Kurd Day
Kurd Day Team
أوجلان : انقلاب 17 تشرين الثاني هو القتل
لقاء القائد 25-11-2009
كل من CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية اقترحتا السجن الجديد . فهو مشروعهم في نفس الوقت ، وهم بالذات مسؤولون عن الظروف التي أقيم فيها بهذا الشكل ، فهذا المكان هو مشروعهم . أنا أعددت تقريراً عن الظروف القائمة هنا إلى لجنة مكافحة التعذيب CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، وأرسلت التقرير إليهم ، وأوضحت ضرورة تصحيح الظروف القائمة هنا .
ويجب تذكيرهم بمسؤولياتهم بهذا الصدد ، فقلت فيه : أنتم المسؤولون عن هذا الوضع ، فقوموا بمسؤولياتكم واحموا الحقوق التي ضمنتموها . كما على الأوساط المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان أن يقولوا لكل هذا الخرق للحقوق "أكشفوا عن وضع أوجالان" و"ماذا يجري في إيمرالي" ! وأن يطالبوا بتصريح مكشوف إلى الرأي العام في هذا الموضوع . فعليهم مطالبة CPT بالتراجع عن الخطأ الذي ارتكبته وتصحيح الأوضاع فهم مرغمون على المجيء إلى هنا لرؤية هذا المكان والقيام بالتدقيق اللازم فهذه مهمتهم . فقد جاءت CPT بذاتها وقامت بالتدقيق من قبل ، وهي التي طالبت بنقلي إلى سجن من طراز F وإنشاء هذا السجن من طراز F هنا . نعم هي التي طلبت كل ذلك ، وكل هذا موجود في تقاريرهم وأوضحوا بأن ظروفي ستكون أفضل مقارنة بالسابق ، ولكن هذا لم يحدث . فأوضاعي أصبحت أسوأ ، حيث عليهم المجيء لرؤية إنجازهم . إنهم لن يستطيعوا خداعنا ، وعليهم ألا يحاولوا خداعنا ، أوتي بي إلى هنا في 17 تشرين الثاني ، وهذا إنقلاب . فأنا أقيِّم جلبي إلى هنا كانقلاب . وأعرِّفه بإنقلاب 17 تشرين الثاني .
مشاكلي الصحية مستمرة ، ثمة أوضاع تتثاقل ، أنا عاجز عن التنفس من جراء نظام التهوية هذا ، فنظراً لعدم تهوية الغرفة أشعر بإنكتام حتى حلقي ، كما أن السيلان في حلقي مستمر أيضاً ، فقد كان لدي مرض الجيوب أصلاً . كما هناك حكة وحرقان في بلعومي ، وهذه الآلام تشتد مع مرور كل يوم ، وتزداد وطأة الألم كل يوم . لا أستطيع التنفس وبدأت ألاقي صعوبة بالغة في أخذ النفس . بالطبع لكل هذا علاقة بالظروف القائمة هنا ، فوضعي يزداد تأزماً مع الظروف القائمة هنا ، وكل هذه التطورات مرتبطة بهذا المكان وبالوضع القائم هنا . فماذا سيحدث بعد هذا ، وكيف سيتطور ؟ هذا ما لا أستطيع علمه ، قلة التهوية تؤثر على جميع وظائف جسمي .
معروف أنه عندما يبقى الإنسان بلا هواء تموت خلايا دماغه ، ونظراً لسوء التهوية أشعر وكأن خلايا دماغي تموت ، فتسبب لي صداعاً ، مما يشتِّت قوة التركيز لديَّ ، إنه وضع مزعج كثيراً ويؤثر على أداء الوظائف الدماغية . وضعي يشبه نصف ميِّت ، وشبه فاقد للوعي ، فأنا أعيش هنا شبه غائب عن الوعي وشبه ميِّت . ، أما إلى أي مدى يمكنني تحمُّل هذا ، وإلى متى أعيش ، هذا مالا أعرفه .
المكان الذي أقيم فيه من طابق واحد سعته حوالي ستة أمتار مربعة ، أو ستة ونصف ، ووضعوا تواليت وحمام مغلق بشكل ملحق ، أي داخل بعضهما البعض . أي الحمام والتواليت مقسومان من الداخل ، وسريري موجود عند قاعدة الجدار تماماً ، ملتصق بالجدار ، وتبقى مسافة قصيرة جداً بين سريري والجدار الآخر ، وهذه المسافة تكاد تكفي لمرور شخص واحد . وهناك مسافة بطول عدة خطوات ، وأنا أمشي جيئة وذهاباً في هذا المكان الضيق . إنه مكان جرى تضييقه جداً ، نظام تهوية الغرفة التي أقيم فيها رديئة جداً ، فأنا أصل إلى وضع العجز عن التنفس . بينما نافذة التهوية عالية جداً ومشبوكة بالأسلاك وتتطلع إلى السماء ، فأرى من خلالها السماء فقط ، بالطبع يأتي تيار الهواء من تلك النافذة إلى الداخل ولكن من الأعلى . وهذا يسبب ضغطاً داخل الغرفة نحو الأسفل ، فالأسفل يبقى بدون هواء ، ونظراً لأنني أقف وأنام في الأسفل ، أتأثر سلباً بهذا الضغط . فهذا الضغط يجعل التنفس لدي صعباً جداً ، أي كأنني أختنق . فهذا الضغط يحط عليَّ كثقل كبير ، وهذا يصبح خانقاً جداً ، ولا أستطيع التنفس . الهواء الآتي مضغوط جداً ، وألاقي صعوبة كبيرة جداً في التنفس عندما أنام . أي لا أستطيع التنفس لأنني أنام قريباً من الأرض ، ولهذا السبب أستيقظ مراراً من نومي ، وعندما أكون في الفراش أمد برأسي إلى خارج الفراش وأميل إلى الأسفل لأتمكن من التنفس ، وعند هذا فقط أستطيع التنفس قليلاً في الفراش ، وبهذا الشكل أيضاً أرغم على النوم شبه مغمى عليَّ في الفراش ، فإما أن أميل بهذا الشكل نحو الأرض في الفراش لأتمكن من التنفس وإما أن أقف على رجليَّ وأقترب من فراغ التهوية لأحاول التنفس ، وهذا ما يقلب نظام نومي رأساً على عقب . ففي المكان السابق كنت أستند إلى الزجاج لأتنفس وأحصل على الهواء ، أما في هذا المكان فلا تتوفر هذه الإمكانية ، فالفراغ أو نافذة التهوية صغيرة وعالية . هذا الوضع يؤثر على كل الوظائف الحياتية لدي . فخلال النوم أبقى بدون هواء و نَفَس ، وألاقي صعوبة في التنفس . أي إما أن أنام وإما أن أبقى مستيقظاً لأستطيع التنفس . فنظراً لضيق النفس أضطر إلى الاستيقاظ والمشي مراراً ، وهذا يعطل نظام نومي كثيراً . عندما كنت في مكاني السابق جاء طبيب من CPT بالطبع كان عارفاً بهذا الوضع ، وقال بأن مرضي في هذه الأماكن له علاقة بالتنفس والهواء فيها ، ولهذا قال لي بأن أقف قريباً من الزجاج ، وأن أمد برأسي نحو الزجاج عندما أنام . وعندما كنت في المكان القديم كنت انام حسب ذلك النظام ، فسريري كان قريباً من الزجاج ، وفعلت ما قيل لي ، وبذلك بات تنفسي منتظماً حتى ولو جزئياً ، فذلك الدكتور كان عارفاً بهذا الوضع ، وتشخيصه كان سليماً . وأجروا بعض المعالجة ، ولكن هذه المعالجة لم تنتهي .
مثلما المحكوم بالإعدام يتشنج عند إعدامه بكل قوته ، ويتخبط قبل لفظ أنفاسه الأخيرة ، إن وضعي أيضاً يشبه ذلك . تعلمون بالتأكيد عندما يُعدم الإنسان يكون رد فعله الأولي هو التشنج ، أي تشنج الجسم ، فذلك هو رُبْعُ مرحلة الموت ، وبعدها تكتمل المراحل الأخرى من الموت ، ولكن ردة فعل الإنسان الأولى هي هذا الربعُ من مرحلة التشنج هذه . ووضعي هنا الآن هو مرحلة الربع هذه لشخص محكوم بالإعدام ، يداي تتشنجان ، مثلما هناك تشنج في كافة أنحاء جسمي ، وهذه التشنجات تتسبب في آلام ، فهذه التشنجات هي ردة فعل فيزيائية للجسم ولا إرادية ، هذه التشنجات تحدث مراراً وتتكرر ، بل وتتزايد مع مرور الأيام ، وتحدث في جسمي أحياناً أثناء النوم ، وأحياناً أخرى عندما أكون واقفاً . وهكذا فإن هذه التشنجات تعبر عن ربع مرحلة حياة إنسانٍ يتوجه نحو الإعدام .
معلوم أن صدام مات خلال ثلاث دقائق عند إعدامه ، بينما وضعي هنا هو ظروف ووضع الإعدام بهذا الشكل عشرات المرات في كل يوم ، وأنا لا أهاب الإعدام ، فوضع التشنج الذي عاشه صدام لثلاث دقائق ، أنا أعيشه أربع وعشرين ساعة في اليوم .
مكان التهوية متصل بغرفتي ، إنه مكان صغير ، فقط يمكنني الذهاب والمجيء لثلاث أو أربع خطوات ، ولا أرى سوى وجه السماء ، فأعلاه منسوج بشبكة كثيفة من الأسلاك أيضاً .
