لماذا سميت الجبال الكردية بهذة الاسماء

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
التسميات الجغرافية
وهي تتضمن أسماء الجبال والمرتفعات والوديان والتلال والسهول والينابيع وجداول المياه، وحتى أسماء بعض الصخور والأشجار والكهوف، أي المعالم الأساسية في تضاريس المنطقة وتكويناتها. وقد تبين لنا أن جميعها تقريباً كردية لفظاً ومعنى، سوى قلة منها، هي أسماء أعلام إسلامية عربية محلية، درجت بين الأكراد بعد اعتناقهم الإسلام، فاستعملوها وأطلقوها على المزارات والأماكن المباركة بشكل خاص. ولأن هذه الفئة من الأسماء لا تدون عادة في السجلات الرسمية، لم تمسها يد التتريك أو التعريب، وبقيت على حالها، ولم تتبدل في التداول الشعبي الشفوي اليومي عبر القرون.
وسنذكر في الصفحات التالية أهم تلك الأسماء، واستعراض معانيها وأصلها حيثما أمكننا ذلك.

جومه Cûmê:
اسم سهل معروف في منطقة جبل الأكراد. يخترقه نهر عفرين من شماله إلى جنوبه بطول أكثر من 35كم. ويعتبر سهل جومه من حيث تضاريسه امتداداً طبيعياً لسهل العمق، ومن مناطق الاستيطان القديمة جداً في الشرق الأدنى. وقد ورد ذكر هذا السهل في النصوص الآشورية العائدة إلى عام 876 ق.م باسم (سهل باتان) ، ولم نتمكن من التعرف على الأصول اللغوية للتسمية الآشورية.
أما اسم جوم، أو جومه، فقد ورد في عدد من المصادر التاريخية التي أرخت لعصر ما بعد الميلاد. حيث جاء في كتاب فتوح البلدان للبلاذري أن خيول أبي عبيدة الجراح قد ((فتحت قرى جومه )) وكان ذلك في عام 637 ميلادية.
أما المؤرخ البطريرك ميخائيل الكبير فقد ذكر (الجومه) في تاريخ يعود إلى عام 633 للميلاد، وابن شداد أيضا ذكر الجومه بأنها كانت كورة (تقسيم إداري إسلامي). أما شرفنامه فقد أوردها على شكل جورم في سنة 1596م .
وبذلك يكون أقدم ذكر لاسم (جومه) أو (جوم) صادفناه في المصادر التاريخية يعود إلى عام 633 م.
ولدى البحث عن معنى كلمة (جوم) أو (جومه) في المعجم الوسيط في اللغة العربية، تبين أن (جام) تعني الكأس، و(جومه) جمعها. وهذا طبعاً يبعده كثيراً من أن يكون جومه اسما عربيا بمعنى (كأس) لسهل واسع. أما خيرالدين الأسدي فيقول نقلا عن الأب شلحت: أن (جوم) أو (جوما) في الآرامية هي بمعنى جزار أو حلاق أو حجاّم [ج6، ص374]، وهذه التسمية هي أيضا بعيدة عن أن تكون اسما جغرافياً. أما في الكردية فإنه حينما ينغرز شيء ما في مادة طرية يقال له(Cûm bû). وكل مادة طرية قابلة للتشكيل يقال لها وللعمليةDibe cûmik . وفي سهل جومه ينابيع كثيرة، كما أن لنهر عفرين فيضاناته المتكررة، وهذه جميعها كانت تحول سهل جومه ذا التربة الحمراء العميقة إلى أماكن مستنقعية موحلة، تنمو فيها الأعشاب المائية المتنوعة، ويبقى كذلك موحلاً معظم أيام السنة، خاصة وأن ارتفاعه عن سطح البحر لا يتجاوز بضع عشرات الأمتار في قسمه الجنوبي الغربي، كما أن كلمة (جوم) تعني في اللغة الكردية الحفرة العميقة والمكان المنخفض، فيقال مثلا Ev ciya gom e أي (هذا المكان منخفض) و Gom هو نفسهCom و C/m . وسهل جومه منخفض بالنسبة لجبال كردداغ بل غائر للأسفل كونه انهدامي المنشأ، وهذه الصفات جميعها تتطابق ومعنى كلمة (جوم) أو (جومه) بالكردية. وربما كان لاسم جومه صلة بمدينة جرجم أو جرجومه الحثية القديمة مدينة (مرعش) Meraşê‏ الحالية في تركيا، خاصة وأن هناك وادياً في ناحية شيخ الحديد يسمى جرجم.



