الخبر الذي تتناقله الصحف والتلفزيونات التركية هذه الأيام يتمحور حول تقرير نشرته "المجموعة العالمية للأزمات",ومفادها أن كرد العراق يريدون إنضمام إقليم كردستان الى تركيا.
يقولون على لسان الكرد أن العراق في طريقه الى التفتت وعندها يلجأ الشيعة الى الدعم الايراني و العرب الى الدعم العربي السني.ومن يبقى للكرد غير تركيا؟
إحدى هذه السيناريوهات هو إحياء مشروع إعادة ولاية الموصل الى "الوطن الأم" تركيا.المقصود هنا هي موصل العثمانية والتي تضم حالياً محافظات الموصل وكركوك ودهوك والسليمانية و أربيل.
هذه الولاية لا تزال موجودة في الميزانية السنوية لتركيا بقيمة مادية رمزية ومقدارها ليرة تركية فقط منذ إقتطاعها من الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا.والقصد هنا هو أن هذه الولاية لاتزال تعتبر جزءاً من الدولة التركية من الناحية الرسمية.
إحياء هذا المشروع يعود في الحقيقة الى الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال,الذي أثار هذه القضية وبجدية عند غزو العراق للكويت.أوزال كان يقول:إذا كان العراق يعيد التاريخ الى الوراء ويعتبر الكويت جزءاً منه,فإن الموصل وبنفس منطق وتفسير العراق للتاريخ هو جزء من تركيا. وطلب أوزال من رئيس الأركان وقتها إعداد خطة عسكرية لضم ولاية الموصل عسكرياً في عام 1991 ,إلا أن العسكر تصدوا لطموحه وأعفى أوزال رئيس الأركان من منصبه في خطوة هي الأولى في تاريخ الجيش التركي.
الرئيس أوزال كانت لديه خطة لحل القضية الكردية وذلك بتقسيم تركيا الى سبع ولايات ذات إستقلالية معينة هي:أنقرة,استانبول,ازمير,اضنة,طرابزون,دياربكر,أرضروم.هاتين الأخيرتين ذات طابع كردي.الخطة النهائية للمشروع هو تشكيل فيدرالية كردية ــ تركية تضم ولاية الموصل مستثنياً" مدينة" الموصل.وقد تبين فيما بعد أن المشروع تم بمباركة أمريكية في كامب ديفيد وكان أحد الأسباب التي كانت وراء قتل العسكر للرئيس أوزال,الذي كان يؤمن بأن تأخذ تركيا على عاتقها مسؤلية الكرد ككل في المنطقة آخذاً في الإعتبار أن تركيا تتشكل من عنصرين أساسيين هم الكرد والترك وبالتالي يتوجب على تركيا حماية الكرد.
هذه الضجة الإعلامية حول تلك الأنباء لا تتعدى عن كونها صادرة عن مركز للدراسات . الصحفي الكبير جنكيز جاندارــ مستشار أوزال غير الرسمي والموالي للمشروع أعلاه ــ يقول أنه إلتقى السيد جوست هيلترمان الذي كتب تقرير المؤسسة أعلاه بالذات.هذا الأخير ينفي نفياً قاطعاً علاقة المسؤلين الكبار في إقليم كردستان بالموضوع من السيد رئيس الإقليم الى رئيس البرلمان أو رئيس الوزراء....الخ.ومع ذلك كانت هناك شخصيات سياسية وفكرية أخذت أراؤهم كما ورد في التقرير وأبدوا تأييدهم للمشروع.
لنرجع قليلاً الى الوراء قبل وبعد سقوط بغداد ونقارن بين الأقوال والوعود التي أعطاها حينها المعارضون وحالياً الحاكمون في عراق اليوم للكرد,نجد أن هناك تبدلا يحتار في تفسيرها العقل للذهنية الإنتهازية الرخيصة للساسة العراقيين والذين لم يتعظوا مما حدث للنظام المنهار نتيدة إستهتاره بالعهود.حتى المادة 140 من الدستور والتي تم قبولها بالإستفتاء قلبوا لها ظهر المجن.
وإذا كانت هناك قطاعات واسعة من الكرد يريدون الإقتراب من تركيا أو حتى الإنضمام الى صيغة تجمعهم مع أخوتهم كرد تركيا لتصل الى الحل الفدرالي ,يعود في الأساس الى عدم المصداقية لدى ساسة العراق ككل معارضين وحكام.
في المقابل نجد دولة تركية عضوة في الناتو وقريبة من الإتحاد الأوربي وحليفة لأمريكا,لها تجربة ديمقراطية لا يستهان بها والأهم من كل ذلك هو إقتصادها المتطور والتي تسبق كل دول الجوار جنوباً وشرقاً بما لا يقل عن خمسين سنة على أقل تقدير.
هذه هي بعض من الأسباب التي تدفع بالكرد بالتوجه نحو تركيا على الأرض وليس فقط في نتائج مؤسسة للدراسات.ولكن الكرة في الملعب التركي وهو حل القضية الكردية أولاً مع أكرادها أي مع حزب المجتمع الديمقراطي وقد يكون هذا السبب الكامن أيضاً وراء عزوف ساسة الإقليم الكردي عن عدم إبداء رأيهم علانيةً إزاء هذا المشروع الذي سيبدل خارطة القوى في الشرق الوسط .
