Kurd Day
Kurd Day Team

ليس من تغيير كبير على صعيد صحتي ، عيناي لا زالتا تدمعان ، من المحتمل أن لهذا علاقة بالوسط هنا ، وربما للصيف والطقس الحار تأثيره فيه ، فربما ذلك نابع من الحرارة .
هناك من يؤيد تهديدي ووضع حدود لي . فقد بدا واضحاً أنه لايمكن حل القضية الكردية بالأساليب التقليدية . وحسبما علمت من الإعلام أن “نوراي ميرت” صرحت أيضاً ؛ بأن الأكراد لم يعودوا الأكراد السابقين ، ولا يمكن القضاء عليهم بالأساليب الإبادية التقليدية .
نشرت (Habertürk) مقالة ورد فيها أنه شوهد ما يمكن أن يكون دليلاً لجرم التدخل المباشر في لقاءاتي مع المحامين ، حيث يقال بأنني أصدرت تعليمات . بينما أنا هنا لم أصدر أية تعليمات إلى أحد حتى الآن ، ولن أصدرها كما لن أرتكب هكذا خطأ . كما أنني لم أصدر تعليمات الحرب من هنا . وفي الحقيقة تدخلي في هذه المواضيع من هنا لن يكون صائباً .
إذا لم يتطور مسار الحل فإن لوبيات الحرب الخاصة ستدخل على الخط وتبدأ مرحلة يستحيل السيطرة عليها ، ليخرج المسار من سيطرة الطرفين . حيث أظهرت هذه الاشتباكات والهجمات الأخيرة أن القضية الكردية قائمة في الميدان وتفرض نفسها كقضية أكثر أساسية تفرض نفسها وتلقي بظلالها على القضايا الأخرى . ولدى الشعب آمال كبيرة وهناك حراك وإثارة في كل مكان . كما هناك آمال معقودة عليّ أيضاً في هذا الموضوع . ينتظرون مني تصريحاً أو اقتراحاً للحل على ما أعتقد . هذه آمال بشأن وقف الاشتباك . هذه الآمال موجودة لدى الأكراد ، لدى شعبنا.
يجب معرفة خياري بشأن حل القضية الكردية . كان بإمكاني المضي في طريق تعميق الثورة الكردستانية ، وتعميق الثورة الكردستانية يعني موت ملايين الناس كما حدث في الثورة الفيتنامية ، ولكنني لم أختر هذه الطريقة ، بل اخترت الحل على الطريقة الديموقراطية . بالطبع لي آرائي التي أوضحتها سابقاً بشأن الحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية ، وهي معروفة . حيث يمكن جعل حل القضية ممكناً بترتيبات على محور دستور ديموقراطي ، فمطلب الدستور الديموقراطي هو الأساس الذي ننتظره ، ويمكن حل القضية حسب الترتيبات التي تجري على هذا المحور . وقبل إنشاء هذا الدستور الديموقراطي يمكن الابتداء بإلقاء بعض الخطوات عملياً ، حيث يجب القيام بالتعديلات القانونية اللازمة ليكون ذلك نوعاً من التعبير عن حسن النية ، وتكوين الأجواء النفسية . فيمكن القيام بإجراء ترتيبات وتحسينات قانونية في أمور تتعلق بتخفيض حاجز الانتخابات ، وإلغاء “قانون مكافحة الإرهاب” ، وحل مسألة الأطفال ، وإطلاق سراح المعتقلين في عمليات KCK ، وتطوير الديموقراطية الداخلية للأحزاب . ومع هذه التحسينات الجارية في هذه المواضيع يمكن إعداد دستور ديموقراطي في نهاية المطاف ، فذلك هو الأسلوب الذي أرتأيه في حل القضية .