جبل ليلون Lêlûn :

يسميه الأكراد (ليلون)، واسمه الرسمي الحالي (سمعان)، نسبة إلى مار سمعان العمودي، والقلعة المسماة باسمه الواقعة في أقصى نهايته الجنوبية. أما البلاذري فقد أورده – كما ذكرنا سابقاً - على شكل ((لولون )). وياقوت الحموي ذكره على شكل (ليلون) [قسم2، ص304]. فما هو أصل هذا الاسم؟
لولان Lûlan بمعنى (التواء، أو الشكل الهلالي) في اللغة الكردية (قاموس كردستان لموكرياني)، و ليلان Lîlan بمعنى صفير الرياح ( قاموس علي سيدو كوراني). وهذان الاسمان قريبان من صفات الجبل من حيث كونه التواء جبلي يأخذ قوس، بتقوسه وصخوره البيضاء يشبه هلالاً يحيط بسهل جومه من الشرق والجنوب، وهو معروف بهوائه الشديد وخاصة في فصل الصيف.
وربما كان (لولون) تسمية لاتينية - فرنسية، أطلقه الإغريق على الجبل، خاصة وأن الإغريق بقوا في شرقي المتوسط وشمالي سوريا أكثر من 1500عام. وكما هو معروف فالفرنسية والكردية من أسرة اللغات الهندو أوربية (الآرية)، وإنني أميل إلى هذا الرأي.
- هناك واد عميق يقع جنوبي قرية كورزيل جومهKurzêlê ، يخترق جبل ليلون من الشرق إلى الغرب، وهو كثير الينابيع والمياه يسمى وادي لولك Lûlik، لكثرة نبات الدفلة (لول)Lûl فيه قديما. وكان يمر من الوادي إحدى الطرق الرئيسية من سهل جومه وجبل الأكراد إلى هضبة حلب. وربما لأهمية هذا الوادي قديماً، وكثرة نبات الدفلةLûl فيه، أطلق الأقدمون اسمها على كامل الجبل وسمي بـ (لولك) على اسم نبات الدفلة، ثم حرف مع الزمن إلى لولون وليلون وهكذا …
وهناك واد واسع آخر في هذا الجبل، يقع شرقي قرية ترنده، اسمه وادي Lêkê، ويلاحظ هنا أيضا تشابه بين هذا الاسم واسم لولك وليلون. أما السيد مامد جمو، المهتم بتسميات جبل الأكراد في مخطوطة أطروحته للدكتوراه (اللهجات في جبل الأكراد) في جامعة سوربون –باريس- يقول: إن ليلون – اسم السنديانه في الجبل، ولكننا لم نتأكد من ذلك.

جبل هاوار Hawar :
هاوار اسم لجبل معروف في مرتفعات جبل الأكراد، وأطلق عليه جميل بحري كنة في كتابه – المظالم الفرنسية – اسم جبل (الحوار)، وصادف اسم (جبل الحوار) في كتاب فتوح البلدان للبلاذري أيضا، ولا بد أنه قصد ذلك الجبل أيضا .
أما الاسم الذي يعرف به لدى الأكراد فهو (هاوار) Hawar، وهاوار بالكردية، يعني (النجدة والاستغاثة) وهو يتناسب ووعورة الجبل الشديدة .
ولا يستبعد إطلاق العرب عليه اسم (حوار) تخفيفا من الهاء، وهناك أمثلة كثيرة على تبديل الأحرف، ففي حين يسمي الأكراد بلدة حارم بـ (هيرم) (Hêrim )، هي لدى العرب (حارم). ومثله هنانو هو في أصله حنان وأداة النداء (و) في اللغة الكردية .
وليس بعيداً أبداً أن تكون لاسم هاوار صلة وثيقة بالهوريين أسلاف الأكراد القدماء، وهنا أيضا تسميهم المصادر العربية مرة بالهوريين وأحيانا بالحوريين وهكذا…