أمر آخر هنا وهو صوت المولد وضجيجه المتكرر ، صوت مزعج كثيراً ، يعمل على مدى أربع وعشرين ساعة ، كما تعلمون "مندريس"(رئيس وزراء تركيا في الخمسينيات أُعدِم في إيمرالي) أيضاً كان قد تكلم عن انزعاجه من هذا الضجيج . "عوني أوزغوريل" (كاتب وباحث) كان قد تطرق إلى هذا الموضوع وتلك المرحلة في أحد مقالاته . إيمرالي جزيرة تاريخية ، لهذا المكان ظروفه الخاصة به ، فهي جزيرة شاهدة على التاريخ ، ومعلوم مدى معاناة الذين بقوا هنا ، فلها ظروفها المناخية الخاصة بها ، كما معلوم أن مندريس لم يستطع التحمُّل رغم بقائه هنا لأربع وعشرين ساعة فقط ، بينما أنا أتحمل هنا منذ أحد عشر عاماً وأحاول التحمل . ولو لم تكن عقيدتي القوية لدخلت في محاولات انتحارية ، فأنتم تعلمون رفاقنا أمثال "كمال بير" و"خيري دورموش" الذين أقدموا على عمليات انتحارية من قبيل الإضراب عن الطعام ، ولدي مسؤوليتي واحترامي نحو هذه المقاومة الثمينة لهؤلاء الرفاق ، كما لدي مسؤوليتي تجاه هذا الشعب . في الأصل لولم يكن إيماني الكبير القوي جداً بهذه القيم لما استطعت التحمل إلى هذه الدرجة ، ولربما دخلت أنا أيضاً في محاولات انتحارية . بالطبع يمكن أن أموت هنا في أية لحظة ، وموتي سيكون له تأثير كبير ، وستحدث الفوضى ، كما ستعاش سياقات دموية جداً بعد موتي ، وفوضى كبيرة ،، فأنا عشت هنا كل يوم من أجل مسؤولياتي ، وعشت مكافحاً من أجل الشعب ، نضالي الشريف وحياتي ستكون دائمة بهذا المعنى من أجل الشعب ولكن هذه حقيقة أيضاً ، مكاني الراهن كأنه حفرة الموت ، هكذا أسميه أنا ، فحتى تنفس الإنسان هنا أمر صعب جداً ، قلة الهواء تقتل خلايا دماغي ، فأنا أشعر بموت خلايا الدماغ هذه ، أنا لا أتمكن من التركيز الفكري هنا .
وأقولها مرة ثانية إن CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، أي أوروبا هي المسؤولة ، فهم الذين أرادوا إنشاء هذا السجن ، فهذا المكان هو مشروعهم ، وكل ما تعرَّضت له هنا جرى بمعرفتهم ، وكل ما أتعرَّض له هنا يجري ضمن علمهم ، يجب معرفة هذا الوضع هكذا . سيأتي CPT إلى هنا ، بل يجب أن يأتي ويدقق في هذا المكان ، ولا يمكن بغير ذلك ، فأنا أطالب بالكشف عن وضعي . أكرر قولي : هذا قتل . عندما أوتي بي استقبلتني هنا سيدة معمِّرة من CPT وقالت بأنني سأقيم هنا وبأنهم سيتابعون حياتي هنا ، وسيتابعون نظام هذا المكان وأنني تحت ضمانتهم . وأوضحت بأنهم حصلوا على ضمانات كل ذلك ، وقبلت بهذه المسؤولية .
بالطبع ليست تركيا المسؤول الأساسي عن الإتيان بي إلى هنا والاحتفاظ بي تحت هذه الظروف ، وعلى الجميع إدراك هذا الوضع هكذا ، فكل من انكلترا وأميريكا وإسرائيل والإتحاد الأوروبي خلف هذا الأمر ، بالإضافة إلى استغلال الدولة اليونانية لصداقتنا بمنتهى الدناءة بشكل خياني وبيعها لنا ، وهذا الوضع كان مؤثراً ، وفي الحقيقة الولايات المتحدة هي التي أتت بي إلى هنا ، أحد المسؤولين الأميريكيين أوصلني إلى هنا وسلَّمني لتركيا ، وتحدَّدت المهمة التي كُلِّفت بها تركيا هي أن تكون سجّاناً لي ، وتكون حارساً لي .
ولا أعلم بمدى ما أحيا هنا ، ووضعي هنا يمكن أن يكون على علاقة بالبنية الجينية لديَّ بعض الشيء ، فوالدي توفى من ضيق النَفَس ، وأنا هنا أُترك بدون نَفَس ، وهذا الوضع يخلق صعوبات جمة . ولهذا أقول ؛ لا تعيشوا بالاستناد إلي أو بانتظار شيء مني ، فلا زالوا ينتظرون شيئاً مني ، فأنا أستطيع تخمين ذلك . ، ولا زالوا يحاولون تحميل كل شيء على ظهري ، ومن قبل أوضحت بأنه يجب أن يتخذ الجميع قراراتهم بأنفسهم ، وأن يطوروا سبل حلهم بأنفسهم ، وأن يقوموا بمتطلبات مسؤولياتهم ، والتحقيق المتعلق بما أوضحته هكذا قد اكتمل ، وهكذا نلت عقوبة العزلة لعشرين يوماً أخرى . قلت ؛"إذا لم يطوِّر البرلمان الحل الديموقراطي ، ولم يتخذ القرار بهذا الشأن ، فقد تحدث الحرب" . وأوضحت إمكانية حدوث ذلك ، وكنت قد قلت ذلك من قبل ، وليس في هذا الأمر شيء ، وهو صحيح كدياليكتيك ، فعندما لا يأتي الحل تأتي الحرب ، وهذا تشخيص ، وأنا هكذا شخَّصت ، وقد نلت العقوبة لأنني قلت بإمكانية حدوث ذلك . فقد أغلقت كل أشكال ميادين حياتي ، وكأنهم يشيرون إلى الموت لأرضى بالحمى .
فظروفي أمام الأنظار ، وتُمارس عليَّ ألف نوع ونوع من الألاعيب ، وعليكم جميعاً أن تتمكنوا من رؤية ذلك ، عليكم أن تدركوا هذه الألاعيب . فحتى عندما صلبوا عيسى ومزَّقوا لحم جسده شر ممزق ، لم يمارسوا عليه كل هذه الألاعيب والمكائد ، أما عليَّ أنا فتدور ألف نوع ونوع من الألاعيب ، وكثير من الحسابات والمكائد ، بل حتى هناك مستفيدون من وجودي هنا . فاللاعبون الرئيسيون في الاحتفاظ بي هنا ، هو تآمر انكلترا والولايات المتحدة ، والاتحاد الأوروبي وإسرائيل واليونان . وكل هذه القوى لم تسلمني إلى تركيا من أجل الفراغ ، فمقابل الاحتفاظ بي هنا ، هناك ما يستقطعونه من تركيا . انكلترا والولايات المتحدة خاصة من خلال الاحتفاظ بي هنا تحاول الحصول على ما لم تستطع الحصول عليه في الحرب العالمية الأولى ، بل حتى انكلترا لم تنجح ولكن الولايات المتحدة نجحت في هذا الأمر . فهاهم حققوا أهدافهم التي وضعوها في عام 1920 من خلال حبسي هنا ، والآن منحت تركيا تنازلات لجميعهم مقابل الاحتفاظ بي هنا ، فمع تسليمي إلى تركيا أمسكت انكلترا والولايات المتحدة بالعراق ، وهدف الولايات المتحدة وهذه القوى هو تأسيس دولة كردية في الجنوب أي شمال العراق ، ووضع كل القضايا على كاهلها لجعلها منبعاً للمشاكل وخنقها . وكما يُعرف هناك الـ"بونتوس"(شعب عاش على الساحل الجنوبي للبحر الأسود منذ ما قبل عهد بيزنطة ثم مع العثمانيين) في اليونان . فقد قاموا باقتلاع البونتوس من أرضهم وحشروهم في اليونان وجعلوهم مشكلة هناك ، وتركوهم على هذه الحال لقَدَرِهم لينتهوا . هذه هي نفس النقطة التي يريدون إيصال الأكراد إليها ، فنفس المقاربات التي أظهروها نحو البونتوس في اليونان سيظهرونها نحو الأكراد في الجنوب ، أي تُبذل الجهود من أجل تصفية كل دينامكيات التحرر لدى الأكراد ، وتأسيس دويلة صغيرة مرتبطة بهم في الجنوب ، ثم حبس كل القضايا هناك ، وخنق كل النضال التحرري الكردي من خلال تلك الدويلة . أما الاتحاد الأوروبي فقد تمسَّك بأرمينيا وقبرص واليونان ، وأوتي بي إلى هنا بمؤامرة ثمناً لكل ذلك . وليس لتركيا أي تأثير هنا ، حيث قيل لتركيا بصراحة ؛ "عليك القيام بمهمة السجّان" . هذا الوضع يعبر عن المسكنة الشديدة .
