سيدتي الجميلة ...........................................................................................
لا أدري .. لماذا أعيش دائما حالة من الصراع بيني وبين الكلمات .. وكأن الأبجدية تنتهي من
حيث أبدأ أنا ..؟ .
لا أدري .. لماذا تتملكني حالة من القلق وانعدام الذات عندما أبدأ بالكتابة إليك ...؟ .
لا أدري .. لماذا تهرب الكلمات مني , مثلما تهرب النايات من ثقوب القصب البري ..؟ فيستحيل
الفضاء من حولي إلى سيمفونية , أتوه فيها بين جملة من المتناقضات .
لا أدري .. لماذا أعيشك جملة وتفصيلا ..؟ تتغلغلين في مسامات جلدي بعنف , وتحفرين مجراك
في أوردتي بهدوء , وتغتصبي كل أجزاء جسمي .. رغم أنك لست معي ..! .
لا أدري .. لماذا كل هذا الجذب والتنافر بين الأمس واليوم ..؟ حيث تقربنا أشياء وتبعدنا أشياء
أخرى ..! .
لا أدري .. لماذا أقف أمامك أحيانا بخشوع ..؟ أستمد بعض القوة منك ثم أغادر بانحناءة , وأنا
أتراجع إلى الوراء بخطوات تملأها الثقة والعزيمة ..! .
لا أدري .. لماذا أراك أحيانا مستسلمة لضعفك ..؟ وكأني بك وريقة في مهب الريح , تعصف بها
كيف تشاء .. لا يقر لها قرار ..! .
لا أدري .. لماذا أندفع نحوك .. أو سببا يدفعني لتحمل كل هذه المسؤولية تجاهك ..؟ وكأنه أصبح
لزاما علي أن أحمل عنك كل شيء , وأنتقل بك بخطوات سريعة وجريئة نحو فضاء
أرحب , لا مكان فيه للتردد أو الضعف أو الانهزام ..! .
لا أدري .. لاذا آليت على نفسي بأن أتابع معك المشوار حتى النهاية ..؟ أستمد القوة منك , ثم
أردها إليك بعشرة أمثالها , لأخرج بك إلى فسحة من النور ..! .
لا أدري .. لماذا تذكرينني دائما بالشموع .. التي لا تنفك تهمل الدمع ..؟ ربما على ماض احترقت
سنواته , أو ربما على مستقبل يحتضن حفنة من الرماد ..! .
لا أدري .. لماذا أخاف أن يخدش الهواء الوردة المهرولة إلى موعدنا ..؟ فتصل متأخرة وترحل
دون اعتذار ..! .
لا أدري .. لماذا كل هذا العشق في صدى صوتك , وقطرات الندى الحالمة على وجنتيك ..؟! .
لا أدري .. لماذا تسيل أحزاننا من نواقيس عاطلة عن الأنين .. فتمتزج بزقزقة العصافير ,
وترنيمة الملائكة ..؟! .
لا أدري .. لماذا تحزم الذاكرة باقتها لترحل إلى الشرفات .. التي كانت يوما ما شاهدة على لقاء
لم يدم طويلا ..؟! .
لا أدري .. لماذا أركع عند نهديك كصنمين أو حمامتين زاجلتين أو كوكبين دريين أو نجمتان
غربيتان تهبطان في غابة تحلم بسلال مليئة بشتى أنواع الفاكهة ..؟! .
لا أدري .. لماذا أنت مهزومة .. تهربين من أحزانك المائعة مثل صيف حار إلى حزن طويل
لا ينتهي ..؟! .
لا أدري .. لماذا تتلمسين أصابعك صعودا وهبوطا .. وكثيرا ما تخطئين في العد كي تبدئي
الرحلة من جديد , وكأنك تريدين أن تجمعي أصابع البشرية كلها , كي يستمر العد إلى
ما لا نهاية ..؟! .
لا أدري .. لماذا دائما تنحرين أيامك .. لتنزف دما على شفتين راجفتين , وجمرا حافيا من
رماده ..؟! .
لا أدري .. لماذا عيناك دائما تلوحان لي بالكثير من الأسئلة .. لكنها أبدا تبحث عن جواب
واحد ..؟! .
لا أدري .. لماذا يرحل شعرك مسافرا كخيوط الشمس فوق صفحة الريح إلى حقول ملئا
بالسنابل ..؟! .
لا أدري .. لماذا أتابع عقارب الساعة بشغف وهي حبيسة ضمن زمن مجهول .. علها تفصح
لي يوما وتحدثني عن الأزمنة الراحلة إلى عالم لا متناهي ..؟! .