وادي جرجم Gelî circim :
جرجم: اسم القسم الجنوبي والأخير من وادي خاستيان Xastiya . وينتهي بين قريتي مروانية. وجرجم: وادٍ عميق يمر بين جبال عالية، يقال إن الزوارق كانت تسير فيه لكثرة مياهه. وورد اسم جرجم في بعض المصادر التاريخية القديمة، فالبلاذري في فتوح البلدان قال: (( إن الجرجومة مدينة تقع على جبل اللكام…)) وسمى أهلها بالجراجمه. وقد استولى عليها أبو عبيده عام 637 ميلادية، وكان أهلها من النصارى. وبسبب تعاطف الجراجمة الدائم مع البيزنطيين، وجه إليهم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أخاه مسلمة بن عبد الملك، فخرب مدينتهم، وأسكن أهلها جبل الحوار، وسنح اللولون وعمق تيزين وصار بعضهم في حمص… ويتفق الباحثون على أن مدينة (جورجوم أو كوركوم)، هي مدينة مرعش Meraş في تركيا، وكانت مركزاً لمملكة (حثية) في أوائل الألف الأولى ق.م، و كان سكانها من بقايا الحثيين حتى العهد الإسلامي.
وعلى الجهة الشرقية من وادي جرجم، مقابل قرية (هيكجه) سكن قديم، قد تكون إحدى الأماكن التي أنزل إليها هؤلاء الجراجمة (الحثيون) الذين أسكنوا في جبلي الليلون وهاوار. وهكذا فإن اسم هذا الوادي مستمد من اسم هؤلاء الجراجمة.
وجرجم اسسم آخر قسم من وادي خاستيا، الذي ينحدر من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي باتجاه بحيرة العمق بطول 35 كم .يعتبر حدا فاصلا بين الحدود الإدارية لناحيتي شيخ الحديد في الشمال الغربي وجنديرس في الجنوب والشرق.


سهل باليا Deşta Baliya:
تقع بلدة راجو في وسط هذا السهل، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر أكثر من 700م، وتحيط به الجبال العالية .
والاعتقاد السائد لدى العامة أن الاسم تركي، لأن (بال)Bal في التركية تعني (العسل). إلا أننا نعتقد أن أصل الاسم كردي، ومشتق من كلمة /بيل/ Bêl بالكرمانجية الشمالية، و(بالا) Bala بالجنوبية، وهما يدلان على معنى واحد أي /عالي، مرتفع…/ وبذلك يكون سهل (باليا) هو السهل المرتفع، وهذا يتفق وصفاته الجغرافية، أي موقعه العالي بين جبال عليا .


