جوان
مراقب و شيخ المراقبين
جيان (التي حلمت برفع البؤس) بين يدي القدر
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]عامر خ مراد- الثرى[/FONT]
أصعب اللحظات حين تجد من تحب يموت الهوينى أمام عينيك دون أن تكون قادرا على أن تقدم له المساعدة، وحين يكون الدواء شبه مستحيلا تبقى أمور أخرى هي القادرة على أن تسيطر على الموقف بجبروتها، أمل بلا وجدان، انتظار قاتل، موت لا يرحم.
وتلك هي بصمات العاهة التي تعاني منها جيان الفتاة البريئة طالبة السنة الأولى في الفرع الذي أحبت، الحقوق، نعم أحبته لأنها لا تحتمل أن يظلم أحد لا من قبل الناس ومظالمهم ولا من قبل القدر وآفاته، ولكنها كانت بريئة لدرجة أنها لم تفكر ولم تستطع يوما أن تتخيل بأنها ستكون الضحية الأكثر بؤسا.
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]t
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]عامر خ مراد- الثرى[/FONT]
أصعب اللحظات حين تجد من تحب يموت الهوينى أمام عينيك دون أن تكون قادرا على أن تقدم له المساعدة، وحين يكون الدواء شبه مستحيلا تبقى أمور أخرى هي القادرة على أن تسيطر على الموقف بجبروتها، أمل بلا وجدان، انتظار قاتل، موت لا يرحم.
وتلك هي بصمات العاهة التي تعاني منها جيان الفتاة البريئة طالبة السنة الأولى في الفرع الذي أحبت، الحقوق، نعم أحبته لأنها لا تحتمل أن يظلم أحد لا من قبل الناس ومظالمهم ولا من قبل القدر وآفاته، ولكنها كانت بريئة لدرجة أنها لم تفكر ولم تستطع يوما أن تتخيل بأنها ستكون الضحية الأكثر بؤسا.
البحث عن الدواء
لن نبدأ بطرح المرض لأن همنا ليس إلا الدواء لكل من يعاني، ولذلك فلنبحث عن الدواء تقول الأم نجوى ( ربة منزل ) التي تحدثت إلينا قبل ابنتها لما في قلبها من حرقة عليها:" لقد بحثنا في سوريا عن الدواء دون جدوى، وهذا ما دفع بنا إلى البحث عنه في روسيا، فأرسلنا التقارير إلى هناك لنتلقى ردا مفاده بأن العملية غير مجدية تماما هناك، وحين قيل لنا بأن الحل الوحيد يكمن في مستشفيات أوربا أسرعنا للحجز في إحدى المستشفيات البلجيكية ولكن...".
نعم و( لكن ) هي الكلمة التي يجب البحث في عمقها ولماذا تلفظت بها الأم البائسة، سألناها عن و( لكن ) فقالت:" إنها تعني بأننا غير قادرون على الذهاب لمعالجة جيان هناك لضيق الحال وعدم امتلاكنا للأموال الكافية لإجراء العملية والتي تقدر بمليوني ليرة سورية فلقد أفقدنا العلاج هنا وإلى الآن كل إمكانياتنا المادية المتواضعة، ورغم أننا حاولنا الاستنجاد بمعظم الجمعيات الخيرية إلا أننا لم نتلقى أية مساعدة وليس بإمكاننا بالطبع التسول على الأبواب لأن الموت فيه الرحيم والأرحم".
لنعد لحيثيات المرض
أصيبت جيان بمرض في رأسها وهي عبارة عن كتل سرطانية ظهرت في مناطق خطيرة بالمخ، حيث ظهرت في البداية آفة كتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليسرى تم استئصالها هنا في سوريا ولكن قطع وللأسف وخلال العملية العصب السمعي ففقدت الفتاة حاسة السمع وعضلات وجهها شلت تقريبا، وبعد العملية بأشهر ظهرت آفة كتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليمنى فقام الأهل بأخذها إلى روسيا وأجريت لها العملية وتم استئصالها، وبعد سنتين حدثت انتكاسة في الآفة الكتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليسرى وأيضا أخذت للمرة الثانية إلى روسيا وأجريت لها العملية، وعادت جيان لتتأقلم مع حياتها الجديدة بعد أن فقدت سمعها وأتمت دراستها بالاعتماد على نفسها وتصميمها على الحياة وهي الآن طالبة حقوق سنة أولى ومن المتفوقات، ولكن ومنذ ثلاث أشهر بدأت تفقد التوازن في المشي مع عدم القدرة على تحريك يدها اليسرى وبروز بمقلتها اليسرى، ومن خلال التحليل والتصوير تبين أن هناك آفة كتلية مزدوجة بالزاوية الجسرية المخيخية اليسرى واليمنى وتضغط على جذع الدماغ والوجه الأمامي للبصلة) وفي حال عدم إجراء العملية بأسرع وقت ممكن ستفقد بصرها وستشل تماما.