يقولون على لسان الكرد أن العراق في طريقه الى التفتت وعندها يلجأ الشيعة الى الدعم الايراني و العرب الى الدعم العربي السني.ومن يبقى للكرد غير تركيا؟
إحدى هذه السيناريوهات هو إحياء مشروع إعادة ولاية الموصل الى "الوطن الأم" تركيا.المقصود هنا هي موصل العثمانية والتي تضم حالياً محافظات الموصل وكركوك ودهوك والسليمانية و أربيل.
هذه الولاية لا تزال موجودة في الميزانية السنوية لتركيا بقيمة مادية رمزية ومقدارها ليرة تركية فقط منذ إقتطاعها من الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا.والقصد هنا هو أن هذه الولاية لاتزال تعتبر جزءاً من الدولة التركية من الناحية الرسمية.
إحياء هذا المشروع يعود في الحقيقة الى الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال,الذي أثار هذه القضية وبجدية عند غزو العراق للكويت.أوزال كان يقول:إذا كان العراق يعيد التاريخ الى الوراء ويعتبر الكويت جزءاً منه,فإن الموصل وبنفس منطق وتفسير العراق للتاريخ هو جزء من تركيا. وطلب أوزال من رئيس الأركان وقتها إعداد خطة عسكرية لضم ولاية الموصل عسكرياً في عام 1991 ,إلا أن العسكر تصدوا لطموحه وأعفى أوزال رئيس الأركان من منصبه في خطوة هي الأولى في تاريخ الجيش التركي.
الرئيس أوزال كانت لديه خطة لحل القضية الكردية وذلك بتقسيم تركيا الى سبع ولايات ذات إستقلالية معينة هي:أنقرة,استانبول,ازمير,اضنة,طرابزون,دياربكر,أرضروم.هاتين الأخيرتين ذات طابع كردي.الخطة النهائية للمشروع هو تشكيل فيدرالية كردية ــ تركية تضم ولاية الموصل مستثنياً" مدينة" الموصل.وقد تبين فيما بعد أن المشروع تم بمباركة أمريكية في كامب ديفيد وكان أحد الأسباب التي كانت وراء قتل العسكر للرئيس أوزال,الذي كان يؤمن بأن تأخذ تركيا على عاتقها مسؤلية الكرد ككل في المنطقة آخذاً في الإعتبار أن تركيا تتشكل من عنصرين أساسيين هم الكرد والترك وبالتالي يتوجب على تركيا حماية الكرد.
هذه الضجة الإعلامية حول تلك الأنباء لا تتعدى عن كونها صادرة عن مركز للدراسات . الصحفي الكبير جنكيز جاندارــ مستشار أوزال غير الرسمي والموالي للمشروع أعلاه ــ يقول أنه إلتقى السيد جوست هيلترمان الذي كتب تقرير المؤسسة أعلاه بالذات.هذا الأخير ينفي نفياً قاطعاً علاقة المسؤلين الكبار في إقليم كردستان بالموضوع من السيد رئيس الإقليم الى رئيس البرلمان أو رئيس الوزراء....الخ.ومع ذلك كانت هناك شخصيات سياسية وفكرية أخذت أراؤهم كما ورد في التقرير وأبدوا تأييدهم للمشروع.
لنرجع قليلاً الى الوراء قبل وبعد سقوط بغداد ونقارن بين الأقوال والوعود التي أعطاها حينها المعارضون وحالياً الحاكمون في عراق اليوم للكرد,نجد أن هناك تبدلا يحتار في تفسيرها العقل للذهنية الإنتهازية الرخيصة للساسة العراقيين والذين لم يتعظوا مما حدث للنظام المنهار نتيدة إستهتاره بالعهود.حتى المادة 140 من الدستور والتي تم قبولها بالإستفتاء قلبوا لها ظهر المجن.
وإذا كانت هناك قطاعات واسعة من الكرد يريدون الإقتراب من تركيا أو حتى الإنضمام الى صيغة تجمعهم مع أخوتهم كرد تركيا لتصل الى الحل الفدرالي ,يعود في الأساس الى عدم المصداقية لدى ساسة العراق ككل معارضين وحكام.
في المقابل نجد دولة تركية عضوة في الناتو وقريبة من الإتحاد الأوربي وحليفة لأمريكا,لها تجربة ديمقراطية لا يستهان بها والأهم من كل ذلك هو إقتصادها المتطور والتي تسبق كل دول الجوار جنوباً وشرقاً بما لا يقل عن خمسين سنة على أقل تقدير.
هذه هي بعض من الأسباب التي تدفع بالكرد بالتوجه نحو تركيا على الأرض وليس فقط في نتائج مؤسسة للدراسات.ولكن الكرة في الملعب التركي وهو حل القضية الكردية أولاً مع أكرادها أي مع حزب المجتمع الديمقراطي وقد يكون هذا السبب الكامن أيضاً وراء عزوف ساسة الإقليم الكردي عن عدم إبداء رأيهم علانيةً إزاء هذا المشروع الذي سيبدل خارطة القوى في الشرق الوسط .