الضعف التركي أمام إرادة الكريلا وحكمة السيد أوجلان
إبراهيم مصطفى ( كابان )
جميع المؤشرات السياسية تشير إلى أن الدولة التركية في أضعف مراحلها وجميع أجندتها اللوجستية تكاد تفلس تماماً في الشارع بحكم فقدانها الشرعية والإرادة والعزيمة لحل قضاياها الداخلية بشكل سلمي وديمقراطي ، وإذا ما استمرت على ما عليها الآن لا بد لها أن تنهار أمام رغبة الشارع .. ؟ وليس أمامها إلا حل القضية الكوردية بالطرق السلمية بعيداً عن لغة التهديد والوعيد .. ؟ والقضية الكوردية لن تجد طريقها إلى الحل ما دام الأتراك غير جاديين في حلها .. وليس أمامهم سوى التقبل بالمتغيرات العصر ومفرزاتها ..والإسراع بالتفاوض مع السيد أوجلان .. وقوات الكريلا .. والحزب المجتمع الديمقراطي الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني ..؟
فمعالم خطة الطريق التي يعتكف على تحضيرها السيد عبد الله أوجلان باتت قريبة جداً للظهور إلى العلن والإعلام ومعها الحل الأمثل للقضية الكوردية .. ومن حيث المقدمات فإن خطوط الرئيسية لهذه الخارطة باتت واضحة المعالم بعد تصريحات السيد أوجلان لمحاميه في 14- آب ، وبحكم ما ورد في التصريح أن السيد أوجلان في أقوى حالته .. وهو صاحب أعظم ثورة شهدتها القرن العشرين وحتى اللحظة ضد أشرس دولة ترتكب الإرهاب والإجرام بحق مواطنيه على مر العصور ، وهو أي السيد أوجلان العالم بحال الأتراك والمدرك للتغيرات التي تطرأ على الساحة التركية .. وهو القادر على تفسير وشرح مفاصل وضع الأتراك الجيوسياسي العام والداخلي على الشكل الخصوص ، كونه يملك أي السيد أوجلان القوة والإرادة والعزيمة الراسخة وبيده زمام الأمور والحل الأمثل للقضايا التركية إذا ما أرادت المؤسسة العسكرية التركية والنظام الحالي حلاً حقيقياً لقضاياها العالقة وفي مقدمتها القضية الكوردية التي يمثلها شخص أوجلان .
وما لاحظناه خلال التصريح أن السيد أوجلان يتحدث من منطق القوى التي كسبها من خلال إرادة الكريلا المرابطة في الجبال الشماء وحول القرى والمدن الكوردية . والتي أثبتت أي هذه القوات جدارتها وتحقيقها للانتصارات المتتالية منذ إطلاق أول رصاصة للثورة على يد القائد الميداني ( عكيد ) .
وكمشاهد للوضع التركي السياسي ترسخ لدي تماماً أن الدولة التركية في أضعف حالتها وما عليها المؤسسة العسكرية التركية خير دليل بعد جملة من الإحباط والفشل في عملياتها .وفيما تبحث الدولة التركية عن حل للقضية الكوردية حسب مواصفاتها المطلوبة يرضي جميع أطرافها السياسية العنصرية منها والمعتدلة تستمر هذه المؤسسة الإرهابية في تدمير البنية التحية في شرق البلاد .. وعصاباتها التصفوية ما زالت تصرح وتمرح دون رادع في قتل دعاة السلام والديمقراطية في البلاد .
