Kurd Day
Kurd Day Team
الدكتور بيوار خنسي
الثروات الطبيعية في كردستان العراق( الجزء الثاني)
المعادن الشائعه المعروفه التي تتالف منها صخور قشرة الارض،التى نصابحها ونماسيها ،يصل عددها حاليا اكثر من 4000 ( اربعو الاف) معدن ،وان عددا ضئيلا للغايه من هذه المعادن يمكن ان يستخدم كأحجار كريمه .معظم الاحجار الكريمه عباره عن معادن نادرة ، جميله، جذابة ، فاتنه، ساحره،تسر الناظرين ،وتأخذ العيون عند النظر اليها ، وصفة الجمال في الاحجار الكريمة تحددها مجموعه من الخصائص، مثل اللون والبريق والشفافيه ومعامل الانكسار ،التألق والتشتت ،أي مقدرة البلورات المكونه للحجر الكريم على عكس الضوء الى العين وقدرة البلورات على تشتيت الاشعه الضوئيه ،وتحليلها الى الوان الطيف المعروف،وتثمن الاحجار الكريم على أساس قوتها وشفافيتها وخلوها من الشوائب والكاربون.
يوجدأكثرمن140 نوع من الاحجار الكريمة،ومن ابرزها الياقوت ،ألماس،الزمرد، اللازورد،الدر، الفيروز،اللؤلؤ ،العقيق، الكهرمان،المرجان،الزيرجد،انياب الفيله،عظام السلاحف وغيرها.تصنف الاحجار الكريمة الى احجار طبيعية واحجار اصطناعية واحجار مقلدة، وان الفصل الحجر الحقيقي والمقلد(المزيف) هو النار، فعندما يحترق مثلآ اللازورد الحقيقي يكون اللهب ازرق اللون وبدون دخان،اما اللازورد المزيف يكون اللهب أقرب الى الاحمر مع الدخان.
لم تكن أهميةالاحجار الكريمة محصورة في قيمتها المادية بل للأحجار الكريمة قيمة طبية ونفسية ،واستعلموا منذ القدم بعض الانواع منها لمعالجة الامراض،استعملوا اللؤلؤ لضربات القلب وفي تقوية اعضاب العين، والياقوت لوقف النزيف وكسب الحظ وتهدئة الخوف، والزمرد لهضم الطعام لمكافحة الحشرات السامة لكون يصدر منه الاشعاعات ، والفيروز للوقاية من الحسد والعين، والعقيق لأيقاف نرف الدم، اللازورد يفيد لسكن آلآم المفاصل، وغيرها من الاحجار الكريمة.
أبرزالاحجار الكريمة:تستخرج الاف الاطنان من معدن البيريل سنويا من دول عديدة على مستوى العالم وتستخدم كمصدر لعنصر البريليوم النادر، وذلك لان الوانها تتارجح من اللون الرمادي الى اللون الاسود القاتم . اما النوعية الكريمه من البيريل،والمعروفه بالزمرد يتميز بشفافيته العاليه ولونه الاخضرالغامق . الاكوامارين ذو اللون الاحمر البديع ، والزفير ذو اللون الازرق هما حجران كريمان غاية في الجمال يتم الحصول عليهما من معدن الكوراندوم.
خواص حجر الكهرب:
إن مادة حجر الكهرب ذات ملمس دهني دافئ ، خصوصاً إذا ما صقل جيداً . أما مواصفاته الكيماوية فهي تشير إلى كونه مادة مركبة من الكربون والهيدروجين والأكسجين بذرات متباينة مع بعض الشوائب والمخلفات الأخرى . تنصهر الكهرب في درجة (287) تقريباً ،ويبلغ وزنها النوعي إجمالاً بحدود من (1.05) إلى (1.1) غراماً في السنتيمتر المكعب . كما تبلغ صلادتها أو مقياس صلابتها من (2) إلى (2.5) حسب مقياس موسى المقام على عشر نقاط رقمية لقوة الصلادة . مادة الكهرب خفيفة الوزن إلى الحد الذي تطفو في الماء المالح. احتفظت هذه المادة بصفاتها العطرية على مدى ملايين السنين ، وهي إذا ما دلكت بالقماش أو اليد أو إذا تعرضت للحرارة ، انبعث منها رائحة زكية نفاذة أشبه ما تكون إلى رائحة العنبر أو البخور القديم ممزوجة مع مسحة من رائحة ثمرة الليمون المعتقة أحياناً . مادة الكهرب لها خاصية إبراز وانبعاث الشحنة الستاتيكية الكهربائية إذا ما دلكت على القماش أو بالمواد الأخرى والصوفية على وجه الخصوص مما جعل في إمكان هذه المادة التقاط وجذب القطع الصغيرة من القش والخيط والورق وبعض المواد الأخرى . وصفة الكهربائية هذه هي التي أضفت اسم الكهرب عليه عند الشعوب القديمة في منطقة الشرق الأوسط . عادة ما تكون هذه المادة بالنسبة لألوانها وشكلها الطبيعي على ثلاثة أنواع حسب شفافيتها ، فهنالك اللون الشفاف ونصف الشفاف والغير الشفاف . النوع الأول الشفاف معظمه ما يميل إلى اللون الأصفر الذهبي أو المحمر الداكن ، وبعض أنواعه تقرب في شفافيتها ويقل اللون فيها حتى تكون كالزجاج الذي ليس له لون والبعض من هذا النوع يحوي الشوائب أو الحشرات الكامنة التي يمكن رأيتها ، تحوى احيانآ على شوائب داخلية خضراء من أوراق الشجر الدقيقة وتحوي البعض منها على الحشرات أو الشوائب المندسّة منذ القدم في صلب حباتها ولها خاصية انعكاس أشعة الضوء بصورة متقطعة تشبه تذبذب الأشعة الضوئية الناجمة عن اشتعال النار .النوع نصف الشفافة تتداخل الشفافية مع نسبة من اللون الأصفر أو البني حيث تكون نسبة من الحجر شفاف والبقية منها معتمة ، وقد يتداخل اللون البني والألوان الأخرى والشوائب الداكنة فيها.النوع الغير الشفافة أو (المعتمة) وأغلب ألوان هذا النوع هو الأصفر وتدرجاته ، من الغامق إلى الفاتح مع توشحات ذهبية أو بنية أو غيرها كما يوجد من الألوان الأحمر الداكن حيث يقرب أحياناً من لون القهوة بتأثير التقادم الزمني.