إن AKP(حزب العدالة والتنمية) وأردوغان في الحكومة ويمكنه القيام بذلك ، كما يمكنه الحصول على دعم المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في هذا الموضوع . أنا من هنا أنادي رئيس الوزراء مرة أخرى بشأن هذا الموضوع ، يمكن حل القضية الكردية بالسبل السلمية الديموقراطية ، والبرلمان هو مكان حلها ، حيث يمكنهم اتخاذ قرار بشأن حل هذه القضية في البرلمان . طبعاً أنا قلت من قبل بشأن أردوغان “أنني لم أستطع تحليله تماماً” ، ولا أعلم إن كانت قوته تكفيه لحل هذه القضية أم لا . ربما لن تكفيه ، فربما تكون طاقته محدودة . وإذا لم يقم AKP بحل هذه القضية على أساس الدستور الديموقراطي ، فيمكن الإطاحة به من خلال مؤامرة مثلما حدث في مراحل التآمر الثلاثي الذي شرحته سابقاً ، وتصبح هذه مرحلة التآمر الرابعة . يمكن إسقاط AKP بمؤامرة إذا لم يقم بحل هذه القضية . ولا يمكنهم إلقاء أعباء هكذا نهاية على عاتقنا ، ولا يمكنهم اعتبارنا مسؤولين في هذا الموضوع . لا يمكنهم اعتبار BDP(حزب السلام والديموقراطية) ولا PKK مسؤولين في هذا الموضوع . فإن AKP هو الذي في السلطة ، والمسؤولية تعود إليه ، وإذا لم يقم AKP بحل هذه القضية فإن لوبيات الحرب الخاصة ستتدخل ، وقوة AKP لا تكفي لمواجهة هؤلاء ، حيث أن لوبيات الحرب الخاصة تتواجد في الداخل والخارج ضمن البيروقراطية والقضاء والجيش وفي كل مكان ، ويلاقي الدعم . وإذا تطورت لوبيات الحرب الخاصة هذه ، فإن AKP لن يستطيع الصمود أمامها . وأنا أشير إلى هذا الخطر منذ الآن ، فإذا كان AKP لا يريد التعرّض لتآمر الحكومات في مراحل التآمر الثلاثي التي شرحتها ، فهو مرغم على أن يكون جريئاً . يجب على AKP الالتزام بموقف ثابت وصادق وقابل للتطبيق ، وإلا فإن لوبيات الحرب الخاصة التي ستنمو ستصبح خطراً وتقضي عليه .
كما هناك مهمة تقع على عاتق CHP(حزب الشعب الجمهوري) أيضاً في حل هذه القضية ، حيث يجب على “قيليجداروغلو”(رئيس CHP الجديد) تقديم دعمه في موضوع الدستور الديموقراطي ، هذه المهمة تقع على عاتق AKP و CHP . حيث يجب تحليل مجيئ قيليجداروغلو وتصفية بايكال(الرئيس السابق لـCHP) بشكل جيد . فأنا أيضاً لست نقياً تماماً في هذا الموضوع ، حيث يمكن أن تكون هناك أسباب متنوعة لتصفية بايكال ، فربما تمت تصفيته لأنه كان قالبياً وعمَّق اللاحل ، أو على العكس تماماً لأنه رأى الخطر وأدرك سياسات اللاحل ولم يقتنع بها ، أو ربما هو تخلى عن هذا الأمر . أو أن لوبي الحرب الخاصة قام بتصفيته عندما فهم أنه لن يتمكن من المضي قدماً بسياسات اللاحل هذه مع بايكال . وربما أوتي بـ قيليجداروغلو من خلال هذه الاحتمالات . فربما أوتي به من أجل تعميق اللاحل ، فإن كان الإتيان به لهذه الغاية فإن CHP سيتخلف أكثر مما كان عليه في عهد بايكال . فإذا كان قيليجداروغلو لا يحمل قناع لوبي الحرب الخاصة ، عليه أن يساهم في حل هذه القضية . أما إذا قام بتعميق اللاحل ويصر على بقاء الوضع القائم ، فذلك يعني أنه يرتدي قناع الحرب الخاصة ، وعندها يجب إسقاط قناعه هذا ، حيث يجب التشهير بـ قيليجداروغلو وتحليله من جانبه هذا . كما يمكن أنهم أرادوا أن يحققوا تمسك الشريحة الكردية العلوية بهوية قليجداروغلو الكردية العلوية . ربما تمت المراهنة على قيليجداروغلو من أجل كسب جماهيرهم الكردية العلوية التي خسروها ، فإذا كان الموضوع هو سياسة رخيصة من أجل كسب الجماهير الكردية العلوية فيجب فضح هذه السياسة .