فهل بذلك تعني المؤسسة العسكرية إنها تضغط لتحصل على المكاسب في مفاوضات محتملة قد تحصل بين العدالة والتنمية والسيد أوجلان .. فيما تأكد لنا الوضع القائم زيادة في خسارة هذه المؤسسة الإرهابية لمواقعها الإستراتيجية في الشارع التركي أمام الإستراتيجية الحكيمة للسيد أوجلان وحزب العمال الذي أستطاع الدخول في العمق التركي وتهييج الشارع ضد العسكر وممارساته العنصرية التصفوية .؟ أم أن شرخاً يظهر في الأفق بين المؤسسة العسكرية التي باتت مفلسة بحكم سياساتها الفاشلة وغير مدعومة من الشارع .. ونظام حزب العدالة والتنمية الذي يقود دفة الإصلاحات التي لم نرى منها حتى اللحظة شيءً ملموساً على الأرض .؟
وإذا كانت تعتقد المؤسسة العسكرية الإجرامية أن قتلها لعناصر حزب العمال هو انتصاراً لها فجميعنا نعلم أن عند استشهاد عنصر واحد من حزب العمال يخسر الأتراك قتل العشرات من جنودها وتدميراً لعشرات آلياتها العسكرية ، وعند متابعتنا للتلفزة التركية نجد يومياً تشييع الأتراك عشرات جنودها وضباطها الذين لقوا حتفهم على يد قوى الدفاع الشعبي . وللعلم أن عناصر حزب العمال عندما تتجه إلى الثورة من كل ثوب تؤمن وتفضل الموت على الحياة وتعتقد بالشهادة على إنها طريقاً للنصر .. فأدبيات الحزب مبنياً أصلاً على الشهادة حتى الانتصار .
ولنسأل : ما هي انتصارات الأتراك بعد عقدين ونصف من حربهم المعلنة على حزب العمال والكورد : جميع عملياتها العسكرية التي قامت بها منذُ أواسط الثمانينات منيت بالفشل وفقدت جراء ذلك عشرات الآلاف من الجنود ومئات الآليات والطائرات ..؟
فأي انتصار يذكر للأتراك في محاربتها لحزب العمال .. وهل اعتقال السيد أوجلان هو الانتصار الوحيد للأتراك .. فالدلالات السياسية العالمية تشير إلى العكس تماماً وتؤكد على انتصاراً أكبر للسيد أوجلان عندما نقل الأتراك بيديهم الحرب إلى العمق التركي لتكفر بعدها الأتراك باعتقالهم لسيد أوجلان ، والجميع يشاهد كيف أن السيد أوجلان يستطيع تحريك ( حزبه والشارع الكوردي ) .. وارتباط الشارع الكوردي زاد عن ما سبق وأصبح السيد أوجلان الذي كان قائداً للثورة والحزب اليوم الأب الروحي للشعب الكوردي في كل مكان .. وقائداً وزعيماً ومخلصاً للشعب الكوردي .. ( فبمجر القيام المخابرات التركية بحلق شعر السيد أوجلان قامت الدنيا ولم تقعد فكيف إذا حصل له مكروه ( لا سمح الله ) ...؟؟
السيد أوجلان هو صمام الأمان لحل القضية الكوردية .. وعلى المؤسسة العسكرية التركية والنظام الحالي الذي يقوده العدالة والتنمية أن تدرك وتفهم ذالك تماماً ، وأن تدع في وسط عينها أن لا حل دون السيد أوجلان .. ولا مناص للأتراك إلى الإفراج عنه .. وتحقيق السلام والديمقراطية المنشودة التي يطرحها السيد أوجلان وحزبه والشارع الكوردي والتركي عامة .
وإلا فأن الأتراك في مأزق كبير ، وستبقى جميع مشاكلها عالقة دون حل ، وسيتم استنزافها من قبل جيشها الذي يصرف كميات طائلة من الأموال والعتاد ولا يستطيع تحقيق أي شيء ، وستنهار اقتصاديا في السنوات القادمة ، وسيصيبها قحط وفقر شديد مما سيؤدي إلى حروب أهلية طاحنة وفتاكة بين القوميات والأتراك .. وبين الأتراك أنفسهم .. الإسلاميين والعلمانيين ، وإذا ما أستمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن كبرى أحزاب وقوى سياسية تركية ستنهار ، كحزب العدالة والتنمية ، وكبرى الأحزاب العلمانية ، وبوجود الكم الهائل من المشاكل والقضايا الداخلية لن تستطع الدولة التركية الانضمام إلى النادي الأوروبي .. الحلم الأكبر لدى الشعب ،وحتى الاتفاقات التي شهدتها اسطنبول وأنقرة إبرامها مع الدول الغربية حول مرور أنابيب الغاز في أراضيها ستقع تحت رحمة عناصر حزب العمال الذين يسيطرون عملياً على المناطق الكوردية .. ومواقع سيطرتهم هي إستراتيجية وهامة جداً مما يمكنهم فعل أي شيء إذا ما كرر الأتراك أفعالهم العدوانية وتخلوا عن السبل السلمية المطروحة والمنشودة من قبل السيد أوجلان والحزب والشارع الكوردي ، فيما يستمر الآلة العسكرية الإرهابية التركية في تدمير البلاد قد يدفع حزب العمال والشارع الكوردي إلى نفاذ صبره ويقع ما لا يريده الجميع .
