أسرار وتفاصيل جديدة: كيف قتل معمر القذافي؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
مصراتة (ليبيا)- وكالات: معمر القذافي الذي أسره مقاتلون ليبيون حياً قرب معقله، سرت، كما تثبت تسجيلات فيديو عديدة التقطت مباشرة، مات بعيد اعتقاله في ظروف ما زالت غامضة.
وقد طلبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل الزعيم الليبي المخلوع.
وفي صور ولقطات فيديو ظهر "قائد الثورة" السابق جريحاً لكنه حيّ ويتم جره إلى آلية من قبل حشد هائج. وقد بدا نصف وجهه مغطى بالدماء يحيط به رجال يتناوبون على دفعه ويشدون شعره. وقد قاموا بصفعه وضربه على كتفه.
وبعيد ذلك اختفى من على الشاشة بينما سمعت أصوات رصاص.
وفي سرت أكد مقاتل يدعى محمد الهويب شعبان لصحافية من وكالة فرانس برس انه كان حاضراً عند أسر القذافي وانتزع منه سلاحه وهو مسدس من ذهب. وأضاف إن القذافي كان يزحف في أنبوب اسمنتي.
وعند المدخل الغربي للمدينة قاد مقاتلون موالون

للمجلس الوطني الانتقالي مصوراً من فرانس برس الى قنوات اسمنتية تحت الطريق، قالوا ان القذافي أسر فيها.
وقالت مصادر متطابقة إن القذافي كان في طريقه للهرب من سرت في قافلة من الآليات استهدفتها ضربة لحلف شمال الأطلسي حوالي الساعة 8,30.
وصرح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه ان الطيران الفرنسي "أوقف" القافلة. وتدخل مقاتلون بعد ذلك ليدمروا الآليات "التي أخرجوا منها القذافي".
وكان صحافيون من وكالة فرانس برس على بعد نحو خمسين كيلومتراً عن سرت سمعوا في وقت مبكر من صباح الخميس دوي انفجارات كبيرة من المدينة المحاصرة، أقوى من تلك التي تنجم عن القتال كل يوم.
وبعد ثلاثين دقيقة، ارتفعت في سرت أعمدة من الدخان الأسود في السماء عند المدخل الغربي للمدينة حيث كان يسمع تبادل لإطلاق النار.
وأكد محمد ليث أحد القادة في مصراتة غرب سرت ان الدكتاتور المخلوع توفي متأثراً بجروح أصيب بها عند اعتقاله.
وقال إن "القذافي كان في سيارة جيب أطلق المتمردون النار عليها. خرج منها وحاول الفرار ولجأ إلى أنبوب لتصريف المياه. أطلق المتمردون النار من جديد فخرج حاملاً رشاشاً بيد ومسدساً باليد الأخرى".
وتابع انه "تلفت يمنة ويسرة وسأل: ماذا يحدث؟ فأطلق المتمردون النار من جديد مما أدى الى جرحه في الكتف والساق وتوفي بعد ذلك".
من جهته، أكد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل أن القذافي قتل برصاصة في الرأس.
وقال "عندما وجدوه كان في صحة جيدة ومسلحاً"، لكن "عندما تحركت الآلية علق في تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين الموالين للقذافي وثوار وقتل برصاصة في الرأس"، مؤكداً انه كان "على قيد الحياة حتى وصوله الى المستشفى".
وقبيل مساء الخميس، رأى شهود عيان جثة معمر القذافي على متن سيارة إسعاف في مركز تجاري في ضاحية مصراتة.
وبعد ذلك لاحظ مصور من فرانس برس وجود الجثمان في أحد منازل المدينة والتقط صورة بدا فيها القذافي عاري الصدر وبطنه مغطى بالدماء. وقد بدت آثار رصاصة في صدغه.