لا أدري .. لماذا نحمل الماضي مثل فراشة تحمل عشقها إلى النار .. فتحرقها حرارة القبلات ..؟
لا أدري .. لماذا قلبك المتعب يهاجر غريبا مثل السنونو بين الفصول .. وكأنه أضاع طريق
الإياب ..؟! .
لا أدري .. لماذا جيدك المعقود من ماس نسي حبات اللؤلؤ المنثورة على ضفتيه , وراح يبحث
عن ضفة أخرى ..؟! .
لا أدري .. لماذا لم أقرأ المسافات التي تفصل بين الكلمات , والهوامش التي ما زالت تنتظر كلمة
لم أستطع بعد البوح بها ..؟! .
لا أدري .. لماذا رحلت أحلامك الوردية لتسبح في الطوفان .. ولم أزل سيدتي أبحث عنك في
ذاكرتي .. في صومعتي .. في دفاتري القديمة التي تحمل كل صفحة منها حرفا من
اسمك , أو بقايا من رسمك , لكنني حتى هذه اللحظة لم أعثر لك على عنوان ..؟! .
لا أدري .. لماذا يرحل عشقي إليك مع الصباحات البكر زغرودة أو ترتيل آي .. واعذريني
يا سيدتي .. واسمحي لي .. فأنا أحبك ..؟! .
أريد أن أختم رسالتي بسؤال فيه الكثير من السذاجة , ولا يخلو من بعض السفاهة..
هل تثقين بي ..؟! أم أن الثقة لا تتأتى إلا عن التجربة والكثير من العشرة ..؟ .
لا أدري .. لماذا لم أقتنع بعد بمثل هذه المقولة .. وأفضل أن تأتي هكذا عفوا وفقا للفطرة السليمة
لكنني فقط أدري بأن المسافة بيني وبينك لم تزل ... بعيدة ..؟! .
يقول جبران : " جميل أن تعطي حين تسأل , وأجمل أن تعطي دون سؤال , مستهديا
فهمك , ولذة سخي الكف في بحثه عمن يأخذ تفوق لذة العطاء " .
علي سليفي
12 / 11 / 2009
علي سليفي
لا أدري .. لماذا أعيش دائما حالة من الصراع بيني وبين الكلمات .. وكأن الأبجدية تنتهي من
حيث أبدأ أنا ..؟ .
لا أدري .. لماذا تتملكني حالة من القلق وانعدام الذات عندما أبدأ بالكتابة إليك ...؟ .
لا أدري .. لماذا تهرب الكلمات مني , مثلما تهرب النايات من ثقوب القصب البري ..؟ فيستحيل
الفضاء من حولي إلى سيمفونية , أتوه فيها بين جملة من المتناقضات .
لا أدري .. لماذا أعيشك جملة وتفصيلا ..؟ تتغلغلين في مسامات جلدي بعنف , وتحفرين مجراك
في أوردتي بهدوء , وتغتصبي كل أجزاء جسمي .. رغم أنك لست معي ..! .
لا أدري .. لماذا كل هذا الجذب والتنافر بين الأمس واليوم ..؟ حيث تقربنا أشياء وتبعدنا أشياء
أخرى ..! .
لا أدري .. لماذا أقف أمامك أحيانا بخشوع ..؟ أستمد بعض القوة منك ثم أغادر بانحناءة , وأنا
أتراجع إلى الوراء بخطوات تملأها الثقة والعزيمة ..! .
لا أدري .. لماذا أراك أحيانا مستسلمة لضعفك ..؟ وكأني بك وريقة في مهب الريح , تعصف بها
كيف تشاء .. لا يقر لها قرار ..! .
لا أدري .. لماذا أندفع نحوك .. أو سببا يدفعني لتحمل كل هذه المسؤولية تجاهك ..؟ وكأنه أصبح
لزاما علي أن أحمل عنك كل شيء , وأنتقل بك بخطوات سريعة وجريئة نحو فضاء
أرحب , لا مكان فيه للتردد أو الضعف أو الانهزام ..! .
لا أدري .. لاذا آليت على نفسي بأن أتابع معك المشوار حتى النهاية ..؟ أستمد القوة منك , ثم
أردها إليك بعشرة أمثالها , لأخرج بك إلى فسحة من النور ..! .