عفرين Ħefrîn:
وهو اسم نهر عفرين الذي يبلغ طوله 139كم، ويمر وسط منطقة عفرين من شمالها إلى جنوبها. ثم أطلق الاسم على مدينة عفرين أيضا.
وقد وجدنا اسم عفرين بشكله الحالي، في أربعة مراجع تاريخية، هي :
كتاب تاريخ حلب – للعظيمي، صفحة أحداث سنة 478هـ . وصبح الأعشى للقلقشندي، ص57. والدر المنتخب لابن الشحنه، ص167. وكذلك في معجم البلدان،القسم الثاني ص180. وبه يكون أقدم ذكر لاسم عفرين في المصادر التاريخية الإسلامية يعود إلى عام 1086م.
أما سترابون المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الأول قبل الميلاد، فقد ذكر اسم نهر عفرين على شكل ((آبريه)) Aprie .
وفي سنة 401ق.م، حينما اجتاز المؤرخ والقائد اليوناني (كزينفون) سهل العمق إلى الفرات، دون في كتابه أناباسيس، الصفحة 55 اسم نهر كالوس أو خالوس Chalus , Chalys، وحسب تسلسل ذكره للأنهار التي اجتازها فيما بين سهل العمق والفرات، ومواصفات النهر، وذكره لتقديس سكان المنطقة للأسماك الموجودة فيه( )، يرجح بأن المقصود هو نهر عفرين. هذا فيما إذا أضفنا إليه رأي بعض الباحثين من أمثال الأستاذ ((رولان تفنان))، ويعقوب منصور أفرام( )، اللذين يرجحان أن نهر كالوس هو نهر عفرين، ولكن أيا من تلك المصادر القديمة لم يتطرق إلى معنى اسم ( عفرين ) وأصله، ولذلك سنعرض هنا بعض الاجتهادات، ووجهات النظر المعاصرة حول ذلك، تاركين الباب مفتوحاً لاجتهادات أخرى قد تكون أكثر موضوعية.
1– يلفظ كبار السن من سكان القرى الجبلية في كردداغ اسم عفرين بهذا الشكل: عَفْرانْ، ولدى سؤالهم عن معنى كلمة /عفران/، أفادوا بأنها تشير إلى بقايا النبات والأوحال والزبد التي تطفو على سطح النهر أثناء فيضانه. أما كلمة عفران واشتقاقاتها فهي دارجة كثيراً في اللغة الكردية، مثل عفارة البيدر: وهو القسم المتبقى من الحب المختلط بالشوائب والأتربة. وتعني أيضا بقايا الثمر أو الحصيد المختلط بالأتربة والأعشاب.
عدا عن ذلك، فإن (رْوينْ) Riwîn في الكردية، هو اللون الترابي المائل إلى الأحمر، فيقالBizina rwîn (العنزة ذات اللون الأحمر الترابي، أو ذات الأذن الأحمر الترابي)، ويقال أيضا Ava riwîn (الماء ذات اللون الأحمر الترابي)، وبدمج الكلمتين (الاسم والصفة، وهذا جائز في اللغة الكردية)، يتشكل اسم جديد، وهو Avariwîn (آفا رْوين)، وبحذف حرف (a )، وهذا جائز في اللغة الكردية في هذه الحالة، نحصل على اسم جديد هو Avriwîn ثم آفرين وعفرين (لعدم وجود حرف الـ (ع) في اللغة الكردية) بمعنى الماء العكر المختلط بالتراب ذا اللون الأحمر الترابي.
وفي القاموس الوسيط في اللغة العربية جاء في حقل عَفِرَ وعَفّرَ: يعني خالطه بما يخالف لونه، واعتَفَرَ الشيء أي خالطه بالتراب، ويلاحظ أن هناك اقتراباً في معنى كلمة عفران وعفارة في كلا اللغتين الكردية والعربية. كما جاء في لسان العرب: عِفِرّين = مأسدة، وقيل هو الأسد. وقيل لكل قوي: ليث عِفِرّين. أما خيرالدين. الأسدي فيقول أن كلمة عفرين يعني التراب، وينقل عن الأب شلحت: بأنها تعني الغبار، [ج5، ص413].
2 – آفرين Afirîn : وهي كلمة كردية تعني الخلق والعطاء. ونهر عفرين بمياهه المتدفقة وسط السهول، كان ولا يزال، مبعثاً للحياة والعطاء، وتنتشر على أطرافه مئات القرى العامرة، مثلما تجسم على ضفافه أطلال عشرات المدن والقرى والحصون البائدة، فلا عجب أن أطلق عليه الكرد صفة مانح الحياة والخصبAfirîn ، مثلما يسمون المرأة بـ (آفره ت) Afret، أي المبدعة المانحة للحياة.
3- التسمية الآشورية وتسمية سترابون للنهر: في كتابه السادس عشر، الفصل الثاني، المقطع الثامن ذكر المؤرخ اليونانيStrabon اسم نهر عفرين بالكلمة التالية: ((Oenoparas ))، وجاء في نص آشوري يعود إلى سنة 876 ق.م، " أن نهر (آبري) Aprê (عفرين) يروي سهل (باتان) (جومه)" ، وقد أجمع المؤرخون على أن هذه الكلمة ما هي إلا (( Apre )) القديمة، وهي من أصل ليسني (Licien ) إحدى أقدم اللغات الهند أوربية في الأناضول، حيث تأثرت بها اللهجات اليونانية، وشكل الكلمة الليسي هو: ((Eple )). و Ap تعني الماء في اللغات الآرية القديمة ومنها الكردية. والأكراد حسب لهجاتهم يبدلون الحرف ( P ) بـ ( V ) في الكرمانجية، فيصبح (آف)AV ، وفي الكرمانجية الجنوبية يبدلونها بـ W ويصبح ( آو) Aw . أما في شبه القارة الهندية، فقد بقيت كلمة الماء على حالها، ولم تتبدل، وظلت تلفظ Ab أو Ap، فكلمة (بنجاب)، وهو اسم إقليم واسع في شبه القارة الهندية، تتألف من مقطعينênc خمسة، وAp = ماء، أي خمسة مياه. ولعدم وجود حرف (P) في اللغة العربية تستبدل أحيانا بـ (ف) مثلما تستبدل الألف بحرف ( ع ) فيصبح المقطع كله (عف) بدلا من (Ap، آب، آف).
أما المقطعre- فهو في الكردية يعني طريق أو سبيل ومجرى للماء، والمقطع Le قريب من كلمة Lehî (سيل ) الكردية. وهكذا يمكن أن يكتب الاسم على شكل (عفري) أو (عفرين)، ويعني (طريق الماء) أو (مجرى الماء) أو (مسيل الماء) .
ونحن نرجح هذا الرأي الأخير .
4- وهناك رأي آخر يقول: إن الرعاة وأصحاب المواشي قديما، كانوا يقولون بأن (ماء نهر عفرين ،مدهن، أو مُدْسِم، أي فيه دسم)، لأنه حينما كانت المواشي تشرب من ماء النهر كان سمن الحليب يزداد، وبالكردية يقال Ava xwe bi rûn e أو Ava bi rûn e، وفي الاختصار، يقال Ava rûn e ، ومن غير المستبعد أن يكون الاسمان Av الماء، و Rûn السمن، قد أدغمتا مع الزمن، وشكلا اسما جديدا هو Avrûn، وهي كلمة أقرب من حيث اللفظ من الاسم الحالي للنهر، ومن رواية المسنين.
أما سبب اختلاف اسم النهر ما بين (كالوس) في عام 401ق.م، وAprie في القرن الأول ق.م، فنعتقد أن ذلك عائد إلى تبدل الأسماء الجغرافية باختلاف اللغات والشعوب. فالأكراد مثلاً يشيرون إلى نهر دجلة بـ (الماء الكبير) Ava mezin ، واسمه القديم يلفظ على شكل (تيغريس). والأتراك كانوا يسمون نهر قويق بـ (جدول حلب) Ĥeleb erqi …وهكذا .
ولكن أياً كان معنى الاسم ومصدره، فقد كان لأسلاف الأكراد من الهوريين، ومن بعدهم الحثيين فالميديين، وجود دائم تقريباً في مناطق طوروس في الفترة ما قبل الميلاد وبعدها أيضا. وتنتشر على ضفاف نهر عفرين من منبعه إلى مصبه مئات القرى الكردية العامرة، ويعتبر الكرد العنصر الوحيد الذي يستوطن كامل حوضه منذ القديم، ولذلك فهو يعرف بهم سواءً أكان اسمه كالوس أو Aprieأو عفرين أو آفرين Afirîn. وتبقى معرفة أصل ومصدر الأسماء القديمة عسيرة.