أكرر مرة أخرى ؛ إذا لم يتطور حل القضية الكردية بالسبل الديموقراطية فإن لوبيات الحرب الخاصة ستتدخل ، وستؤسس العلاقات مع الخارج ، وتبدأ مرحلة المؤامرات ، وستتعمق الثورة الكردستانية وتقع الحرب الداخلية ، والجميع سيخسر من ذلك ، وهذا ليس السبيل الذي أفضِّله ، فخياري ليس تعميق الثورة الكردستانية أي خيار الاشتباك والحرب الداخلية . فأنا اتخذت حل القضية بالسبل السلمية على أرضية ديموقراطية أساساً . خياري في هذا السبيل . كما ليست لدينا نية من قبيل تقسيم تركيا أو تغيير الحدود . وكنت قد أوضحت في السابق بأن “الدولة تخاف من السلام وPKK من الثورة” ؛ ليس لدى الدولة نية السلام ، وليس لدى PKK نية الثورة . فمثلما لم تتقرب الحكومات حتى اليوم من القضية الكردية بنوايا الحل ، لم ينوي PKK تحقيق الثورة الكردستانية ، هذان الموقفان اللذان استمرا على مدى ثلاثين سنة أوصلا بعضهما البعض بشكل متبادل إلى يومنا . ونتيجة لهذا الأمر ظهرت حرب بليدة إلى الميدان واستمرت هذه البلادة حتى يومنا ، وإذا استمرت نفس المقاربة من الطرفين فإن الانحراف سيستمر ويتعمق أكثر ، وهنا أردت فتح خارج عن القوسين في هذا الموضوع . أقولها مرة أخرى ؛ إن خياري ليس تعميق الثورة الكردستانية ولا تصعيد الاشتباكات ولا وضع الحرب الداخلية . ويمكن الدخول في طريق الحل انطلاقاً من أرضية ديموقراطية بمختلف التعديلات القانونية وفي مقدمتها الدستور الديموقراطي .
معلوم من التاريخ ما تم معايشته خلال مراحل الثورة الفرنسية وثورة أوكتوبر ، فالثورة الفرنسية هي تاريخ الديموقراطية ، وثورة أوكتوبر هي تاريخ الإشتراكية الديموقراطية ، هكذا يكتب التاريخ هذا الأمر وينطق به ، ولست أنا من يقول هذا ، بل تقوله كتب التاريخ ، فما تم معايشته بعد الثورة الفرنسية في عام 1789 معروف ، حيث يدور نقاش حول دستورية مشروطة بعد الثورة ، فهناك شعور بالحاجة إلى دستورية مشروطة ، ولكن نظراً لأنه لم يتم التمكن من تحقيق هذه الدستورية المشروطة والعمل بها ، تتعمق الثورة بالاشتباكات الداخلية ، وظهرت أجواء من الإرهاب ، حيث هناك مرحلة الإرهاب فيما بين 1792- 1794 ، فقد تصاعدت أحداث الإرهاب في تلك السنوات . ولهذا السبب لم ينتشر مفهوم الديموقراطية الذي ظهر مع الثورة الفرنسية على النحو الذي يليق به ، ولم يبدِ تأثيره تماماً . ولو تم قبول الدستورية المشروطة ، ولو لم تعاش أحداث الإرهاب ، لكان تأثير الثورة الفرنسية على القرون اللاحقة أكثر معنى . كذلك في ثورة أوكتوبر 1917 كانت هناك مطالب لمؤيدي القيصرية بعد الثورة ، حتى ولو كانت بتأثير من روسيا القيصرية ، ولكن لينين لم يصِّر كثيراً على الديموقراطية حيال هذه المطالب ، وأنا هنا لا أقول هذا بهدف انتقاد لينين ، ويجب أن لا يُفهم خطأً ، ولكن لو أصَّر لينين على الديموقراطية بعض الشيء ، لاستطاعت الاشتراكية الديموقراطية التي طبعت القرن بطابعها أن تكمل ذاتها بشكل أفضل وأصح . ولكن نظراً لأنه لم يحدث ذلك ، فقد حدثت الحرب الداخلية في روسيا في أعوام 1922- 1924 ، حتى ولو خرج لينين منتصراً من تلك الحرب ، فإن الإشتراكية الديموقراطية خرجت ضعيفة . وهذه الحرب الداخلية أضعفت تأثير الإشتراكية الديموقراطية في السنوات اللاحقة . ولو لم تكن تلك الحرب الداخلية ، ولو تم الإصرار على الديموقراطية ، لتمكنت ثورة أوكتوبر التي طبعت القرن العشرين بطابعها من أن تحيي تقاليد الإشتراكية الديموقراطية لفترة أطول ولتبقى صامدة إلى يومنا هذا . ولكن نظراً لأنه لم يحدث ذلك فقد تصاعد الانحراف ، وجاءت ديكتاتورية ستالين المعروفة بعد لينين ، وانحرفت لتفقد تأثيرها مع الوصول إلى يومنا . مثلما ظهر في المثالين لو تم التجاوب مع حاجات ومتطلبات المرحلة على أرضية ديموقراطية ، لاستطاعت الديموقراطية في فرنسا ، والإشتراكية الديموقراطية في روسيا ، أن تترك تأثيراً أفضل وأكثر عمقاً واستمرارية في المستقبل . بينما الإرهاب في فرنسا والحرب الداخلية في روسيا تركا بصماتهما على سنواتنا في القرنين الأخيرين بهذا الشكل .
التطورات التي طبعت تركيا اليوم بطابعها هي التي عاشتها منذ “سليم الثالث” إلى يومنا . فتاريخ المؤمرات الذي ابتدأ بـ “سليم الثالث” استمر إلى يومنا الراهن . فإزالة “سليم الثالث” من الميدان بمؤامرة ، ثم تصفية “علمدار مصطفى” بمؤامرة أيضاً بعد ذلك ، ثم تمت معايشة إلغاء المؤسسة الإنكشارية ، وصدور فرمان التنظيمات ، ثم فرمان الإصلاحات ، ثم المشروطية الأولى والمشروطية الثانية وديكتاتورية عبد الحميد . ونتيجة لالتقاء هذه التقاليد التآمرية مع التآمرية الرأسمالية قبل الجمهورية ظهرت تآمرية أكثر ظلامية ، وهي تآمرية الاتحاد والترقي . وأخيراً تاريخ المؤامرات على مدى ثمانين سنة منذ الإعلان عن الجمهورية وصولاً إلى يومنا هذا . لقد ظهرت تآمرية الجمهورية . فهذا التقليد التآمري أضعف تأثير الجمهورية قبل ولادتها ، وأوصلها إلى الإختناق . فنتيجة لتلك المؤامرات آل مصطفى كمال إلى وضع شبه أسير ، بينما كانت أسماء من قبيل “عصمت إينونو”(رئيس وزراء تركيا في عهد أتاتورك) و “فوزي جاكماك”(رئيس هيئة الأركان حينذاك) أكثر تأثيراً في تلك السنوات . ففي البدايات يتم نقاش منح الحكم الذاتي للأكراد ، وحتى بتاريخ العاشر من شباط 1922 تجري في البرلمان لقاءات في اتجاه منح الحكم الذاتي للأكراد ، ويتم تمرير القرار من البرلمان نتيجة للتصويت بقبول 373 عضواً ورفض 64 عضو . وفي المؤتمر الصحفي في إزميت(مدينة قرب استانبول) في كانون الثاني 1923 يقول مصطفى كمال بأنه سيتم منح الحكم الذاتي للأكراد . ولكن التطورات اللاحقة تحدث بعكسها تماماً . وقمع الأكراد من أمثال “الشيخ سعيد” و “سيد رضا” و “خالد الجبراني” ذو علاقة وترابط بهذا التقليد التآمري . فهنا يتم رفع الأكراد عالياً في البداية ثم يتم ضرب ظهرهم على الأرض ، لتتم إبادتهم . قاموا بإعداد الإستفزازات ويخلقونها ليقوموا بقمعها . في الحقيقة صنعوها بالتآمر وخنقوها بالتآمر . حتى من المعروف أنهم دعوا “السيد رضا” إلى اللقاء ، ويقال له بأننا سنعفو عنك ، وبشكل لا نعرف كيف حدث بعد ذلك ليتم إعدامه على عجالة ! هذه هي التآمرية بعينها . تم استنهاض الأكراد أولاً ثم ضُرب ظهرهم على الأرض وتمت تصفيتهم بالمؤامرات . في الحقيقة لانكلترا أيضاً تأثير في كل ما جرى من أحداث ، بل لليهود أيضاً نصيب فيما جرى معايشته . يجب عدم فهم ذلك خطأً فأنا لا أذكر ذلك على أساس العداء لليهود أو انطلاقاً من أفكار مناهضة للسامية ، بل أعبر عن حقائق تاريخية . فمن المعروف أن مجموعة من اليهود حاولت جعل الأناضول الوطن الأم لهم قبل تأسيس دولة إسرائيل ، ثم ابتدأوا بتطوير مفهوم قوموية التركياتية البيضاء اعتباراً من أعوام 1925 بما يختلف عن الأعوام السابقة ، واليهود مثَّلوا طليعة هذا المفهوم . أنا لا أمارس مناهضة السامية ، بل أقوم بتشخيص تاريخي . فما هي التركياتية البيضاء وكيف تطورت ، لأشرح ذلك قليلاً . في تلك المرحلة قام اليهود بتصفية المسيحيين الذين يرونهم منافسين لهم وخاصة الأرمن والروم (اليونان) ، لأن الأرمن والروم كانوا ممسكين بالتجارة والرأسمال في أيديهم . وكذلك تم استهداف الطبقة الوسطى من المسلمين بنفس الشكل لنفس الذرائع ، وتمت تصفيتهم . وعندما بقوا لوحدهم عرَّفوا أنفسهم بأنهم يهود أتراك ، وقالوا ؛ نحن أتراك ويهود في نفس الوقت ، وقالوا نحن أتراك اليهود . وعلى هذا الأساس تطورت التركياتية البيضاء ، والذين قبلوا بهذه التركياتية البيضاء أي التركياتية اليهودية أصبحوا خدماً لهذه الإيديولوجية ، أما الذين لم يقبلوا بها فتم الإعلان عنهم خونة وتمت تصفيتهم . وهكذا تطور مفهوم التركياتية البيضاء . هذه ااتركياتية التي تم تطويرها ذو علاقة بفكرة جعل الأناضول وطنا لليهود أيضاً . فآثار مفهوم التركياتية البيضاء هذا في تركيا لا زالت بائنة في يومنا هذا ، بل جعل نفسه قائماً ، فهاهو مثال “أوزير غاريه”(رجل أعمال يهودي أغتيل بشكل غامض قبل عدة سنوات) المعلوم ، يقوم “أوزير غاريه” بزيارة قبر “كوجوك حسين أفندي” ، ويتم قتله خلال تلك الزيارة . وهذا الحادث يدل على مدى عمق العلاقة بين الطريقة التي ينتمي إليها “كوجوك حسين أفندي” واليهود . كذلك قبر “فوزي جاكماك” موجود في نفس المكان ، كلاهما في مقبرة “أيوب” ، فقد أوضح فوزي جاكماك في وصيته رغبته في أن يُدفن في هذه المقبرة .
