Kurd Day
Kurd Day Team
الدكتور بيوار خنسي
الثروات الطبيعية في كردستان العراق ( الجزء الخامس)
خواص المياه المعدنية:
تمتاز المياه المعدنية بتركيبها الكيميائي الثابت غير قابل للتغير وتحتوي على نسبة عالية من المعادن المذابة وتتكون بطريقة طبيعية في مخازن مائية خاصة فلا تمتزج بالمياه السطحية ولا تحتاج الي اجراء اية تغيرات او اضافة مواد كيميائية اليها، وهي اكثر صحة لجسم الانسان مقارنة بمياه الشرب العادية بسبب احتوائها تقريبا على كافة الايونات والعناصر الضرورية لأدامة نمو وحماية جسم الانسان لأنها تحافظ على وجود الايونات في جسم الانسان وتقوم بتنظيم الجسم وتنقيته من المواد الضارة كما تحافظ على التوازن في كمية المياه التي يفقدها جسم الانسان اثناء النشاط . تخرج المياه المعدنية من تحت سطح الارض وتتدفق علي شكل عيون مائية او بطريقة حفر الآبار لاستخراج المياه الجوفية ، وتتغير كمية في المياه المعدنية بين موقع واخر، وتتحكم ظروف تكوينها ونوعية الطبقات التكاوين التي تخزن فيها المياه المعدنية.
الفرق بين مياه العيون الطبيعية وبين مياه العيون المعدنية:
المياه المعدنية لها تركيب ثابت وصحي لجسم الانسان وتوجد في تكاوين او تراكيب جيولوجية معينة، ولا تختلط بها المياه السطحية لذا لا تتغير صفاتها الفيزيائية والكيميائية ويكون لها طعم خاص ما بين حلو عذب ومر حيننآ ومالح خفيف أحيانآ. المياه المعدنية هي مياه العيون التي تحتوي على الاقل على 250 ملي غرام من الاملاح في مجموع كمية المواد المذابة فيها. ويتم تقييم وتحديد ذلك من غليان لتر واحد من الماء في درجة حرارة 180 درجة مئوية وتوزن المواد المتبقية (المعادن والاملاح) فاذا كان وزن الاملاح أقل من 250 ملي غرام لكل لتر) فانها تصنف على اساس مياه العيون، واذا كانت وزنه 250 ملي غرام في اللتر أو أكثر فهي من نوع المياه المعدنية ،كما ان المياه المعدنية آمنة من البكتيريا ولا تحتاج الى اية معالجات كيميائية فهي صحية بحد ذاتها، في حين لا تتوافر غالبا هاتان الخاصيتان في مياه العيون.
تصنف المياه المعدنية بدورها الى المياه المعدنية (من النوع الخفيف) اذا كانت كمية الاملاح المذابة فيه يتراوح مابين 250 الى 500 ملي غرام في اللتر الواحد من الماء،واذا كانت كمية اكثر من (500) فانها تصنف على اساس المياه المعدنية الثقيلة
اما مياه العيون الطبيعية فهي التي تتدفق من تحت سطح الارض وتخرج بشكل طبيعي وليست لها خصوصيات فيزيائية وكيميائية غير ثابتة ثابتة وتوجد في تكاوين صخرية مختلفة الانواع وان الكثير من مياه العيون الطبيعية صالحة للشرب ولا تحتاج الى عمليات تنقية وترشيح ما عدا بعض الانواع من مياه العيون تحتاج الى عمليات تنقية قبل الاستعمال للشرب بسبب احتوائها على بعض الايونات بنسب تضر بصحة الانسان، ولو يتم اجراء مسح صحي لسكان منطقة ما فان بعض الامراض مثل تسوس الاسنان، الغدة الدرقية، ضعف النمو، امراض الكلي وغيرها لها علاقة بالمياه التي تستعمل من قبل سكان المنطقة
تصنيف المياه المعدنية:
تصنف المياه المعدنية على اساس تدفقها الي سطح الارض بشكل طبيعي وترتبط غالبا بالفوالق والخنادق والوديان العميقة في المناطق الجبلية كما توجد المياه المعدنية التي يتم استخراجها عن طريق حفر الآبار في اعماق بعيدة عن مصادر التلوث، وترتبط بتكاوين طبقات جيولوجية تحافظ على صفاتها الفيزيائية والكيميائية ،كما تصنف المياه المعدنية على اساس تركيز بعض العناصر فيها، مثل الكالسيوم، المغنيسوم والكبريت وتعرف تلك المياه المعدنية بما يأتي.
