Kurd Day
Kurd Day Team
[URL="https://www.kurd.day/imgcache/2/26alsh3er.jpg"]
[/URL]
إن البعض و نتيجة للعنوان المثير للجدل كذلك نتيجة لذهنية المؤامرة التي تحيك شباكها أمام أي تفكير منطقي في سوريا سيتخيل البعض أن مؤامرة كبرى حيكت و ستحضر إسرائيل و القوى الامبريالية و الرجعية مباشرة لأنها المتهمة الرئيسة في حياكة المؤامرات و سيتخيل البعض الآخر الذين تعجبهم أن يُرجعوا كافة الشرور إلى الصراع الطبقي بأن تلام الطبقات المستغلِة لأنها ضد البروليتارية و ضد الفقراء و تكمن هنا أصل كل الشرور بينما البعض الآخر سيذهب أبعد من ذلك بكثير إذ أنه سيرجع الأمر كله إلى الشوفينية و التعصب القومي و ما إلى هنالك من مؤامرات و دسائس و تخريب تقوم بها فئة ضد فئة أخرى و لا بد أن تظهر فئة أخرى امتعاضها من السلطة .
لكن اليوم أطمئنكم أن لا إسرائيل كان لها خبر و لا الامبريالية العالمية و ربيبتها الرأسمالية كان لهم أصبع و الشوفينية لم تستطع حتى مجرد الدخول إلى الخيمة بل و لم تقترب منها أصلاً إذ أن أهل عفرين بكل اثنياتها و فئاتها و طبقاتها كانت تدخل الخيمة و كانوا يعاملون معاملة واحدة و كأنهم أسنان مشط بينما البروليتارية و من يحمي مصالحها كانت تحرس المكان و تظله بظلها منذ دخول أول مواطن إلى أن تم فك الخيمة المشؤمة في الساعة العاشرة من مساء 22/5/2010 كذلك السلطة لم يكن لها تدخل مباشر على أقل تقدير .
القصة باختصار بدأت منذ زمن بعيد لكن ما يعنينا اليوم هو ما حصل البارحة فما الفائدة في أن أذكر نسبة الأطباء المتخرجين من الدول الاشتراكية إلى نسبة الأطباء المتخرجين من باقي العالم في سوريا و ما فائدة في أن أذكر أن أغلب هؤلاء الأطباء لا يملكون ربما شهادة الثانوية العامة كذلك الدخول في متاهات كيفية التعديل يبدو أمراً غير منطقي .
اليوم قررت أن أنقل إليكم الأمور كما تحدث فالنبش في الجذور ربما لم يعد يفيد شيئاً صحيح أن الوعي الصحي المتدني من قبل الشعب السوري بكل فئاته بمن فيهم عاملي القطاع الصحي كان سبباً رئيساً للمشكلة كذلك ذهنية " البسطة " التي تدعو إلى حل كافة الأزمات بتنزيل الأسعار و أحياناً بفتح باب المجان لأن الشعب المعتر - كما يحلو للكثيرين القول - لم يعد يستطيع التحمل نتيجة الافتراق بين المداخيل و الأسعار لكن دائماً الدخول في الموضوع مباشرة أكثر فائدة من النبش و البحث الدقيق فالمواطن السوري نتيجة نبشه الدائم مل هذه الآلية لذلك سأسرد لكم الحدث كما حصل البارحة و ليعينني الله
البارحة بتاريخ 22/5/2010 نصبت خيمة في ساحة البازار القديم بعفرين و كان من لم يسمع بالمشروع التاريخي لمنظمة الهلال الأحمر فرع عفرين يتساءل : لمن تكون خيمة العزاء تلك ؟
و لأنها كانت تشبه خيم التعزية تماماً جاء بعض المواطنين لتقديم واجب العزاء لكن لم يكن أحد يدري أن من كان يدخل إنما يعزي نفسه لأنه بلا شك سيكون ميتاً خلال خمس أو عشر سنوات على أكثر تقدير .
الخيمة نصبت في ساحة البازار بعدما تم التحضير لها إعلانياً بشكل جيد من قبل ميكرفونات الجوامع وآليات الدعاية المبطنة بأن عملاً يخدم البروليتارية يتم التحضير له عن طريق منظمة الهلال الأحمر في عفرين و باعتبار أن اللون الأحمر في شعار منظمة الهلال يتشارك مع اللون الأحمر لحماة البروليتارية اختلط الأمر لدى أذهان المواطنين أو هكذا تم التخطيط للموضوع
المهم الموضوع باختصار الإعلان كان مفاده أن الهلال الأحمر أو حماة البروليتاريا سوف يقومون برصد يوم مجاني كامل لتحري الداء السكري و ارتفاع التوتر الشرياني وذلك بنصب خيمة تضم أهم الكوادر الطبية في منظمة الهلال الأحمر فرع عفرين للتقليل من الآثار الوخيمة لهذين المرضين اللذان باتا الشغل الشاغل لكل العالم المتحضر منه و المتخلف .
