جوان
مراقب و شيخ المراقبين
نددت منظومة المجتمع الكردستاني بالتصريحات الاخيرة التي اطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتي اعلن فيها عن تأييده للجرائم التي يرتكبها جنود الجيش التركي في التمثيل بجثامين المقاتلين الكرد الذين يفقدون حياتهم في المواجهات المسلحة في شمالي كردستان.
وتوقفت اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني في بيان لها على التصريحات الاخيرة التي اطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال الاجتماع الموسع لمسؤولي افرع حزبه في تركيا، والتي بررّ فيها جرائم جنود الجيش التركي في التمثيل بجثامين المقاتلين الكرد.
وقال البيان بان كلام أردوغان هو محاولة اخرى للتأثير في نضال حركة حرية كردستان والاتجاه نحو تشديد الحرب وتوسيع الصراع ضدها.
وتابعت اللجنة في بيانها بان الاجتماع المشار اليه توقف على حالة العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان والحرب المعلنة ضد حركة حرية كردستان، اضافة الى بحث سبل القضاء على هذه الحركة والنيل منها.
كما تحدث البيان عن اللقاء الذي جمع بين كل من أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، موضحا في هذا الموضوع مايلي:
لقد تناول كل من أردوغان وكليجدار أوغلوا في لقاءهما موضوع القضية الكردية في الاطار الأمني والاقتصادي، ضاربين بعرض الحائط مطاليب الشعب الكردي ومهملين ارادته في العيش بحرية. هذا اللقاء يأتي في سياق الاتقاق على تصفية حركة حرية كردستان بقيادة حزب العمال الكردستاني واضفاء المشروعية على الحرب الخاصة والشاملة التي تقودها الدولة التركية على الكرد. الاحزب المعارضة في تركيا لا تتفق مع الحزب الحاكم في أمور عديدة، ولكنها جميعاً تتفق حول كيفية وسبل القضاء على حركة حرية كردستان وتصفيتها، وهذا يعني الاعلان الرسمي عن تصعيد الحرب في البلاد ضد حركة حرية الشعب الكردي.
وتابع بيان اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني بان حزب العدالة والتنمية ينظم ندوات ومؤتمرات واجتماعات موسعة في البلاد بهدف النيل من حركة حرية كردستان والقضاء عليها، وهذا الاجتماع الاخير ينصب في الاطار نفسه ويتمحور حول نفس السياسة.
وحول تصريح أردوغان بان البلاد اقبلت على مرحلة مشابهة لمرحلة تشيللر قال البيان: تتواصل سياسة الانكار والتصفية بحق الشعب الكردي منذ تاسيس الجمهورية التركية وحتى الآن، وهذه السياسة وصلت الى مرحلة متقدمة جداً ابان حكم رئيسة الوزراء الاسبق تانسو تشيللر، حيث تم تدمير آلاف القرى وتشريد الملايين من ابناء شعبنا الكردي، كما تم قتل اكثر من سبعة عشر ألف شخص، لهذا لايمكن للشعب الكردي أن ينسى هذه الوحشية بسهولة. هذه المرحلة التي قادتها تيشللر وجنرال الحرب دوغان غوريش ومحمد آغار، فشلت بفضل مقاومة الشعب الكردي والتضحيات الجسام التي قدمتها حركة حرية كردستان وكوادرها وقواتها المقاتلة. واليوم يحاول كل من أردوغان، وقائد الجيش الجنرال الكر باشبوغ ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو تجديد العهد السابق والسير على نفس طريق تشيللر في سياسة الارض المحروقة والحرب الشاملة.
وتابع البيان بانه ورغم كل مقترحات ومشاريع السلام والحل الديمقراطي التي قدمها قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان من أجل حل القضية بشكل ديمقراطي عادل، إلا أن حكومة العدالة والتنمية وجميع مؤسسات الدولة مايزالون يصرون على مواصلة سياسة الانكار والتصفية بحق الكرد وثورتهم.
وذكر البيان بان تداعيات هذا الاصرار على النيل من الشعب الكردي ستكون وخيمة ومكلفة بالنسبة للدولة التركية، موضحا بان كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري يتحملان كامل مسؤولية عن ذلك.
كما وتعرض البيان الى موقف اردوغان من جرائم تمثيل جنود الجيش التركي بجثامين المقاتلين الكرد الذين يفقدون حياتهم في المواجهات المسحلة، متابعاً في هذا الاطار قائلاً:
مايقوله اردوغان لا يمكن ان يجد المرء تبريرا له في اي فلسفة أو دين، وبشكل خاص فان الدين الاسلامي حرم التمثيل بالجثامين وعدّ ذلك من الكبائر، وحديث اردوغان في الاجتماع المشار اليه يٌشرعن جرائم التمثيل الجبانة بجثامين المقاتلين الكرد، بل ويٌشرعن جميع الجرائم التي تقترف بحق الانسانية وكرامة الانسان.
وتابع البيان بان التصريح الذي ادلى به اردوغان يوم الجمعة الماضي خلال لقاءه مسؤولي حزبه يٌظهر حقيقته البعيدة كل البعد عن جوهر الدين الاسلامي.
وفي الختام ناشدت اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني، جميع القوى الديمقراطية والمحبة للسلام وكل المسلمين المؤمنين الحقيقيين بالتوقف على تصريحات أردوغان والاطلاع على مقدار الزيف والشر الذي يمثله، وفضح الحرب الشاملة التي تشنها حكومته ضد الشعب الكردي وضد هويته وحقوقه.