استخدامات حجر الكهرب:
تقدر تواريخ استخدامها المعروفة بآلاف السنين ، حيث ذكر ان القبائل الدنماركية عرفته واستخدمته منذ (15000) عاما حيث نحتته على أشكال متنوعة من العقود والحلي ، ودفن مع موتاهم أيضا لاعتزازهم به من تأثرهم بالأساطير لمنافع هذه المادة . كما صنعت منها الأوسمة والميداليات والنياشين والقلائد والعقود لمختلف أصناف البشر من الرجال سواء الملوك والأمراء والقادة أو رجال الدين والكهنة او القساوسة ، وصنّعت منها أيضا كافة أنواع الحلي للنساء من خواتم وأختام وقلائد عنقية وعقود معصمية ومشابك وأمشاط ، ولم نجد في واقع الأمر شيء من أدوات التزيّن مما ينتج اليوم لاستخدام النساء لم ينتج من مادة الكهرب ومنذ زمن طويل . صنعت من قطعه الجميلة العلب الغالية والنفيسة ومنها علب المجوهرات والعلب المتنوعة الأخرى ، والمكاحل ، ومباسم السكائر ورؤوس العصي والصولجانات والمسابح، كما تداخل تصنيع هذه المادة الذهب والفضة والعاج والأبنوس بأشكال وأنواع متعددة ولكل الاستخدامات ، فضلا عن نحت بعض التماثيل الدقيقة منها وأشكال أخرى مختلفة .دخلت حجر الكهرب في نطاق التجارة خلال مرحلة العصور القديمة . وقد جاء في كتاب العصور القديمة للدكتور جايمس براستد (ص 19 طبع في المطبعة الأمريكانية - بيروت عام 1936) أن مواد حجارة العصر الحجري هي مواد الكوربا - الكهرباء (أي حجر الكهرب) وكانوا يجمعونها من سواحل بحر البلطيق . اهتم بعض القوم في آسيا ، في التاريخ القديم ، بهذه المادة النفيسة وخصوصا في الهند وأفغانستان وغيرها . كما اهتم العرب أيضا بصناعة هذه المادة ولأغراض شتى ، سواء للمستلزمات الرجالية أو النسائية ، واستخدامها بصورتها المنفردة أو المتلاحمة بالذهب والفضة وخصوصا المعدن الأخير .مسبحة الكهرب من اشهرالمسابح لوجود خاصية جذب الأشياءالدقيقةأو شحنة كهربائية إستاتيكية كامنة فيه تظهر إذا ما دلك الحجر باليد أو بالصوف .
الظروف الجيولوجية في تكوين حجر الكهرب:
تكون مادة أصماغ الكهرب في العصر الثلثي وهو العصر الذي تكونت فيه سلاسل الجبال الكبرى كجبال الألب والهيمالايا نتيجة الزلازل والبراكين وتغير طقس الكرة الأرضية نتيجة انصهار تلك الأصماغ وبدء الإفراز المكثف من أشجارها ومن ثم انطمارها في الجبال أو تحت قيعان البحار . تحوي مادة الكهرب على حشرات وحيوانات منقرضة مثل بعض أنواع الذباب والبعوض والنمل والزنابير وزير الحصاد والفراشات والعناكب وسلسلة طويلة أخرى من هذه الأصناف،كما ضمت أحجار الكهرب المكتشفة عدداً كبيراً من المخلفات النباتية التي كانت سائدة آنذاك مثل مقاطع الزهور والحبوب وأوراق الأشجار أو أجزاء من الثمار وشوائب نباتية منقرضة ومتعددة . لذلك أمكن التعرف وبدقة أكبر على عمر أحجار الكهرب عن طريق إجراء التحليل العلمي على الأنواع السائدة من تلك الحيوانات أوالنباتات وخصوصاً المنقرضة منها ،وتقديرات عمر نشوء الكهرب في كل منطقة يكتشف بها هذا الحجر يعتمد أيضاً على اختلاف الأماكن الجغرافية لتلك الحيوانات أو النباتات المحفوظة وتغيرها من منطقة لأخرى.
إن التاريخ الدقيق لبدء تكون مادة مادة الكهرب مختلف عليه وحسب مناطق تكونه ، فبعض الخبراء قدروه بحدود (40) مليون سنة وآخرون بحدود (60) مليون سنة للكهرب المستخلص من شواطىء بحر البلطيق . مؤخراً اكتشف وفي جبال لبنان والأردن كهرب قُدر عمره (136) مليون سنة .الكهرب متحجر عضوي أصله أصماغ متحجرة لأشجار معينة من الصنوبريات أو الأشجار المزهرة ، (البلوط) وغيرها ثم طمرت تحت التراب أو تحت صخور وقيعان بعض البحار أو الجبال. تاريخياً عُرفت مادة الكهرب بقدومها من منطقة الساحل الجنوبي لبحر البلطيق ، وخصوصاً في ألمانيا ،لذا عرف سابقا بالكهرب الألماني، وجدت مادة الكهرب في البرازيل والدومنيكان بشكلها المتحجر في الجبال والكهوف القديمة لمنطقة الأنديز،ومن المناطق الأخرى التي اكتشف بها هذا الحجر هي بورما ورومانيا وصقلية،وواكتشف مؤخرآ بعض القطع القليلة في لبنان والاردن .