و بالفعل تم نصب الخيمة و بدأ المواطنون من كل حدب و صوب بالتوافد إلى الخيمة حتى أن الرقم بلغ على لسان أحد المسئولين عن الحملة إلى أكثر من 350 مواطن .
حتى هنا و يبدو الأمر أكثر من طبيعي فما المشكلة في أن يحصل هؤلاء المواطنون على رعاية صحية تجنبهم مخاطر أمراض تعد من أكثر الأمراض فتكاً في العالم .
المشكلة بدأت عندما سمعت أحد المواطنين يقول لي صحيح يا دكتور أريد أن أسألك سؤالاً :
- الحلاق الذي أحلق لديه قال لي يفضل أن تشتري موس حلاقة ليكون لك وحدك لأن هناك أمراض كثيرة تنتقل عن طريق الدم
فأجبته على الفور
- هذا جداً رائع و تشَّكر لي حلاقك نيابة عني
فرحت كثيراً لأن الحملة الإعلانية التي قمنا بها في مشفى إعزاز الوطني للتوعية بدأت تؤتي ثمارها إذ أن الوعي الصحي بدأ يأخذ طريقه إلى أذهان المواطنين
لكن المواطن أكمل حديثه بالقول :
- يا دكتور سؤالي لم يكن هذا ... أنا دخلت اليوم إلى خيمة الهلال الأحمر و كانوا يستخدمون القلم للوخز و لم يكونوا يبدلون رؤوس الأبر و لما سألت الموظف لأني رفضت أن أجري تحليل السكر أجابني أن الايدز غير موجود في منطقتنا .
الصدمة كانت أكثر من أن تحتمل و لأني لا أحب أن أتسرع بالحكم على الأشياء حاولت التقصي من أكثر من شخص و كانت المفاجئة أن ما حصل كانت حقيقة بل تقصيت الأمر من أحد المسئولين فكان جوابه أنه أعطى التعليمات لأن يبدلوا رؤوس الأبر و هذا ما أربكني بالفعل و ما دعاني لكتابة هذه المقالة إذ أن المسئول نفسه و الذي يمثل السلطة الطبية و العلمية لا يعلم أن قلم الوخز هو قلم شخصي و أنه حتى لو تم تبديل الرأس الحاد لا يجوز أن يستخدمه شخص آخر لأن آثار الدماء تظل عالقة على القلم و الذي من خلاله تستطيع الأمراض أن تنتقل .
بينما الممرض المسئول لا يعلم بأنه لدينا في سوريا تحديداً ما هو أبشع من الايدز ( على الرغم من تواجد الايدز نفسه كمرض متستر عليه إلى حد الآن للأسف ) و الذي يفتك بكثير من المرضى و يكلف على الدولة مبالغ طائلة لأن علاجاتها - المجانية أيضاً - تكلف على الدولة ما يقارب لكل مريض بين 500 ألف إلى المليون ليرة سورية و نسبة الشفاء فيها متدنية جداً و أعني بها التهابات الكبد المصلية .
إن ما حصل تماماً أن معظم إن لم نقل الكل الذين دخلوا خيمة العزاء المشئومة تلك إنما سوف يصابون بأحد الأمراض المنتقلة عن طريق الدم و هي أمراض أقل ما نقول عنها أنها مميتة نتيجة الإهمال في أبسط أسس التعقيم و نتيجة المعرفة المتدنية لمن يجدر بهم أن يكونوا أكثر الناس حرصاً على هذه الأمور
لذلك كله آثرت أن أضع عنواني هذا و أطالب كفرد من أفراد منطقة عفرين أن يتم التحقيق في هذا الموضوع من قبل السلطات المختصة و أن لا تتكرر مثل تلك اللامبالاة مع المواطنين
فعزائي لمن قام بتحري سكر الدم في الخيمة لأنه الآن معرض و بشدة للإصابة بواحدة أو أكثر من الأمراض المنتقلة عبر الدم فقد وفر 100 ليرة سورية لكنه بلا شكك عرض نفسه و ربما أسرته فيما بعد في المستقبل لخطر كبير لأن تلك الأمراض بالإضافة لانتقالها عن طريق الدم تنقل أيضاً عن طريق الجنس .

