ترغب في فهم ما يقدمه محصون قرمزي غول، و تعمل هذه المجموعة جاهدة إظهاره كفاشل و ضعيف و بسيط، و ذلك لسبب بسيط و هو أن قرمزي غول أراد أن يعري الحقائق و يوجه رسالة إلى العالم حول ما يعانيه المجتمع التركي.

** و مسلسل ( الحياة مستمرة) يطرح قضية إجتماعية شائكة تعاني منها المجتمعات الشرقية و المجتمع الكردي بشكل خاص و هي مسألة تزويج الفتيات الصغيرات برجال مسنين، و ما تليها من تداعيات سيئة على نفسية الفتيات الصغيرات و *بالتالي على أبنائها و* جميع أفراد المجتمع.

*** و من الجدير بالذكر أن* الفنان و المخرج السينمائي محصون قرمزي غول من مواليد دياربكر (26) آذار 1969،و هو أحد أفراد عائلة مؤلفة من (22) فردا. أنهى دراسته الثانوية في دياربكر، و إلتحق للدراسة في كلية الموسيقا و* بعد تخرجه بدأ كهاوي في عام (1980)، حيث أصدر (8) ألبومات غنائية. و أول ألبوم محترف له صدر عام (1993) و كان بعنوان ( إذا كان العالم هذا، فأنتِ الملكة)، و كان له صدى كبير و تصدر قائمة المبيعات الأولى.

و بعد ذلك دخل الفنان عالم الفن من أعرض أبوابه، و حقق النجومية، و بالأخص بعد تسجيله إنعطافا كبيرا في عالم السينما و الدراما و ذلك منذ عام 2007، عندما أخرج أول فيلم له بعنوان ( الملاك الأبيض)* و بعد ذلك أخرج فيلم ( رأيت الشمس) و تدور أحداثه حول معاناة الكورد المزدوجة نتيجة الحرب المفروضة عليهم في تركيا و الذي حقق نجاحا كبيرا، و أخرج فيلما آخر أكثر إحترافا و كان بإشتراك مع* فنانين أمريكيين و هو فيلم ( خمس منارات في نيويورك) و الذي يطرح قضية الإرهاب العالمي، و افلام أخرى.

*

*زاوية أسبوعية تنشر في صحيفة كردستاني نوي الكردية.

دلشا يوسف

*
 
عودة
أعلى