كنا صغاراً ظهيرة الصيف نجلس جميعاً أنا وأخواتي على البلاط البارد، فاتحين باب السقاق على مصراعيه، متجمعين حول جهاز راديو أسود وأبيض، لونه هيك، المهم مالكم بالطويلة كنا نستمع إلى الصوت الجهوري القادم من إذاعة دمشق وهو يقول: نقدم لكم الآن المسلسل الإذاعي.. الآمال الكبيرة، عن رائعة الكاتب الإنكليزي الكبير تشارلز ديكنز، وكنا نستمع، وكنا نفوت بالأحداث، ونتعرف على أناس، من أصقاع الأرض،
من حضارات مختلفة، من أشخاص مختلفين، من كاتب كبير، شهير، له من الروايات قصة مدينتين التي أستحي من وضعها بين قوسين يا أستاذ حسين أبو عمشة، أستاذي الذي علمني اللغة العربية، وأجاز لي في سن مبكرة استخدامها، لكن ليس ككاتب رصين، فهو لا يحب الطقم والكرافات، مع أنه يرتديها، ويأتينا بهذا الزي الصارم الغربي، ثم يعود بعد الظهر إلى البيت لنجده يتمشى بدشداشته الوطنية في أرجاء حارته القريبة، وكنا وين، كنا عالبلاط يا حبيب بعز الظهيرة الصيفية نقرأ تشارلز ديكنز عبر المذياع، وما أدراك ما المذياع، فهو أداة ناطقة موجهة نحو الآذان، ليس كالتلفزيون الفلتان الذي يفضل صدراً فنياً على مخ ثقافي، ويفضل بطناً هزازاً على رأس كوزموبوليتاني، وفخذاً مشوياً على شط البحر مدهوناً بأفخر أنواع الزيوت المنكهة للبرونزاج على كتاب حضاري يأتينا عبر فيلم، عبر مسلسل، عبر برنامج، فلا حدود للعلاقة بين الفن والمعرفة، لا حدود، وبعرف أنو العربان رح تقلي هس خلصنا يا، العمى شو أبو علاك صاير، من وين بدنا نجيب لك مخاخ وروس وموسوعات، ما في عنا هيك شغلات، ما لنا مشهورين فيها، وغير أنو شعبنا ما بيحب يوجع راسه، ذلك لأنو الزلمة ببلاد برة وضعه غير وضعنا، هناك الزلمة مخه فاضي، أموره محلولة، شغله موجود، الغيرل فريند تبعه موجودة، والبوي فريند تبعها موجود، وسبحان الله ما حدا بيحكي عالبنات بالعاطل بنوب، هيك عادي، بقى بدك اياه ما يتفرج على شي يوسع له مداركه ومدارك الغيرل فريند تبعه، شو عنده ليش؟!..أما نحنا يا حبيب فالزلمة متل ما قلت لك بيرجع من دوامه الثالث، ذلك أنو شغله ثلاثي الأبعاد، وما بده لا يفكر، ولايمكر، بده يتفرج على هيفا ونانسي وروبي، وبعدين بيكسر على أنفه بصلة وبيتودد إلى أم العيال، لا بده آمال كبيرة، ولا بده يتسمع عالمعلقات، برمضان ممكن يتفرج على المسلسلات، وهي بتجيك أشكال ألوان، أنت وحظك في كل رمضان، طيب..على راسي يا طويل العمر كل محاضرتك السابقة، كما أنني أسامحك لأنك ألقيتها على أسماعي وأنت مطمعطز على تختك تلعب بالمفارق الأخدودية ما بين أصابع رجليك، وأقول لك أنو معك حق، بس بالراديو ليش عم تحطوا لنا هدول كمان، يعني خلونا نسمع شي،..إي روح اشتري لك آيبود وتسمع عاللي بدك اياه، هدول بالإذاعة بيسمعوا صوت المطربة، وبيشغلوا خيالهم وهنن عم يتخيلوها كيف تهتز من دون هدوم أيما اهتزاز. قال الآمال الكبيرة قال !!!!!!!!!!!!!!
من حضارات مختلفة، من أشخاص مختلفين، من كاتب كبير، شهير، له من الروايات قصة مدينتين التي أستحي من وضعها بين قوسين يا أستاذ حسين أبو عمشة، أستاذي الذي علمني اللغة العربية، وأجاز لي في سن مبكرة استخدامها، لكن ليس ككاتب رصين، فهو لا يحب الطقم والكرافات، مع أنه يرتديها، ويأتينا بهذا الزي الصارم الغربي، ثم يعود بعد الظهر إلى البيت لنجده يتمشى بدشداشته الوطنية في أرجاء حارته القريبة، وكنا وين، كنا عالبلاط يا حبيب بعز الظهيرة الصيفية نقرأ تشارلز ديكنز عبر المذياع، وما أدراك ما المذياع، فهو أداة ناطقة موجهة نحو الآذان، ليس كالتلفزيون الفلتان الذي يفضل صدراً فنياً على مخ ثقافي، ويفضل بطناً هزازاً على رأس كوزموبوليتاني، وفخذاً مشوياً على شط البحر مدهوناً بأفخر أنواع الزيوت المنكهة للبرونزاج على كتاب حضاري يأتينا عبر فيلم، عبر مسلسل، عبر برنامج، فلا حدود للعلاقة بين الفن والمعرفة، لا حدود، وبعرف أنو العربان رح تقلي هس خلصنا يا، العمى شو أبو علاك صاير، من وين بدنا نجيب لك مخاخ وروس وموسوعات، ما في عنا هيك شغلات، ما لنا مشهورين فيها، وغير أنو شعبنا ما بيحب يوجع راسه، ذلك لأنو الزلمة ببلاد برة وضعه غير وضعنا، هناك الزلمة مخه فاضي، أموره محلولة، شغله موجود، الغيرل فريند تبعه موجودة، والبوي فريند تبعها موجود، وسبحان الله ما حدا بيحكي عالبنات بالعاطل بنوب، هيك عادي، بقى بدك اياه ما يتفرج على شي يوسع له مداركه ومدارك الغيرل فريند تبعه، شو عنده ليش؟!..أما نحنا يا حبيب فالزلمة متل ما قلت لك بيرجع من دوامه الثالث، ذلك أنو شغله ثلاثي الأبعاد، وما بده لا يفكر، ولايمكر، بده يتفرج على هيفا ونانسي وروبي، وبعدين بيكسر على أنفه بصلة وبيتودد إلى أم العيال، لا بده آمال كبيرة، ولا بده يتسمع عالمعلقات، برمضان ممكن يتفرج على المسلسلات، وهي بتجيك أشكال ألوان، أنت وحظك في كل رمضان، طيب..على راسي يا طويل العمر كل محاضرتك السابقة، كما أنني أسامحك لأنك ألقيتها على أسماعي وأنت مطمعطز على تختك تلعب بالمفارق الأخدودية ما بين أصابع رجليك، وأقول لك أنو معك حق، بس بالراديو ليش عم تحطوا لنا هدول كمان، يعني خلونا نسمع شي،..إي روح اشتري لك آيبود وتسمع عاللي بدك اياه، هدول بالإذاعة بيسمعوا صوت المطربة، وبيشغلوا خيالهم وهنن عم يتخيلوها كيف تهتز من دون هدوم أيما اهتزاز. قال الآمال الكبيرة قال !!!!!!!!!!!!!!
