عندما تتكلم الالم
دلزار ديلوك
الولادة أو الموت؟
تمسكت باللحظات
واتيت بالآلام مع نفسي
انظر إلى هنا
إلى هذا اليوم
الدم تنزف من قلبي
وأنت تنزف
والآخرون
امتص بعروقي الجغرافيات المجروحة
ادمي بين الجرح وبين الشفاء
وكأني اغرق في كل تنفس
في زاوية عصر ملتوية بالخلافات
أنا هنا في هذه اللحظة ضمن مكان العراك
متابعة لسير أخواتي
بتشبيه بهم انزف من البحيرات الحمراء
كيفما ينقطع جنين من رحم أمه
أنا أيضا هكذا انهمر من الزمن
الزمن جرح في باطني
اترك اثر حمراء في خاطر الزمن
القدماء كانوا يقولون عنها بإشارة الفتح
بما أنهم لا يعلمون
بأنه في عصر الحرب لا تتعب الآثار للخير
يئن يوسف ضائع في مزاره
يريد قلبه التمزق
الدم تنقط من قلبه
إلى قلب ذوليخة
بجروح زمانه يحضن ببدنه أطفال الأكراد
تتوحد القلوب مع القلوب بجروحها في جغرافية سمراء
تتماسك باللحظات
يصفون من آهات هذا الزمن الحاضر
بلا إبادة
وبدون انهزام
* * * * * * *
كان الألم بين انقباضي الأشواق و الخيال للمستقبل وللازمان البعيدة ،خيالات الأشياء الموجودة والتي لم توجد كما يقال .تمسكت باللحظات واتيت بالآلام مع نفسي لهذا اليوم ، رغم انه لم يكن هناك شيء غير بعض لحظات صغيرة .ولكن لحظات كهذه يؤتي بزمن ويتحول إلى ألاف اللحظات وتحجب جميع الزمان، تحملني من داخلي ،وتعودني بالجريان . الآلام تبحرنا في مصادرها وأسبابها أكثر من اللزوم .وإلا فكيف تبدع قلوبنا السعادة التي تميل لها :بتحويل آهاتنا إلى قوة الإبداع . .بجرأة تكوين نظام تفكير يجسر التدارك الأحادي لما يبدعه الآلام ،تعني تحديث تغيير في حواس الإنسان .بدون تشغيل البدن كوسيلة . أو كمفعول وبدون وضع البدن كحصان تحت انقباض ساط الروح فعل هذا الشيء .فبعكس هذا الشيء سيكون تعبيد الشخص ببدنه لروحه وهذا الاستيعاب لم يكون أكثر من مؤاساة .ولكن نحن نعلم من اختباراتنا الحياتية بأنه ليست هناك مؤاساة تستمر في عمرها بالأصح ليست هناك بمؤاساة تدوم زمنا" بمقدار ألاف من العمر . ليس للألم نفسه ، بل التركيز في أسبابها وانقضاءها ،في نفس الوقت تنسي الألم .بمعنى آخر توحد الآلام .هجوم تحكم على بدني ، وبدني – يأخذ قطعة عائدة لي . وأنا ,كإدراك جزئي ابدأ برمق هذا الألم . تلك الجزئية التي أحييها بصفتها خاصيتي ، تلوها الإبقاء على نفس الجزئية بشكل ابدي ،لم تعيق الألم اتجاه هذه الجزئية بخروجها ككيان خصوصي؛ بل هذا يخلد الألم .وهذا الاستيعاب عندما تكيف نفسها ,يباعد الشخص عن معنى وجودها .لأنه ضمن شكل الحياة لتي يتم اختياره إن لم يكفي معرفة الآلام التي قد تحدث أيضا ،عند إحياءها الحياة التي تهدف وخلق معناها فقط بالتجوال في حوافها ،قد تضعف من معانيها .ولكن بخطو هذا التأثير الأولي وخطو خطوة إلى الأمام ،والتفكير عن الأسباب التي تألف الآلام وأساليب إزالتها ، مرتبط بتحرير الألم من الجزئية والخصوصية . في هذا الوضع هل بالمقدرة تحول الآلام إلى كونية يا ترى ؟ نعم ، طبعا .لان سبب الآلام ، ليس فقط خاص بذاتي ، أو مرتبط بشخصيتي أو مشكلة اتجاهي . وليس لي ، بل التعمق في التفكير بشكل كلي ، والوصول إلى معرفة انحدار الألم المرتبط بنا ، والتخلص من الجزئية والتوجه نحو الكونية .الإنسان بقدر ما يكون كوني يبدأ بتخفيف ألامه . بهذا الإدراك لا اقتل كتوليتي ولكن لا اترك نفسي في رصدها وبين مقسط الألم أيضا .لأن الاستيعاب النابع من الألم فقط يجرح حياة الإنسان . يحفر الآلام الموجودة وتتوقف هنا الحياة بتعبير ضيقة.
اجل هذا هو سبب تكلم الآلام الخفيفة دائما وصمت الآلام المغمورة كاختيار تسلكه .
أؤمل أن لا يحل لكم ألام تميل إلى الصمت