أمكانية أكتشاف حجر الكهرب في كردستان العراق:
ادت انشطار الكتلة القارية الكبيرة والتي عرفت ب (كتلة البانكي) الى كتلتين( كتلة أوروآسيا في الشمال وكتلة كوندفاند في الجنوب)، تفصل بينهما منخقض كبير وواسع تمتد من الشرق نحو الغرب والذي ادى الى نشوء محيط التيسيس وتطورت خلال حقبة الميزوزوي(عمرها الجيولوجي مابين210 الى 65مليون سنة) الى ان وصل عرضها الى مابين 2500ـ 4000 كيلومتر، ومر محيط التيسيس خلال تطوره الجيولوجي بمرحلتين رئيسيتين،مرحلة الجيوسينكلينال التي تميزت بشكل عام بالاستقرار النسبي، ترسبت خلالها الطبقات الصخرية ذات الانواع المختلفة لاسيما الكاربونية بسبب تطور ظروف نمو وازدياد وتنوع الاحياء المائية( الحيوانية والنباتية) مما ادى مع مرور الزمن وفي ظل استمرار علميات الترسيب الى طمر ودفن بلايين من الاطنان من بقايا المواد العضوية والغير العضوية، انتهت تلك المرحلة بتقلص البحر نتيجة تقارب الكتل المحيطة به عن بعضها البعض ورافقت ذلك( نشاطات وانفجارات بركانية/التي هي غالبآ احدى مصادر الاحجارالكريمة كالياقوت والعقيق) وارتفاع بعض اجزاء قاع المحيط الذي ادى الى تكوين جزر وسلاسل جبلية على امتداد محور المحيط مؤدية الى انفصالها الى احواض منفصلة او شبة منفصلة عن بعضها البعض،وتكونت خلال تلك الفترة المحيطات الحديثة مثل المحيط الاطلسي والهادي،وهي من اولىعلامات بداية مرحلة جديدة،عرفت بمرحلة الاوروجيني(مرحلة بناء السلاسل الجبلية) التي امتلئت خلالها تلك الاحوض المائية المليئة بالاحياء بترسبات بحرية متنوعة طمرت ودفنت معها بلايين الاطنان من يقايا تلك المواد العضوية والغير العضوية ، وصلت هذه المرحلة الى بداية مرحلتها النهائية التي ادت الى تراجع شديد وانقراض الاحواض المائية وبناء احزمة من السلاسل الجبلية على آثاره في آسيا واوربا وشمال افريقيا،واغلب السلاسل الجبلية من الهملايا مارا ب زاكروس،طوروس ،الاطلسي والى سلاسل الالبي في أوربا التي تكونت على آثار بحر التيسيس،تميزت المرحلة الاخيرة ( بانفجارات بركانية وتغيرات مناخية شديدة مؤدية الى ظهور عصور جليدية) خلال مرحلة العصر الرباعي( العمر الجيولوجي) قبل ما يقرب من 3,2 مليون سنة وانتهت مرحلة العصور الجليدية قبل حوالي 10 آلآف سنة،وبالرغم من قصر العمر الجيولوجي لمرحلة العصورية الجليدية الاخيرة حدث تغيرات كبيرة جدا على مجمل الجياة ،إنتقرضت خلالها نسبة كبيرة من(الحيوانات والنبانات/ التي تشكل احدىمصادر الاحجار الكريمة ومنها حجر الكهرب) )التي دفنت تحت الجبال وتحت التراب وفي قيعان البحار والحواض المغلقة والشبة المغلقة التي كانت سائدة انذاك.
التاريخ الجيولوجي والتكتوني لكردستان العراق جزء من تاريخ هذا البحر الذي تعرض الى تغيرات يصعب تصوره إلآ من خلال علم الجيولوجيا ،هذا العلم الذي يهتم بمعارض الارض من تاريخها ونشاتها وشكلها ومكوناتها والعوامل التي اترث وتوثر عليها ،وتوصلت نتائج البحوث والدراسات الجيولوجية الى أكتشاف بعض اسرار هذا البحر وما تحتويها تراكيبها ومكوناتها الجيولوجية من المواردالطبيعية( النفط، الغازالطبيعي ،المعادن الفلزية، الاحجار الكريمة ،احجار البناء واحجار الزينة). بالرغم من قلة الدراسات الجيولوجية حول الاحجار الكريمة في كردستان ، إلآ انه يوجد العقيق الابيض المعروف ب (عقيق سليماني/ بيضاء اللون) نسبة الى مدينة السليمانية في كردستان العراق، واستعلموه للزينة ولمعالجة بعض الامراض الى جانب استخدام (در النجف) الذي يوجد في صحراء النجف.
العقيق هو نوع من الاحجار الكريمة التي تتكون من الحمم البركانية على امتداد ملايين السنين، ربما يتم اكتشافة من موقعه الاصلي أو في الترسبات النهرية الحديثة والقديمة اذا كانت التراكيب البركانية القديمة تقع ضمن حدود حوض تصريف النهر.تعرضت بحر التيسس في نهاية مرحلة الجيوسينكلينال وخلال مرحلة بناء السلاسل الجبلية من تاريخ تطور هذا البحر الى (انفجارات بركانية للصخور النارية وهي من احدى مصادر العقيق) في الجزء الشمال الغربي من حزام زاكروس الجبلي وتشكل كردستان العراق جزأ من هذا حزام سلسلة جبل زاكروس، ويظهر الصخور النارية على سطح الارض في بعض المواقع في المنطقة الزاحفة أو المنطقة المندفعة (حسب المفهوم الجيولوجي)، ولاسيما على امتداد فالق زاكروس العميق الذي يفصل المنطقة الزاحفة عن منطقة الطيات العالية في محافظتي السليمانية واربيل في كردستان العراق ، ومن هنا يعود منشأ العقيق الابيض في كردستان العراق الى هذا المصدر الجيولوجي ( المصدرالبركاني)،ويمكن التحقيق من ذلك ومن الجدوى الاقتصادي للأحجار الكريمة في كردستان العراق من خلال اجراء مسوحات جيولوجية في كردستان العراق وفق اسس علمية حديثة .
