يقول الأطباء بان التشخيص اهم مرحلة في المعالجة,ونحن نعرف ان المرض الذي لا يعالج يصبح مزمناً وتصعب معالجته..
والحكمة تقول (درهم وقاية خير من قنطار علاج)
لذلك وبعيدا عن التفاؤل والتشائم وباقي ادوات الهروب من الواقع
اود اليوم ان أطرح بعض الملاحظات على واقع حال مدينتنا المنسية_كوباني_ وبعض التطورات السلبية التي غزت فكرنا وثقافتنا وكادت تقضي على عاداتنا وتقاليدنا التي نعتزّبها دائما
سلفاً أود الإعتذار عن صراحتي الشديدة واسلوبي الناشف في نقد السلبيات هكذا خلقت وهكذا عشت وهكذا اموت إن شاء الله
وأبدأ من الركن الأهم من الثقافة العمود الفقري لحضارات الشعوب...
الحملة الثقافية ارست على الشواطئ!! اكتفوا بغزوهم بعدما نالوا جرعات الغنائم.. وكتبوا على الايقونات انتصاراتهم.. واتجهوا نحو منفى التيه بعدما ذاقوا مرارة الغزو فتربعواعلى عرش الخلاص...فهذا مثقف ثوريٌ جدا ترك أقلامه جريا خلف الدولار
وذاك فنان وطنيٌ جداً تركنا وهاجر وتناسى ما كان يتباكى عليه ليل نهار..وهؤلاء مربون كنا نبجلهم تبجيلاً يتهافتون على استإجار دكان يحولوه مركز دورات خاصة ....
اخذوا قسطا من الراحة بعد جهدِ من الاختراعات والاكتشافات اكتفى مناضلونا بثورات التوعية والنضال القومي والاعمال الادبية والفنية وتعليم مبادئ الحرية وتحرير الذات, وسلموا زمام الامور للقنوط وللأصحاب (الكروش) الذين يتزوجون من بنات مديونيهم –المزنوقين –بعدما اغرقوهم بالربى والقمار وما شابه...ونردد سويا مااجملنا ومااجمل كفاحنا في تطوير عاداتنا وتقاليدنا ومااجمل منطقتنا البساتين والغابة ومشتى نور وشوارعنا المزدحمة بالوان قوس قزح... يالجمال غابتنا!! التي تحولت لحاوية زبالة في النهار, وملتقى ليلي لخفافيش الظلام!! ومن يذهب اليها فهو مشبوه فيه... حرموا على الناس الذهاب اليها وان تعيش متعة الطبيعة والشمس والورود... مااجمل منطقتنا ومااجمل مشتى نور وعيد نيروز الذي جعلناه يوما للمشاوي والمشروبات الكحولية وسباق الدراجات وعرض للأزياء عن مختلف الجنسيات وملتقى الشباب والبنات في شبكة اريبا... مااجملنا ياابناء شعبي فليحيا كاوا حداد وعيدنا الكردي اين ذهب الزي الكردي واحتفال الجمهورالعزيز في المسرحيات والدبكات الشعبية المعبرة بلوحات تراثية اين الطنبور والصوت الكردي والكردية.. اين النسائم القومية في فضاء مشتى نور والحس الكردي على سطح الجبل كل هذا ونظل نردد مااجملنا...!!!
حتى حين تجتمع احزابنا وتصدر بياناً موحداً بعدم المشاركة بنوروز _بحجة ؟؟؟؟-نظل نردد ما أجملنا؟!
والغريب ان هذا البيان هو الوحيد المشترك والمتفق عليه من كل الفصائل....
وعيد العمال الذي هو عيد لكل عامل كردي وعربي وتركي واميركي وصيني ماالذي حل به اين ذهبت اغانينا لزنود العمال وايادي الفلاحين.. ولأنامل فلاحة وعاملة.. هل انقرضت فئة العاملة ؟ربما!
من المؤكد انقرضوا واصبحوا كلهم اسياد ورأسمالية ! وعيد المرأة اللواتي ناضلن وضحين كثيراً في سبيل هذا اليوم لتحرير المرأة من الظلم والقيود قتلن واعتقلن وشردن من اجل فتاة بلدي حتى تستطيع ان تلبس ماتشاء ان كان لباسها مناسب وغير مناسب المهم ان تلبس موديلات من كل الدول...من لبنان ودول المغرب وتركيا ...وخاصة موديل لميس ويحي ونور مهند وموديل كاسندرا سابقا وما أدراك لاحقاً .. فنحن في احسن حال مادمنا نقلد لباس العالم وتراثهم..ونستورد ثقافاتهم ونطبقها مشوهةً...كل ذلك على حساب عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا..
والخطير في الموضوع يجري كل ذلك بالمجان ودون مقابل..وأدوات تلك المهزلة كانت شريحة من الأميين وأشباه الأميين ومع الأسف امتدت اليوم لتطال فئات من المثقفين وحتى كوادر الأحزاب نفسها؟؟!
والشاب الذي يهدي حبيبته موبايل من طراز الاول ليهديها ماشاء من بلوتوث.. ترى ماذا حل بالوردة الحمراء أهي ليست معبرة أكثر من البلوتوث ؟
ولما لاتكون الوردة بيضاء التي لها الكثير من الإيحاءات الروحية فأين انت يا روزا لكسمبورغ؟
لو تدري في أي اتجاه نحن فيه...