إدارة السجن هنا ، ليس واحدٌ منهم بقادر على الإعراب عن تصرف من ذاته أو مباشرة مطلقاً ، وكنت قد قلت من قبل بأن هذا المكان يدار بشكل خاص وبالتدخل الخارجي . ويُنفذ كما يُطلب منها . كل هذه القوى حققت أهدافها من خلالي ، وتستمر بالمؤامرة بهذا الشكل . هذه المؤامرة موجودة منذ عشرين سنة ولا زالت مستمرة . يجب فهم هذه المؤامرة المستمرة منذ عشرين سنة ، لقد حصلوا على مالم يستطيعوا الحصول عليه من تركيا منذ قرون ، على شكل تنازلات مستخدمين ومستفيدين من وضعي ، ألا تُرى هذه الأمور ؟ حتى أن الاتحاد الأوروبي يستخدم AKP حزب العدالة والتنمية بشتى السبل من أجل وضع تركيا في الشكل الذي يريده ، ويحصل على تنازلات من خلال وضعي . أوضح مرة أخرى ؛ لقد اتخذوا قرارهم بشأني ، فهم سيتركونني هنا خارج السياق ، وسيحاولون استخدام البارزاني والطالباني وأولئك الذين هربوا من صفوفنا و استقروا في الجنوب ، من أجل حشر PKK في الزاوية وتصفيته . وها أنتم ترون كيف يتحاملون على DTP لحشره في الزاوية من أجل سحبه إلى جانبهم ، وسيحاولون ملء الفراغ الناجم عن ذلك بواسطة Hak-Par (حزب الحقوق والحريات ، حزب ينتهج القوموية البدائية) وأمثال "آلجي" (شرف الدين آلجي وزير سابق كردي) . هذا هو الوضع الذي يجب قراءته جيداً . إن هذا مسار من أجل التصفية ، وهكذا وبعد تحقيق كل ذلك ، ستتم تصفيتي أيضاً هنا ليحاولوا وضع أوجالان آخر مكاني ! وبذلك يستخدمون أسم أوجالان هكذا.
ها أنتم ترون مايحاولون فعله بـDTP ، فهم يتحاملون عليه ليحشروه في الزاوية في محاولة لشده إلى جانبهم ، أي يحاولون بعثرة تنظيمه وتركه بدون تدريب وسحبه إلى جانبهم ، يجب رؤية هذه المقاربة التصفوية جيداً ، وعليهم رؤية هذا الوضع وتحليله . أنه وضع خطير يجلب معه الانتهاء والزوال كما قيَّمت سابقاً . الميل التصفوي هكذا يعمل ، فهو يستخدم كل وسيلة من أجل خلق فراغ سياسي ومن ثم ملئه بهؤلاء الذين هربوا وبالأكراد المرتبطين بهم . وسيستخدمون البارزاني والطالباني أيضاً في محاولة لحشر PKK في الزاوية وتصفيته . وفي تركيا سيحاولون حشر DTP في الزاوية بهذا الشكل لتحييده ثم تصفيته ، وليقضوا عليَّ أيضاً هنا ، ويقوموا من بعدي بتنظيم صفوف هؤلاء . وهكذا على الأكراد المرتبطين بكرامتهم وحريتهم أن يفهموا ويدركوا مسار التصفية هذا جيداً ويستوعبوه ، حيث أن مسار التصفية قد بدأ وعليهم إدراكه . إنهم يتعرَّضون للتصفية ولكن وكأن أحداً منهم لا يدرك ذلك ، هم حاولوا إبعادي عن المسار بشكل ما ، ثم قتلي مثلما في القوانين القبلية لامتلاك القيم التي خلقناها ، ولا زالوا يجهدون من أجل ذلك !
DTP مرغم على أن يرى ما يحاولون إحلاله به جيداً . لأعقد هنا مقارنة بين موقف دولة إسرائيل وموقف تركيا من جنودها ، فهذا وحده يكفي للتعلم . كان جندياً إسرائيلياً قد وقع في الأسر ، وقامت إسرائيل بإطلاق سراح ألف فلسطيني كانوا معتقلين بين يديها من أجل جندي واحد ، ومن ضمنهم كان "البرغوثي" وهو قيادي في التنظيم وشخصية مهمة . بينما موقف تركيا من الجنود الثماني الذين وقعوا في الأسر في "داغليجا"(أورامار) أمام الأنظار . فقد عمل DTP من أجل أخذ الجنود الثمانية الذين أُسروا في داغليجا لإعادتهم إلى تركيا ، وبذل محاولاته ، وتعلمون أن ثلاثة مندوبين برلمان ذهبوا و DTP لم يذهب إلى هناك بقرار منفرد من ذاته ، فقد كان هناك طلب من رئيس الجمهورية عبدالله غول بهذا التوجه من DTP ، فذهب DTP واستعاد الجنود الثمانية دون قيد أو شرط أو أية مطالب ، وعلى الرغم من قيامهم بذلك قامت تركيا بفتح دعوى بحقهم .
تقوم إسرائيل بإطلاق سراح ألف شخص ومن بينهم برغوثي من أجل جندي واحد ، كما تعلمون البرغوثي كان قائداً سياسياً وشخصية مهمة ، بينما تركيا تفتح دعوى بحق المنتمين إلى DTP الذين ذهبوا واستعادوا جنودها الثمانية ! . فعلى DTP إدراك هذه اللعبة ، ولكن يبدو أنهم ليسوا في وارد ذلك . والآن سيأخذون إفاداتهم عنوة ، فإن جلبوهم عنوة لأخذ إفاداتهم اليوم ، فغداً قد تكون لهم توجهات أخرى ، يجب فهم هذه الأمور جيداً .
كما يمكن تقييم ما يلي ؛ إن ظروفي أمام الأنظار ، فقد تم تركي للموت ، وعلى كل الأوساط الديموقراطية الصديقة واليقظة والأكراد رؤية هذه الحقيقة جيداً والقيام بطرح إرادتها . فهذا المسار هو مسار للتصفية ، وعلى الجميع أن يتموقع حسب ذلك ، فقد ابتدأوا مسار التصفية هذا فعلاً ، ولكن إذا كان هذا غير مفهوماً ولا يُرى فإن الخطر كبير . بينما AKP عقبة كبيرة أمام الحل ، وفي الحقيقة يريد أن يتظاهر وكأنه قوة الحل بينما هو يهدف إلى التصفية . إنه يهاجمك ، ويقول بأنه يريد تصفيتك ، بالطبع أنت ستقاوم في مواجهة ذلك . وليس من سبيل آخر أمامك . ويجب أن يتمكنوا من قول إن القضية هي قضية الوجود والحرية والدفاع الذاتي . ونحن نبذل الجهود من أجل حماية وجودنا وحريتنا ، وسنستمر في ذلك.
رئيس FBI (المخابرات الفيدرالية الأميريكية) جاء إلى تركيا ، لاحظوا أنه بعد مغادرته مباشرة جاء وزير التجارة والعمل الإسرائيلي ، والآن يتوجه أردوغان إلى الولايات المتحدة للقاء أوباما في شهر كانون الأول ، ذهاب وإياب هؤلاء كله مترابط ببعضه البعض . وهي من نوع العمل على تنفيذ مخطط ما . وكما تعلمون ستنعقد الآلية الثلاثية في شهر كانون الأول أيضاً ، وسيذهب "آتالاي"(وزير داخلية تركيا) للإنضمام إليها .
يمكن أن يناقشوا مخيم مغمور هناك ، ولكن "مغمور" يمكن أن يحمي خطوطه ، وأفكر بأن هناك ثلاث خطوط حمراء لمغمور ، وأنا أعرفهم جيداً ، لا يمكن أن يتخلوا عنها ، وبقبول هذه الخطوط الحمراء يمكن أن يأتوا ، ولكن مغمور هو الذي يتخذ قراره بذاته ، وأنا أحترم ذلك ، فلمغمور مكانة خاصة لدينا ، ولديهم ماضيهم ولن ينسوه ، ويجب أن يكون لمغمور حله الخاص به ، كما يجب أن يكون لقنديل حله الخاص به أيضاً ، وعليه أن يقوم بطرح حله ، فهو مرغم على عمل ذلك . حتى أنني في عام 2006 تناقشت هذه الأمور ، وربما بعضهم أخذوا على خواطرهم من ذلك ، وزعلوا عليَّ ، ولكنني الآن أقول مرة أخرى ، يجب أن يضعوا ويطرحوا حلولهم إلى الميدان . و إذا هم لا زالوا ينتظرون مني حلاً عملياً فلدي أيضاً حق النقد ، وسأنتقد بقسوة .
موضوع الحديث هنا هو حياة آلاف الشباب ، حيث يجب فهم معنى وقيمة هذه الخسائر جيداً ، الدولة اتخذت قرارها بشأني ، ولا أعلم إلى متى سأحيا ، وها أنا أقول ؛ قد أنام ولا أستيقظ ، وتجدوني قد متُّ وأنا نائم ، يجب معرفة كل هذا ، وأقول بأنهم حرموني من الهواء هنا ، وسأحيا بقدر ما يمكن أن يحيا إنسان حجبوا عنه الهواء ، أقولها ثانية إن هذا حادث قتل.
على الجميع أن يكونوا مدركين بالأخطار المحدقة بهم . فأنا أنتقد بشدة الذهنية المعاشة والتي تعيش فيهم أيضاً ، وأجري تقييمات ثقيلة ، وأوصف تلك الذهنيات . وأسميها بالذهنية البسيطة التي لا تُكسِب صاحبها الكرامة والشرف . أنا ليست لدي نية مثل توجيه الإحتقار إلى أحد ، ولن أحتقر أحداً ، ولكنني مشحون بالغضب بشكل مذهل نحو هذه الذهنية المعاشة ، وعلى الجميع فهم هذا الأمر هكذا
بل أنا أقول هذا من هنا ليَرَوا أبعاد الخطر والتصفية . فمثلاً المنتمون إلى DTP أناس جيدون ، ذو نوايا حسنة ، وليس لدي شك في ذلك ، ولكن DTP عاجز عن رؤية الألاعيب التي تمارس عليه ، وأبسط مثال على ذلك الأحداث التي جرت في إزمير ، يقولون أوجالان ، إنهم يجعلون من ذلك ذريعة . فهل أردوغان هذا أعمى ؟ فإما أنه أعمى وإما أنه يفعلها قصداً . فما هي علاقة ذلك بي ؟ . إنهم يضغطون على DTP ليحشروه في الزاوية ثم يشدوه نحو الخنوع . بينما DTP يستمر في وجوده مفتقراً إلى التدريب وغير منظم وبذلك ينثر الخطر ، وهذا الوضع بمثابة دعوة إلى المخاطر ، فالهدف هنا هو حشر DTP سياسياً في الزاوية والقضاء عليه . ها أنتم ترون "جميل جيجك"(وزير دولة ، متحدث باسم الحكومة) يدلي بتصريحات في هذه المواضيع ، فإذا تمت قراءته ومتابعته جيداً ، يمكن تقييم المسار والمستقبل بشكل أفضل .
