جوان
مراقب و شيخ المراقبين
2011/05/22

أ ف ب
شيعت مدينتا حمص وسقبا قتلى سقطوا السبت برصاص قوات الامن السورية وافاد احد الشهود من مدينة سقبا في ريف دمشق، ان اكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تشييع جنازة شخص قتل السبت في المدينة، واطلقوا هتافات تدعو الى اسقاط النظام، من دون ان تتدخل قوات الامن.
وكان ناشط حقوقي اشار الى سقوط جرحى السبت في سقبا عندما اطلقت قوات الامن السورية النار على متظاهرين.
كما شيعت حمص (وسط) الاحد القتلى الخمسة الذين سقطوا السبت برصاص قوات الامن لدى مشاركتهم في تشييع 13 شخصا قتلوا الجمعة.
وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في اتصال هاتفي مع فرانس برس انه “حصل اطلاق نار من قبل قوات الامن في حمص لدى تشييع قتلى السبت ولا تزال المنطقة الممتدة من تل النصر الى ساحة العباسية حيث تم التشييع محاصرة”.
ولم يكن القربي قادرا على تحديد ما اذا كان اطلاق النار تسبب بسقوط ضحايا.
كما اشار القربي الى “حصول اعتقالات في حمص وخاصة في منطقتي باب عمرو وباب السباع، وفي منطقة ادلب (غرب) وخاصة في مدن اريحا وبنش ومعرة النعمان وكفرنبل”.
من جهته اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى “اعتقال العشرات صباح اليوم (الاحد) في قرية خربة غزالة (ريف درعا) حيث فرض حظر التجول”.
وبث الموقع الالكتروني للفيديو “يوتيوب” شريطا يصور تظاهرة شارك فيها المئات قال انها جرت في مدينة حمص الاحد، واطلق خلالها المشاركون بحسب الشريط هتافات مثل “الله اكبر يا بلادي كفي” (اي استمري) بالاضافة الى شعارات مناهضة للنظام.
من جهة ثانية اعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وعن حرية التعبير المحامي خليل معتوق لوكالة فرانس برس ان السلطات السورية افرجت الاحد عن الناشط انور البني بعد ان انهى مدة الحكم الصادر بحقه بتهمة نشر انباء كاذبة.
واعتقل البني في ايار/مايو 2006 مع تسعة معارضين اخرين بعد توقيع اعلان “بيروت-دمشق، دمشق-بيروت” الذي دعا الى اصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا.
وحكمت محكمة الجنايات في دمشق على البني (51 عاما) في 24 نيسان/ابريل 2007 بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها مئة الف ليرة سورية بتهمة “نشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامة”.
كما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية الاحد قوله ان شرطيا قتل “مساء امس (السبت) بعد تعرضه لاطلاق نار من قبل عصابة ارهابية مسلحة في سقبا”.
واشارت الوكالة الى ان “عدد شهداء قوى الامن الداخلي وصل الى 32 شهيدا منذ بداية الاحداث التي تمر بها سوريا في الوقت الذي وصل فيه عدد الجرحى منهم الى 547″.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، ان حصيلة القتلى وصلت الى 1003 قتلى هم 863 مدنيا و140 من رجال الامن والجيش، منذ بداية حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا في منتصف اذار/مارس.
ولا تسمح السلطات لوسائل الاعلام الخاصة بالتنقل وتغطية اخبار الاضطرابات مما جعل من الصعب التحقق من المعلومات.
واعتبر ناشط في تعليق على سقوط ضحايا اضافيين خلال جنازات “ان القتل يزيد من الاحتقان الداخلي والحقد ويؤدي الى تأجج المشاعر”.
واضاف الناشط “ان الحل الامني اثبت عدم جدواه عندما فشلت حملة الاعتقالات والتعذيب التي عادة ما تثني المحتجين عن المشاركة في التظاهر، فشلت في جعلهم يعدلون عن الاستمرار”. وقال ان “القتل يشحن الناس حقدا ويدفعهم الى المشاركة تعبيرا عن غضبهم”.
وقال احد الناشطين لوكالة فرانس برس انه لا يمكن حل الازمة في غياب “حوار وطني مرتبط بالاطار الوطني السياسي وليس الخدمي”.
واشار الناشط الى ان “الشارع السوري وان كان لا يشارك بالكامل في التظاهر الا انه مستاء من الوضع” لافتا “الى ان الناس تتساءل الان عن وجهة الطريق الذي تاخذه البلاد وعن كيفية الوصول الى بر الامان”.
واعتبر الناشط ان “ما يتم طرحه حاليا من قبل السلطات السورية حول اجراء حوار وطني في كل المحافظات واللقاءات التي تتم مع الوفود الشعبية مجرد لعبة لا تجدي لانها تركز على المطالب الخدمية للمحافظات ولا تتم مع القوى السياسية”.
ولفت هذا الناشط “الى ضرورة اقامة حوار مع المعارضة والقيادات الحزبية في اطار حل وطني داخلي هو الوحيد الذي من شانه التوصل الى نتائج لحل الازمة”.
ياتي ذلك فيما جدد الاعلام الرسمي تاكيده على وجود “مجموعات ارهابية مسلحة” تقوم “بزعزعة الاستقرار وامن المواطن وتحدث اعمال شغب وتخريب للمتلكات العامة والخاصة”.