مياه الكالسيوم ،هي التي يحتوي كل لتر منها علي (140 ملي غرام من مادة الكالسيوم) الذي يساعد علي نمو جسم الانسان.
مياه المغنيسيوم هي المياه المعدنية التي يحتوي كل لتر منها على (12 ملي غرام من مادة المغنيسيوم) ، ويقوي الجهاز المناعي ويسيطر علي ضغط الدم.
المياه الكبريتية هي المياه المعدنية الغنية بالكبريت وتستعمل كعلاج لامراض الروماتيزم. المفاصل، الجلد، وغيرها من الامراض .المياه المعدنية في كردستان هي من هذا النوع
أهمية استعمال المياه المعدنية:
كانت مواقع الينابيع الحارة مركز جذب النشاط والاستيطان البشري منذ اقدم العصور بفعل دورها في حماية صحة الانسان من الامراض وازدادت اهمية الينابيع المعدنية في اوقات الغزوات والحروب والاوبئة يستخدمونها لاغراض الاستحمام في مياهها واستنشاق بخارها وشرب المياه لمعالجة الامراض.تستخدم مياه الينابيع الحارة المعدنية في معالجة العديد من الامراض كالصدفية والاكزيما وبعض انواع الحساسية وامراض المفاصل والجهاز التنفسي والجهاز العصبي والامراض النسائية وفي تنشيط الدورة الدموية وفي معالجة امراض الكلية والكبد (الاردن). حسب تقرير طبي فرنسي رسمي تصفى للبشرة نعومة فائقة.
اثبتت الدراسات العلمية الحديثة اهمية استعمال المياه المعدنية والتأثير الايجابي او السلبي لكل عنصر يوجد خارج حدودها المطلوبة ومن ابرز فوائد تلك العناصر الموجودة في المياه المعدنية.
ــ الكالسيوم: بناء والمحافظة على العظام والاسنان.
ــ المغنيسيوم: يقوي الجهاز المناعي ويسيطر على ضغط الدم وتوظيف السكريات الموجودة في الدم.
ــ فلورايت: يساهم في حماية الاسنان من التسوس
ــ النترات : تواجد كميات عالية غير صحية وخاصة للاطفال الرضع
ــ الحديد: يحتاج الى كميات قليلة ونقصها في الماء هي احد اسباب فقر الدم
ــ البيكاربونات: يساعد على محافظة وتنظيم وتوازن الحوامض في المعدة والامعاء.
ــ الكلورايت: يحافظ وينظم الحوامض في المعدة والامعاء
ــ السلفات: مواد منظفة طبيعية
ــ السليكات: مواد منظفة طبيعية
_قيمة الحامضية: اقل من 7،4 بي ئيج
ان المزايا العلاجية للمياه المعدنية وقدرتها على الشفاء في العديد من الامراض ليست وليدة اكتشاف حديث. لقد كانت مزايا المياه المعدنية معروفة منذ قرون لدى الاغريق في معالجة الامراض الجلدية وتحولت مواقع ينابيع المياه المعدنية في العديد من مناطق العالم ومنها الشرق الاوسط الى مناطق سياحية وترفيهية تعرض فيه الحفلات الموسيقية وقد تم كشف الكثير من الآثار حول مواقع الينابيع المعدنية.
الجدير بالذكر لقد اهتم الغزات بمواقع المياة المعدنية واستعملوا كأدوية لمعالجة الكثير من الامراض والاوبئة واستقر قوات الغزات في اغلب الاحيان على او بالقرب من مواقع العيون المائية المعدنية.وربما كان هذا واحدة من الاسباب التي أنشا الامبراطورية الاشورية الكثير من المواقع الاثرية على أو بالقرب من مواقع عيون المياه المعدنية في كردستان مثل الموقع الاثري السياحي للملك الآشوري سنحاريب في خنس ،واعطت هذا لموقع كه لي خنس خاصية سياحية مهمة لقربها من مواقع المياه المعدنية (الكبريتية).