إذاً قراءة السيد أوجلان واضحة وعملية وعندما يعلن عن مشروعه حل القضية الكوردية فهو يتحدث من منطق القوة .. ولا يقدمها من موقع الضعف ، فهو قوي بقواته المرابطة في الجبال .. وشارعه الذي ينتظر منه إشارة للتحرك .. ويملك بالإضافة إلى كل ما ذكرناه الحكمة والثقة والعزيمة والإرادة الكافية التي تكسبه الصلابة لأنه الأجدر في قراءة المشهد السياسي التركي والأقدر على إيجاد حلول مناسبة للوضع القائم .
2009-08-21
إبراهيم مصطفى ( كابان )
كوباني
جميع المؤشرات السياسية تشير إلى أن الدولة التركية في أضعف مراحلها وجميع أجندتها اللوجستية تكاد تفلس تماماً في الشارع بحكم فقدانها الشرعية والإرادة والعزيمة لحل قضاياها الداخلية بشكل سلمي وديمقراطي ، وإذا ما استمرت على ما عليها الآن لا بد لها أن تنهار أمام رغبة الشارع .. ؟ وليس أمامها إلا حل القضية الكوردية بالطرق السلمية بعيداً عن لغة التهديد والوعيد .. ؟ والقضية الكوردية لن تجد طريقها إلى الحل ما دام الأتراك غير جاديين في حلها .. وليس أمامهم سوى التقبل بالمتغيرات العصر ومفرزاتها ..والإسراع بالتفاوض مع السيد أوجلان .. وقوات الكريلا .. والحزب المجتمع الديمقراطي الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني ..؟
فمعالم خطة الطريق التي يعتكف على تحضيرها السيد عبد الله أوجلان باتت قريبة جداً للظهور إلى العلن والإعلام ومعها الحل الأمثل للقضية الكوردية .. ومن حيث المقدمات فإن خطوط الرئيسية لهذه الخارطة باتت واضحة المعالم بعد تصريحات السيد أوجلان لمحاميه في 14- آب ، وبحكم ما ورد في التصريح أن السيد أوجلان في أقوى حالته .. وهو صاحب أعظم ثورة شهدتها القرن العشرين وحتى اللحظة ضد أشرس دولة ترتكب الإرهاب والإجرام بحق مواطنيه على مر العصور ، وهو أي السيد أوجلان العالم بحال الأتراك والمدرك للتغيرات التي تطرأ على الساحة التركية .. وهو القادر على تفسير وشرح مفاصل وضع الأتراك الجيوسياسي العام والداخلي على الشكل الخصوص ، كونه يملك أي السيد أوجلان القوة والإرادة والعزيمة الراسخة وبيده زمام الأمور والحل الأمثل للقضايا التركية إذا ما أرادت المؤسسة العسكرية التركية والنظام الحالي حلاً حقيقياً لقضاياها العالقة وفي مقدمتها القضية الكوردية التي يمثلها شخص أوجلان .
وما لاحظناه خلال التصريح أن السيد أوجلان يتحدث من منطق القوى التي كسبها من خلال إرادة الكريلا المرابطة في الجبال الشماء وحول القرى والمدن الكوردية . والتي أثبتت أي هذه القوات جدارتها وتحقيقها للانتصارات المتتالية منذ إطلاق أول رصاصة للثورة على يد القائد الميداني ( عكيد ) .
وكمشاهد للوضع التركي السياسي ترسخ لدي تماماً أن الدولة التركية في أضعف حالتها وما عليها المؤسسة العسكرية التركية خير دليل بعد جملة من الإحباط والفشل في عملياتها .وفيما تبحث الدولة التركية عن حل للقضية الكوردية حسب مواصفاتها المطلوبة يرضي جميع أطرافها السياسية العنصرية منها والمعتدلة تستمر هذه المؤسسة الإرهابية في تدمير البنية التحية في شرق البلاد .. وعصاباتها التصفوية ما زالت تصرح وتمرح دون رادع في قتل دعاة السلام والديمقراطية في البلاد .