جنديرس Cindir.s:
يلفظ حاليا على شكل (جنديرس). وتتباين الآراء والأقوال حول معنى اسم جنديرس، وسنورد هنا بعضاً منها.
فمنهم من يقول أنه اسم مركب من كلمتين الأولى: جند، وهو تقسيم عسكري و( إيرس ) قائد روماني. أي جند القائد الروماني إيرس (المعجم الجغرافي السوري).
وآخرون يعتقدون أن جنديرس هو اسم الراهب Cindaros، وقد بنى (استريوس) تلميذ (جوليان سابا) معبدا في جنديرس تكريما للراهب (جنداروس) في الربع الأول من القرن الرابع للميلاد، وهو أقدم معبد في إنطاكية، أما سكان جنديرس فيقولون أن للاسم رواية مفادها: أن أحد حكامها قديماً كلف سكانها بنقل التراب إلى التل الموجود بجوار البلدة، وحدد لكل عائلة مقداراً منه، فاستمر ذلك العمل الشاق مدة طويلة أرهقت الناس، وبعثت الخراب في القرية حتى سميت بقرية ((جان ديرسCandêris )) و((جان Can )) في الكردية تعني الجسد أو الروح أما ((ديرسDêris )) فمعناها الموت والخراب. وبذلك تكون التسمية كردية وذات رواية تاريخية. ولا يزال يقال في جنديرس بأن العائلة الفلانية مديونة بكذا حمل من التراب .
ويقول السيد مامد جمو ((أن المؤرخ اليوناني (سترابون) ذكر اسم جنديرس في المقطع الثامن والفصل الثاني من كتابه السادس عشر بالكلمة التالية: Cindaros، وقد أجمع المؤرخون أنها كلمة ((Kun (d) alua )) القديمة، وهي من أصل ليسي Lycien ، إحدى اللغات الهند – أوربية في الأناضول، وشكلها الليسي هو La (a) Knt ، ونراها تحت شكل Huntaras المذكور من قبل الملك الحثي هاثوشيلي ((Hattusilis )) الأول، وبشكل ((Kondalos )) و((Koundalis )) عند الكاريي (( Carien )) وهو شعب أناضولي من أصل هندو أوربي، وبذلك يكون الاسم سابق للميلاد بقرون عديدة.
 
رد: لماذا سميت الجبال الكردية بهذة الاسماء

نورت كوباني
شكرا لالك على روعه المرور
 
رد: لماذا سميت الجبال الكردية بهذة الاسماء

كل شكر الك كول على المعلومات الرائعه بتمنالك التوفيق الدائم
 
رد: لماذا سميت الجبال الكردية بهذة الاسماء

شكراً الك اخي كول على المعلومات المفيدة
بتمنالك التوفيق

تحياتي : محمد جلو
 
رد: لماذا سميت الجبال الكردية بهذة الاسماء

نورتم اخواني كل الشكر لالكم على روعه المرور
 
عودة
أعلى