الظروف الجيولوجة للمياه المعدنية:
ترتبط مخازن المياه المعدنية بصورة عامة بصخور حجر الكلس والدولومايت لحقبة الميزوزوي والباليوزوي، ونادرا ما تكون مرتبطة بصخور حقبة السينوزوي. كما ترتبط المياه المعدنية الحارة بالصخور النارية والبركانية المنشأ وفي المناطق التي تمتاز بنشاط تكتوني، وتقع مثل تلك المناطق على امتداد الفوالق العميقة واتجاهاتها التي تشكل غالبا الحدود الفاصلة بين تراكيب وبلوكات جيولوجية كبيرة، كما هو الحال في الفالق العميق المعروف بفالق (عمان، زاكروس، طوروس، قبرص) وفالق الاناضول وعلى امتداد الاحزمة البركانية القديمة والحديثة ويمكن معاينة شواهد تؤكد صحة ذلك الامر من خلال النظر الى توزيع مواقع الآبار والعيون المائية الطبيعية والمعدنية في تركيا وعلى امتداد سلاسل جبال الهملايا ــ والي سلاسل الالب مروراً بسلاسل الالبرز، الاناضول، زاكروس طوروس وغيرها .اما مياه العيون فتتلازم وترتبط بالانواع المختلفة من الصخور وفي اعمار جيولوجية مختلفة ،لذا تختلف الخصوصيات الفيزيائية والكيميائية لمياه العيون بين موقع واخر، لاسيما اذا تغيرت نوعية الطبقات والتكاوين او الترسبات الحاملة لها، كما تتغير كمية تدفق المياه فيها لاسيما في الفترات التي تتساقط فيها الامطار والثلوج بكميات قليلة او حين يقع الجفاف ويستمر لفترات قد تستغرق سنوات هذا ما يؤثر بشكل كبير على مياه العيون اكثر مقارنة بالمياه المعدنية ويمكن ملاحظة ذلك حاليا في العديد من مناطق الشرق الاوسط ومنها في كردستان العراق وجنوب تركيا.
يمكن ان تكون مياه بعض الآبار الجوفية من نوع المياه المعدنية ويمكن تحديد ذلك من خلال تحديد كمية في مياه الآبار حيث يوجد احيانا اكثر من مخزن واحد للمياه الجوفية في موقع منطقة واحدة، وفي مثل هذه الحالات، فغالبا لا تزيد اعماق المخازن عن 50 متراً تحت سطح الارض وهي التي تعد من نوع المياه القابلة للشرب، اما الآبار التي تزيد عن 120 متراً (بعيدا عن مصادر التلوث) فيمكن ان يكون من نوع المياه المعدنية بعد تأكيد تحديد كمية فيها فمثلا تم حفر أربع آبار في موقع ما في فرنسا، فالآبار التي تقع مخازن المياه الجوفية فيها على عمق (30 ــ 50 متراً تحت سطح الارض) هي من نوع مياه الابار الصالحة للشرب. اما الآبار التي كانت مخازن المياه الجوفية على عمق (120 متراً فاكثر) فتكون من نوع المياه المعدنية ، ولكن هذا ليس شرطا اذ يمكن احيانا ان يوجد هذان النوعان من المياه في موقع واحد، وهنا تتحكم فيها نوعية الطبقات - التكاوين والتراكيب الجيولوجية التي تحمل المياه الجوفية .
المياه المعدنية في كردستان العراق:
تواجد مواقع العديد من العيون المائية المعدنية ،من نوع المياه المعدنية الكبريتية، المعروفة ب ( ئافا كه رمافي) في العشرات من المواقع ومتواجدة في أغلب المحافظات كردستان، ولا سيما في محافظة دهوك ،يوجد أكثر من عشرون موقعا للمياه المعدنية في محافظة دهوك ، ومن أبرز تلك المواقع هي موقع كرمافا التي تقع الى الشمال من سد دهوك وتصب المياه المعدنية مباشرة بسد دهوك ،اضافة الى موقع ( كه رمافا قه سروكى)التي تقع الى الشمال من كه لي خنس وعلى امتداد مجرى نهرالكومل .
تنبع أغلب المياه المعدنية في محافظة دهوك من الطبقات الصخرية للعصر الطباشيري، أي مابين تكوين شرانش، خورمال في موقع كرمافا وفي موقع كلي قسروك ،بينما تنبع عين كبريت الموصل من تكوين الفارس الاسفل ،وتبينت نتائج الدراسات عن عين كبريت الموصل بأن مياه العيون الكبريتية تاتي من مواقع عميقة وبعيدة وتجري عن طريق الشقوق والفوالق الى ان تجد منفذا لينبع على سطح الارض على شكل ينابيع للمياه المعدنية الموجودة على امتداد الضفة الغربية لنهردجلة ،ونهر دجلة تجرى تقع على امتداد فالق كبير تخترق الطبقات الصخرية التي تحتوي على المياه المعدنية مما يسهل خروج المياه على سطح الارض على شكل ينابيع المياه المعدنية.
