الثقة بالنفس وفلسفتها
الثقة من مرتكزات كمال شخصية الانسان التي تنعكس في توازنه العقلي والنفسي والتعامل الحسن مع المحيط الاجتماعي...
فهي من أبواب النجاح وتحقيق الآمال السعيدة ، ولابد من العمل الجاد على تنميتها لدى الانسان في كل وقت وظرف للوصول الى الاهداف والغايات المرجوة في بناء حياة حضارية تنشد الحرية والعدل والمحبة ، ويلعب الوالدان في الاسرة دوراً أولياً كبيراً في ترسيخ جذور الثقة بالذات لدى الاطفال من خلال تشجيعهم ومساندتهم ومؤازرتهم على تفجير طاقاتهم المبدعة ، وتقديم النصائح الصالحة لهم ، وينبغي على غير الوالدان كالأقارب والمعلمين بتعويدهم على التعبير عن الذات وحب التعاون مع الآخرين والمرونة والتسامح والتجلي بروح المتعة والمرح ، وحل المشكلات وفق منظار العقل والمنطق والواقعية والانفتاح على الحياة من خلال الايمان بالله الواحد الاحد والتفكير السليم واتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة الظروف الصعبة والمبادرة لانجاز الاعمال والمهام النافعة ، وفي نفس الوقت احترام مبادرات الآخرين الصالحة وابداء الاستعداد للتعاون مع الغير عند الحاجة ، وحسن الظن والتشجيع عليه ، والشخص الواثق بربه ونفسه يواجه عادة الامور بجرأة عقلانية متوازنة ، ويتصدى للامور بروح رياضية مليئة بالشفافية وبالشجاعة المشروعة في تحمل روح المسؤولية وتصحيح الاخطاء ان وجدت استعداداً للعمل والبناء الجديد دوماً ، والمرضي لله والناس والوجدان والضمير ، ووفق هذا المنطلق نستطيع القول بأنه لولا ثقة القادة والعلماء والمصلحين والدعاة المصلحين ، والمخترعين بأنفسهم ، لما وصلوا الى تلك المنازل العالية والدرجات الفائزة في قراراتهم الصحيحة ونتائج أعمالهم الناجحة ، بينما الشخص الضعيف ليس له الثقة بنفسه نجده دائماً قلقاً ويتهرب من مواجهة الحقيقة مباشرة أو غير مباشرة ويكثر من اتهام الاخرين وغالباً ماتظهر عليه صفة التخاذل والهروب من الواجبات والمسؤوليات في الحياة ، ولتحقيق الأماني المستمدة من روح الثقة هو التوجه نحو العمل المنتج وبناء جسور الثقة بالذات وتقوية الصلة بالله حيث منه يستمد المؤمن القوة في التفاعل مع حقائق الحياة والانشغال في ترجمة المبادئ والافكار الصالحة الى قرارات حضارية تهدف الى تأسيس مجتمع نموذجي تعاوني خالٍ من الظلم والعسف والتهميش ، قال تعالى في محكم كتابه المبين : (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ).
عدنان محمد قاسم
__________________
