جوان
مراقب و شيخ المراقبين

يروى عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قوله { اذا لم تستحي فاصنع ما شئت }، وهي مقولة كثيرا ما نجدها متجسدة في اشخاص او انظمة ، ولا أدلة على ذلك من النظام السوري الذي ينطبق عليه هذه الحديث بكل وضوح ، وانظر للأدلة :
- اليوم وفي الصباح الباكر هزت العاصمة الروسية موسكو انفجارين في شبكة المترو راح ضحيتها ما يقارب الثلاثين قتيلاً وعلى إثر ذلك سارع دكتاتور سورية بشار حافظ الاسد الى التنديد واستنكار العمل الجبان في موسكو ، طبعا ويستهجنه كل عاقل ، لكن من الذين فرق بين ارواح الناس في الرقة وموسكو ، من الذي قال قتلا موسكو يحتاج الى تندين واستنكار بينما قتلا الرقة يهملوا ، بل يقتلوا بأمر صاحب الاستنكار ، اليست واضحة صفة عدم الحياء .
- النظام السوري هي من ابتدعت سياسة الكيل بمكيالين ، ثم تصرخ متهمة الآخرين انها هي التي تفعل ذلك سواء في امريكا او اسرائيل او حتى دول اوريا .. تتهم الآخرين بالعنصرية رغم انها أكثر شعوب الارض عنصرية ، ولا أدل على عنصرية نظام البعث من سلسلة جرائمه ومآثمه بحق ابناء الشعب الكردي في سورية ابتداء بمشروع الاحصاء الاستثنائي والحزام العربي مرور باستباحة الدم الكردي في قامشلو وصولا الى استباحة الدم الكردي في الرقة ، ومن ثم يدين ويستنكر القتل في موسكو .
- في القمة العربية التي انهت قبل يوم في سرت الليبية دعى دكتاتور سورية الى الوقوف صفا واحدا خلف المقاومة في فلسطين وظهر وكأنه حامي الحمى وهو يمثل محور جبهة دول الصمود والمواجهة ، ويتناسى مقاومة الاحرار في قامشلو وعفرين مقاومة الحق المشروع مقاومة الديمقراطية ، فيسحقها برصاصه المحرم دوليا .
جرائم النظام السوري الشوفيني ضد الكُرد في سوريا ليست جديدة، و هذا الاختصار الذي عرضناه ليس إلا القليلُ القليل من أفعال و ممارسات النظام البعثي الذي اختزل السلطة و الدولة و المجتمع في هيكله الجاثم فوق صدور السوريين عامة والكرد خاصة ، فمنذ سنوات طويلة وهذا النظام يحاول بشتى الطرق قمع الكُرد، الذين يعتبرون مواطنين لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، مثل أي مواطن سوري آخر، الذي من المفروض أنه يتمتع بحقوق المواطنة كاملة ، فمن الصعوبة أن تجد نظاما شبيها بالنظام السوري في قسوته وشراسته وإستبداده ، ومن الصعب أيضا في عالم اليوم الذي يشهد تقدما هائلا في مجال الاعلام والمعلومة والتقنية أن تجد دولة تطلق يد أجهزتها الأمنية إلي الحد الموجود في سوريا ، ضاربة عرض الحائط ، ومتجاهلة – بلا اي عناء – لكل المعاهدات والإتفاقيات الدولية ، وكل معايير وقوانين حقوق الإنسان ، ما يجعل الشعب الكردي في سورية يرزح تحت عناء طويل لا ينتهي ، ويجعل ممارسة التعذيب والإعتقالات واستباحة الدم الكردي في سورية سياسة ثابتة لا تتزحزح ، وجزء من بنية حياة النظام والمواطن الكردي .
لكننا نبقى مفعمين بالأمل ، والامل وحده ، بعد أن اصاب المجتمع الانساني عدوى الكيل بمكيالين من النظام السوري ، واصبحت المصلحة والمنفعة فوق كل اعتبار ، لكن يبقى الامل في المخلصين من ابناء الكرد في انقاذ ابناء شعبهم بعد تركه وحيدا من قبل الاخوة قبل الاصدقاء