آفاق مستقبل ينابيع المياه المعدنية في كردستان:
ان نتائج الدراسات العلمية سيوضح كيفية واساليب استثمار مصادر المياه ومن ابرزها ( ينابيع المياه المعدنية) ،حيث يتواجد العشرات من ينابيع المياه المعدنية في كردستان العراق ولاسيما في محافظة دهوك التي يمكن تحويل العديد منها الى مواقع ( سياحية وصحية وترفيهية) ،وتمتلك شعبنا تجربة شعبية في مجال الاستفادة من ينابيع المياه المعدنية في معالجة الكثير من الامراض، لأن المعدنية الكبريتية تحوي على الكثير من المعادن المذابة، اضافة الى مادة الكبريت، وهذه المعادن تساعد على معالجة الكثير من الامراض الجلدية والتقرحات الظاهرة وبعض الامراض المزمنة كالروماتزم والتهاب المفاصل، وتصلح استعمالها طيلةالسنةمياهه لأنها ساخنة شتاءاً باردة صيفاً، إضافة الى إستعمال الطين الاسود الذي يكون لونه (اسود غامق) المترسب من بقايا المياه المتجمعة في الحفر القريبة من سواقي جريان الماء،عادة يعمل الطين الاسودعمل المياه، ولكن بشكل افضل.
هنا يمكن الاشارة الى ابرز تلك المواقع ( موقع كرمافا ) بالقرب من ( قرية كرمافا) القريبة من سد دهوك ،( موقع كرمافا قسروكى) التي تقع في كلي قسروك الواقعة الى الجنوب من مركز ناحية اتروش ( موقع كرمافا سومريتي) التي تقع في جبل (سومريت) بالقريب من قرية ( ئيسيان ) التي تقع على السفح الجنوبي لجبل سومريت والواقعة ما بين مركز قضاء الشيخان (عين سيفني) ومركز ناحية ( باعدرى)، اضافة الى تواجد العديد من ينابيع المياه المعدنية الاخرى في محافظة دهوك ،كما يوجد بعض ينابيع المياه المعدنية في محافظتي اربيل والسليمانية. اضافة الى تواجد عيون المياه المعدنية ( ينابيع الكبريت) في محافظة نينوي مثل عين كبريت الموصل وعين كبريت مام العليل. يقع عين كبريت الموصل قرابة قلعة الموصل الرئيسة وتحت سور مدينة الموصل.
الجديربالذكر ، كان موقع ( كه رمافا قه سروكى ) موقعا سياحيا , كانت سكان القرى المحيطة بها يقضون هناك اسبوعين في موسم الصيف من كل سنة ويسميها البعض بعيد (كه رمافا قه سروكى)، وكانت بمثابة عيد سنوي خاص لسكان المنطقة وبقيت أحياء تلك المناسبة حتى نهاية الخمسينيات. لا يزال سكان المنطقة يستعملون المياه المعدنيةفي هذا الموقع وغيرها من المواقع إلا أنها غيرمستكمل لطرق العلاج الحديثة.
ان مياه النبع كثيرة وغزيرة، ويمكن جمعها بكميات كبيرة، تقوم بها الجهات الصحية مثل وزارة الصحة او مديرية الساحة في كردستان او شركات الاستثمار الصحية السياحية المشتركة، بامكانها بناء مجمع حول بعض من تلك المواقع المعروفة مثل ( موقع كرمافا، موقع كلي قسروكى) وتوفيرمتطلبات السباحة والاستحمام معاً،ولتحقيق ذلك تتطلب اجراء دراسات جيولوجية وصحية لمواقع مثل تلك الينابيع لتحديد التكاوين والتراكيب الجيولوجية للمواقع التي تتدفق فيها الينابيع الطبيعية واخذ نماذج حسب الطرق المتبعة في تحليل مكوناتها الكيميائية والفيزيائية بهدف تحديد نوعية المياه فيها (طبيعة او معدنية) مع حساب كمية تدقق المياه فيها لغرض تحديد جدواها الاقتصادي في حالة اعداد خطة لأستثمارها.
ان الكثير من دول العالم، ممن تمتلك ينابيع معدنية، استطاعت من تحصين هذه الينابيع بمجمعات صحية وسياحية، واقامت بقربها منتجعاً للعلاج والسياحة تتوفر فيه جميع مستلزمات الراحة التي ينشرها السائح والمريض في آن معاً. وهذا الحال موجود بشكله الواضح في حمامات تونس المعدنية الشهيرة،وفي حمامات تركيا،وفي الجيك وفي سلوفاكيا وبلغاريا وغيرها من الدول الكبيرة. بإمكان اية شركة استثمارية تحقيق مثل هذا المشروع في كردستان ، وبذلك تتحول ينابيع المياه المعدنية في كردستان الى منتجعات صحية وسياحية وترفيهية وبالتالي تتحول الى رافد من روافد الاقتصاد الوطني الكردستاني ويكسب لتلك المواقع صفة جمالية مضافة الى صفاتها المعروفة.