إن البعض و نتيجة للعنوان المثير للجدل كذلك نتيجة لذهنية المؤامرة التي تحيك شباكها أمام أي تفكير منطقي في سوريا سيتخيل البعض أن مؤامرة كبرى حيكت و ستحضر إسرائيل و القوى الامبريالية و الرجعية مباشرة لأنها المتهمة الرئيسة في حياكة المؤامرات و سيتخيل البعض الآخر الذين تعجبهم أن يُرجعوا كافة الشرور إلى الصراع الطبقي بأن تلام الطبقات المستغلِة لأنها ضد البروليتارية و ضد الفقراء و تكمن هنا أصل كل الشرور بينما البعض الآخر سيذهب أبعد من ذلك بكثير إذ أنه سيرجع الأمر كله إلى الشوفينية و التعصب القومي و ما إلى هنالك من مؤامرات و دسائس و تخريب تقوم بها فئة ضد فئة أخرى و لا بد أن تظهر فئة أخرى امتعاضها من السلطة .
لكن اليوم أطمئنكم أن لا إسرائيل كان لها خبر و لا الامبريالية العالمية و ربيبتها الرأسمالية كان لهم أصبع و الشوفينية لم تستطع حتى مجرد الدخول إلى الخيمة بل و لم تقترب منها أصلاً إذ أن أهل عفرين بكل اثنياتها و فئاتها و طبقاتها كانت تدخل الخيمة و كانوا يعاملون معاملة واحدة و كأنهم أسنان مشط بينما البروليتارية و من يحمي مصالحها كانت تحرس المكان و تظله بظلها منذ دخول أول مواطن إلى أن تم فك الخيمة المشؤمة في الساعة العاشرة من مساء 22/5/2010 كذلك السلطة لم يكن لها تدخل مباشر على أقل تقدير .
القصة باختصار بدأت منذ زمن بعيد لكن ما يعنينا اليوم هو ما حصل البارحة فما الفائدة في أن أذكر نسبة الأطباء المتخرجين من الدول الاشتراكية إلى نسبة الأطباء المتخرجين من باقي العالم في سوريا و ما فائدة في أن أذكر أن أغلب هؤلاء الأطباء لا يملكون ربما شهادة الثانوية العامة كذلك الدخول في متاهات كيفية التعديل يبدو أمراً غير منطقي .
اليوم قررت أن أنقل إليكم الأمور كما تحدث فالنبش في الجذور ربما لم يعد يفيد شيئاً صحيح أن الوعي الصحي المتدني من قبل الشعب السوري بكل فئاته بمن فيهم عاملي القطاع الصحي كان سبباً رئيساً للمشكلة كذلك ذهنية " البسطة " التي تدعو إلى حل كافة الأزمات بتنزيل الأسعار و أحياناً بفتح باب المجان لأن الشعب المعتر - كما يحلو للكثيرين القول - لم يعد يستطيع التحمل نتيجة الافتراق بين المداخيل و الأسعار لكن دائماً الدخول في الموضوع مباشرة أكثر فائدة من النبش و البحث الدقيق فالمواطن السوري نتيجة نبشه الدائم مل هذه الآلية لذلك سأسرد لكم الحدث كما حصل البارحة و ليعينني الله
البارحة بتاريخ 22/5/2010 نصبت خيمة في ساحة البازار القديم بعفرين و كان من لم يسمع بالمشروع التاريخي لمنظمة الهلال الأحمر فرع عفرين يتساءل : لمن تكون خيمة العزاء تلك ؟
و لأنها كانت تشبه خيم التعزية تماماً جاء بعض المواطنين لتقديم واجب العزاء لكن لم يكن أحد يدري أن من كان يدخل إنما يعزي نفسه لأنه بلا شك سيكون ميتاً خلال خمس أو عشر سنوات على أكثر تقدير .
الخيمة نصبت في ساحة البازار بعدما تم التحضير لها إعلانياً بشكل جيد من قبل ميكرفونات الجوامع وآليات الدعاية المبطنة بأن عملاً يخدم البروليتارية يتم التحضير له عن طريق منظمة الهلال الأحمر في عفرين و باعتبار أن اللون الأحمر في شعار منظمة الهلال يتشارك مع اللون الأحمر لحماة البروليتارية اختلط الأمر لدى أذهان المواطنين أو هكذا تم التخطيط للموضوع
المهم الموضوع باختصار الإعلان كان مفاده أن الهلال الأحمر أو حماة البروليتاريا سوف يقومون برصد يوم مجاني كامل لتحري الداء السكري و ارتفاع التوتر الشرياني وذلك بنصب خيمة تضم أهم الكوادر الطبية في منظمة الهلال الأحمر فرع عفرين للتقليل من الآثار الوخيمة لهذين المرضين اللذان باتا الشغل الشاغل لكل العالم المتحضر منه و المتخلف .
