جوان
مراقب و شيخ المراقبين

خليل كالو
ماذا جنى الكرد من تاريخ وبطولات صلاح الدين سوى الخيبة ومقتل عشرات الآلاف من شباب الكرد على أسوار عكا والاسكندرية والقدس أي بالعربي الفصيح لقد حصلنا من الناقة ذنبها ومن البعير بعرها فهل توقفت المسألة الآن على هوية صلاح الدين فيما إذا عربيا أو كردياً أو فارسياً فالأمر سيان وهم الآن ينكرون عليك كل شيء حتى الهواء التي تتنفسه ولن نراجع أية صفحة من التاريخ الذي ذكرته في المقال ولتكن هويته ما تكون. أليس كافياً بأغلب الكرد ما زالوا ينتهجون فكر صلاح الدين وهم في خدمة الغير مقابل الحواري في الجنة المزعومة ويسعون إلى أخوة هابيل وقابيل يا أخ شيروان ويا كل من يفكر على هذا المنوال . فكل الكلام الدائر منذ عقود حول هوية صلاح الدين الأيوبي لا يفيد في شيء حتى في تأمين كسرة خبز لجائع ولن يعيد الروح لمن أتفل وقتل بالأسلحة الكيميائية والهوية لمهاجر وغريب على أرضه ولن يعطف عليكم أحد إلا أن تكونوا مثل صلاح الدين خدما لهم.
إن صلاح الدين في النهاية وبعيدا عن كل فلسفة وتأويل وحجج فقد كان خادما أمينا للعروبة والإسلام وهنيئاً للعرب بأمثاله( حظ يا عمي) Bextê sipîye وتدرون أن لا فرق بين العروبة والإسلام في حقيقتهما التاريخية والثقافية إلا عند من ضاع حتى شحمة إذنه في البلادة والحمق فما دخلنا في هذه الموضوع إذا تغنى أحدهم بأمجاد تاريخه .فمن حق العنصر العربي أن يفتخر بتاريخ أجداده وبمن خدموا ودافعوا عن العقيدة والثقافة والوجود العربي ويهجون من سلك طريق الشك والخيانة مثل أبو رغال الذي جند نفسه دليلا لجيش أبرهة الحبشي في عام الفيل سنة 570 م ومنذ ذلك الحين جعل العرب من رجمات الشيطان في موسم الحج منسكا للتنديد والاستنكار لذلك اليوم المشؤوم وقبح تصرف أبو رغال وكذلك مثله ابن العلقمي في تعاونه من التتار في حصار بغداد أيام الخلافة العباسية وهذا حق طبيعي لهم ولو قطعت رأس العربي من صغيرهم إلى كبيرهم لن يعيد الهوية العربية لهؤلاء ممن خدموا الغير ويتبرؤون منهم إلى يوم القيامة ومن غيرهم وهذا هو المنطق الصحيح .
نحن الكرد لا نقول أن صلاح الين كان خائنا أو شبيه بأبو رغال أو ابن العلقمي وإنما كان مثل ذاته كما يقول الكرد في أمثالهم Mirovekî weke xwebû حيث لكل زمان ومكان احكامه وضروراته ومواقفه ولكن الأمر المثير للغيظ هو تهافت الكثير من الكرد ممن يدعي النخبة والفهم على جعل التاريخ مادة حاضرا في أذهان الناس من دون عظة واستيعاب الدروس بل يصرون على التأكيد على أننا نحن الكرد على مر التاريخ السابق كنا خدما وثيران الفدان Gayê cot للآخرين دون أن يستعر من ذلك التاريخ . فدعوا صلاح الدين وابن الثير وابن خلكان والشوقي والعقاد واينونو والخراساني وابن تيمية والحسكفي وكرد علي و..و..و..و....للغير فهم أحق بهم Ew ji ware başin . فإلى متى تعيشون الوهم والخيال والمنطق الميتافيزيقي والعاطفة البدائية في تقييم الحاضر والعمل للمستقبل وافترضوا حتى أن خالد وعمر وعثمان والقعقاع وأبو هريرة وأتاتورك والخميني هم من الكرد فلن يغير في المعادلة الراهنة من شيء فواقع الحال من سلوك وعمل من يعيش الحال .
لقد أكل الآخرون باسم الدين والأخوة الحلاوة بعقولكم حتى شبعوا وشربوا خمر بلادتنا حتى الثمالة ونحن في زوزانا Zozana نعزف على الناي لحن العبودية Ez koleme وهل تريدون أن يأكلوا بعقولكم المزيد من الحلاوة وهذه المرة البقلاوة أيضاً وأنتم تأكلون الحنظل والزلط ألا ينكرون عليكم كل شيء فهل توقف الأمر على شخص خدمهم أحسن خدمة فإذا كنتم مصرين على ذلك فهنيئا لكم عبوديتكم وأما أهجروا الذهنية القديمة وعيشوا الحاضر وفكروا مثل كما يفكر الآخرين بطريقة منطقية كما كل البشر حتى تصبحوا مثل البشر .كل المصائب التي تنهال على الكرد منذ القديم هو امتلاكهم ثقافة رثة وبالية لا تصلح لشيء سوى صنع العبيد والخدم وقد أثقلت أجسامنا بخطايانا وقذارة أحمال الآخرين ولا زلنا نفتخر بجهلنا وتخلفنا ونحن نذوق مرارة الحياة ولا نتعظ كما يقول الكرد في أمثالهم EM di xwede dibînin û bawer nakin فلنصدق مرة واحدة وليأتي علينا الأستاذ عزرائيل ضيفا في يوم عيد الأضحى .
هل سيحترمنا أحد إذا قلنا أن الكرد الآن هم أحفاد أو أسلاف صلاح الدين وحتى إن قمنا بتثبيت هويته الكردية بقرار من الأمم المتحدة واليونسكو وجمعية رعاية حقوق الحيوان فلا يعتقد أم شيئا سوف يتغير قيد أنملة بل ستزيدون من غضب الآخرين عليك بدعوى أنكم ما زلتم تركضون وراء السراب والتاريخ المزيف و بسبب ما نحن نعيشه من الذل وفقدان الشخصية والبلادة في التفكير والمنطق الأعوج .,أخير لا شكر لمن جعل من الكرد عبيد للآخرين يا أخ شيروان .
X.kalo59@hotmai.de
gemya kurd
يبقى كلام الشاعر الفلسطيني الراحل الكبير المناضل معين بسيسو..شهادةً مفتوحة في وجهِ محرفي التاريخ..!
" كم أكره من علمني
الدرس الأول في التاريخ
كردياَ كان صلاح الدين
وانتصروا......
أصبحَ عربياً
ماذا لو هُزمَ صلاح الدين؟
لأصبح جاسوساً كردياً؟!"