جوان
مراقب و شيخ المراقبين

إلى الرأي العام
لا زالت الدولة السورية ماضية في سياسات القمع والترهيب والتعذيب بشتى الوسائل بحق الشعب الكردي في سوريا وغرب كردستان، وتمضي في إجراءاتها المجحفة سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. فلا زالت مصادرة الأراضي مستمرة، وتتواصل المراسيم والقوانين العقارية الجائرة التي تستهدف الشعب الكردي، وممارسة الضغوط والاعتقالات والتعذيب والملاحقات بهدف فرض الخنوع و الاستسلام لما ترسمه الدولة (الإله) كقدر مكتوب. فالملاحقات و الاستدعاءات المتكررة مستمرة لمن لم يُعتقل، أما من يُعتقل فيتعرض للإهانة والتعذيب المتواصل والحجز في الإنفراديات في ظروف لا إنسانية تتعارض مع كافة المعاهدات و المواثيق الدولية والقواعد الدينية والأخلاقية، وتُمنع عنهم زيارات الأهل والأقارب، وحتى الذين يُحكم عليهم يتعرضون لضغوط نفسية وجسدية أثناء زيارات الأهل ويُحرمون من التهوية. أما محاكمة الأكراد فتتم في محاكم استثنائية كمحكمة أمن الدولة أو المحاكم العسكرية التي تحكم بتعليمات صادرة من إدارات المخابرات وبتهم ملفقة من قبيل "اقتطاع جزء من أرض الوطن وإلحاقها بدولة أجنبية"، بينما المسؤولون في الدولة يعلمون علم اليقين بأن ليس للكرد عامة و منظومة مجتمع غرب كردستان بشكل خاص أية سياسات ترمي إلى الانفصال. بل يهدف الكرد إلى ممارسة سياسة ديمقراطية و العيش المشترك على أساس أخوة الشعوب في سوريا والشرق الأوسط. أما وجود المحامين في الدعاوي فهو شكلي، لإظهارها وكأنها الدعوى فيها إدعاء ودفاع ولا تُصدِر الأحكام ظلماً وعدواناً .
ما جرى في مدينة الرقة أمام الأنظار، فقد ارتُكِبت مجزرة بحق الشعب الكردي في نوروز هذا العام، وبدلاً من أن تحاسب الدولة الجهات التي ارتكبت هذه المجزرة وتعلنها للرأي العام وتحاكمها، قامت الدولة بحملة اعتقالات واسعة بين أبناء الشعب الكردي ضحايا المجزرة، حيث تجاوز عدد المعتقلين المائة، ولا يعرف أحد مصيرهم ولا أماكن تواجدهم حتى الآن، وهل هم أحياء أم موتى. علماً بأنه تم اعتقالهم بشكل وحشي أمام محالهم أو في منازلهم. بل تم اعتقال ما بين أربعة الى خمسة أشخاص من أسرة واحدة في بعض الأحيان دون أن يكون لهم أي ذنب، ليتم ترك الأسرة بدون معيل و عرضة للفقر والجوع، كما تمت ذات الممارسات في حلب, عفرين, كوباني, الجزيرة ودمشق أيضا. فقد تعرض المئات للتحقيق والاعتقال والتعذيب الرهيب و الاهانة في أقبية أجهزة المخابرات، ولا يعرف حتى الآن مصير الكثير منهم وبينهم شيوخ و فتيات. علماً بأن الاعتقالات تتم بأسلوب وحشي وإرهابي بمداهمات ليلية بعناصر مسلحة، منتهكين حرمة المنازل في خرق لكل قواعد الأخلاق والأعراف في مجتمعنا الشرقي، رغم أن الكثير من المعتقلين لديهم أمراض مزمنة، ويُتركون للموت بدون معالجة في قعر الزنازين المظلمة.
هذه الممارسات التعسفية طالت الطلبة الكرد في المدارس والجامعات أيضاً وبات الطلبة الكرد تحت تهديد أجهزة المخابرات في قاعات المحاضرات والسكن الجامعي والحرم الجامعي، حيث يتعرضون للتحقيقات والتهديدات بالفصل والاعتقال والمنع من إكمال دراستهم، بهدف ثني فئة الشبيبة المثقفة عن الاهتمام بهموم الشعب الكردي، وجعلهم أمام خياري، إما الخنوع والاستسلام وإما الطرد أو الفصل من الدراسة.
تجري كل هذه الممارسات من أجل إبعاد الشعب الكردي في سورية عن المطالبة بحقوقه الطبيعية المشروعة في العيش بهويته وإرادته الحرة.
إننا في منظومة مجتمع غرب كردستان وسوريا نندد بشدة بهذه الممارسات الوحشية اللاإنسانية بحق جميع أبناء شعبنا الكردي بدون تفريق، ونؤكد بأنها لن تنال من إرادة هذا الشعب الذي نشأ على ثقافة المقاومة والصمود ولن يتخلى عن حقوقه الطبيعية الديمقراطية المشروعة، مهما كانت التضحية كبيرة. و نناشد السلطات السورية بالتجاوب مع مطالب الشعب الكردي بخصوص:
1- الكشف عن مرتكبي مجزرة الرقة في أقصر وقت.
2- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم معتقلي الرقة.
3- الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والتي صادقت عليها الدولة السورية.
4- وقف الضغوط والملاحقات الأمنية و الاعتقال العشوائي التعسفي.
5ـ حل القضية الكردية بالسبل الديمقراطية والسياسية.
منسقية منظومة مجتمع غرب كردستان
KCK-Rojava
19 تمــــــــــوز 2010