الثروات الطبيعية في كردستان العراق ( الجزء الخامس)
خواص المياه المعدنية:
تمتاز المياه المعدنية بتركيبها الكيميائي الثابت غير قابل للتغير وتحتوي على نسبة عالية من المعادن المذابة وتتكون بطريقة طبيعية في مخازن مائية خاصة فلا تمتزج بالمياه السطحية ولا تحتاج الي اجراء اية تغيرات او اضافة مواد كيميائية اليها، وهي اكثر صحة لجسم الانسان مقارنة بمياه الشرب العادية بسبب احتوائها تقريبا على كافة الايونات والعناصر الضرورية لأدامة نمو وحماية جسم الانسان لأنها تحافظ على وجود الايونات في جسم الانسان وتقوم بتنظيم الجسم وتنقيته من المواد الضارة كما تحافظ على التوازن في كمية المياه التي يفقدها جسم الانسان اثناء النشاط . تخرج المياه المعدنية من تحت سطح الارض وتتدفق علي شكل عيون مائية او بطريقة حفر الآبار لاستخراج المياه الجوفية ، وتتغير كمية في المياه المعدنية بين موقع واخر، وتتحكم ظروف تكوينها ونوعية الطبقات التكاوين التي تخزن فيها المياه المعدنية.
الفرق بين مياه العيون الطبيعية وبين مياه العيون المعدنية:
المياه المعدنية لها تركيب ثابت وصحي لجسم الانسان وتوجد في تكاوين او تراكيب جيولوجية معينة، ولا تختلط بها المياه السطحية لذا لا تتغير صفاتها الفيزيائية والكيميائية ويكون لها طعم خاص ما بين حلو عذب ومر حيننآ ومالح خفيف أحيانآ. المياه المعدنية هي مياه العيون التي تحتوي على الاقل على 250 ملي غرام من الاملاح في مجموع كمية المواد المذابة فيها. ويتم تقييم وتحديد ذلك من غليان لتر واحد من الماء في درجة حرارة 180 درجة مئوية وتوزن المواد المتبقية (المعادن والاملاح) فاذا كان وزن الاملاح أقل من 250 ملي غرام لكل لتر) فانها تصنف على اساس مياه العيون، واذا كانت وزنه 250 ملي غرام في اللتر أو أكثر فهي من نوع المياه المعدنية ،كما ان المياه المعدنية آمنة من البكتيريا ولا تحتاج الى اية معالجات كيميائية فهي صحية بحد ذاتها، في حين لا تتوافر غالبا هاتان الخاصيتان في مياه العيون.
تصنف المياه المعدنية بدورها الى المياه المعدنية (من النوع الخفيف) اذا كانت كمية الاملاح المذابة فيه يتراوح مابين 250 الى 500 ملي غرام في اللتر الواحد من الماء،واذا كانت كمية اكثر من (500) فانها تصنف على اساس المياه المعدنية الثقيلة
اما مياه العيون الطبيعية فهي التي تتدفق من تحت سطح الارض وتخرج بشكل طبيعي وليست لها خصوصيات فيزيائية وكيميائية غير ثابتة ثابتة وتوجد في تكاوين صخرية مختلفة الانواع وان الكثير من مياه العيون الطبيعية صالحة للشرب ولا تحتاج الى عمليات تنقية وترشيح ما عدا بعض الانواع من مياه العيون تحتاج الى عمليات تنقية قبل الاستعمال للشرب بسبب احتوائها على بعض الايونات بنسب تضر بصحة الانسان، ولو يتم اجراء مسح صحي لسكان منطقة ما فان بعض الامراض مثل تسوس الاسنان، الغدة الدرقية، ضعف النمو، امراض الكلي وغيرها لها علاقة بالمياه التي تستعمل من قبل سكان المنطقة
تصنيف المياه المعدنية:
تصنف المياه المعدنية على اساس تدفقها الي سطح الارض بشكل طبيعي وترتبط غالبا بالفوالق والخنادق والوديان العميقة في المناطق الجبلية كما توجد المياه المعدنية التي يتم استخراجها عن طريق حفر الآبار في اعماق بعيدة عن مصادر التلوث، وترتبط بتكاوين طبقات جيولوجية تحافظ على صفاتها الفيزيائية والكيميائية ،كما تصنف المياه المعدنية على اساس تركيز بعض العناصر فيها، مثل الكالسيوم، المغنيسوم والكبريت وتعرف تلك المياه المعدنية بما يأتي.
مياه الكالسيوم ،هي التي يحتوي كل لتر منها علي (140 ملي غرام من مادة الكالسيوم) الذي يساعد علي نمو جسم الانسان.
