
من بين العديد من المسلسلات التي تتناول سيراً ذاتية، والتي تعرضها الشاشات العربية خلال رمضان، أثار مسلسل "في حضرة الغياب" والذي يتناول السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الكثير من الاعتراضات والجدل بين جمهور المشاهدين، خاصة الجمهور الفلسطيني الذي يرى أن المسلسل لم يرق كثيرا لتناول شاعر بقامة وقيمة درويش، وما يمثله للوجدان الفلسطيني.
ووصلت الاعتراضات لحد إنشاء عدد من عشاق درويش صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يطالبون فيها بوقف المسلسل، كما رفض مثقفون وفنانون فلسطينيون العمل وطالبوا بوقف بثه، وحسب رأيهم فإنه لا السيناريو ولا الممثل فراس إبراهيم الذي يقوم بدور درويش صالح لأداء الدور.
وقال محمود أبو الهيجاء المستشار الثفافي في مؤسسة محمود درويش إن صورة درويش لا يمكن التأثير عليها من خلال عمل درامي، ونحن ندرك أنه قامة كبيرة، ولكنها مسألة عاطفية جدا بالنسبة للفلسطينيين ومحبي درويش، لأننا نشعر أننا أمام محاولة لجرح بهاء الشخصية، وهناك ارتجال في العمل والقائمون عليه لم يدرسوا جيدا شخصية درويش لتقديمه بالصورة المطلوبة.
وقال أبو الهيجاء إن تناول شخصية مثل درويش يتطلب جهدا إضافيا من البحث في سيرة الشاعر، ودوريش جزء من الرواية الفلسطينية، وغاب عن القائمين على العمل رؤية الشاعر في مواقفه الإنسانية والثقافية.
وأضاف أبو الهيجاء أن مسألة الحصول على ربح مادي سريع أو استغلال اسم كبير بحجم درويش ربما يكون وراء الخلل في العمل، وأشار إلى أن الممثل الذي قام بدور درويش في العمل، مختلف عنه في الخصائص الشخصية، فهو لم يعكس أنفة واعتزاز درويش بالنفس.
أما الإعلامي والناقد اللبناني زاهي وهبي فيقول إنه لا توجد محاذير حول تناول شخصية معينة، ولكنه انتقد ضعف العمل في العديد من الجوانب، وضرب مثلا بخلو أمسية ثقافية لدرويش يقدمها المسلسل على أنها كانت في باريس، من حضور كبير، رغم أن المعروف أن أمسيات درويش كانت تحظى بحضور كبير.