Kurd Day
Kurd Day Team

كان "فرهاد وكيلي" أحد الخمسة الذين أعدموا في سجن أفين صباح 9 أيار 2010 ، كان محكوماً بدعوى الانتماء إلى PKK و PJAK مع رفاقه "شيرين علم هولي" و"فرزاد كامانكر" و"علي حيدريان" . وكان فرهاد أباً لثلاثة أطفال في مدينة "سينه" هم هانغامان وهَورام وهَوراز . كتبوا آخر رسالة إليه في 13 آذار 2010 بمناسبة قدوم نوروز . وهي :
والدنا الغالي ؛
الآن يسود السكون على مدينتنا ، ولكننا بكل أسف لا نجد ضميراً يقظاً يستمع إلى سكون قلوبنا . فليس هناك من يسمع رثاء وعويل الأطفال الذين انفصلوا عن آبائهم ، كما ليس هناك من يسأل عن سكون المدينة .
أبونا الجميل ... كيف سنُمضي هذه الأيام الجميلة من دونك ؟ وكيف سنشم رائحة هذه الحياة الجميلة ؟ فهل سنستطيع تعلم حقائق الحياة ونشعر بها من دونك ؟ وكيف سنشعر بدفء يديك ، ونبتسم لبسمتك الجميلة ؟ ومن الذي سيخبرنا بتاريخ أجدادنا وأمثالهم وحكاياتهم في غيابك ؟ .
أبانا الجميل ... حرارة الشمس ستبقى ناقصة من دونك ، وفي الليالي سيبقى ضوء القمر ناقصاً ، إننا نتابع النجوم في السماء عندما نشعر بعدم وجودك بيننا ، وفي ذلك الوقت نفكر ؛ هل يتمكن أبونا من النظر إلى نفس النجوم مثلنا في سجنه ؟ .
أبي ... هل ترى الآن نجوم سعادتنا وحريتنا ؟ وإذا كتبنا معروضاً نسأل فيه : لماذا يتم إبعاد الأب عن ابنه ، ولماذا يُؤخذ أبٌ من أبنائه ليلقى به في السجون ، فهل هناك من يجيب عليها ؟ .
أبي ... ليس للحياة معنى من دونك ، فقد أصبحنا كمن يحيا في عصر الجليد ، وباتت ضحكاتنا تشبه الجدران الخرسانية ، نمضي في الحياة فسفينة حياتنا تُبحر ، ولكنها كسفينة بدون قبطان .
أبي ... مضت أربع فصول ربيع ، أربع سنوات من دونك ، ولكننا لم نحيا أي جمال للربيع ولم نشم أي وردة أو زهرة منه ، فحياتنا من دونك كلها مرت بلون أصفر ، ورائحة الشوق . أبي تعلم بأنه كان هناك سبعة أطباق على سفرة عيدنا في نوروز ، أما بعدك فلم نضع سفرة لبيتنا في أي عيد نوروز ، لأنك لست بيننا ولا تقرأ دعاء "يا مقلب القلوب والأبصار" . ولأنك لست هنا ولا تسحب أوراق الخمس ليرات من جيبك كمن يسحب صفحة من القرآن الكريم لتعطينا إياها كهدية نوروز ، ولا تحتضننا ولا تعانقنا ولا تهنئنا بنوروز .
إنك لست هنا ، والأكثر إيلاماً أنك في سجن مظلم ، وفي غرفة خرسانية مظلمة لا يمكن وضع سفرة فيها في أي وقت . ونعلم بأنك تجعل من صدرك ترساً لكل الآلام والمعاناة بمفردك في سجن مظلم بين أربعة جدران خرسانية وتتعرض للتعذيب والتحقيقات المطولة مع كل نوروز منذ سنوات .
أبونا الحبيب ... نحن لا نريد حزنك وإثارة مشاعرك بهذه الرسالة ، ولكن مع الأسف لا نستطيع القفز فوق الحقائق . أبونا ... في هذا العام الجديد ، وهذا النوروز المبارك ، وبعد ما جرى لنا ولك ، أصبحنا نؤمن ونفهم بأنه يجب محاكمة كل الظالمين ، ونحن كأطفال أكراد سنقيم محاكمة في ضمائرنا لهؤلاء الظالمين ، وسنحكم عليهم .
نسألكم ونسأل ضمائركم يا أهل المدينة الذين لا تنامون ، ما هو ذنبنا ؟ ما هو ذنبنا حتى نحيا هكذا حياة مليئة بالآلام في عمر طفولتنا ؟ ما هو الذنب ، ومن المذنب ؟