مياه المغنيسيوم هي المياه المعدنية التي يحتوي كل لتر منها على (12 ملي غرام من مادة المغنيسيوم) ، ويقوي الجهاز المناعي ويسيطر علي ضغط الدم.
المياه الكبريتية هي المياه المعدنية الغنية بالكبريت وتستعمل كعلاج لامراض الروماتيزم. المفاصل، الجلد، وغيرها من الامراض .المياه المعدنية في كردستان هي من هذا النوع
أهمية استعمال المياه المعدنية:
كانت مواقع الينابيع الحارة مركز جذب النشاط والاستيطان البشري منذ اقدم العصور بفعل دورها في حماية صحة الانسان من الامراض وازدادت اهمية الينابيع المعدنية في اوقات الغزوات والحروب والاوبئة يستخدمونها لاغراض الاستحمام في مياهها واستنشاق بخارها وشرب المياه لمعالجة الامراض.تستخدم مياه الينابيع الحارة المعدنية في معالجة العديد من الامراض كالصدفية والاكزيما وبعض انواع الحساسية وامراض المفاصل والجهاز التنفسي والجهاز العصبي والامراض النسائية وفي تنشيط الدورة الدموية وفي معالجة امراض الكلية والكبد (الاردن). حسب تقرير طبي فرنسي رسمي تصفى للبشرة نعومة فائقة.
اثبتت الدراسات العلمية الحديثة اهمية استعمال المياه المعدنية والتأثير الايجابي او السلبي لكل عنصر يوجد خارج حدودها المطلوبة ومن ابرز فوائد تلك العناصر الموجودة في المياه المعدنية.
ــ الكالسيوم: بناء والمحافظة على العظام والاسنان.
ــ المغنيسيوم: يقوي الجهاز المناعي ويسيطر على ضغط الدم وتوظيف السكريات الموجودة في الدم.
ــ فلورايت: يساهم في حماية الاسنان من التسوس
ــ النترات : تواجد كميات عالية غير صحية وخاصة للاطفال الرضع
ــ الحديد: يحتاج الى كميات قليلة ونقصها في الماء هي احد اسباب فقر الدم
ــ البيكاربونات: يساعد على محافظة وتنظيم وتوازن الحوامض في المعدة والامعاء.
ــ الكلورايت: يحافظ وينظم الحوامض في المعدة والامعاء
ــ السلفات: مواد منظفة طبيعية
ــ السليكات: مواد منظفة طبيعية
_قيمة الحامضية: اقل من 7،4 بي ئيج
ان المزايا العلاجية للمياه المعدنية وقدرتها على الشفاء في العديد من الامراض ليست وليدة اكتشاف حديث. لقد كانت مزايا المياه المعدنية معروفة منذ قرون لدى الاغريق في معالجة الامراض الجلدية وتحولت مواقع ينابيع المياه المعدنية في العديد من مناطق العالم ومنها الشرق الاوسط الى مناطق سياحية وترفيهية تعرض فيه الحفلات الموسيقية وقد تم كشف الكثير من الآثار حول مواقع الينابيع المعدنية.
الجدير بالذكر لقد اهتم الغزات بمواقع المياة المعدنية واستعملوا كأدوية لمعالجة الكثير من الامراض والاوبئة واستقر قوات الغزات في اغلب الاحيان على او بالقرب من مواقع العيون المائية المعدنية.وربما كان هذا واحدة من الاسباب التي أنشا الامبراطورية الاشورية الكثير من المواقع الاثرية على أو بالقرب من مواقع عيون المياه المعدنية في كردستان مثل الموقع الاثري السياحي للملك الآشوري سنحاريب في خنس ،واعطت هذا لموقع كه لي خنس خاصية سياحية مهمة لقربها من مواقع المياه المعدنية (الكبريتية).
