كول نار
Kurd Day Team
إنه زمن الحوار في أعقاب احتجاجات طالت في السليمانية، والحوار الذي بدأ مع المعارضة صريح وشفاف وغير مشروط. هذا ما أعلنه رئيس حكومة الاقليم الدكتور برهم صالح، وهذا ما تؤكد عليه القيادات الدينية والاجتماعية بعدأسابيع من التشنج، تخللتها مواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن.
كاكه حمه وجد أخيراً حلاً لمشكلته، فقد عاد مع البسطة التي اعتاد أن يفرشها في ساحة السراي، في قلب مدينة السليمانية، ليبيع ما تيسر له الحصول عليه في سوق «الكونا» و«اللنكة»، وهي سوق تبيع السلع الأجنبية المستعملة ولا تبعد عن الساحة إلا بضعة أمتار.
منذ سنوات وحمه (60 عاماً) يقصد ساحة السراي، كغيره من الباعة المتجولين واصحاب البسطات، باعتبارها نقطة التقاء بين شارعي «مولوي» و«كاوه» وشارع «أورزدي»، وكلها تتميز بوجود عدد كبير من المحلات التجارية لمختلف انواع البضائع، وقد غدت مركزا للتسوق والتبضع في المدينة، الا انها في الوقت نفسه تعتبر مركزا حيويا ايضا للمتظاهرين والمحتجين، للاسباب التي جعلت كاكا حمه يقصدها والمقصود لحمه والمتظاهرين معاً عرض ما في جعبتهما على أكبر عدد من الناس.
وساحة السراي شهدت منذ 17 شباط (فبراير) الماضي، تظاهرات مطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد، تخللتها اعمال عنف تسببت في قتل واصابة عدد من الاشخاص، و تصعيد في الاوضاع ، وأسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة ، وكان من بين المصابين العشرات من أفراد القوى الامنية. ويقول كاكه حمه لـ«الاسبوعية»: انا لست ضد التظاهرات كي يعبر المحتجون عن رأيهم، لكن عليهم ان لا ينسوا سنوات القحط، وهي ليست بعيدة. لقد شبعنا حروباً ونزاعات ونحن في حاجة الى الاستقرار والهدوء. ويستدرك قائلاً: نعم هناك فساد ولا أحد ينكر ذلك، لكن العنف ليس البديل. ثم انني أسأل: من تضرر على مدى شهرين، غيرنا نحن الذين نعتمد على ما نبيعه لسد بعض حاجاتنا؟
ويستعيد كاكه حمه مشاهد الاشتباكات بين المحتجين ورجال الامن، ليسردها في سياق حديثه: عدت يومها الى منزلي وصدري مليء بالخوف، بعدما تحولت الساحة والشوارع المحيطة بها الى خراب، وخلت من المارة، واقفلت جميع المحلات وبقي هناك نيران مشتعلة وحجارة بعدما كانت الساحة مقصدا للتبضع والترفيه... ولا معنى ولا غاية للعنف وقد يؤجج نزاعاً خامداً ، نحن في غنى عنه.
الهدوء عاد اليوم الى السليمانية بعد تدخل قوات البيشمركة والشرطة المحلية لوقف الإحتجاجات، واعلان اللجنة الامنية لمدينة السليمانية أنها لن تسمح بعد الآن بتنظيم التظاهرات في ساحة السراي، وكل من يخالف التعليمات يتعرض للمساءلة والعقوبات القانونية، مؤكدة في الوقت نفسه ان التظاهرات المرخصة مسموح بها وستقدم التسهيلات المطلوبة بشأنها. وقد شهدت المدينة في اعقاب القرار انتشاراً امنياً مكثفاً في الشوارع والاسواق والأماكن العامة، الا ان الهدوء الذي انهى أزمة كاكه حمه واهالي السليمانية ، لم ينه أزمة الاقليم، والذي اعتبر مراقبون أنها فرصة للدخول في حوار والاتفاق على المحاور الاساسية للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويرى المختص في الشأن الكردي والعضو العامل في الاكاديمية الكردية جبار قادر ان تهدئة الاوضاع في مدينة السليمانية وفي عدد من المدن الاخرى التي شهدت تظاهرات واحتجاجات، يمكن ان توفر أرضية للمعارضة والحكومة معاً للدخول في حوار مباشر، خصوصاً وان كلا الطرفين اتفقا على مبدأ الحوار.
قادر أكد لـ«الاسبوعية» ان حل الاشكالات لا بد أن يمر عبر الحوار بين الاطراف المعنية إذ لا يمكن للحكومة وحدها ان تقوم بالاصلاحات من دون الدخول في حوار صريح وشفاف مع المعارضة، ولا يمكن للمعارضة ايضا ان تفرض رأيها على الحكومة من دون ان تدخل في مفاوضات معها، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة وعلى عاتق الحزبين الحاكمين في الحكومة الرئيسة.