إنهم يستخدمون مثل هذه الأمور ، فالهدف الأساسي هو تصفية DTP ، حيث يقومون بتهديده بهذه الأمور في محاولة لشده إلى جانبهم . وتلك هي النقطة التي يريد AKP سحب DTP إليها . طبعاً AKP لا يطبق هذه السياسات بمفرده ، بل يفعلها مع القوى التي من خلفه ، حيث خلفه الولايات المتحدة وانكلترا ، هكذا هي الأمور . فما يريد AKP القيام به مع القوى التي من خلفه هو جرف تركيا إلى التعقيد والمجهول بهذه السياسات الليبرالية ، وجهد من أجل ربط الأكراد بذاته من خلال أمثال "عبدالقادر آكسو" و "حسين جليك"(وزيران في الحكومة) من بين الأكراد . وشرحت من قبل بأنهم يصرفون مبالغ طائلة ، ويؤسسون هولدينغات في محاولات لربط الأكراد بأنفسهم . فبينما يسعى AKP إلى تهميش الأكراد في الداخل بهذه السياسات ، يُقدِّم التنازلات للولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إطالة عمره .
وفي الحقيقة مصدر تصعيد كل هذه القضايا والتعقيد هو AKP . فربما هناك البعض الذي يريد حل القضية باسم الدولة ، ولكن هؤلاء السياسيون هم الذين يفرضون التعقيد ، أي أمثال أردوغان وبايكال(رئيس CHP) وباخجلي(رئيس MHP) .
في عهد "أجويد"(رئيس وزراء راحل) هناك من سعى لتطوير الحل . حينها وثقت أنا بالهوية المسالمة لأجويد ، وآمنت بأننا سنحل بعض الأمور معه ، ولكن رغم الخطوات التي ألقيناها لم يتحقق ما كنا نأمله ، فلم نتلق جواباً إيجابياً ، ومن قبل كانت قد حدثت محاولات ولقاءات مشابهة ، ولكن تم عرقلتها ، فقد تمت العرقلة من طرف "تانسو تشيللر"(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) و "دوغان غوريش"(رئيس الأركان في عهد تشيللر) في عهدهما ، فقد بذلوا جهوداً كبيرة من أجل العرقلة ، ونجحوا . وعهد "كيفيريكوغلو"(رئيس سابق للأركان) معلوم أيضاً ، وقد تحدثت عن الذين عرقلوا في تلك المرحلة أيضاً ، حتى تعلمون أنه كانت هناك محاولة اغتيال ، كما ذكرت ماتم معايشته في عهد "أوزكوك"(رئيس أركان سابق) ، كما من المعلوم أنه عندما أوتي بي إلى هنا كان باخجلي شريكاً في الحكومة . وكان باخجلي حينذاك عقبة كبيرة أمام المسار ، مثلما هو اليوم أحد العقبات الكبيرة أمام المسار . وفي نفس الوقت كان في تلك المرحلة عقبة أمام إلقاء أجويد لخطوات إيجابية . فهو كان يحاول سد المسار باستمرار ، بل حتى أنه نجح في ذلك ، فبالخطوات التي ألقاها جعل الحكومة عاجزة عن القيام بوظيفتها ، ولم ينسحب منها وأودى بها إلى إقامة انتخابات مبكرة ، ففتح بذلك المجال أمام انقلابها . وربما بذلك تمت عرقلة أجويد عن إلقاء خطوات إيجابية . وبعدها جاء AKP وقام من جانب واحد بقلب كل شيء رأساً على عقب ، حيث حاول المضي قُدماً في المسار من جانب واحد في محاولة لحل القضية حسب مزاجه . وفي الحقيقة قام بتعميق التعقيد بدلاً من الحل ، فسياسات AKP الممارسة منذ 2002 هي المسؤولة عن تعاظم القضية ووصولها إلى هذه الحال . والآن يقوم AKP بإظهار بعض الأمور كتحسين ويحاول تقديمها للرأي العام ، بينما في الحقيقة هو يخطو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء ، ويسير في خط متذبذب . أما باخجلي فيقف عقبة أمام كثير من الأمور في هذا اليوم مثلما كان بالأمس ، حتى في الحقيقة يقوم باخجلي بتوجيه كل من AKP و CHP نوعاً ما ، يجب رؤية هذا التموقع لـ باخجلي بشكل جيد ، وفي الحقيقة يقوم كل من AKP و CHP و MHP بتنفيذ المهام التي فُصِّلت من أجلها . حيث تجري محاولة الإمساك بالعلويين من خلال CHP ، كما يجري الإمساك بشريان القوموية من خلال MHP ، ومحاولة الإمساك بالأكراد من خلال AKP . ها أنتم ترون أحوال CHP . فأنا تحدثت عن ديرسيم كثيراً في السابق ، والآن طرحته تصريحات "أويمان"(نائب رئيس CHP) إلى الميدان ، أعتقد أن كلامي بات الآن مفهوماً أكثر ، وأعتقد أن تقييماتي بشأن مصطفى كمال أيضاً باتت تُفهم بشكل أفضل . وفي الأصل يقولون بأن مصطفى كمال هو الذي قتل الجميع ، ولكن الأمر ليس كذلك . يجب البحث في هذه الأمور جيداً ، وإبرازها للوعي جيداً . حقاً إن "أونور اويمان" شخص أصدق وأكثر شرفاً لـ CHP وعبَّرَ عن حقيقة سياسات ونهج حزبه بكل صراحة ، وهو أصدق وأكثر استقامة من "كمال قيليجداروغلو"(نائب رئيس CHP) والعلويين الآخرين المنتمين إلى CHP فالحزبي الأصيل هو أويمان ، أما غير المستقيمين وغير الشريفين فهم قيليجداروغلو وأمثاله ، وهم خائنون لتاريخهم بالذات . أنتم تعرفون كيف قامت فاشية هتلر بقتل اليهود في ألمانيا ، هكذا ستكون نهايتهم أيضاً ، معلوم أن هتلر قتل الشيوعيين والاشتراكيين أولاً ، ثم قضى على رهبان الكنيسة . تاريخ ديرسيم أيضاً يشبه هذا ، هؤلاء يدافعون عن هذه الذهنية ، ذهنية المجازر العامة هذه ، كل هؤلاء قومويون مسعورون ، وفاشيون مسعورون ، وعلى ديرسيم أن ترى جيداً حقيقة هذه الألاعيب التي تمارس بحقها . وبضرورة إدراك المخاطر التي تنتظرهم . عليهم أن يفهموا تاريخهم جيداً ، أقول هذا من أجل ديرسيم ، كما أقول نفس الشيء من أجل كل الأكراد ، عليكم معرفة تاريخكم جيداً ، وأشير إلى نفس المخاطر من أجل "موش" و "وان" و "أورفا" . إنهم يُرهبون الأكراد بالموت بسياسات الإبادة لكل من CHP و MHP ليدفعوا بهم إلى الارتضاء بحمى AKP وسياساته التصفوية . هذا هو التوافق القائم .
أذَّكِر بأن على كل الأكراد الانتباه إلى أنفسهم ، ويمكنهم تطوير تنظيمهم وعلاقاتهم وروابطهم بين بعضهم البعض ، يتحدث البارزاني عن جيش متطور ، وأنا تحدثت من قبل عن خط دفاعي مشترك للأكراد ، وقلت بضرورة ترتيب كونفرانس وطني للأكراد ، يمكن الالتقاء على هذا الأساس ، لنقاش هذه الأمور ، كما أنني تحدثت عن خط الدفاع المشترك . حيث يجب على جميع الأكراد والمنظمات الكردية أن تأخذ مكانها فيه ، ولكن يجب أن تستمر وجود كل الخصوصيات والاختلافات ضمن هذا الخط الدفاعي . كما أبعث بتحياتي إلى الرفاق المضربين عن الطعام في سوريا .
هناك رسائل قادمة من السجون ، من سجن قاراتاش – أضنه وموش وميديات وكوجا آلي ومن السجون الأخرى ، أبعث إليهم جميعاً بتحياتي الخاصة ، وأتمنى الشفاء العاجل للمرضى والذين لديهم مشاكل صحية.
هذا وأريد التأكيد على هذا الأمر بشكل واضح ، وأوجه ندائي هذا إلى الجميع وفي مقدمتهم الرفاق في السجون ، يجب عدم القيام بعمليات انتحارية من أجلي ، فبدلاً من عمليات من هذا النوع يجب تصعيد نضالهم الديموقراطي وجعله أساساً لهم ، وأنا سأقوم حتى النهاية بتلبية متطلبات هذه المسؤولية التي توليتها ، وسأكافح حتى الرمق الأخير وأستمر في كفاحي الشريف ، وسأعيش من أجل شعبي ، وأقترح عليهم الموقف والكفاح على هذا الأساس .
وعليه أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، وأهنئهم بمناسبة العيد .
تحياتي للجميع . طابت أيامكم .
