الصبر والصوم ~.

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع HERWAZ
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
يوصف الصوم بانه ضبط للنفس (صبر):
(يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)«البقره/183».
ويعنى الصيام الامتناع عن الطعام والشراب والتدخين والجماع من الفجر حتى المغيب. ويصف الرسول الكريم شهر رمضان بانه شهر الصبر، وان جزاء الصبر هو الجنه، وهو الشهر الذى يتزود فيه المومنون بالحسنات.
شهر رمضان ان من الواجب على كل مسلم صيام شهر رمضان، وهو الشهر التاسع من السنه الهجريه، ويستثنى من ذلك المرضى، والمسافرون، وغير القادرين بسبب كبر سنهم، ولكن على المسلم ان يقضى صيامه عندما يزول مرضه او ينتهى سفره، ويتحمل من يخالف الصيام المفروض تبعات اضافيه تختلف تبعا لنوع التهاون او المخالفه.
كما يستحب الصوم فى اوقات اخرى غير شهر رمضان منها:
صوم ثلاثه ايام من كل شهر: اول خميس منه، وآخر خميس، واول اربعاء من العشر الاواسط، وصوم يوم عرفه (التاسع من شهر ذى الحجه)، وكل شهر رجب وشهر شعبان، واول يوم محرم وثالثه.
ومن اعمال الصبر اثناء شهر رمضان ختم القرآن الكريم.
ان المسلمين جميعا، اغنياء وفقراء، سواء فى صيامهم شهر رمضان، ولا شك فى ان صحه الصائمين تتحسن جسديا ونفسيا بسبب اعتدالهم فى تناول الطعام، وتصبح شخصيتهم اكثر توازنا بفضل ممارستهم للصبر، اضافه الى الجزاء العظيم الذى يعدهم اللّه به نتيجه صيامهم وطاعتهم. ونجد الصبر كذلك فى نكران الذات وفى التوبه.
نكران الذات ان مبدا نكران الذات المتمثل فى الصوم ليس امرا جديدا او غير معروف، ويختلف صيامنا عن صيام الذين جاووا قبلنا وذلك فى عدد ايام الصيام، وفى التوقيت وفى طريقه الصيام. ان ضبط النفس دليل على التقوى فنحن لا نسيطر فقط على حاجاتنا العضويه، ولكننا نمتنع ايضا عن اشباع رغباتنا الجسديه، وبفضل الايمان نستطيع ان نبلغ ضبط النفس او الصبر، وشهر رمضان هو الشهر الذى نمارس فيه ذلك.
(شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعده من ايام اخر يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العده ولتكبروا اللّه على ما هداكم ولعلكم تشكرون)«البقره/185».
اننا نمارس اثناء شهر رمضان الصبر فى صيامنا، ونتفكر فى كلمات اللّه عندما نتلو آيات القرآن الكريم، الكتاب الذى انزل للبشريه اثناء شهر رمضان العظيم، ومن خلال التامل وتوثيق علاقتنا الروحيه مع الخالق نحمى انفسنا من النزوات ومن جوانب الضعف فى شخصياتنا، والصوم والصلاه هما الوسيلتان اللتان يتحقق بهما ذلك فى الوقت الذى نجاهد فيه فى سبيل توحيد صفوف المسلمين.
ان الرغبات والشهوات الجسديه والمغريات التى تحط من كرامه الانسان عديده كما هو معروف، وتتم مقاومتها والتغلب عليها من خلال الصيام الذى يقوى من عزائمنا وقدرتنا على ضبط النفس والتحمل، ويودى بالتالى الى الصبر والمثابره فى مناوءه الشر، وبهذه الطريقه يصبح الصبر جهادا ومقاومه ضد الشر، ومع ممارسه الصلاه نهتدى باذن اللّه الى طريق العفه القويم:
(قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه اللّه ان اللّه يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم × وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون)«الزمرر53 و54».
التوبه يجب علينا ان نتوب ونعمل صالحا قبل فوات الاوان:
(وهو الذى يقبل التوبه عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون)«الشورى/25».
عليك ان لا توجل توبتك الى الغد لان الغد قد لا ياتى بالنسبه لك، فتجد نفسك فى القبر تنتظر يوم الحساب. ان التوبه الحقه هى اصلاح النفس من دون تاخير، فكما قال الرسول العظيم، فان لكل داء دواء، ودواء الذنوب التوبه.
يامرنا الرسول محمد(ص) بالتوبه عن ذنوبنا، لان التوبه تعزز ايمان المرء وتقوى من عزيمته، والصبر هو الذى يحقق التوبه، وذلك من خلال توجيه النفس الى الوجهه الصحيحه، وحثها على التوبه والصلاح، والصيام يضع التائب فى البيئه المناسبه، وبذلك فانه يودى دورا فى غايه الفعاليه فى تحرير المرء من قيود الذنوب والخطايا.
ان الارتباط بين الصيام والتوبه يقود المرء الى الايمان من خلال الصبر، وتتحقق التوبه الحقه عندما يشعر الانسان بالخجل مما اقترف ويبدى استعدادا لاصلاح نفسه.
فى خطبه للرسول الكريم(ص) فى شهر رمضان وصف هذا الشهر بانه افضل الشهور وان ايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالى وساعاته افضل الساعات، وذكر المسلمين بالصلاه وقراءه القرآن الكريم والامتناع عما نهى اللّه عنه وطلب مغفرته. وعرف النبى العظيم(ص) خيار الناس بانهم الذين يشعرون بالسعاده عندما يفعلون الخير، اما اذا اقترفوا ذنبا فانهم يطلبون المغفره ويبدون التوبه، واذا قدم لهم احد خدمه ما فانهم يشكرونه على ذلك، واذا اصابتهم مصيبه صبروا، واذا آساء لهم احد عفوا عنه.
وعندما يستغفر المرء عن ذنب اقترفه فان ذلك دليل على صحه ايمانه وانه قادر على التمييز بين الخطا والصواب، والصوم فى شهر رمضان ليس ضبط النفس فى الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وانما هو، ايضا، ضبط النفس ومنعها فى كل الاوقات عن بعض النواقص مثل الغيبه والنميمه والقمار وتناول الخمر، وهنا يكون الصبر قد تم باكمله، ونكون بذلك قد حققنا الجهاد الاكبر ضد النفس.
 
رد: الصبر والصوم ~.

و بارك الله فيك أخ بيشمركى . نورت الموضوع بمرورك العطر .~
 
موضوع يدل على شخصية رائعه كل الشكر لالك على جمال الطرح دمت بخير
 
عودة
أعلى