الظروف الجيولوجة للمياه المعدنية:
ترتبط مخازن المياه المعدنية بصورة عامة بصخور حجر الكلس والدولومايت لحقبة الميزوزوي والباليوزوي، ونادرا ما تكون مرتبطة بصخور حقبة السينوزوي. كما ترتبط المياه المعدنية الحارة بالصخور النارية والبركانية المنشأ وفي المناطق التي تمتاز بنشاط تكتوني، وتقع مثل تلك المناطق على امتداد الفوالق العميقة واتجاهاتها التي تشكل غالبا الحدود الفاصلة بين تراكيب وبلوكات جيولوجية كبيرة، كما هو الحال في الفالق العميق المعروف بفالق (عمان، زاكروس، طوروس، قبرص) وفالق الاناضول وعلى امتداد الاحزمة البركانية القديمة والحديثة ويمكن معاينة شواهد تؤكد صحة ذلك الامر من خلال النظر الى توزيع مواقع الآبار والعيون المائية الطبيعية والمعدنية في تركيا وعلى امتداد سلاسل جبال الهملايا ــ والي سلاسل الالب مروراً بسلاسل الالبرز، الاناضول، زاكروس طوروس وغيرها .اما مياه العيون فتتلازم وترتبط بالانواع المختلفة من الصخور وفي اعمار جيولوجية مختلفة ،لذا تختلف الخصوصيات الفيزيائية والكيميائية لمياه العيون بين موقع واخر، لاسيما اذا تغيرت نوعية الطبقات والتكاوين او الترسبات الحاملة لها، كما تتغير كمية تدفق المياه فيها لاسيما في الفترات التي تتساقط فيها الامطار والثلوج بكميات قليلة او حين يقع الجفاف ويستمر لفترات قد تستغرق سنوات هذا ما يؤثر بشكل كبير على مياه العيون اكثر مقارنة بالمياه المعدنية ويمكن ملاحظة ذلك حاليا في العديد من مناطق الشرق الاوسط ومنها في كردستان العراق وجنوب تركيا.
يمكن ان تكون مياه بعض الآبار الجوفية من نوع المياه المعدنية ويمكن تحديد ذلك من خلال تحديد كمية في مياه الآبار حيث يوجد احيانا اكثر من مخزن واحد للمياه الجوفية في موقع منطقة واحدة، وفي مثل هذه الحالات، فغالبا لا تزيد اعماق المخازن عن 50 متراً تحت سطح الارض وهي التي تعد من نوع المياه القابلة للشرب، اما الآبار التي تزيد عن 120 متراً (بعيدا عن مصادر التلوث) فيمكن ان يكون من نوع المياه المعدنية بعد تأكيد تحديد كمية فيها فمثلا تم حفر أربع آبار في موقع ما في فرنسا، فالآبار التي تقع مخازن المياه الجوفية فيها على عمق (30 ــ 50 متراً تحت سطح الارض) هي من نوع مياه الابار الصالحة للشرب. اما الآبار التي كانت مخازن المياه الجوفية على عمق (120 متراً فاكثر) فتكون من نوع المياه المعدنية ، ولكن هذا ليس شرطا اذ يمكن احيانا ان يوجد هذان النوعان من المياه في موقع واحد، وهنا تتحكم فيها نوعية الطبقات - التكاوين والتراكيب الجيولوجية التي تحمل المياه الجوفية .
المياه المعدنية في كردستان العراق:
تواجد مواقع العديد من العيون المائية المعدنية ،من نوع المياه المعدنية الكبريتية، المعروفة ب ( ئافا كه رمافي) في العشرات من المواقع ومتواجدة في أغلب المحافظات كردستان، ولا سيما في محافظة دهوك ،يوجد أكثر من عشرون موقعا للمياه المعدنية في محافظة دهوك ، ومن أبرز تلك المواقع هي موقع كرمافا التي تقع الى الشمال من سد دهوك وتصب المياه المعدنية مباشرة بسد دهوك ،اضافة الى موقع ( كه رمافا قه سروكى)التي تقع الى الشمال من كه لي خنس وعلى امتداد مجرى نهرالكومل .
تنبع أغلب المياه المعدنية في محافظة دهوك من الطبقات الصخرية للعصر الطباشيري، أي مابين تكوين شرانش، خورمال في موقع كرمافا وفي موقع كلي قسروك ،بينما تنبع عين كبريت الموصل من تكوين الفارس الاسفل ،وتبينت نتائج الدراسات عن عين كبريت الموصل بأن مياه العيون الكبريتية تاتي من مواقع عميقة وبعيدة وتجري عن طريق الشقوق والفوالق الى ان تجد منفذا لينبع على سطح الارض على شكل ينابيع للمياه المعدنية الموجودة على امتداد الضفة الغربية لنهردجلة ،ونهر دجلة تجرى تقع على امتداد فالق كبير تخترق الطبقات الصخرية التي تحتوي على المياه المعدنية مما يسهل خروج المياه على سطح الارض على شكل ينابيع المياه المعدنية.