وفي تقدير قادر أنه لا يفترض بالحكومة ان تتصور أن اخلاء ساحة السراي ستوقف المطالب بالاصلاح، وكل ما في الأمر انه يفترض بالحكومة ان تستغل ظروف التهدئة بعد زوال ضغوط الاحتجاجات والاعتصامات للقيام بعدد من الخطوات المهمة على طريق الاصلاح، وهو يشدد على ضرورة ان لا تتردد الاطراف في القيام بالخطوة الاولى، لأن اي طرف يخطو الخطوة الاولى يكسب المزيد من الاحترام في الشارع الكردستاني.
وفيما تتجه الانظار الى بدء حوار جاد ومباشر ، يؤكد رئيس حكومة اقليم كردستان الدكتور برهم صالح أن الحكومة توافق على التفاوض مع المعارضة من دون شروط مسبقة، ويضيف: لن نقبل كذلك بفرض شروط عليها، وشرطنا نحن يتمثل في سيادة القانون، والعمل وفق احكامه. صالح يضيف: ان لدى المعارضة مشروعاً قامت بتقديمه في وقت سابق، وقد تم الرد عليه من قبل الحزبين المؤتلفين: الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وليس الحكومة، لأن الحزبين يتفاوضان مع المعارضة، باعتبارهما جهتين سياسيتين. واشار رئيس حكومة الاقليم الى انه ينبغي لنا جميعاً العمل على تهدئة الاوضاع، والعمل على معالجة المشكلات بالحوار والمناقشة، وان نبتعد عن الإضرار بمصالح المواطنين، وهذه مهمة وطنية تقع على عاتق جميع الاطراف.
بدوره دعا اتحاد علماء الدين الاسلامي الكردستاني ولجنة الأوقاف والشؤون الدينية في برلمان كردستان ورئاسة أساقفة الكلدان في أربيل وعدد من النواب والشخصيات المعروفة، الى تهدئة الأوضاع، وطالبوا في بيان مشترك «بانهاء أعمال العنف في أسرع وقت ممكن والبدء في المباحثات من أجل معالجة الأوضاع الراهنة في اقليم كردستان، لأن الوضع الراهن لا يخدم أيا من الأطراف».
وتضمن البيان أربع نقاط، ابرزها: الوقف الفوري للحملات الاعلامية المضادة، عقد جلسات مباشرة وعاجلة من دون شروط مسبقة من قبل الأطراف السياسية الخمسة (الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الاسلامي الكردستاني، الجماعة الاسلامية الكردستاني، حركة التغيير)، واشراك لجنة الحوار النيابية في الاجتماعات والمباحثات.

منذ سنوات وحمه (60 عاماً) يقصد ساحة السراي، كغيره من الباعة المتجولين واصحاب البسطات، باعتبارها نقطة التقاء بين شارعي «مولوي» و«كاوه» وشارع «أورزدي»، وكلها تتميز بوجود عدد كبير من المحلات التجارية لمختلف انواع البضائع، وقد غدت مركزا للتسوق والتبضع في المدينة، الا انها في الوقت نفسه تعتبر مركزا حيويا ايضا للمتظاهرين والمحتجين، للاسباب التي جعلت كاكا حمه يقصدها والمقصود لحمه والمتظاهرين معاً عرض ما في جعبتهما على أكبر عدد من الناس.
وساحة السراي شهدت منذ 17 شباط (فبراير) الماضي، تظاهرات مطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد، تخللتها اعمال عنف تسببت في قتل واصابة عدد من الاشخاص، و تصعيد في الاوضاع ، وأسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة ، وكان من بين المصابين العشرات من أفراد القوى الامنية. ويقول كاكه حمه لـ«الاسبوعية»: انا لست ضد التظاهرات كي يعبر المحتجون عن رأيهم، لكن عليهم ان لا ينسوا سنوات القحط، وهي ليست بعيدة. لقد شبعنا حروباً ونزاعات ونحن في حاجة الى الاستقرار والهدوء. ويستدرك قائلاً: نعم هناك فساد ولا أحد ينكر ذلك، لكن العنف ليس البديل. ثم انني أسأل: من تضرر على مدى شهرين، غيرنا نحن الذين نعتمد على ما نبيعه لسد بعض حاجاتنا؟
ويستعيد كاكه حمه مشاهد الاشتباكات بين المحتجين ورجال الامن، ليسردها في سياق حديثه: عدت يومها الى منزلي وصدري مليء بالخوف، بعدما تحولت الساحة والشوارع المحيطة بها الى خراب، وخلت من المارة، واقفلت جميع المحلات وبقي هناك نيران مشتعلة وحجارة بعدما كانت الساحة مقصدا للتبضع والترفيه... ولا معنى ولا غاية للعنف وقد يؤجج نزاعاً خامداً ، نحن في غنى عنه.