25 تشـــــرين الثاني 2009

لقاء القائد 25-11-2009
كل من CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية اقترحتا السجن الجديد . فهو مشروعهم في نفس الوقت ، وهم بالذات مسؤولون عن الظروف التي أقيم فيها بهذا الشكل ، فهذا المكان هو مشروعهم . أنا أعددت تقريراً عن الظروف القائمة هنا إلى لجنة مكافحة التعذيب CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، وأرسلت التقرير إليهم ، وأوضحت ضرورة تصحيح الظروف القائمة هنا .
ويجب تذكيرهم بمسؤولياتهم بهذا الصدد ، فقلت فيه : أنتم المسؤولون عن هذا الوضع ، فقوموا بمسؤولياتكم واحموا الحقوق التي ضمنتموها . كما على الأوساط المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان أن يقولوا لكل هذا الخرق للحقوق "أكشفوا عن وضع أوجالان" و"ماذا يجري في إيمرالي" ! وأن يطالبوا بتصريح مكشوف إلى الرأي العام في هذا الموضوع . فعليهم مطالبة CPT بالتراجع عن الخطأ الذي ارتكبته وتصحيح الأوضاع فهم مرغمون على المجيء إلى هنا لرؤية هذا المكان والقيام بالتدقيق اللازم فهذه مهمتهم . فقد جاءت CPT بذاتها وقامت بالتدقيق من قبل ، وهي التي طالبت بنقلي إلى سجن من طراز F وإنشاء هذا السجن من طراز F هنا . نعم هي التي طلبت كل ذلك ، وكل هذا موجود في تقاريرهم وأوضحوا بأن ظروفي ستكون أفضل مقارنة بالسابق ، ولكن هذا لم يحدث . فأوضاعي أصبحت أسوأ ، حيث عليهم المجيء لرؤية إنجازهم . إنهم لن يستطيعوا خداعنا ، وعليهم ألا يحاولوا خداعنا ، أوتي بي إلى هنا في 17 تشرين الثاني ، وهذا إنقلاب . فأنا أقيِّم جلبي إلى هنا كانقلاب . وأعرِّفه بإنقلاب 17 تشرين الثاني .
مشاكلي الصحية مستمرة ، ثمة أوضاع تتثاقل ، أنا عاجز عن التنفس من جراء نظام التهوية هذا ، فنظراً لعدم تهوية الغرفة أشعر بإنكتام حتى حلقي ، كما أن السيلان في حلقي مستمر أيضاً ، فقد كان لدي مرض الجيوب أصلاً . كما هناك حكة وحرقان في بلعومي ، وهذه الآلام تشتد مع مرور كل يوم ، وتزداد وطأة الألم كل يوم . لا أستطيع التنفس وبدأت ألاقي صعوبة بالغة في أخذ النفس . بالطبع لكل هذا علاقة بالظروف القائمة هنا ، فوضعي يزداد تأزماً مع الظروف القائمة هنا ، وكل هذه التطورات مرتبطة بهذا المكان وبالوضع القائم هنا . فماذا سيحدث بعد هذا ، وكيف سيتطور ؟ هذا ما لا أستطيع علمه ، قلة التهوية تؤثر على جميع وظائف جسمي .
معروف أنه عندما يبقى الإنسان بلا هواء تموت خلايا دماغه ، ونظراً لسوء التهوية أشعر وكأن خلايا دماغي تموت ، فتسبب لي صداعاً ، مما يشتِّت قوة التركيز لديَّ ، إنه وضع مزعج كثيراً ويؤثر على أداء الوظائف الدماغية . وضعي يشبه نصف ميِّت ، وشبه فاقد للوعي ، فأنا أعيش هنا شبه غائب عن الوعي وشبه ميِّت . ، أما إلى أي مدى يمكنني تحمُّل هذا ، وإلى متى أعيش ، هذا مالا أعرفه .
المكان الذي أقيم فيه من طابق واحد سعته حوالي ستة أمتار مربعة ، أو ستة ونصف ، ووضعوا تواليت وحمام مغلق بشكل ملحق ، أي داخل بعضهما البعض . أي الحمام والتواليت مقسومان من الداخل ، وسريري موجود عند قاعدة الجدار تماماً ، ملتصق بالجدار ، وتبقى مسافة قصيرة جداً بين سريري والجدار الآخر ، وهذه المسافة تكاد تكفي لمرور شخص واحد . وهناك مسافة بطول عدة خطوات ، وأنا أمشي جيئة وذهاباً في هذا المكان الضيق . إنه مكان جرى تضييقه جداً ، نظام تهوية الغرفة التي أقيم فيها رديئة جداً ، فأنا أصل إلى وضع العجز عن التنفس . بينما نافذة التهوية عالية جداً ومشبوكة بالأسلاك وتتطلع إلى السماء ، فأرى من خلالها السماء فقط ، بالطبع يأتي تيار الهواء من تلك النافذة إلى الداخل ولكن من الأعلى . وهذا يسبب ضغطاً داخل الغرفة نحو الأسفل ، فالأسفل يبقى بدون هواء ، ونظراً لأنني أقف وأنام في الأسفل ، أتأثر سلباً بهذا الضغط . فهذا الضغط يجعل التنفس لدي صعباً جداً ، أي كأنني أختنق . فهذا الضغط يحط عليَّ كثقل كبير ، وهذا يصبح خانقاً جداً ، ولا أستطيع التنفس . الهواء الآتي مضغوط جداً ، وألاقي صعوبة كبيرة جداً في التنفس عندما أنام . أي لا أستطيع التنفس لأنني أنام قريباً من الأرض ، ولهذا السبب أستيقظ مراراً من نومي ، وعندما أكون في الفراش أمد برأسي إلى خارج الفراش وأميل إلى الأسفل لأتمكن من التنفس ، وعند هذا فقط أستطيع التنفس قليلاً في الفراش ، وبهذا الشكل أيضاً أرغم على النوم شبه مغمى عليَّ في الفراش ، فإما أن أميل بهذا الشكل نحو الأرض في الفراش لأتمكن من التنفس وإما أن أقف على رجليَّ وأقترب من فراغ التهوية لأحاول التنفس ، وهذا ما يقلب نظام نومي رأساً على عقب . ففي المكان السابق كنت أستند إلى الزجاج لأتنفس وأحصل على الهواء ، أما في هذا المكان فلا تتوفر هذه الإمكانية ، فالفراغ أو نافذة التهوية صغيرة وعالية . هذا الوضع يؤثر على كل الوظائف الحياتية لدي . فخلال النوم أبقى بدون هواء و نَفَس ، وألاقي صعوبة في التنفس . أي إما أن أنام وإما أن أبقى مستيقظاً لأستطيع التنفس . فنظراً لضيق النفس أضطر إلى الاستيقاظ والمشي مراراً ، وهذا يعطل نظام نومي كثيراً . عندما كنت في مكاني السابق جاء طبيب من CPT بالطبع كان عارفاً بهذا الوضع ، وقال بأن مرضي في هذه الأماكن له علاقة بالتنفس والهواء فيها ، ولهذا قال لي بأن أقف قريباً من الزجاج ، وأن أمد برأسي نحو الزجاج عندما أنام . وعندما كنت في المكان القديم كنت انام حسب ذلك النظام ، فسريري كان قريباً من الزجاج ، وفعلت ما قيل لي ، وبذلك بات تنفسي منتظماً حتى ولو جزئياً ، فذلك الدكتور كان عارفاً بهذا الوضع ، وتشخيصه كان سليماً . وأجروا بعض المعالجة ، ولكن هذه المعالجة لم تنتهي .
مثلما المحكوم بالإعدام يتشنج عند إعدامه بكل قوته ، ويتخبط قبل لفظ أنفاسه الأخيرة ، إن وضعي أيضاً يشبه ذلك . تعلمون بالتأكيد عندما يُعدم الإنسان يكون رد فعله الأولي هو التشنج ، أي تشنج الجسم ، فذلك هو رُبْعُ مرحلة الموت ، وبعدها تكتمل المراحل الأخرى من الموت ، ولكن ردة فعل الإنسان الأولى هي هذا الربعُ من مرحلة التشنج هذه . ووضعي هنا الآن هو مرحلة الربع هذه لشخص محكوم بالإعدام ، يداي تتشنجان ، مثلما هناك تشنج في كافة أنحاء جسمي ، وهذه التشنجات تتسبب في آلام ، فهذه التشنجات هي ردة فعل فيزيائية للجسم ولا إرادية ، هذه التشنجات تحدث مراراً وتتكرر ، بل وتتزايد مع مرور الأيام ، وتحدث في جسمي أحياناً أثناء النوم ، وأحياناً أخرى عندما أكون واقفاً . وهكذا فإن هذه التشنجات تعبر عن ربع مرحلة حياة إنسانٍ يتوجه نحو الإعدام .
معلوم أن صدام مات خلال ثلاث دقائق عند إعدامه ، بينما وضعي هنا هو ظروف ووضع الإعدام بهذا الشكل عشرات المرات في كل يوم ، وأنا لا أهاب الإعدام ، فوضع التشنج الذي عاشه صدام لثلاث دقائق ، أنا أعيشه أربع وعشرين ساعة في اليوم .
مكان التهوية متصل بغرفتي ، إنه مكان صغير ، فقط يمكنني الذهاب والمجيء لثلاث أو أربع خطوات ، ولا أرى سوى وجه السماء ، فأعلاه منسوج بشبكة كثيفة من الأسلاك أيضاً .