آفاق مستقبل ينابيع المياه المعدنية في كردستان:
ان نتائج الدراسات العلمية سيوضح كيفية واساليب استثمار مصادر المياه ومن ابرزها ( ينابيع المياه المعدنية) ،حيث يتواجد العشرات من ينابيع المياه المعدنية في كردستان العراق ولاسيما في محافظة دهوك التي يمكن تحويل العديد منها الى مواقع ( سياحية وصحية وترفيهية) ،وتمتلك شعبنا تجربة شعبية في مجال الاستفادة من ينابيع المياه المعدنية في معالجة الكثير من الامراض، لأن المعدنية الكبريتية تحوي على الكثير من المعادن المذابة، اضافة الى مادة الكبريت، وهذه المعادن تساعد على معالجة الكثير من الامراض الجلدية والتقرحات الظاهرة وبعض الامراض المزمنة كالروماتزم والتهاب المفاصل، وتصلح استعمالها طيلةالسنةمياهه لأنها ساخنة شتاءاً باردة صيفاً، إضافة الى إستعمال الطين الاسود الذي يكون لونه (اسود غامق) المترسب من بقايا المياه المتجمعة في الحفر القريبة من سواقي جريان الماء،عادة يعمل الطين الاسودعمل المياه، ولكن بشكل افضل.
هنا يمكن الاشارة الى ابرز تلك المواقع ( موقع كرمافا ) بالقرب من ( قرية كرمافا) القريبة من سد دهوك ،( موقع كرمافا قسروكى) التي تقع في كلي قسروك الواقعة الى الجنوب من مركز ناحية اتروش ( موقع كرمافا سومريتي) التي تقع في جبل (سومريت) بالقريب من قرية ( ئيسيان ) التي تقع على السفح الجنوبي لجبل سومريت والواقعة ما بين مركز قضاء الشيخان (عين سيفني) ومركز ناحية ( باعدرى)، اضافة الى تواجد العديد من ينابيع المياه المعدنية الاخرى في محافظة دهوك ،كما يوجد بعض ينابيع المياه المعدنية في محافظتي اربيل والسليمانية. اضافة الى تواجد عيون المياه المعدنية ( ينابيع الكبريت) في محافظة نينوي مثل عين كبريت الموصل وعين كبريت مام العليل. يقع عين كبريت الموصل قرابة قلعة الموصل الرئيسة وتحت سور مدينة الموصل.
الجديربالذكر ، كان موقع ( كه رمافا قه سروكى ) موقعا سياحيا , كانت سكان القرى المحيطة بها يقضون هناك اسبوعين في موسم الصيف من كل سنة ويسميها البعض بعيد (كه رمافا قه سروكى)، وكانت بمثابة عيد سنوي خاص لسكان المنطقة وبقيت أحياء تلك المناسبة حتى نهاية الخمسينيات. لا يزال سكان المنطقة يستعملون المياه المعدنيةفي هذا الموقع وغيرها من المواقع إلا أنها غيرمستكمل لطرق العلاج الحديثة.
ان مياه النبع كثيرة وغزيرة، ويمكن جمعها بكميات كبيرة، تقوم بها الجهات الصحية مثل وزارة الصحة او مديرية الساحة في كردستان او شركات الاستثمار الصحية السياحية المشتركة، بامكانها بناء مجمع حول بعض من تلك المواقع المعروفة مثل ( موقع كرمافا، موقع كلي قسروكى) وتوفيرمتطلبات السباحة والاستحمام معاً،ولتحقيق ذلك تتطلب اجراء دراسات جيولوجية وصحية لمواقع مثل تلك الينابيع لتحديد التكاوين والتراكيب الجيولوجية للمواقع التي تتدفق فيها الينابيع الطبيعية واخذ نماذج حسب الطرق المتبعة في تحليل مكوناتها الكيميائية والفيزيائية بهدف تحديد نوعية المياه فيها (طبيعة او معدنية) مع حساب كمية تدقق المياه فيها لغرض تحديد جدواها الاقتصادي في حالة اعداد خطة لأستثمارها.
ان الكثير من دول العالم، ممن تمتلك ينابيع معدنية، استطاعت من تحصين هذه الينابيع بمجمعات صحية وسياحية، واقامت بقربها منتجعاً للعلاج والسياحة تتوفر فيه جميع مستلزمات الراحة التي ينشرها السائح والمريض في آن معاً. وهذا الحال موجود بشكله الواضح في حمامات تونس المعدنية الشهيرة،وفي حمامات تركيا،وفي الجيك وفي سلوفاكيا وبلغاريا وغيرها من الدول الكبيرة. بإمكان اية شركة استثمارية تحقيق مثل هذا المشروع في كردستان ، وبذلك تتحول ينابيع المياه المعدنية في كردستان الى منتجعات صحية وسياحية وترفيهية وبالتالي تتحول الى رافد من روافد الاقتصاد الوطني الكردستاني ويكسب لتلك المواقع صفة جمالية مضافة الى صفاتها المعروفة.