يوجد ضمن مقاطع التتابع الطباقي للتكاوين الاستراتيغرافية في كردستان العراق العديد من سطوح (عدم التوافق ) بين التكاوين الطباقية، وتتمتز معظم سطوح عدم التوافق من تواجد ترسبات قارية( الكونكلوميرات، الحصى والرمل)، واحيانا سحنات من الترسبات الملحية. تحليل مكونات سطوح عدم التوافق مهمة جدا في موضوع البحث عن الاحجار الكريمة،ومن ابرز سطوح عدم التوافق الموجود بين التكاوين الطباقية في كردستان هي(مابين تكوين خابور وتكوين جلكي البركاني، مابين تكوين هرور وتكوين جياكارة، مابين تكوين كه لي خانى وتكوين كوراشين، مابين تكوين سه ركه لو وتكوين ناوكيليه كان، مابين تكوين البلاسبي وتكوين الجيركس الحمراء ، ما بين تكوين قمجوقة وتكوين بالمبو ، مابين تكوين البلاسبي وتكوين الفارس الاسفل ،ما بين تكوين الفارس الاسفل وتكوين الفارس الاعلى، ما بين تكوين الفارس الاعلى وتكوين البختياري.)الجدير بالذكر، من الضروري دراسة ترسبات المصاطب النهرية وتحليل مكوناتها ومصادرها ومنشأئها ، إضافة الى دراسة تاريخ تطور الاحواض المائية القديمة ومنها حوض الخليج وتحديد آثار الترسبات الساحلية البحرية والنهرية القديمة الموجودة في كردستان وتحليل مكوناتها والبحث عن منشأئها ، حيث يتواجد كميات هائلة جدا من تلك الترسبات تقدر بمليارات الملايين من ترسبات الكونكلوميرات والحصى والرمل في حوض عقرة وفي سهل اربيل،وتستعمل تلك المواد في الاعمال الانشائية ( الطرق). يعود مصدر ومنشأ أغلب ترسبات الكونكلوميرات والحصى والرمل الى الصخور النارية والبركانية والصخور المتحولة والرسوبية ،وان اغلبها ترسبات (غريبة) من حيث المصدر مقارنة بالصخور الموجود في كردستان العراق ،وهذا يعني بأن تلك الترسبات نقلت من مصادر بعيدة وترسبت في المواقع الموجودة في كردستان ،لذا لابد من احتواء تلك الترسبات على بعض من انوع الاحجار الكريمة.الجدير بالذكر يمكن الاستفادة من خبرة اكتشاف الاحجار الكريمة في جنوب السودان من خلال تحليل مكونات ترسبات حوض نهرالنيل الأزرق الذي ينقل كميات هائلة من الصخور البركانية والنارية من هضبة أثيوبيا وترسيبها في جنوب السودان ،وتحتوي تلك الترسبات على بعض الاحجار الكريمة.
اكتشف حجر الكهرب في لبنان والاردن ويعود عمر حجر الكهرب الجيولوجي حوالي 160 مليون سنة ، أي يعود الىعصرالجوراسي المتوسط والمتأخر ،وهذا هو اقرب موقع الى كردستان العراق من الناحية الجيولوجية ، أضافة الى ان تاريخ تطور الشبكة النهرية في اسكندنافيا خلال العصور الجليدية الاخيرة التي اكتشف حجر الكهرب في بحر البطليق وتحت الترسبات الشبكة النهرية القديمة هناك ،أن تاريخ تطور الشبكة النهرية في حوض البلطيق يشبه الى حد ما تاريخ التطور الجيولوجي للشبكة النهرية في كردستان التي كانت تصب في الحوض البحري الذي كان يغطي معظم العراق وبعض اجراء الاجزاء الجنوبية من كردستان . من هنا يمكن الاشارة الى البحث عن حجر الكهرب في كردستان العراق في نفس تلك الترسبات والتكاوين التي اكتشف فيه حجر الكهرب في لبنان والاردن وفي بحر البلطيق.لذا من الضروري أجراء دراسات جيولوجية في كردستان لغرض تحليل مكونات الطبقات الصخرية للعصر الجوراسي المتوسط والمتأخر، وتظهر الطبقات الجيولوجية للعصر الجوراسي على سطح الارض في منطقة الطيات العالية في كردستان العراق،ومن ابرز تلك التكاوين هي( تكوين سه ركه لو، الذي تحتوي على القير، الشيل./ تكوين ناوكيله كان ،الذي يحتوي على طبقات متفحمة ، الشيل./ تكوين جياكارة الذي يحتوي على الشيل، ألانهايدرايت./ . اعتقد ان تكوين (ناوكيله كان) من اهم الطبقات المرشحة من احتماله احتوائه على حجر الكهرب في كردستان . كما من الضروري دراسة ترسبات المصاطب النهرية وترسبات الاحواض المغلقة او الشبه المغلقة التي كانت تغمر سهول كردستان خلال العصر الرباعي قبل ما يقارب من 3 ملايين سنة ، امتلئت تلك الاحواض بملايين الاطنان من الترسبات النهرية وطمرت معها ما كانت تنقله الانهار من ( الاشجار والنباتات والحيونات) التي تشكل المصدر الاساسي لحجر الكهرب. الجدير بالذكر تم اكتشاف حجر الكهرب في بعض المناطق التي تحتوي علىترسبات عصر الباليوجين قبل حوالي40 مليون سنة ،لذا من الضروري دراسة التكاوين التي ترسبت خلال نفس تلك الفترة قبل 40 مليون سنة في كردستان العراق، ومن ابرز تلك الطبقات والتكوين في كردستان هي تكوين كولوش الذي يحتوي على الشيل الغنية بالمواد العضوية./ تكوين الجيركس الحمراء الذي يحتوي على الطين الحمراء الصلصال، سحنات الانهايدرايت).