لما لا تحتفلي ايتها المرأة بعيدك كل سنة وان تقدمي لنفسك ولكل امرأة عملا مفيدا من التوعية والارشاد وتعليم المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية؟؟
وانتم ايها الرجال لما ايديكم مكتوفة فكن المعلم والمرشد والحريص على بنات وابناء شعبك وانت ايها الاب والزوج والاخ والابن والحبيب لما تجاهلك واهمالك بحق مشاعر ونفسية المرأة ألا تستاهل وردة حمراء في عيدها او لربما المرأة تكره الورود!!
فأية مسيرة نحن فيه أهي تقدم أم تراجع أو اليأس؟؟؟
اذهب الى المركز الثقافي من حين لآخر فلاجد احد.. الكتب موضوعة في رفوف منذ سنين لاتلمسها الايادي مليئة بالغبار... اكاد أخشى من ملامسة الكتب بينما يكتظ بالمهرجانات والإحتفاليات والمسرحيات.. لسنا معنيين بالمطالعة و الكتب ومعرفة الأخبار الثقافية وعلوم الامم المختلفة..
طبعاً!!! لدينا الاهم متابعة اخبار الموبايلات والاغاني والصور ومقاطع الفيديو والرسائل والمنافسة في تغير وتجديد الموبايل والجينز وأحمر الشفاه
والصراع شديد بين الشباب فمن يقلد غيفارا فهو مثقف وثوري طاقية ولحية غيفارا كنزات وميداليات عليها صورة غيفارا ! غيفارا كان انسان مناضل وثوري غيفارا ليس موديلا ياابن شعبي فلِما لاتقرأ عن غيفارا من كان؟ وماذا فعل لشعبه والشعوب المجاورة ومن ثم قلده ان استطعت.. فهذا حال بلدي وغزو الطلاب على مراكز الدورات..فحدث ولاحرج... اليوم عندهم مقسم اربعة اقسام المدرسة- الدورة- المسلسلات التركية- والنوم ولايوجد لديهم وقت للدراسة؟؟!
ألايوجد في المدارس كوادر تدريس فلتغلق المدارس اذا.. فمن الصف الاول الى البكالوريا الطالب عندنا يلتحق بدورات خاصة لو يوجد دورات لمرحلة روضة لدرّستهم انا الامية.. وظاهرة تعلم التركية من اجل استيعاب افلامهم بدت دارجة حتى ان بعض ربات البيوت الأميات تعلمن التركية بطلاقة!! فأين ذهبت اللغة الكردية وفي أي مخبئ اللغة الكردية في طريقها للانقراض لست ضد اللغات والتطوير حتى الاباء والامهات يتكلمون مع اولادهم بلغات اجنبية في البيت تباهياً.. جميل ان نتقن عدة لغات فكل ما اقصده ان لا ننسى لغتنا الاساسية
وياللهول هذه الظاهرة.. ظاهرة صالات الأفراح والمستوى المنحط الذي يقدم على انها اغنية او فن او طرب وكل ذلك منهم براء براءة الذئب من دم يوسف!!معظم من يعزف ويغني في صالاتنا اليوم هم اميون فنيا عندنا في الاعراس تعزف وتغنى اغاني التي تعزف تحت خيم الحجيات!!!
ونحن اهل البزق!!!
اين ذهبت اغاني شفان وجوان وسعيد يوسف ومحمودعزيز وغيرهم الكثير كانوا يقولون عن باران بانه ينتج كل يوم شريط فاين انت ياباران لتخلصنا من اغاني الزمر ومن فنانون يحملون آلة موسيقية ولايجيدون العزف عليها اثبتّّت لنا بانك كنت عازفا ومغنيا وفنانا باعمالك الموسيقية وستبقى خالدا في ذاكرتنا لان فنانوا بلدي انقرضوا ..الذي اكتفى بعمل واحد وحقق هدفه في السفر الى اوروبا حياة الترف والنعيم ونسي كوباني وترك كل شئ وراءه ولم يحن الينا بأي عمل ادبي وفني وهناك فنان مغموس بذاته وبمشاكل عصره وبكأسه اكتفى بعملين.. كما هناك الكثير من الفنانين أصحاب الانامل الذهبية والحنجرة الذهبية والصوت الكردي مازال مدفون ومنفي في عالم التيه..والضياع لديكم الكلمات والالحان فلما الإهمال بحق ذاتكم وذواتنا لما تحّرموا علينا من السماع للأغاني الكردية الجديدة والجميلة التي نحن في حنين دائم إليها كما نحن في حنين الى الأدب والشعر اين الندوات والأمسيات الأدبية اين السحب الشعرية في سماء بلدي ؟ واين هدير الشلالات الشعرية واين ذهبت الكواكب الجميلة في فضاء بلدي ..
وأين اختفت الفرق الفنية وفرق الدبكات التي كانت لاتحصى بالأمس القريب ..أظنها ضاعت مع الموضة والتكنولوجيا الجديدة التي نسيء فهما ونسيئ الى انفسنا وإليها
أنا....
لست بطبيبة ولا مهندسة ولا استاذة ولا أديبة ولا سياسية وانما فتاة كوباني الأزلية
ف.ك.أ.