أمر آخر هنا وهو صوت المولد وضجيجه المتكرر ، صوت مزعج كثيراً ، يعمل على مدى أربع وعشرين ساعة ، كما تعلمون "مندريس"(رئيس وزراء تركيا في الخمسينيات أُعدِم في إيمرالي) أيضاً كان قد تكلم عن انزعاجه من هذا الضجيج . "عوني أوزغوريل" (كاتب وباحث) كان قد تطرق إلى هذا الموضوع وتلك المرحلة في أحد مقالاته . إيمرالي جزيرة تاريخية ، لهذا المكان ظروفه الخاصة به ، فهي جزيرة شاهدة على التاريخ ، ومعلوم مدى معاناة الذين بقوا هنا ، فلها ظروفها المناخية الخاصة بها ، كما معلوم أن مندريس لم يستطع التحمُّل رغم بقائه هنا لأربع وعشرين ساعة فقط ، بينما أنا أتحمل هنا منذ أحد عشر عاماً وأحاول التحمل . ولو لم تكن عقيدتي القوية لدخلت في محاولات انتحارية ، فأنتم تعلمون رفاقنا أمثال "كمال بير" و"خيري دورموش" الذين أقدموا على عمليات انتحارية من قبيل الإضراب عن الطعام ، ولدي مسؤوليتي واحترامي نحو هذه المقاومة الثمينة لهؤلاء الرفاق ، كما لدي مسؤوليتي تجاه هذا الشعب . في الأصل لولم يكن إيماني الكبير القوي جداً بهذه القيم لما استطعت التحمل إلى هذه الدرجة ، ولربما دخلت أنا أيضاً في محاولات انتحارية . بالطبع يمكن أن أموت هنا في أية لحظة ، وموتي سيكون له تأثير كبير ، وستحدث الفوضى ، كما ستعاش سياقات دموية جداً بعد موتي ، وفوضى كبيرة ،، فأنا عشت هنا كل يوم من أجل مسؤولياتي ، وعشت مكافحاً من أجل الشعب ، نضالي الشريف وحياتي ستكون دائمة بهذا المعنى من أجل الشعب ولكن هذه حقيقة أيضاً ، مكاني الراهن كأنه حفرة الموت ، هكذا أسميه أنا ، فحتى تنفس الإنسان هنا أمر صعب جداً ، قلة الهواء تقتل خلايا دماغي ، فأنا أشعر بموت خلايا الدماغ هذه ، أنا لا أتمكن من التركيز الفكري هنا .
وأقولها مرة ثانية إن CPT ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، أي أوروبا هي المسؤولة ، فهم الذين أرادوا إنشاء هذا السجن ، فهذا المكان هو مشروعهم ، وكل ما تعرَّضت له هنا جرى بمعرفتهم ، وكل ما أتعرَّض له هنا يجري ضمن علمهم ، يجب معرفة هذا الوضع هكذا . سيأتي CPT إلى هنا ، بل يجب أن يأتي ويدقق في هذا المكان ، ولا يمكن بغير ذلك ، فأنا أطالب بالكشف عن وضعي . أكرر قولي : هذا قتل . عندما أوتي بي استقبلتني هنا سيدة معمِّرة من CPT وقالت بأنني سأقيم هنا وبأنهم سيتابعون حياتي هنا ، وسيتابعون نظام هذا المكان وأنني تحت ضمانتهم . وأوضحت بأنهم حصلوا على ضمانات كل ذلك ، وقبلت بهذه المسؤولية .
بالطبع ليست تركيا المسؤول الأساسي عن الإتيان بي إلى هنا والاحتفاظ بي تحت هذه الظروف ، وعلى الجميع إدراك هذا الوضع هكذا ، فكل من انكلترا وأميريكا وإسرائيل والإتحاد الأوروبي خلف هذا الأمر ، بالإضافة إلى استغلال الدولة اليونانية لصداقتنا بمنتهى الدناءة بشكل خياني وبيعها لنا ، وهذا الوضع كان مؤثراً ، وفي الحقيقة الولايات المتحدة هي التي أتت بي إلى هنا ، أحد المسؤولين الأميريكيين أوصلني إلى هنا وسلَّمني لتركيا ، وتحدَّدت المهمة التي كُلِّفت بها تركيا هي أن تكون سجّاناً لي ، وتكون حارساً لي .
ولا أعلم بمدى ما أحيا هنا ، ووضعي هنا يمكن أن يكون على علاقة بالبنية الجينية لديَّ بعض الشيء ، فوالدي توفى من ضيق النَفَس ، وأنا هنا أُترك بدون نَفَس ، وهذا الوضع يخلق صعوبات جمة . ولهذا أقول ؛ لا تعيشوا بالاستناد إلي أو بانتظار شيء مني ، فلا زالوا ينتظرون شيئاً مني ، فأنا أستطيع تخمين ذلك . ، ولا زالوا يحاولون تحميل كل شيء على ظهري ، ومن قبل أوضحت بأنه يجب أن يتخذ الجميع قراراتهم بأنفسهم ، وأن يطوروا سبل حلهم بأنفسهم ، وأن يقوموا بمتطلبات مسؤولياتهم ، والتحقيق المتعلق بما أوضحته هكذا قد اكتمل ، وهكذا نلت عقوبة العزلة لعشرين يوماً أخرى . قلت ؛"إذا لم يطوِّر البرلمان الحل الديموقراطي ، ولم يتخذ القرار بهذا الشأن ، فقد تحدث الحرب" . وأوضحت إمكانية حدوث ذلك ، وكنت قد قلت ذلك من قبل ، وليس في هذا الأمر شيء ، وهو صحيح كدياليكتيك ، فعندما لا يأتي الحل تأتي الحرب ، وهذا تشخيص ، وأنا هكذا شخَّصت ، وقد نلت العقوبة لأنني قلت بإمكانية حدوث ذلك . فقد أغلقت كل أشكال ميادين حياتي ، وكأنهم يشيرون إلى الموت لأرضى بالحمى .
فظروفي أمام الأنظار ، وتُمارس عليَّ ألف نوع ونوع من الألاعيب ، وعليكم جميعاً أن تتمكنوا من رؤية ذلك ، عليكم أن تدركوا هذه الألاعيب . فحتى عندما صلبوا عيسى ومزَّقوا لحم جسده شر ممزق ، لم يمارسوا عليه كل هذه الألاعيب والمكائد ، أما عليَّ أنا فتدور ألف نوع ونوع من الألاعيب ، وكثير من الحسابات والمكائد ، بل حتى هناك مستفيدون من وجودي هنا . فاللاعبون الرئيسيون في الاحتفاظ بي هنا ، هو تآمر انكلترا والولايات المتحدة ، والاتحاد الأوروبي وإسرائيل واليونان . وكل هذه القوى لم تسلمني إلى تركيا من أجل الفراغ ، فمقابل الاحتفاظ بي هنا ، هناك ما يستقطعونه من تركيا . انكلترا والولايات المتحدة خاصة من خلال الاحتفاظ بي هنا تحاول الحصول على ما لم تستطع الحصول عليه في الحرب العالمية الأولى ، بل حتى انكلترا لم تنجح ولكن الولايات المتحدة نجحت في هذا الأمر . فهاهم حققوا أهدافهم التي وضعوها في عام 1920 من خلال حبسي هنا ، والآن منحت تركيا تنازلات لجميعهم مقابل الاحتفاظ بي هنا ، فمع تسليمي إلى تركيا أمسكت انكلترا والولايات المتحدة بالعراق ، وهدف الولايات المتحدة وهذه القوى هو تأسيس دولة كردية في الجنوب أي شمال العراق ، ووضع كل القضايا على كاهلها لجعلها منبعاً للمشاكل وخنقها . وكما يُعرف هناك الـ"بونتوس"(شعب عاش على الساحل الجنوبي للبحر الأسود منذ ما قبل عهد بيزنطة ثم مع العثمانيين) في اليونان . فقد قاموا باقتلاع البونتوس من أرضهم وحشروهم في اليونان وجعلوهم مشكلة هناك ، وتركوهم على هذه الحال لقَدَرِهم لينتهوا . هذه هي نفس النقطة التي يريدون إيصال الأكراد إليها ، فنفس المقاربات التي أظهروها نحو البونتوس في اليونان سيظهرونها نحو الأكراد في الجنوب ، أي تُبذل الجهود من أجل تصفية كل دينامكيات التحرر لدى الأكراد ، وتأسيس دويلة صغيرة مرتبطة بهم في الجنوب ، ثم حبس كل القضايا هناك ، وخنق كل النضال التحرري الكردي من خلال تلك الدويلة . أما الاتحاد الأوروبي فقد تمسَّك بأرمينيا وقبرص واليونان ، وأوتي بي إلى هنا بمؤامرة ثمناً لكل ذلك . وليس لتركيا أي تأثير هنا ، حيث قيل لتركيا بصراحة ؛ "عليك القيام بمهمة السجّان" . هذا الوضع يعبر عن المسكنة الشديدة .