"ارحموني .. ارحموني"
والملابسات الدقيقة التي أحاطت بمقتل القذافي لا تزال غامضة إذ يجري تداول روايات متضاربة عن وفاته. ولكن تصوير ما قد يكون الساعات الأخيرة في حياة الزعيم الليبي المخلوع قدمت بعض المؤشرات على ما حدث.
وتوضح لقطات فيديو صورها أحد المارة وسط حشد وأذيعت لاحقاً عبر شاشات التلفزيون في أنحاء العالم أن القذافي كان لا يزال حياً عند القبض عليه قرب سرت وتظهر اللقطات القذافي وهو يجر من داخل صندوق سيارة ويجر على الأرض من شعره.
وصرخ البعض مطالبين بإبقائه حياً. ثم دوت أعيرة نارية. وابتعدت الكاميرا.
وأظهرت لقطات مصورة بثت على الانترنت القذافي يتوسل طلباً للرحمة بعد إلقاء القبض عليه في مدينة سرت مسقط رأسه.
وصرخ القذافي بصوت عال، وهو مضرج في دمائه في شريط فيديو رديء التصوير تم بثه على الانترنت :" ارحموني .. ارحموني. ألا تعرفون معنى الرحمة؟"
كما أظهرت اللقطات المقاتلين المناهضين للقذافي يصيحون في فرحة: "الله أكبر"، بينما سمعت أصوات طقطقة بندقية آلية.
ووصف القذافي المعارضين الذين ثاروا على حكمه المستبد الذي دام 42 عاماً بأنهم "جرذان" لكن في النهاية كان هو الذي تم الإمساك به وهو يختبئ في أنبوب لصرف النفايات والقاذورات.
وقال أحمد السحاتي -وهو مقاتل من قوات الحكومة عمره 27 عاماً كان بجوار أنبوبي صرف أسفل طريق سريع : وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه.
ويروي قصة الساعات الأخيرة في حياة الزعيم المخلوع مقاتلو القوات الحكومية ولقطات تسجيل مصورة ومشاهد مذبحة.
وقبيل صلاة الفجر يوم الخميس خرج القذافي ـ الذي كان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له يرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جابر ـ من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب لكنهم لم يبتعدوا كثيراً.
وقالت فرنسا إن طائراتها قصفت موكب مركبات عسكرية كان يقل القذافي قرب سرت في حوالي الساعة 30ر8 صباحاً يوم الخميس ولكنها قالت إنها غير متأكدة هل قتل القذافي في الهجمات أم لا.
لكن لم تكن هناك حفرة نجمت عن انفجار قنبلة تشير الى ان الضربة ربما نفذتها طائرة هليكوبتر حربية أو ان طائرة مقاتلة أطلقت مدافعها على القافلة.
وأظهرت التسجيلات المصورة القذافي وهو يترنح جريحاً لكنه كان مازال على قيد الحياة ويلوح بيده أثناء جره من شاحنة بواسطة حشد من جنود الحكومة الغاضبين الذين كانوا يوجهون إليه الضربات ويجذبونه من شعره.
وهتف شخص من بين الحشد يطالب بالإبقاء على القذافي حياً وصرخ مقاتل آخر صرخة مخبول مدوية. ثم اختفى القذافي من المشهد وسمع دوي طلقات نارية.

الأطلسي: قصفنا
11 عربة في قافلة كانت تقلّ القذافي

وقال حلف شمال الأطلسي في بيان ان طائرات تابعة له قصفت 11 مركبة كانت ضمن قافلة من المدرعات تسير بسرعة حاملة القذافي خارج مسقط رأسه في سرت يوم الخميس لكن الحلف لم يكن يعرف في هذا الوقت ان القذافي كان بين من تقلهم القافلة.
وتشير رواية حلف شمال الأطلسي عن الغارة الجوية التي أدت الى القبض على القذافي ومقتله الى ان القافلة التي فرّ فيها الزعيم السابق كانت اكبر كثيراً وان عدداً أكبر من العربات تعرض للقصف عما أعلن من قبل.
وقال بيان الحلف ان طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي قصفت 11 مركبة عسكرية تابعة للقذافي كانت ضمن قافلة تضم نحو 75 مركبة تناور حول سرت.
وقال البيان: هذه العربات المسلحة كانت تغادر سرت بسرعة وكانت تحاول العبور بالقوة عند مشارف المدينة. كانت العربات تحمل كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي تمثل تهديداً كبيراً للسكان المدنيين. واشتبكت طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي مع القافلة للحد من التهديد.
وقال الحلف في البداية ان مركبة واحدة دمرت وهو ما أدى الى تعطل القافلة وتفرق العديد من المركبات وتغييرها لمسارها.
وأضاف بيان الحلف: بعد التفرق واصلت مجموعة من نحو 20 مركبة بسرعة كبيرة للتقدم في اتجاه الجنوب نحو غرب سرت وظلت تمثل تهديداً كبيراً. اشتبك حلف شمال الأطلسي مع هذه المركبات بطائرة أخرى. وأظهر تقدير بعد الضربة ان نحو عشر عربات موالية للقذافي قد دمرت او تعطلت.
وقال البيان انه في وقت الهجوم الجوي لم يكن حلف شمال الأطلسي يعلم ان القذافي كان على متن القافلة مؤكداً انه ليس من سياسة الحلف استهداف الأفراد.
ومضى البيان يقول: علمنا لاحقاً من مصادر علنية ومعلومات مخابرات مشتركة ان القذافي كان في القافلة وان الغارة على الأرجح ساهمت في القبض عليه.
ولم يعط بيان حلف شمال الأطلسي تفاصيل عن الدول التي نفذت هذه الهجمات. لكن فرنسا قالت ان طائراتها عطلت القافلة بينما قال مسؤول في الحلف ان طائرة أميركية بدون طيار قامت بهجمات يوم الخميس.
وقال المتحدث باسم مفوضية اللاجئين روبرت كولفيل للصحافيين انه "في ما يتعلق بمقتل القذافي أمس (الخميس) فإن الملابسات لا تزال غير واضحة. نعتبر ان إجراء تحقيق هو أمر ضروري".
وأضاف "لا بد من إجراء تحقيق بالنظر الى ما شاهدناه إياه".
وأكد ان "شريطي الفيديو" اللذين تم بثهما ويصوران القذافي بعد القبض عليه "مقلقان للغاية".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لشبكة سكاي نيوز ان القذافي قتل على ما يبدو.
وأضاف "كنا نريد ان يحاكم على جرائمه أمام محكمة دولية او ليبية ولا نوافق على إعدامات خارج إطار القضاء لكننا لن نبكي عليه".
 
عودة
أعلى