كول نار
Kurd Day Team
واصل مئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال وبينهم مصابون النزوح من الأراضي السورية إلى شمال لبنان هربا من أعمال العنف المنتشرة

في أنحاء متفرقة من سوريا مع تصاعد حدة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وتوجه مئات السوريين من بلدة تلكلخ الحدودية نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان منذ صباح السبت قبل أن تتراجع حركة النزوح خلال فترة الظهيرة وتنشط مرة أخرى في المساء مع وصول دفعات جديدة من النازحين إلى معبر البقيعة الترابي، بحسب ما افاد عمدة بلدة المقيبلة في منطقة وادي خالد الحدودية رامي خزعل.
وقال خزعل إن "الدفعة الأخيرة من النازحين تألفت من حوالى 50 طفلا وإمرأة"، مشيرا إلى أن عدد النازحين يوم السبت بلغ حوالى الآلف شخص قالوا إنهم يفرون خوفا من هجوم للقوات السورية على بلدة تلكلخ.
وأضاف أن الموجودين في الجانب اللبناني يسمعون أصوات إطلاق نار كثيف ومتقطع في الجانب السوري، لكنهم لا يعرفون المصدر، مشيرا إلى أن "القادمين يقولون إن القوى الأمنية هي التي تطلق النار وتطوق مدينة تلكلخ" ذات الغالبية السنية التي بدأت الاضطرابات فيها منذ حوالى أسبوعين.
وكان مصدر طبي لبناني قد أفاد في وقت سابق أن شابا سوريا يدعى علي باشا من مدينة تلكلخ توفي متاثرا بجروح أصيب بها نتيجة رصاص أصابه في صدره.
ورفض المصدر إعطاء تفاصيل اخرى عن الشاب الذي لم يحدد عمره، علما بأن الصليب الأحمر اللبناني هو الذي نقل الشاب صباحا إلى المستشفى الحكومي في القبيات (شمال).
وأشار المصدر الطبي إلى وجود جريح آخر وصل من سوريا يوم السبت إلى المستشفى نفسه وهو في حالة خطرة.
وكان شهود عيان قد ذكروا أن ثلاثة جرحى سوريين قد تم نقلهم من الأراضي السورية إلى لبنان معبر البقيعة الحدودي فيما أفاد مسؤول محلي عن وصول جريحين آخرين في وقت مبكر صباحا عبر المعبر نفسه.
وأفاد شهود أن ثلاثة أشخاص قد قتلوا يوم السبت وأصيب آخرون بجروح في تلكلخ قرب حمص برصاص قوات الأمن.
وقد تظاهر آلاف الأشخاص الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كيلومترا شمال العاصمة دمشق.
وبدأت أعداد من النازحين فور وصولهم إلى الأراضي اللبنانية في الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، فيما بدا الخوف والهلع على وجوه كثيرين، بحسب شهود العيان.
وقال أحد النازحين ويدعى عبد الكريم الدندشي إن "النظام الطائفي يقتل أهله داخل سوريا، ورامي مخلوف (رجل الأعمال وقريب الرئيس السوري بشار الأسد) يدفع أموالا للشبيحة (البلطجية) لكي يقتلوا أهلنا".
وينتشر الجيش اللبناني بكثافة في محيط معبر البقيعة وفي منطقة وادي خالد التي شهدت خلال اليومين الماضيين حركة نزوح كثيفة من مدينتي حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع في سوريا وذلك بعد موجة سابقة من النزوح في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
يذكر أن معبر البقيعة هو معبر ترابي غير رسمي يتم اجتيازه سيرا على الأقدام ويوجد على بعد حوالى كيلومتر من معبر جسر قمار الرسمي الصالح لعبور السيارات والذي أغلقته السلطات السورية.
وتستمر التحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق السورية منذ 15 مارس/آذار الماضي وسط صعوبة بالغة في تغطيتها من جانب وسائل الإعلام، وتتخللها عمليات قمع وعنف سقط نتيجتها حتى الآن نحو 600 قتيل، بحسب إحصاءات منظمات لحقوق الإنسان