و بالفعل تم نصب الخيمة و بدأ المواطنون من كل حدب و صوب بالتوافد إلى الخيمة حتى أن الرقم بلغ على لسان أحد المسئولين عن الحملة إلى أكثر من 350 مواطن .
حتى هنا و يبدو الأمر أكثر من طبيعي فما المشكلة في أن يحصل هؤلاء المواطنون على رعاية صحية تجنبهم مخاطر أمراض تعد من أكثر الأمراض فتكاً في العالم .
المشكلة بدأت عندما سمعت أحد المواطنين يقول لي صحيح يا دكتور أريد أن أسألك سؤالاً :
- الحلاق الذي أحلق لديه قال لي يفضل أن تشتري موس حلاقة ليكون لك وحدك لأن هناك أمراض كثيرة تنتقل عن طريق الدم
فأجبته على الفور
- هذا جداً رائع و تشَّكر لي حلاقك نيابة عني
فرحت كثيراً لأن الحملة الإعلانية التي قمنا بها في مشفى إعزاز الوطني للتوعية بدأت تؤتي ثمارها إذ أن الوعي الصحي بدأ يأخذ طريقه إلى أذهان المواطنين
لكن المواطن أكمل حديثه بالقول :
- يا دكتور سؤالي لم يكن هذا ... أنا دخلت اليوم إلى خيمة الهلال الأحمر و كانوا يستخدمون القلم للوخز و لم يكونوا يبدلون رؤوس الأبر و لما سألت الموظف لأني رفضت أن أجري تحليل السكر أجابني أن الايدز غير موجود في منطقتنا .
الصدمة كانت أكثر من أن تحتمل و لأني لا أحب أن أتسرع بالحكم على الأشياء حاولت التقصي من أكثر من شخص و كانت المفاجئة أن ما حصل كانت حقيقة بل تقصيت الأمر من أحد المسئولين فكان جوابه أنه أعطى التعليمات لأن يبدلوا رؤوس الأبر و هذا ما أربكني بالفعل و ما دعاني لكتابة هذه المقالة إذ أن المسئول نفسه و الذي يمثل السلطة الطبية و العلمية لا يعلم أن قلم الوخز هو قلم شخصي و أنه حتى لو تم تبديل الرأس الحاد لا يجوز أن يستخدمه شخص آخر لأن آثار الدماء تظل عالقة على القلم و الذي من خلاله تستطيع الأمراض أن تنتقل .
بينما الممرض المسئول لا يعلم بأنه لدينا في سوريا تحديداً ما هو أبشع من الايدز ( على الرغم من تواجد الايدز نفسه كمرض متستر عليه إلى حد الآن للأسف ) و الذي يفتك بكثير من المرضى و يكلف على الدولة مبالغ طائلة لأن علاجاتها - المجانية أيضاً - تكلف على الدولة ما يقارب لكل مريض بين 500 ألف إلى المليون ليرة سورية و نسبة الشفاء فيها متدنية جداً و أعني بها التهابات الكبد المصلية .
إن ما حصل تماماً أن معظم إن لم نقل الكل الذين دخلوا خيمة العزاء المشئومة تلك إنما سوف يصابون بأحد الأمراض المنتقلة عن طريق الدم و هي أمراض أقل ما نقول عنها أنها مميتة نتيجة الإهمال في أبسط أسس التعقيم و نتيجة المعرفة المتدنية لمن يجدر بهم أن يكونوا أكثر الناس حرصاً على هذه الأمور
لذلك كله آثرت أن أضع عنواني هذا و أطالب كفرد من أفراد منطقة عفرين أن يتم التحقيق في هذا الموضوع من قبل السلطات المختصة و أن لا تتكرر مثل تلك اللامبالاة مع المواطنين
فعزائي لمن قام بتحري سكر الدم في الخيمة لأنه الآن معرض و بشدة للإصابة بواحدة أو أكثر من الأمراض المنتقلة عبر الدم فقد وفر 100 ليرة سورية لكنه بلا شكك عرض نفسه و ربما أسرته فيما بعد في المستقبل لخطر كبير لأن تلك الأمراض بالإضافة لانتقالها عن طريق الدم تنقل أيضاً عن طريق الجنس .