لا أدري .. لماذا تذكرينني دائما بالشموع .. التي لا تنفك تهمل الدمع ..؟ ربما على ماض احترقت
سنواته , أو ربما على مستقبل يحتضن حفنة من الرماد ..! .
لا أدري .. لماذا أخاف أن يخدش الهواء الوردة المهرولة إلى موعدنا ..؟ فتصل متأخرة وترحل
دون اعتذار ..! .
لا أدري .. لماذا كل هذا العشق في صدى صوتك , وقطرات الندى الحالمة على وجنتيك ..؟! .
لا أدري .. لماذا تسيل أحزاننا من نواقيس عاطلة عن الأنين .. فتمتزج بزقزقة العصافير ,
وترنيمة الملائكة ..؟! .
لا أدري .. لماذا تحزم الذاكرة باقتها لترحل إلى الشرفات .. التي كانت يوما ما شاهدة على لقاء
لم يدم طويلا ..؟! .
لا أدري .. لماذا أركع عند نهديك كصنمين أو حمامتين زاجلتين أو كوكبين دريين أو نجمتان
غربيتان تهبطان في غابة تحلم بسلال مليئة بشتى أنواع الفاكهة ..؟! .
لا أدري .. لماذا أنت مهزومة .. تهربين من أحزانك المائعة مثل صيف حار إلى حزن طويل
لا ينتهي ..؟! .
لا أدري .. لماذا تتلمسين أصابعك صعودا وهبوطا .. وكثيرا ما تخطئين في العد كي تبدئي
الرحلة من جديد , وكأنك تريدين أن تجمعي أصابع البشرية كلها , كي يستمر العد إلى
ما لا نهاية ..؟! .
لا أدري .. لماذا دائما تنحرين أيامك .. لتنزف دما على شفتين راجفتين , وجمرا حافيا من
رماده ..؟! .
لا أدري .. لماذا عيناك دائما تلوحان لي بالكثير من الأسئلة .. لكنها أبدا تبحث عن جواب
واحد ..؟! .
لا أدري .. لماذا يرحل شعرك مسافرا كخيوط الشمس فوق صفحة الريح إلى حقول ملئا
بالسنابل ..؟! .
لا أدري .. لماذا أتابع عقارب الساعة بشغف وهي حبيسة ضمن زمن مجهول .. علها تفصح
لي يوما وتحدثني عن الأزمنة الراحلة إلى عالم لا متناهي ..؟! .
لا أدري .. لماذا نحمل الماضي مثل فراشة تحمل عشقها إلى النار .. فتحرقها حرارة القبلات ..؟
لا أدري .. لماذا قلبك المتعب يهاجر غريبا مثل السنونو بين الفصول .. وكأنه أضاع طريق
الإياب ..؟! .
لا أدري .. لماذا جيدك المعقود من ماس نسي حبات اللؤلؤ المنثورة على ضفتيه , وراح يبحث
عن ضفة أخرى ..؟! .
لا أدري .. لماذا لم أقرأ المسافات التي تفصل بين الكلمات , والهوامش التي ما زالت تنتظر كلمة
لم أستطع بعد البوح بها ..؟! .
لا أدري .. لماذا رحلت أحلامك الوردية لتسبح في الطوفان .. ولم أزل سيدتي أبحث عنك في
ذاكرتي .. في صومعتي .. في دفاتري القديمة التي تحمل كل صفحة منها حرفا من
اسمك , أو بقايا من رسمك , لكنني حتى هذه اللحظة لم أعثر لك على عنوان ..؟! .
لا أدري .. لماذا يرحل عشقي إليك مع الصباحات البكر زغرودة أو ترتيل آي .. واعذريني
يا سيدتي .. واسمحي لي .. فأنا أحبك ..؟! .
أريد أن أختم رسالتي بسؤال فيه الكثير من السذاجة , ولا يخلو من بعض السفاهة..
هل تثقين بي ..؟! أم أن الثقة لا تتأتى إلا عن التجربة والكثير من العشرة ..؟ .
لا أدري .. لماذا لم أقتنع بعد بمثل هذه المقولة .. وأفضل أن تأتي هكذا عفوا وفقا للفطرة السليمة
لكنني فقط أدري بأن المسافة بيني وبينك لم تزل ... بعيدة ..؟! .
يقول جبران : " جميل أن تعطي حين تسأل , وأجمل أن تعطي دون سؤال , مستهديا
فهمك , ولذة سخي الكف في بحثه عمن يأخذ تفوق لذة العطاء " .
علي سليفي
12 / 11 / 2009
علي سليفي