الثروات الطبيعية في كردستان العراق( الجزء الثاني)
المعادن الشائعه المعروفه التي تتالف منها صخور قشرة الارض،التى نصابحها ونماسيها ،يصل عددها حاليا اكثر من 4000 ( اربعو الاف) معدن ،وان عددا ضئيلا للغايه من هذه المعادن يمكن ان يستخدم كأحجار كريمه .معظم الاحجار الكريمه عباره عن معادن نادرة ، جميله، جذابة ، فاتنه، ساحره،تسر الناظرين ،وتأخذ العيون عند النظر اليها ، وصفة الجمال في الاحجار الكريمة تحددها مجموعه من الخصائص، مثل اللون والبريق والشفافيه ومعامل الانكسار ،التألق والتشتت ،أي مقدرة البلورات المكونه للحجر الكريم على عكس الضوء الى العين وقدرة البلورات على تشتيت الاشعه الضوئيه ،وتحليلها الى الوان الطيف المعروف،وتثمن الاحجار الكريم على أساس قوتها وشفافيتها وخلوها من الشوائب والكاربون.
يوجدأكثرمن140 نوع من الاحجار الكريمة،ومن ابرزها الياقوت ،ألماس،الزمرد، اللازورد،الدر، الفيروز،اللؤلؤ ،العقيق، الكهرمان،المرجان،الزيرجد،انياب الفيله،عظام السلاحف وغيرها.تصنف الاحجار الكريمة الى احجار طبيعية واحجار اصطناعية واحجار مقلدة، وان الفصل الحجر الحقيقي والمقلد(المزيف) هو النار، فعندما يحترق مثلآ اللازورد الحقيقي يكون اللهب ازرق اللون وبدون دخان،اما اللازورد المزيف يكون اللهب أقرب الى الاحمر مع الدخان.
لم تكن أهميةالاحجار الكريمة محصورة في قيمتها المادية بل للأحجار الكريمة قيمة طبية ونفسية ،واستعلموا منذ القدم بعض الانواع منها لمعالجة الامراض،استعملوا اللؤلؤ لضربات القلب وفي تقوية اعضاب العين، والياقوت لوقف النزيف وكسب الحظ وتهدئة الخوف، والزمرد لهضم الطعام لمكافحة الحشرات السامة لكون يصدر منه الاشعاعات ، والفيروز للوقاية من الحسد والعين، والعقيق لأيقاف نرف الدم، اللازورد يفيد لسكن آلآم المفاصل، وغيرها من الاحجار الكريمة.
أبرزالاحجار الكريمة:تستخرج الاف الاطنان من معدن البيريل سنويا من دول عديدة على مستوى العالم وتستخدم كمصدر لعنصر البريليوم النادر، وذلك لان الوانها تتارجح من اللون الرمادي الى اللون الاسود القاتم . اما النوعية الكريمه من البيريل،والمعروفه بالزمرد يتميز بشفافيته العاليه ولونه الاخضرالغامق . الاكوامارين ذو اللون الاحمر البديع ، والزفير ذو اللون الازرق هما حجران كريمان غاية في الجمال يتم الحصول عليهما من معدن الكوراندوم.
خواص حجر الكهرب:
إن مادة حجر الكهرب ذات ملمس دهني دافئ ، خصوصاً إذا ما صقل جيداً . أما مواصفاته الكيماوية فهي تشير إلى كونه مادة مركبة من الكربون والهيدروجين والأكسجين بذرات متباينة مع بعض الشوائب والمخلفات الأخرى . تنصهر الكهرب في درجة (287) تقريباً ،ويبلغ وزنها النوعي إجمالاً بحدود من (1.05) إلى (1.1) غراماً في السنتيمتر المكعب . كما تبلغ صلادتها أو مقياس صلابتها من (2) إلى (2.5) حسب مقياس موسى المقام على عشر نقاط رقمية لقوة الصلادة . مادة الكهرب خفيفة الوزن إلى الحد الذي تطفو في الماء المالح. احتفظت هذه المادة بصفاتها العطرية على مدى ملايين السنين ، وهي إذا ما دلكت بالقماش أو اليد أو إذا تعرضت للحرارة ، انبعث منها رائحة زكية نفاذة أشبه ما تكون إلى رائحة العنبر أو البخور القديم ممزوجة مع مسحة من رائحة ثمرة الليمون المعتقة أحياناً . مادة الكهرب لها خاصية إبراز وانبعاث الشحنة الستاتيكية الكهربائية إذا ما دلكت على القماش أو بالمواد الأخرى والصوفية على وجه الخصوص مما جعل في إمكان هذه المادة التقاط وجذب القطع الصغيرة من القش والخيط والورق وبعض المواد الأخرى . وصفة الكهربائية هذه هي التي أضفت اسم الكهرب عليه عند الشعوب القديمة في منطقة الشرق الأوسط . عادة ما تكون هذه المادة بالنسبة لألوانها وشكلها الطبيعي على ثلاثة أنواع حسب شفافيتها ، فهنالك اللون الشفاف ونصف الشفاف والغير الشفاف . النوع الأول الشفاف معظمه ما يميل إلى اللون الأصفر الذهبي أو المحمر الداكن ، وبعض أنواعه تقرب في شفافيتها ويقل اللون فيها حتى تكون كالزجاج الذي ليس له لون والبعض من هذا النوع يحوي الشوائب أو الحشرات الكامنة التي يمكن رأيتها ، تحوى احيانآ على شوائب داخلية خضراء من أوراق الشجر الدقيقة وتحوي البعض منها على الحشرات أو الشوائب المندسّة منذ القدم في صلب حباتها ولها خاصية انعكاس أشعة الضوء بصورة متقطعة تشبه تذبذب الأشعة الضوئية الناجمة عن اشتعال النار .النوع نصف الشفافة تتداخل الشفافية مع نسبة من اللون الأصفر أو البني حيث تكون نسبة من الحجر شفاف والبقية منها معتمة ، وقد يتداخل اللون البني والألوان الأخرى والشوائب الداكنة فيها.النوع الغير الشفافة أو (المعتمة) وأغلب ألوان هذا النوع هو الأصفر وتدرجاته ، من الغامق إلى الفاتح مع توشحات ذهبية أو بنية أو غيرها كما يوجد من الألوان الأحمر الداكن حيث يقرب أحياناً من لون القهوة بتأثير التقادم الزمني.