الهدوء عاد اليوم الى السليمانية بعد تدخل قوات البيشمركة والشرطة المحلية لوقف الإحتجاجات، واعلان اللجنة الامنية لمدينة السليمانية أنها لن تسمح بعد الآن بتنظيم التظاهرات في ساحة السراي، وكل من يخالف التعليمات يتعرض للمساءلة والعقوبات القانونية، مؤكدة في الوقت نفسه ان التظاهرات المرخصة مسموح بها وستقدم التسهيلات المطلوبة بشأنها. وقد شهدت المدينة في اعقاب القرار انتشاراً امنياً مكثفاً في الشوارع والاسواق والأماكن العامة، الا ان الهدوء الذي انهى أزمة كاكه حمه واهالي السليمانية ، لم ينه أزمة الاقليم، والذي اعتبر مراقبون أنها فرصة للدخول في حوار والاتفاق على المحاور الاساسية للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويرى المختص في الشأن الكردي والعضو العامل في الاكاديمية الكردية جبار قادر ان تهدئة الاوضاع في مدينة السليمانية وفي عدد من المدن الاخرى التي شهدت تظاهرات واحتجاجات، يمكن ان توفر أرضية للمعارضة والحكومة معاً للدخول في حوار مباشر، خصوصاً وان كلا الطرفين اتفقا على مبدأ الحوار.
قادر أكد لـ«الاسبوعية» ان حل الاشكالات لا بد أن يمر عبر الحوار بين الاطراف المعنية إذ لا يمكن للحكومة وحدها ان تقوم بالاصلاحات من دون الدخول في حوار صريح وشفاف مع المعارضة، ولا يمكن للمعارضة ايضا ان تفرض رأيها على الحكومة من دون ان تدخل في مفاوضات معها، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة وعلى عاتق الحزبين الحاكمين في الحكومة الرئيسة.
وفي تقدير قادر أنه لا يفترض بالحكومة ان تتصور أن اخلاء ساحة السراي ستوقف المطالب بالاصلاح، وكل ما في الأمر انه يفترض بالحكومة ان تستغل ظروف التهدئة بعد زوال ضغوط الاحتجاجات والاعتصامات للقيام بعدد من الخطوات المهمة على طريق الاصلاح، وهو يشدد على ضرورة ان لا تتردد الاطراف في القيام بالخطوة الاولى، لأن اي طرف يخطو الخطوة الاولى يكسب المزيد من الاحترام في الشارع الكردستاني.
وفيما تتجه الانظار الى بدء حوار جاد ومباشر ، يؤكد رئيس حكومة اقليم كردستان الدكتور برهم صالح أن الحكومة توافق على التفاوض مع المعارضة من دون شروط مسبقة، ويضيف: لن نقبل كذلك بفرض شروط عليها، وشرطنا نحن يتمثل في سيادة القانون، والعمل وفق احكامه. صالح يضيف: ان لدى المعارضة مشروعاً قامت بتقديمه في وقت سابق، وقد تم الرد عليه من قبل الحزبين المؤتلفين: الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وليس الحكومة، لأن الحزبين يتفاوضان مع المعارضة، باعتبارهما جهتين سياسيتين. واشار رئيس حكومة الاقليم الى انه ينبغي لنا جميعاً العمل على تهدئة الاوضاع، والعمل على معالجة المشكلات بالحوار والمناقشة، وان نبتعد عن الإضرار بمصالح المواطنين، وهذه مهمة وطنية تقع على عاتق جميع الاطراف.
بدوره دعا اتحاد علماء الدين الاسلامي الكردستاني ولجنة الأوقاف والشؤون الدينية في برلمان كردستان ورئاسة أساقفة الكلدان في أربيل وعدد من النواب والشخصيات المعروفة، الى تهدئة الأوضاع، وطالبوا في بيان مشترك «بانهاء أعمال العنف في أسرع وقت ممكن والبدء في المباحثات من أجل معالجة الأوضاع الراهنة في اقليم كردستان، لأن الوضع الراهن لا يخدم أيا من الأطراف».
وتضمن البيان أربع نقاط، ابرزها: الوقف الفوري للحملات الاعلامية المضادة، عقد جلسات مباشرة وعاجلة من دون شروط مسبقة من قبل الأطراف السياسية الخمسة (الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الاسلامي الكردستاني، الجماعة الاسلامية الكردستاني، حركة التغيير)، واشراك لجنة الحوار النيابية في الاجتماعات والمباحثات.