أحلام ليست في مهب الريح
لم تفقد جيان الأمل أبدا فهي مازالت تكتب الشعر عن الإنسان وآلامه وعن الإنسانية ومآسيها وعن الصداقة التي فقدتها لأن كل من حولها من ( أصدقاء ) تخلو عنها في هذه الظروف الصعبة، تقول جيان الطالبة في كلية الحقوق السنة الأولى والتي يصاحبها قلمها فقط:" أحلم بأن أعود إلى مقاعد الدراسة وأسمع أقراني وأساتذتي ينادونني باسمي الذي يعني الحياة،وأحلم بأن ألتقي بأصدقاء أوفياء قادرين على أن يفهموا حقيقة الصداقة وأين يظهر جوهرها".
وإذا ما كانت الابنة حالمة فإن أمها ما زالت على غرارها، تجوب القلوب الرحيمة قلباً قلبا وتسأل وجدان الناس فرداً فردا علها تلقى جوابا لحلمها بأن ترى ابنتها سليمة أمام عينيها فتقول:" أرى ابنتي تموت أمام عيني وأرى بؤسها كل لحظة وهذا ما يمزق أحشائي، ولكنني أبقى الحاملة للأمل فلم أعهد الناس كلهم لامبالين، ولم أعهد كل الضمائر نائمة".
وبعد
لن نبدأ بطرح المرض لأن همنا ليس إلا الدواء لكل من يعاني، ولذلك فلنبحث عن الدواء تقول الأم نجوى ( ربة منزل ) التي تحدثت إلينا قبل ابنتها لما في قلبها من حرقة عليها:" لقد بحثنا في سوريا عن الدواء دون جدوى، وهذا ما دفع بنا إلى البحث عنه في روسيا، فأرسلنا التقارير إلى هناك لنتلقى ردا مفاده بأن العملية غير مجدية تماما هناك، وحين قيل لنا بأن الحل الوحيد يكمن في مستشفيات أوربا أسرعنا للحجز في إحدى المستشفيات البلجيكية ولكن...".
نعم و( لكن ) هي الكلمة التي يجب البحث في عمقها ولماذا تلفظت بها الأم البائسة، سألناها عن و( لكن ) فقالت:" إنها تعني بأننا غير قادرون على الذهاب لمعالجة جيان هناك لضيق الحال وعدم امتلاكنا للأموال الكافية لإجراء العملية والتي تقدر بمليوني ليرة سورية فلقد أفقدنا العلاج هنا وإلى الآن كل إمكانياتنا المادية المتواضعة، ورغم أننا حاولنا الاستنجاد بمعظم الجمعيات الخيرية إلا أننا لم نتلقى أية مساعدة وليس بإمكاننا بالطبع التسول على الأبواب لأن الموت فيه الرحيم والأرحم".
لنعد لحيثيات المرض
أصيبت جيان بمرض في رأسها وهي عبارة عن كتل سرطانية ظهرت في مناطق خطيرة بالمخ، حيث ظهرت في البداية آفة كتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليسرى تم استئصالها هنا في سوريا ولكن قطع وللأسف وخلال العملية العصب السمعي ففقدت الفتاة حاسة السمع وعضلات وجهها شلت تقريبا، وبعد العملية بأشهر ظهرت آفة كتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليمنى فقام الأهل بأخذها إلى روسيا وأجريت لها العملية وتم استئصالها، وبعد سنتين حدثت انتكاسة في الآفة الكتلية في الزاوية الجسرية المخيخية اليسرى وأيضا أخذت للمرة الثانية إلى روسيا وأجريت لها العملية، وعادت جيان لتتأقلم مع حياتها الجديدة بعد أن فقدت سمعها وأتمت دراستها بالاعتماد على نفسها وتصميمها على الحياة وهي الآن طالبة حقوق سنة أولى ومن المتفوقات، ولكن ومنذ ثلاث أشهر بدأت تفقد التوازن في المشي مع عدم القدرة على تحريك يدها اليسرى وبروز بمقلتها اليسرى، ومن خلال التحليل والتصوير تبين أن هناك آفة كتلية مزدوجة بالزاوية الجسرية المخيخية اليسرى واليمنى وتضغط على جذع الدماغ والوجه الأمامي للبصلة) وفي حال عدم إجراء العملية بأسرع وقت ممكن ستفقد بصرها وستشل تماما.
