الذي يراك حين تقوم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع almkurdistan
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

almkurdistan

مراقبة عامة
. الذي يراك حين تقوم ..

بسم الله الرحمن الرحيم



المراقبة


قال ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " :

من منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة المراقبة ..
وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه..
فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة ..
وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..
رقيب عليه ..
ناظر إليه ..
سامع لقوله ..
مطلع على عمله ..
ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه ..
قال أحدهم : والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه ..




قال ذو النون : علامة المراقبة ..

إيثار ما أنزل الله ..
وتعظيم ما عظَّم الله ..
وتصغير ما صغَّر الله ..



وقال إبراهيم الخوَّاص :

المراقبة ..

خلوص السرّ والعلن لله جلَّ في علاه ..
من علم ..
أنَّ الله يراه حيث كان ..
وأنَّ الله مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانتيته ..
واستحضر ذلك في خلوته ..
أوجب له ذلك العلم واليقين ..
ترك المعاصي والذنوب ..

كان بعض السلف يقول لأصحابه : زهّدنا الله وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة فعلم أنَّ الله يراه فتركه من خشيته جلَّ في علاه ؛

أو كما قال .. الشافعي :

أعزّ الأشياء ثلاثة ..

الجود من قلة ..
والورع في خلوة ..
وكلمة الحق عند من يُرجى أو يُخاف ..

وقالوا : أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقات ..



قال ابن القيم :

والمراقبة ..
هي التعبد بأسمائه :

الرقيب ..
الحفيظ ..
العليم ..
السميع ..
البصير ..

فمن عقل هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاها حصلت له المراقبة ..

إذا أردت أن تعرف مدى إيمانك ..
فراقب نفسك في الخلوات..
راقب نفسك في الخلوات ..

إنَّ الإيمان لا يظهر ..
في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..
بل يظهر ..
في مجاهدة النفس والهوى ..

والله ..
ما صعد يوسف عليه والسلام ولا سعُد ..
إلا في مثل ذلك المقام ..
..{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ..


من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله ..
رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ..
وآخر دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال : إني أخاف الله ..
فقال: إني أخاف الله ..

أف للذنوب ..
أف للذنوب ..
ما أقبح آثارها ..
وما أسوأ أخبارها ..
وهل تحدث الذنوب إلا ..
في الغفلات ، والخلوات..

يا من لا يصبر لحظة عما يشتهي ..
قل من أنت ؟!..
وما علمك ؟!..
وإلى أي مقام ارتفع قدرك ؟!..
بالله عليك ..
أتدري من الرجل ؟!!..
الرجل والله ..
من إذا خلا بما يحب من المحرم ..
وقدر عليه ..
تذكر ، وتفكر ، وعلم ..
أنَّ الله يراه ..
ونظر إلى نظر الحق إليه ..
فاستحى من ربه ..

كيف يعصاه وهو يراه ..
كيف يعصاه وهو يراه ..

هيهات ..هيهات .. والله ..

لن تنال ولاية الله ..
حتى تكون معاملتك له خالصة ..

والله ..
لن تنال ولايته ..
حتى تترك شهواتك ..
وتصبر على مكروهاتك ..
وتبذل نفسك لمرضاته ..

الله ..الله ..
في مراقبة الحق جل في علاه..
الله ..الله ..
في الخلوات ..
الله ..الله ..
في البواطن ..
الله ..الله ..
في النيات ..
فإنَّ عليكم من الله عيناً ناظرة ..

{ فسبحان الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ..} ..
{ فسبحان الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
 
راقني جدا ما قدمتي هنا عزيزتي الم كل الشكر لك دوما ما تمتعينا ....
 
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه



قال ابن الأعرابي : ( آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله ، و بارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد )

وكان بكر المزني يدعو لإخوانه: ( زهّدنا الله وإياكم في الحرام ، زهادة من أمكنه الحرام و الذنب في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه )

وقال بعضهم : ( ليس الخائف من بكى فعصر عينيه ، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه )

إذا السر و الإعلان في المؤمن استوى *** فقد عزّ في الدارين و استوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سراً فما له *** على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا

قال أبو الدرداء : ( ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين و هو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله ، فيُلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين )

و قال سليمان التيمي : ( إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح و عليه مذلته )
و قال غيره: ( إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه و بين الله ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك الذنب عليه )

قال سفيان الثوري : ( إن اتقيت الله كفاك الناس ، و إن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً )

. جزاكَِ اللهُ خيرا ً أختي الحبيبة في الله علي هذا الموضوع القيم ، و اعذريني للمداخلة ،،

. باركَ اللهُ فيكَِ و غفر لكَِ و رضيَ عنكَِ ،،


... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
 
جان .. أزاديا منورين شباب..
جان لمرورك روعة لا يتقنها سوى أنت..
أزاديا بإضافاتك تحلى مواضيعي..
كل الشكر لكما..
الم..
 
عودة
أعلى