أسماء من قبيل “عصمت إينونو” و”فوزي جاكماك” لهم علاقات وتحالف مع هذه التركياتية البيضاء . فمن المعروف أنه يتم إغلاق “فرقة الجمهورية الحرة”(حزب) التي أسسها “فتحي أوكيار” رفيق مصطفى كمال ، بسبب مفهوم التركياتية البيضاء ، وتدخل كل من عصمت إينونو وفوزي جاكماك ورفاقهم وتأثيرهم في ذلك . تطور مفهوم التركياتية البيضاء هذا يبدأ من أعوام 1925ـ 1926 . تحجيم مصطفى كمال ودفعه إلى الإنعزال هو نتيجة لذلك التحالف . فقد أصبح مصطفى كمال وكأنه الظل . فمن المعلوم أن هؤلاء جميعاً ذهبوا إلى المحاكمة التي أقيمت من أجل محاولة إغتيال في إزمير بكل أركانهم في استعراض للقوة في مواجهة مصطفى كمال ، ليبعثوا بذلك رسالة إليه ، ويتلقى مصطفى كمال هذه الرسالة ، وينسحب جيداً بعد ذلك التاريخ . بالطبع مفهومي للتاريخ هو حسبما يناسبني ، فلدي مفهومي الخاص للتاريخ ” والجمهورية ولدت ميتاً نتيجة لهذه المؤامرات” ، ولهذا فإن تاريخ الجمهورية هو تاريخ المؤامرات ، فهو تاريخ تصفية الأكراد والإسلاميين وكذلك الإشتراكيين والشيوعيين بالمؤامرات . كما جرى ترتيب مؤامرات مختلفة حسب بنية كل منطقة في كردستان على مدى تاريخ الجمهورية ، ومثال “جميلي جتو” في باتمان يتطابق تماماً مع هذا الأمر ، وكذلك ماجرى في “وان” في مواجهة الأرمن مثال على ذلك ، بنفس الشكل ما جرى إحلاله بـ”سيد رضا” في ديرسيم هو مثال مختلف آخر على ذلك . وفي المجمل يمكن مصادفة مؤامرة في كل بقعة وإن كانت بشكل مختلف ، لماذا أتكلم عن كل ذلك ؟ أريد الوصول إلى ما يلي : لا يمكن ممارسة السياسة في تركيا مالم يتم تعلم وفهم تاريخها السياسي القريب ، وحتى إن مورست فلا يمكن الوصول إلى النجاح . يجب معرفة هذا الأمور وفهم تآمرية الجمهورية ، فبدون معرفة الوضع الذي آل إليه مصطفى كمال ، وبدون فهم مصطفى كمال لا يمكن استنباط النتائج السليمة فيما يتعلق براهننا .
يجب التوقف على التاريخ السياسي القريب لتركيا على مدى شهور في أكاديميات السياسة الديموقراطية ، بل حتى انطلاقاً مما قلته يمكن النقاش حول هذه المواضيع لستة أشهر في أكاديميات السياسة ، ولهذا السبب أقترح أكاديميات السياسة الديموقراطية .
يجب تناول تجربة مثالي فرنسا وروسيا اللذين أوردتهما ، وأنا واثق من نفسي في موضوع الحل ، فأنا أملك القدرة والكفاءة بشأن الحل . إن نهجي للحل هو النهج الذي سيتطور على محور الدستور الديموقراطي .
أبيِّن مرة أخرى ؛ إذا لم يتطور الحل على أرضية ديموقراطية فماذا سيحدث ؟ ستتعمق الثورة الكردستانية ، ويتصاعد مسار الاشتباك بالتبادل ، وتعاش مرحلة خارجة عن السيطرة مع لوبيات الحرب الخاصة . أنا أعلم باستحالة اقتلاع الأكراد من جبال كردستان ورميهم ، ويقال حتى لو تحامل جيش من مائة ألف شخص على قنديل ، فلن يستطيع تحقيق النجاح ، لقد قرأت هذا في الصحافة . يصعب هزيمة الأكراد في تلك الجبال ، بل مستحيلة . الأكراد لن ينغلبوا في تلك الجبال ، ولن يخسروا أبداً ، لن يخسروا حتماً ، فالأكراد سينتصرون حتماً حتى ولو تطور مسار دموي جداً بالتبادل ، وحتى لو حدثت خسائر كبيرة من الطرفين ، ولكن هذا ليس خيارنا . ففي وضع تعمق مسار الاشتباك على هذا النحو ، يمكن أن يموت مليونا شخص كما حدث في ثورة فيتنام ، فأنا أصبحت عقبة أمام مثل هذه النتيجة حتى هذا اليوم . وجهدت من أجل الحل الديموقراطي من دون سفك الدماء ، ولا زلت مستمراً في إصراري على هذا الموضوع .