أحلام ليست في مهب الريح
لم تفقد جيان الأمل أبدا فهي مازالت تكتب الشعر عن الإنسان وآلامه وعن الإنسانية ومآسيها وعن الصداقة التي فقدتها لأن كل من حولها من ( أصدقاء ) تخلو عنها في هذه الظروف الصعبة، تقول جيان الطالبة في كلية الحقوق السنة الأولى والتي يصاحبها قلمها فقط:" أحلم بأن أعود إلى مقاعد الدراسة وأسمع أقراني وأساتذتي ينادونني باسمي الذي يعني الحياة،وأحلم بأن ألتقي بأصدقاء أوفياء قادرين على أن يفهموا حقيقة الصداقة وأين يظهر جوهرها".
وإذا ما كانت الابنة حالمة فإن أمها ما زالت على غرارها، تجوب القلوب الرحيمة قلباً قلبا وتسأل وجدان الناس فرداً فردا علها تلقى جوابا لحلمها بأن ترى ابنتها سليمة أمام عينيها فتقول:" أرى ابنتي تموت أمام عيني وأرى بؤسها كل لحظة وهذا ما يمزق أحشائي، ولكنني أبقى الحاملة للأمل فلم أعهد الناس كلهم لامبالين، ولم أعهد كل الضمائر نائمة".
وبعد
يقول الأب رضوان خليل ( خياط ):" أتمنى أن أجد من يعيننا في مصيبتنا هذه فكل ما يلزمنا هو من يتكفل بنا لحين الذهاب إلى بلجيكا والعودة، تلك الكفالة التي تتطلب أموالا مودوعة تقدر بما لا أستطيع الحصول عليه أبدا من عملي كخياط".
ويبقى الحل كامنا في حفنة من المال القادر على إنقاذ روح، وحياة فتاة من الممكن أن تفيد المجتمع بأسره، في حين أن تقديم هذا المال لها ليس بالضربة القاضية لهذا المجتمع، وإذا ما كان الحل كامنا في هذه الأموال فإنه من المعيب على مجتمع بأسره أن يلقي بهذه الفتاة في أحضان الموت بهذه السهولة، ويبقى الزمن هو النقطة التي يجب الانتباه لها فكل ساعة تمر على جيان تعني لها الكثير سواء من جهة تهديدها لصحتها وتدهور هذه الصحة أو من جهة دراستها وممارستها لأحلامها التي لا يمكن للزمن أن يسمح لنا بالكثير منها فتقول جيان:"أشعر كل يوم بأنني أفقد شيئا من قدراتي، وأفقد الكثير من الأحلام التي كنت أواسي نفسي بها بعد هذا المرض الذي لم أعد قادرة على الصراع معه سوى بشيء من الأمل الذي أخشى أن يفقدني إياه الزمن".
هذه أطراف وأذيال الموت المتربص بجيان فهل من مجيب، وهل من معين؟
ويبقى الحل كامنا في حفنة من المال القادر على إنقاذ روح، وحياة فتاة من الممكن أن تفيد المجتمع بأسره، في حين أن تقديم هذا المال لها ليس بالضربة القاضية لهذا المجتمع، وإذا ما كان الحل كامنا في هذه الأموال فإنه من المعيب على مجتمع بأسره أن يلقي بهذه الفتاة في أحضان الموت بهذه السهولة، ويبقى الزمن هو النقطة التي يجب الانتباه لها فكل ساعة تمر على جيان تعني لها الكثير سواء من جهة تهديدها لصحتها وتدهور هذه الصحة أو من جهة دراستها وممارستها لأحلامها التي لا يمكن للزمن أن يسمح لنا بالكثير منها فتقول جيان:"أشعر كل يوم بأنني أفقد شيئا من قدراتي، وأفقد الكثير من الأحلام التي كنت أواسي نفسي بها بعد هذا المرض الذي لم أعد قادرة على الصراع معه سوى بشيء من الأمل الذي أخشى أن يفقدني إياه الزمن".
هذه أطراف وأذيال الموت المتربص بجيان فهل من مجيب، وهل من معين؟
للمساعدة يرجى مراسلة البريد التالي:
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]t
[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]haraorg@gmail.com [/FONT]