استخدامات حجر الكهرب:
تقدر تواريخ استخدامها المعروفة بآلاف السنين ، حيث ذكر ان القبائل الدنماركية عرفته واستخدمته منذ (15000) عاما حيث نحتته على أشكال متنوعة من العقود والحلي ، ودفن مع موتاهم أيضا لاعتزازهم به من تأثرهم بالأساطير لمنافع هذه المادة . كما صنعت منها الأوسمة والميداليات والنياشين والقلائد والعقود لمختلف أصناف البشر من الرجال سواء الملوك والأمراء والقادة أو رجال الدين والكهنة او القساوسة ، وصنّعت منها أيضا كافة أنواع الحلي للنساء من خواتم وأختام وقلائد عنقية وعقود معصمية ومشابك وأمشاط ، ولم نجد في واقع الأمر شيء من أدوات التزيّن مما ينتج اليوم لاستخدام النساء لم ينتج من مادة الكهرب ومنذ زمن طويل . صنعت من قطعه الجميلة العلب الغالية والنفيسة ومنها علب المجوهرات والعلب المتنوعة الأخرى ، والمكاحل ، ومباسم السكائر ورؤوس العصي والصولجانات والمسابح، كما تداخل تصنيع هذه المادة الذهب والفضة والعاج والأبنوس بأشكال وأنواع متعددة ولكل الاستخدامات ، فضلا عن نحت بعض التماثيل الدقيقة منها وأشكال أخرى مختلفة .دخلت حجر الكهرب في نطاق التجارة خلال مرحلة العصور القديمة . وقد جاء في كتاب العصور القديمة للدكتور جايمس براستد (ص 19 طبع في المطبعة الأمريكانية - بيروت عام 1936) أن مواد حجارة العصر الحجري هي مواد الكوربا - الكهرباء (أي حجر الكهرب) وكانوا يجمعونها من سواحل بحر البلطيق . اهتم بعض القوم في آسيا ، في التاريخ القديم ، بهذه المادة النفيسة وخصوصا في الهند وأفغانستان وغيرها . كما اهتم العرب أيضا بصناعة هذه المادة ولأغراض شتى ، سواء للمستلزمات الرجالية أو النسائية ، واستخدامها بصورتها المنفردة أو المتلاحمة بالذهب والفضة وخصوصا المعدن الأخير .مسبحة الكهرب من اشهرالمسابح لوجود خاصية جذب الأشياءالدقيقةأو شحنة كهربائية إستاتيكية كامنة فيه تظهر إذا ما دلك الحجر باليد أو بالصوف .
الظروف الجيولوجية في تكوين حجر الكهرب:
تكون مادة أصماغ الكهرب في العصر الثلثي وهو العصر الذي تكونت فيه سلاسل الجبال الكبرى كجبال الألب والهيمالايا نتيجة الزلازل والبراكين وتغير طقس الكرة الأرضية نتيجة انصهار تلك الأصماغ وبدء الإفراز المكثف من أشجارها ومن ثم انطمارها في الجبال أو تحت قيعان البحار . تحوي مادة الكهرب على حشرات وحيوانات منقرضة مثل بعض أنواع الذباب والبعوض والنمل والزنابير وزير الحصاد والفراشات والعناكب وسلسلة طويلة أخرى من هذه الأصناف،كما ضمت أحجار الكهرب المكتشفة عدداً كبيراً من المخلفات النباتية التي كانت سائدة آنذاك مثل مقاطع الزهور والحبوب وأوراق الأشجار أو أجزاء من الثمار وشوائب نباتية منقرضة ومتعددة . لذلك أمكن التعرف وبدقة أكبر على عمر أحجار الكهرب عن طريق إجراء التحليل العلمي على الأنواع السائدة من تلك الحيوانات أوالنباتات وخصوصاً المنقرضة منها ،وتقديرات عمر نشوء الكهرب في كل منطقة يكتشف بها هذا الحجر يعتمد أيضاً على اختلاف الأماكن الجغرافية لتلك الحيوانات أو النباتات المحفوظة وتغيرها من منطقة لأخرى.
إن التاريخ الدقيق لبدء تكون مادة مادة الكهرب مختلف عليه وحسب مناطق تكونه ، فبعض الخبراء قدروه بحدود (40) مليون سنة وآخرون بحدود (60) مليون سنة للكهرب المستخلص من شواطىء بحر البلطيق . مؤخراً اكتشف وفي جبال لبنان والأردن كهرب قُدر عمره (136) مليون سنة .الكهرب متحجر عضوي أصله أصماغ متحجرة لأشجار معينة من الصنوبريات أو الأشجار المزهرة ، (البلوط) وغيرها ثم طمرت تحت التراب أو تحت صخور وقيعان بعض البحار أو الجبال. تاريخياً عُرفت مادة الكهرب بقدومها من منطقة الساحل الجنوبي لبحر البلطيق ، وخصوصاً في ألمانيا ،لذا عرف سابقا بالكهرب الألماني، وجدت مادة الكهرب في البرازيل والدومنيكان بشكلها المتحجر في الجبال والكهوف القديمة لمنطقة الأنديز،ومن المناطق الأخرى التي اكتشف بها هذا الحجر هي بورما ورومانيا وصقلية،وواكتشف مؤخرآ بعض القطع القليلة في لبنان والاردن .