إدارة السجن هنا ، ليس واحدٌ منهم بقادر على الإعراب عن تصرف من ذاته أو مباشرة مطلقاً ، وكنت قد قلت من قبل بأن هذا المكان يدار بشكل خاص وبالتدخل الخارجي . ويُنفذ كما يُطلب منها . كل هذه القوى حققت أهدافها من خلالي ، وتستمر بالمؤامرة بهذا الشكل . هذه المؤامرة موجودة منذ عشرين سنة ولا زالت مستمرة . يجب فهم هذه المؤامرة المستمرة منذ عشرين سنة ، لقد حصلوا على مالم يستطيعوا الحصول عليه من تركيا منذ قرون ، على شكل تنازلات مستخدمين ومستفيدين من وضعي ، ألا تُرى هذه الأمور ؟ حتى أن الاتحاد الأوروبي يستخدم AKP حزب العدالة والتنمية بشتى السبل من أجل وضع تركيا في الشكل الذي يريده ، ويحصل على تنازلات من خلال وضعي . أوضح مرة أخرى ؛ لقد اتخذوا قرارهم بشأني ، فهم سيتركونني هنا خارج السياق ، وسيحاولون استخدام البارزاني والطالباني وأولئك الذين هربوا من صفوفنا و استقروا في الجنوب ، من أجل حشر PKK في الزاوية وتصفيته . وها أنتم ترون كيف يتحاملون على DTP لحشره في الزاوية من أجل سحبه إلى جانبهم ، وسيحاولون ملء الفراغ الناجم عن ذلك بواسطة Hak-Par (حزب الحقوق والحريات ، حزب ينتهج القوموية البدائية) وأمثال "آلجي" (شرف الدين آلجي وزير سابق كردي) . هذا هو الوضع الذي يجب قراءته جيداً . إن هذا مسار من أجل التصفية ، وهكذا وبعد تحقيق كل ذلك ، ستتم تصفيتي أيضاً هنا ليحاولوا وضع أوجالان آخر مكاني ! وبذلك يستخدمون أسم أوجالان هكذا.
ها أنتم ترون مايحاولون فعله بـDTP ، فهم يتحاملون عليه ليحشروه في الزاوية في محاولة لشده إلى جانبهم ، أي يحاولون بعثرة تنظيمه وتركه بدون تدريب وسحبه إلى جانبهم ، يجب رؤية هذه المقاربة التصفوية جيداً ، وعليهم رؤية هذا الوضع وتحليله . أنه وضع خطير يجلب معه الانتهاء والزوال كما قيَّمت سابقاً . الميل التصفوي هكذا يعمل ، فهو يستخدم كل وسيلة من أجل خلق فراغ سياسي ومن ثم ملئه بهؤلاء الذين هربوا وبالأكراد المرتبطين بهم . وسيستخدمون البارزاني والطالباني أيضاً في محاولة لحشر PKK في الزاوية وتصفيته . وفي تركيا سيحاولون حشر DTP في الزاوية بهذا الشكل لتحييده ثم تصفيته ، وليقضوا عليَّ أيضاً هنا ، ويقوموا من بعدي بتنظيم صفوف هؤلاء . وهكذا على الأكراد المرتبطين بكرامتهم وحريتهم أن يفهموا ويدركوا مسار التصفية هذا جيداً ويستوعبوه ، حيث أن مسار التصفية قد بدأ وعليهم إدراكه . إنهم يتعرَّضون للتصفية ولكن وكأن أحداً منهم لا يدرك ذلك ، هم حاولوا إبعادي عن المسار بشكل ما ، ثم قتلي مثلما في القوانين القبلية لامتلاك القيم التي خلقناها ، ولا زالوا يجهدون من أجل ذلك !
DTP مرغم على أن يرى ما يحاولون إحلاله به جيداً . لأعقد هنا مقارنة بين موقف دولة إسرائيل وموقف تركيا من جنودها ، فهذا وحده يكفي للتعلم . كان جندياً إسرائيلياً قد وقع في الأسر ، وقامت إسرائيل بإطلاق سراح ألف فلسطيني كانوا معتقلين بين يديها من أجل جندي واحد ، ومن ضمنهم كان "البرغوثي" وهو قيادي في التنظيم وشخصية مهمة . بينما موقف تركيا من الجنود الثماني الذين وقعوا في الأسر في "داغليجا"(أورامار) أمام الأنظار . فقد عمل DTP من أجل أخذ الجنود الثمانية الذين أُسروا في داغليجا لإعادتهم إلى تركيا ، وبذل محاولاته ، وتعلمون أن ثلاثة مندوبين برلمان ذهبوا و DTP لم يذهب إلى هناك بقرار منفرد من ذاته ، فقد كان هناك طلب من رئيس الجمهورية عبدالله غول بهذا التوجه من DTP ، فذهب DTP واستعاد الجنود الثمانية دون قيد أو شرط أو أية مطالب ، وعلى الرغم من قيامهم بذلك قامت تركيا بفتح دعوى بحقهم .
تقوم إسرائيل بإطلاق سراح ألف شخص ومن بينهم برغوثي من أجل جندي واحد ، كما تعلمون البرغوثي كان قائداً سياسياً وشخصية مهمة ، بينما تركيا تفتح دعوى بحق المنتمين إلى DTP الذين ذهبوا واستعادوا جنودها الثمانية ! . فعلى DTP إدراك هذه اللعبة ، ولكن يبدو أنهم ليسوا في وارد ذلك . والآن سيأخذون إفاداتهم عنوة ، فإن جلبوهم عنوة لأخذ إفاداتهم اليوم ، فغداً قد تكون لهم توجهات أخرى ، يجب فهم هذه الأمور جيداً .
كما يمكن تقييم ما يلي ؛ إن ظروفي أمام الأنظار ، فقد تم تركي للموت ، وعلى كل الأوساط الديموقراطية الصديقة واليقظة والأكراد رؤية هذه الحقيقة جيداً والقيام بطرح إرادتها . فهذا المسار هو مسار للتصفية ، وعلى الجميع أن يتموقع حسب ذلك ، فقد ابتدأوا مسار التصفية هذا فعلاً ، ولكن إذا كان هذا غير مفهوماً ولا يُرى فإن الخطر كبير . بينما AKP عقبة كبيرة أمام الحل ، وفي الحقيقة يريد أن يتظاهر وكأنه قوة الحل بينما هو يهدف إلى التصفية . إنه يهاجمك ، ويقول بأنه يريد تصفيتك ، بالطبع أنت ستقاوم في مواجهة ذلك . وليس من سبيل آخر أمامك . ويجب أن يتمكنوا من قول إن القضية هي قضية الوجود والحرية والدفاع الذاتي . ونحن نبذل الجهود من أجل حماية وجودنا وحريتنا ، وسنستمر في ذلك.
رئيس FBI (المخابرات الفيدرالية الأميريكية) جاء إلى تركيا ، لاحظوا أنه بعد مغادرته مباشرة جاء وزير التجارة والعمل الإسرائيلي ، والآن يتوجه أردوغان إلى الولايات المتحدة للقاء أوباما في شهر كانون الأول ، ذهاب وإياب هؤلاء كله مترابط ببعضه البعض . وهي من نوع العمل على تنفيذ مخطط ما . وكما تعلمون ستنعقد الآلية الثلاثية في شهر كانون الأول أيضاً ، وسيذهب "آتالاي"(وزير داخلية تركيا) للإنضمام إليها .
يمكن أن يناقشوا مخيم مغمور هناك ، ولكن "مغمور" يمكن أن يحمي خطوطه ، وأفكر بأن هناك ثلاث خطوط حمراء لمغمور ، وأنا أعرفهم جيداً ، لا يمكن أن يتخلوا عنها ، وبقبول هذه الخطوط الحمراء يمكن أن يأتوا ، ولكن مغمور هو الذي يتخذ قراره بذاته ، وأنا أحترم ذلك ، فلمغمور مكانة خاصة لدينا ، ولديهم ماضيهم ولن ينسوه ، ويجب أن يكون لمغمور حله الخاص به ، كما يجب أن يكون لقنديل حله الخاص به أيضاً ، وعليه أن يقوم بطرح حله ، فهو مرغم على عمل ذلك . حتى أنني في عام 2006 تناقشت هذه الأمور ، وربما بعضهم أخذوا على خواطرهم من ذلك ، وزعلوا عليَّ ، ولكنني الآن أقول مرة أخرى ، يجب أن يضعوا ويطرحوا حلولهم إلى الميدان . و إذا هم لا زالوا ينتظرون مني حلاً عملياً فلدي أيضاً حق النقد ، وسأنتقد بقسوة .
موضوع الحديث هنا هو حياة آلاف الشباب ، حيث يجب فهم معنى وقيمة هذه الخسائر جيداً ، الدولة اتخذت قرارها بشأني ، ولا أعلم إلى متى سأحيا ، وها أنا أقول ؛ قد أنام ولا أستيقظ ، وتجدوني قد متُّ وأنا نائم ، يجب معرفة كل هذا ، وأقول بأنهم حرموني من الهواء هنا ، وسأحيا بقدر ما يمكن أن يحيا إنسان حجبوا عنه الهواء ، أقولها ثانية إن هذا حادث قتل.
على الجميع أن يكونوا مدركين بالأخطار المحدقة بهم . فأنا أنتقد بشدة الذهنية المعاشة والتي تعيش فيهم أيضاً ، وأجري تقييمات ثقيلة ، وأوصف تلك الذهنيات . وأسميها بالذهنية البسيطة التي لا تُكسِب صاحبها الكرامة والشرف . أنا ليست لدي نية مثل توجيه الإحتقار إلى أحد ، ولن أحتقر أحداً ، ولكنني مشحون بالغضب بشكل مذهل نحو هذه الذهنية المعاشة ، وعلى الجميع فهم هذا الأمر هكذا
بل أنا أقول هذا من هنا ليَرَوا أبعاد الخطر والتصفية . فمثلاً المنتمون إلى DTP أناس جيدون ، ذو نوايا حسنة ، وليس لدي شك في ذلك ، ولكن DTP عاجز عن رؤية الألاعيب التي تمارس عليه ، وأبسط مثال على ذلك الأحداث التي جرت في إزمير ، يقولون أوجالان ، إنهم يجعلون من ذلك ذريعة . فهل أردوغان هذا أعمى ؟ فإما أنه أعمى وإما أنه يفعلها قصداً . فما هي علاقة ذلك بي ؟ . إنهم يضغطون على DTP ليحشروه في الزاوية ثم يشدوه نحو الخنوع . بينما DTP يستمر في وجوده مفتقراً إلى التدريب وغير منظم وبذلك ينثر الخطر ، وهذا الوضع بمثابة دعوة إلى المخاطر ، فالهدف هنا هو حشر DTP سياسياً في الزاوية والقضاء عليه . ها أنتم ترون "جميل جيجك"(وزير دولة ، متحدث باسم الحكومة) يدلي بتصريحات في هذه المواضيع ، فإذا تمت قراءته ومتابعته جيداً ، يمكن تقييم المسار والمستقبل بشكل أفضل .