كما أنضم حتى النهاية إلى التصريح الصادر من منظمات المجتمع المدني في دياربكر بالتوازي مع ما أوضحته ، ولكن مجرَّد التصريح لا يكفي ، فأنا أنضم إلى ذلك ببعده العملياتي ، حيث يجب دعم هذا النمط من القرارات بالممارسة العملية أيضاً ، ويمكن تطوير سياق وقف إشتباك ذو طرفين ، فإذا برزت مثل تلك الإرادة يجب أن ينصاع KCK لهذا الأمر ، ولكن عليَّ بيان ما يلي ؛ لا يمكن لأحد أن يمد رقبته وينتظر كما الخروف الأضحية ، بل يتم استخدام حق الدفاع المشروع ، فهذا حق كوني ، وكل كائن حي مرغم على الدفاع عن نفسه من أجل البقاء ، وهذا يسري على النبات والحيوان وكل الكائنات الحية . كما أن PKK وشعبنا يستخدم حقه الكوني هذا بشكل طبيعي . وكنت قد أوضحت “نظرية الوردة” سابقاً ، فحتى الوردة تمارس دفاعها الذاتي بأشواكها عندما تسقط أوراقها لتحمي نفسها ، ويجب فهم هذا الأمر هكذا . وإذا ما تم تعزيز هذا الدفاع الذاتي بالأنشطة الحقوقية والاقتصادية والديبلوماسية فيبرز الحكم الذاتي الديموقراطي إلى الميدان عملياً وتلقائياً ، ففي مثل هذا الوضع ينمو الحكم الذاتي الديموقراطي فعلاً ، فالحكم الذاتي الديموقراطي يتطور في أربع ميادين أساسية ، الدفاع الذاتي والحقوق والاقتصاد والديبلوماسية .
يجب الابتداء بنفير عام ديموقراطي ، ويجب عدم فهم هذا خطأً ، إنه ليس نفيراً بمعنى الحرب ، بل نفير عام من أجل الانتخابات ، حيث يجب تحقيق النجاح في الانتخابات من أجل تهيئة الأرضية لدستور ديموقراطي .
إن العقبة أمام السياق ليس القضاء وحده ، بل هناك عرقلة في الجيش والبيروقراطية والمجتمع والسياسة وفي العديد من الأوساط التي تكلمت عنها ، والمعرقِلون أقوياء ، ولكن الحكومة هي المسؤولة ، فأنت الحكومة وعليك أن تتحكم بهؤلاء وتزيل هذه العقبات .
إنني أتلقى رسائل كثيرة من السجون ، من سجن سيرت ، وأتلقى رسائل كثيرة من سجن باتمان بشكل خاص ، أعتقد أنهم سيتعمقون أكثر .
أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا . أبعث بتحياتي إلى شعبنا في إيران . يمكن تناول حلٍ على محور الدستور في إيران أيضاً مثلما في تركيا . حيث يجب على إيران أن تنصاع للحل ، فذلك سيكون لصالح إيران أيضاً . كما أبعث بتحياتي إلى شعبنا في سوريا . كما أبعث بتحياتي إلى شعبنا في العراق ، وكذلك إلى شعبنا في أوروبا والقوقاز وفي كل مكان . كما أبعث بتحياتي إلى كل الرفاق في سجن دياربكر طراز D ، وسجن أورفا ، وسجن سيرت وكل السجون الأخرى . وأبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في ديرسيم وآغري و وان و باتمان وسرحد .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
30 حزيـــــــــــــــران 2010