أمكانية أكتشاف حجر الكهرب في كردستان العراق:
ادت انشطار الكتلة القارية الكبيرة والتي عرفت ب (كتلة البانكي) الى كتلتين( كتلة أوروآسيا في الشمال وكتلة كوندفاند في الجنوب)، تفصل بينهما منخقض كبير وواسع تمتد من الشرق نحو الغرب والذي ادى الى نشوء محيط التيسيس وتطورت خلال حقبة الميزوزوي(عمرها الجيولوجي مابين210 الى 65مليون سنة) الى ان وصل عرضها الى مابين 2500ـ 4000 كيلومتر، ومر محيط التيسيس خلال تطوره الجيولوجي بمرحلتين رئيسيتين،مرحلة الجيوسينكلينال التي تميزت بشكل عام بالاستقرار النسبي، ترسبت خلالها الطبقات الصخرية ذات الانواع المختلفة لاسيما الكاربونية بسبب تطور ظروف نمو وازدياد وتنوع الاحياء المائية( الحيوانية والنباتية) مما ادى مع مرور الزمن وفي ظل استمرار علميات الترسيب الى طمر ودفن بلايين من الاطنان من بقايا المواد العضوية والغير العضوية، انتهت تلك المرحلة بتقلص البحر نتيجة تقارب الكتل المحيطة به عن بعضها البعض ورافقت ذلك( نشاطات وانفجارات بركانية/التي هي غالبآ احدى مصادر الاحجارالكريمة كالياقوت والعقيق) وارتفاع بعض اجزاء قاع المحيط الذي ادى الى تكوين جزر وسلاسل جبلية على امتداد محور المحيط مؤدية الى انفصالها الى احواض منفصلة او شبة منفصلة عن بعضها البعض،وتكونت خلال تلك الفترة المحيطات الحديثة مثل المحيط الاطلسي والهادي،وهي من اولىعلامات بداية مرحلة جديدة،عرفت بمرحلة الاوروجيني(مرحلة بناء السلاسل الجبلية) التي امتلئت خلالها تلك الاحوض المائية المليئة بالاحياء بترسبات بحرية متنوعة طمرت ودفنت معها بلايين الاطنان من يقايا تلك المواد العضوية والغير العضوية ، وصلت هذه المرحلة الى بداية مرحلتها النهائية التي ادت الى تراجع شديد وانقراض الاحواض المائية وبناء احزمة من السلاسل الجبلية على آثاره في آسيا واوربا وشمال افريقيا،واغلب السلاسل الجبلية من الهملايا مارا ب زاكروس،طوروس ،الاطلسي والى سلاسل الالبي في أوربا التي تكونت على آثار بحر التيسيس،تميزت المرحلة الاخيرة ( بانفجارات بركانية وتغيرات مناخية شديدة مؤدية الى ظهور عصور جليدية) خلال مرحلة العصر الرباعي( العمر الجيولوجي) قبل ما يقرب من 3,2 مليون سنة وانتهت مرحلة العصور الجليدية قبل حوالي 10 آلآف سنة،وبالرغم من قصر العمر الجيولوجي لمرحلة العصورية الجليدية الاخيرة حدث تغيرات كبيرة جدا على مجمل الجياة ،إنتقرضت خلالها نسبة كبيرة من(الحيوانات والنبانات/ التي تشكل احدىمصادر الاحجار الكريمة ومنها حجر الكهرب) )التي دفنت تحت الجبال وتحت التراب وفي قيعان البحار والحواض المغلقة والشبة المغلقة التي كانت سائدة انذاك.
التاريخ الجيولوجي والتكتوني لكردستان العراق جزء من تاريخ هذا البحر الذي تعرض الى تغيرات يصعب تصوره إلآ من خلال علم الجيولوجيا ،هذا العلم الذي يهتم بمعارض الارض من تاريخها ونشاتها وشكلها ومكوناتها والعوامل التي اترث وتوثر عليها ،وتوصلت نتائج البحوث والدراسات الجيولوجية الى أكتشاف بعض اسرار هذا البحر وما تحتويها تراكيبها ومكوناتها الجيولوجية من المواردالطبيعية( النفط، الغازالطبيعي ،المعادن الفلزية، الاحجار الكريمة ،احجار البناء واحجار الزينة). بالرغم من قلة الدراسات الجيولوجية حول الاحجار الكريمة في كردستان ، إلآ انه يوجد العقيق الابيض المعروف ب (عقيق سليماني/ بيضاء اللون) نسبة الى مدينة السليمانية في كردستان العراق، واستعلموه للزينة ولمعالجة بعض الامراض الى جانب استخدام (در النجف) الذي يوجد في صحراء النجف.
العقيق هو نوع من الاحجار الكريمة التي تتكون من الحمم البركانية على امتداد ملايين السنين، ربما يتم اكتشافة من موقعه الاصلي أو في الترسبات النهرية الحديثة والقديمة اذا كانت التراكيب البركانية القديمة تقع ضمن حدود حوض تصريف النهر.تعرضت بحر التيسس في نهاية مرحلة الجيوسينكلينال وخلال مرحلة بناء السلاسل الجبلية من تاريخ تطور هذا البحر الى (انفجارات بركانية للصخور النارية وهي من احدى مصادر العقيق) في الجزء الشمال الغربي من حزام زاكروس الجبلي وتشكل كردستان العراق جزأ من هذا حزام سلسلة جبل زاكروس، ويظهر الصخور النارية على سطح الارض في بعض المواقع في المنطقة الزاحفة أو المنطقة المندفعة (حسب المفهوم الجيولوجي)، ولاسيما على امتداد فالق زاكروس العميق الذي يفصل المنطقة الزاحفة عن منطقة الطيات العالية في محافظتي السليمانية واربيل في كردستان العراق ، ومن هنا يعود منشأ العقيق الابيض في كردستان العراق الى هذا المصدر الجيولوجي ( المصدرالبركاني)،ويمكن التحقيق من ذلك ومن الجدوى الاقتصادي للأحجار الكريمة في كردستان العراق من خلال اجراء مسوحات جيولوجية في كردستان العراق وفق اسس علمية حديثة .