إنهم يستخدمون مثل هذه الأمور ، فالهدف الأساسي هو تصفية DTP ، حيث يقومون بتهديده بهذه الأمور في محاولة لشده إلى جانبهم . وتلك هي النقطة التي يريد AKP سحب DTP إليها . طبعاً AKP لا يطبق هذه السياسات بمفرده ، بل يفعلها مع القوى التي من خلفه ، حيث خلفه الولايات المتحدة وانكلترا ، هكذا هي الأمور . فما يريد AKP القيام به مع القوى التي من خلفه هو جرف تركيا إلى التعقيد والمجهول بهذه السياسات الليبرالية ، وجهد من أجل ربط الأكراد بذاته من خلال أمثال "عبدالقادر آكسو" و "حسين جليك"(وزيران في الحكومة) من بين الأكراد . وشرحت من قبل بأنهم يصرفون مبالغ طائلة ، ويؤسسون هولدينغات في محاولات لربط الأكراد بأنفسهم . فبينما يسعى AKP إلى تهميش الأكراد في الداخل بهذه السياسات ، يُقدِّم التنازلات للولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إطالة عمره .
وفي الحقيقة مصدر تصعيد كل هذه القضايا والتعقيد هو AKP . فربما هناك البعض الذي يريد حل القضية باسم الدولة ، ولكن هؤلاء السياسيون هم الذين يفرضون التعقيد ، أي أمثال أردوغان وبايكال(رئيس CHP) وباخجلي(رئيس MHP) .
في عهد "أجويد"(رئيس وزراء راحل) هناك من سعى لتطوير الحل . حينها وثقت أنا بالهوية المسالمة لأجويد ، وآمنت بأننا سنحل بعض الأمور معه ، ولكن رغم الخطوات التي ألقيناها لم يتحقق ما كنا نأمله ، فلم نتلق جواباً إيجابياً ، ومن قبل كانت قد حدثت محاولات ولقاءات مشابهة ، ولكن تم عرقلتها ، فقد تمت العرقلة من طرف "تانسو تشيللر"(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) و "دوغان غوريش"(رئيس الأركان في عهد تشيللر) في عهدهما ، فقد بذلوا جهوداً كبيرة من أجل العرقلة ، ونجحوا . وعهد "كيفيريكوغلو"(رئيس سابق للأركان) معلوم أيضاً ، وقد تحدثت عن الذين عرقلوا في تلك المرحلة أيضاً ، حتى تعلمون أنه كانت هناك محاولة اغتيال ، كما ذكرت ماتم معايشته في عهد "أوزكوك"(رئيس أركان سابق) ، كما من المعلوم أنه عندما أوتي بي إلى هنا كان باخجلي شريكاً في الحكومة . وكان باخجلي حينذاك عقبة كبيرة أمام المسار ، مثلما هو اليوم أحد العقبات الكبيرة أمام المسار . وفي نفس الوقت كان في تلك المرحلة عقبة أمام إلقاء أجويد لخطوات إيجابية . فهو كان يحاول سد المسار باستمرار ، بل حتى أنه نجح في ذلك ، فبالخطوات التي ألقاها جعل الحكومة عاجزة عن القيام بوظيفتها ، ولم ينسحب منها وأودى بها إلى إقامة انتخابات مبكرة ، ففتح بذلك المجال أمام انقلابها . وربما بذلك تمت عرقلة أجويد عن إلقاء خطوات إيجابية . وبعدها جاء AKP وقام من جانب واحد بقلب كل شيء رأساً على عقب ، حيث حاول المضي قُدماً في المسار من جانب واحد في محاولة لحل القضية حسب مزاجه . وفي الحقيقة قام بتعميق التعقيد بدلاً من الحل ، فسياسات AKP الممارسة منذ 2002 هي المسؤولة عن تعاظم القضية ووصولها إلى هذه الحال . والآن يقوم AKP بإظهار بعض الأمور كتحسين ويحاول تقديمها للرأي العام ، بينما في الحقيقة هو يخطو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء ، ويسير في خط متذبذب . أما باخجلي فيقف عقبة أمام كثير من الأمور في هذا اليوم مثلما كان بالأمس ، حتى في الحقيقة يقوم باخجلي بتوجيه كل من AKP و CHP نوعاً ما ، يجب رؤية هذا التموقع لـ باخجلي بشكل جيد ، وفي الحقيقة يقوم كل من AKP و CHP و MHP بتنفيذ المهام التي فُصِّلت من أجلها . حيث تجري محاولة الإمساك بالعلويين من خلال CHP ، كما يجري الإمساك بشريان القوموية من خلال MHP ، ومحاولة الإمساك بالأكراد من خلال AKP . ها أنتم ترون أحوال CHP . فأنا تحدثت عن ديرسيم كثيراً في السابق ، والآن طرحته تصريحات "أويمان"(نائب رئيس CHP) إلى الميدان ، أعتقد أن كلامي بات الآن مفهوماً أكثر ، وأعتقد أن تقييماتي بشأن مصطفى كمال أيضاً باتت تُفهم بشكل أفضل . وفي الأصل يقولون بأن مصطفى كمال هو الذي قتل الجميع ، ولكن الأمر ليس كذلك . يجب البحث في هذه الأمور جيداً ، وإبرازها للوعي جيداً . حقاً إن "أونور اويمان" شخص أصدق وأكثر شرفاً لـ CHP وعبَّرَ عن حقيقة سياسات ونهج حزبه بكل صراحة ، وهو أصدق وأكثر استقامة من "كمال قيليجداروغلو"(نائب رئيس CHP) والعلويين الآخرين المنتمين إلى CHP فالحزبي الأصيل هو أويمان ، أما غير المستقيمين وغير الشريفين فهم قيليجداروغلو وأمثاله ، وهم خائنون لتاريخهم بالذات . أنتم تعرفون كيف قامت فاشية هتلر بقتل اليهود في ألمانيا ، هكذا ستكون نهايتهم أيضاً ، معلوم أن هتلر قتل الشيوعيين والاشتراكيين أولاً ، ثم قضى على رهبان الكنيسة . تاريخ ديرسيم أيضاً يشبه هذا ، هؤلاء يدافعون عن هذه الذهنية ، ذهنية المجازر العامة هذه ، كل هؤلاء قومويون مسعورون ، وفاشيون مسعورون ، وعلى ديرسيم أن ترى جيداً حقيقة هذه الألاعيب التي تمارس بحقها . وبضرورة إدراك المخاطر التي تنتظرهم . عليهم أن يفهموا تاريخهم جيداً ، أقول هذا من أجل ديرسيم ، كما أقول نفس الشيء من أجل كل الأكراد ، عليكم معرفة تاريخكم جيداً ، وأشير إلى نفس المخاطر من أجل "موش" و "وان" و "أورفا" . إنهم يُرهبون الأكراد بالموت بسياسات الإبادة لكل من CHP و MHP ليدفعوا بهم إلى الارتضاء بحمى AKP وسياساته التصفوية . هذا هو التوافق القائم .
أذَّكِر بأن على كل الأكراد الانتباه إلى أنفسهم ، ويمكنهم تطوير تنظيمهم وعلاقاتهم وروابطهم بين بعضهم البعض ، يتحدث البارزاني عن جيش متطور ، وأنا تحدثت من قبل عن خط دفاعي مشترك للأكراد ، وقلت بضرورة ترتيب كونفرانس وطني للأكراد ، يمكن الالتقاء على هذا الأساس ، لنقاش هذه الأمور ، كما أنني تحدثت عن خط الدفاع المشترك . حيث يجب على جميع الأكراد والمنظمات الكردية أن تأخذ مكانها فيه ، ولكن يجب أن تستمر وجود كل الخصوصيات والاختلافات ضمن هذا الخط الدفاعي . كما أبعث بتحياتي إلى الرفاق المضربين عن الطعام في سوريا .
هناك رسائل قادمة من السجون ، من سجن قاراتاش – أضنه وموش وميديات وكوجا آلي ومن السجون الأخرى ، أبعث إليهم جميعاً بتحياتي الخاصة ، وأتمنى الشفاء العاجل للمرضى والذين لديهم مشاكل صحية.
هذا وأريد التأكيد على هذا الأمر بشكل واضح ، وأوجه ندائي هذا إلى الجميع وفي مقدمتهم الرفاق في السجون ، يجب عدم القيام بعمليات انتحارية من أجلي ، فبدلاً من عمليات من هذا النوع يجب تصعيد نضالهم الديموقراطي وجعله أساساً لهم ، وأنا سأقوم حتى النهاية بتلبية متطلبات هذه المسؤولية التي توليتها ، وسأكافح حتى الرمق الأخير وأستمر في كفاحي الشريف ، وسأعيش من أجل شعبي ، وأقترح عليهم الموقف والكفاح على هذا الأساس .
وعليه أبعث بتحياتي إلى جميع شعبنا ، وأهنئهم بمناسبة العيد .
تحياتي للجميع . طابت أيامكم .
25 تشـــــرين الثاني 2009