يوجد ضمن مقاطع التتابع الطباقي للتكاوين الاستراتيغرافية في كردستان العراق العديد من سطوح (عدم التوافق ) بين التكاوين الطباقية، وتتمتز معظم سطوح عدم التوافق من تواجد ترسبات قارية( الكونكلوميرات، الحصى والرمل)، واحيانا سحنات من الترسبات الملحية. تحليل مكونات سطوح عدم التوافق مهمة جدا في موضوع البحث عن الاحجار الكريمة،ومن ابرز سطوح عدم التوافق الموجود بين التكاوين الطباقية في كردستان هي(مابين تكوين خابور وتكوين جلكي البركاني، مابين تكوين هرور وتكوين جياكارة، مابين تكوين كه لي خانى وتكوين كوراشين، مابين تكوين سه ركه لو وتكوين ناوكيليه كان، مابين تكوين البلاسبي وتكوين الجيركس الحمراء ، ما بين تكوين قمجوقة وتكوين بالمبو ، مابين تكوين البلاسبي وتكوين الفارس الاسفل ،ما بين تكوين الفارس الاسفل وتكوين الفارس الاعلى، ما بين تكوين الفارس الاعلى وتكوين البختياري.)الجدير بالذكر، من الضروري دراسة ترسبات المصاطب النهرية وتحليل مكوناتها ومصادرها ومنشأئها ، إضافة الى دراسة تاريخ تطور الاحواض المائية القديمة ومنها حوض الخليج وتحديد آثار الترسبات الساحلية البحرية والنهرية القديمة الموجودة في كردستان وتحليل مكوناتها والبحث عن منشأئها ، حيث يتواجد كميات هائلة جدا من تلك الترسبات تقدر بمليارات الملايين من ترسبات الكونكلوميرات والحصى والرمل في حوض عقرة وفي سهل اربيل،وتستعمل تلك المواد في الاعمال الانشائية ( الطرق). يعود مصدر ومنشأ أغلب ترسبات الكونكلوميرات والحصى والرمل الى الصخور النارية والبركانية والصخور المتحولة والرسوبية ،وان اغلبها ترسبات (غريبة) من حيث المصدر مقارنة بالصخور الموجود في كردستان العراق ،وهذا يعني بأن تلك الترسبات نقلت من مصادر بعيدة وترسبت في المواقع الموجودة في كردستان ،لذا لابد من احتواء تلك الترسبات على بعض من انوع الاحجار الكريمة.الجدير بالذكر يمكن الاستفادة من خبرة اكتشاف الاحجار الكريمة في جنوب السودان من خلال تحليل مكونات ترسبات حوض نهرالنيل الأزرق الذي ينقل كميات هائلة من الصخور البركانية والنارية من هضبة أثيوبيا وترسيبها في جنوب السودان ،وتحتوي تلك الترسبات على بعض الاحجار الكريمة.
اكتشف حجر الكهرب في لبنان والاردن ويعود عمر حجر الكهرب الجيولوجي حوالي 160 مليون سنة ، أي يعود الىعصرالجوراسي المتوسط والمتأخر ،وهذا هو اقرب موقع الى كردستان العراق من الناحية الجيولوجية ، أضافة الى ان تاريخ تطور الشبكة النهرية في اسكندنافيا خلال العصور الجليدية الاخيرة التي اكتشف حجر الكهرب في بحر البطليق وتحت الترسبات الشبكة النهرية القديمة هناك ،أن تاريخ تطور الشبكة النهرية في حوض البلطيق يشبه الى حد ما تاريخ التطور الجيولوجي للشبكة النهرية في كردستان التي كانت تصب في الحوض البحري الذي كان يغطي معظم العراق وبعض اجراء الاجزاء الجنوبية من كردستان . من هنا يمكن الاشارة الى البحث عن حجر الكهرب في كردستان العراق في نفس تلك الترسبات والتكاوين التي اكتشف فيه حجر الكهرب في لبنان والاردن وفي بحر البلطيق.لذا من الضروري أجراء دراسات جيولوجية في كردستان لغرض تحليل مكونات الطبقات الصخرية للعصر الجوراسي المتوسط والمتأخر، وتظهر الطبقات الجيولوجية للعصر الجوراسي على سطح الارض في منطقة الطيات العالية في كردستان العراق،ومن ابرز تلك التكاوين هي( تكوين سه ركه لو، الذي تحتوي على القير، الشيل./ تكوين ناوكيله كان ،الذي يحتوي على طبقات متفحمة ، الشيل./ تكوين جياكارة الذي يحتوي على الشيل، ألانهايدرايت./ . اعتقد ان تكوين (ناوكيله كان) من اهم الطبقات المرشحة من احتماله احتوائه على حجر الكهرب في كردستان . كما من الضروري دراسة ترسبات المصاطب النهرية وترسبات الاحواض المغلقة او الشبه المغلقة التي كانت تغمر سهول كردستان خلال العصر الرباعي قبل ما يقارب من 3 ملايين سنة ، امتلئت تلك الاحواض بملايين الاطنان من الترسبات النهرية وطمرت معها ما كانت تنقله الانهار من ( الاشجار والنباتات والحيونات) التي تشكل المصدر الاساسي لحجر الكهرب. الجدير بالذكر تم اكتشاف حجر الكهرب في بعض المناطق التي تحتوي علىترسبات عصر الباليوجين قبل حوالي40 مليون سنة ،لذا من الضروري دراسة التكاوين التي ترسبت خلال نفس تلك الفترة قبل 40 مليون سنة في كردستان العراق، ومن ابرز تلك الطبقات والتكوين في كردستان هي تكوين كولوش الذي يحتوي على الشيل الغنية بالمواد العضوية./ تكوين الجيركس الحمراء الذي يحتوي على الطين الحمراء الصلصال، سحنات الانهايدرايت).