فهل بذلك تعني المؤسسة العسكرية إنها تضغط لتحصل على المكاسب في مفاوضات محتملة قد تحصل بين العدالة والتنمية والسيد أوجلان .. فيما تأكد لنا الوضع القائم زيادة في خسارة هذه المؤسسة الإرهابية لمواقعها الإستراتيجية في الشارع التركي أمام الإستراتيجية الحكيمة للسيد أوجلان وحزب العمال الذي أستطاع الدخول في العمق التركي وتهييج الشارع ضد العسكر وممارساته العنصرية التصفوية .؟ أم أن شرخاً يظهر في الأفق بين المؤسسة العسكرية التي باتت مفلسة بحكم سياساتها الفاشلة وغير مدعومة من الشارع .. ونظام حزب العدالة والتنمية الذي يقود دفة الإصلاحات التي لم نرى منها حتى اللحظة شيءً ملموساً على الأرض .؟
وإذا كانت تعتقد المؤسسة العسكرية الإجرامية أن قتلها لعناصر حزب العمال هو انتصاراً لها فجميعنا نعلم أن عند استشهاد عنصر واحد من حزب العمال يخسر الأتراك قتل العشرات من جنودها وتدميراً لعشرات آلياتها العسكرية ، وعند متابعتنا للتلفزة التركية نجد يومياً تشييع الأتراك عشرات جنودها وضباطها الذين لقوا حتفهم على يد قوى الدفاع الشعبي . وللعلم أن عناصر حزب العمال عندما تتجه إلى الثورة من كل ثوب تؤمن وتفضل الموت على الحياة وتعتقد بالشهادة على إنها طريقاً للنصر .. فأدبيات الحزب مبنياً أصلاً على الشهادة حتى الانتصار .
ولنسأل : ما هي انتصارات الأتراك بعد عقدين ونصف من حربهم المعلنة على حزب العمال والكورد : جميع عملياتها العسكرية التي قامت بها منذُ أواسط الثمانينات منيت بالفشل وفقدت جراء ذلك عشرات الآلاف من الجنود ومئات الآليات والطائرات ..؟
فأي انتصار يذكر للأتراك في محاربتها لحزب العمال .. وهل اعتقال السيد أوجلان هو الانتصار الوحيد للأتراك .. فالدلالات السياسية العالمية تشير إلى العكس تماماً وتؤكد على انتصاراً أكبر للسيد أوجلان عندما نقل الأتراك بيديهم الحرب إلى العمق التركي لتكفر بعدها الأتراك باعتقالهم لسيد أوجلان ، والجميع يشاهد كيف أن السيد أوجلان يستطيع تحريك ( حزبه والشارع الكوردي ) .. وارتباط الشارع الكوردي زاد عن ما سبق وأصبح السيد أوجلان الذي كان قائداً للثورة والحزب اليوم الأب الروحي للشعب الكوردي في كل مكان .. وقائداً وزعيماً ومخلصاً للشعب الكوردي .. ( فبمجر القيام المخابرات التركية بحلق شعر السيد أوجلان قامت الدنيا ولم تقعد فكيف إذا حصل له مكروه ( لا سمح الله ) ...؟؟
السيد أوجلان هو صمام الأمان لحل القضية الكوردية .. وعلى المؤسسة العسكرية التركية والنظام الحالي الذي يقوده العدالة والتنمية أن تدرك وتفهم ذالك تماماً ، وأن تدع في وسط عينها أن لا حل دون السيد أوجلان .. ولا مناص للأتراك إلى الإفراج عنه .. وتحقيق السلام والديمقراطية المنشودة التي يطرحها السيد أوجلان وحزبه والشارع الكوردي والتركي عامة .
وإلا فأن الأتراك في مأزق كبير ، وستبقى جميع مشاكلها عالقة دون حل ، وسيتم استنزافها من قبل جيشها الذي يصرف كميات طائلة من الأموال والعتاد ولا يستطيع تحقيق أي شيء ، وستنهار اقتصاديا في السنوات القادمة ، وسيصيبها قحط وفقر شديد مما سيؤدي إلى حروب أهلية طاحنة وفتاكة بين القوميات والأتراك .. وبين الأتراك أنفسهم .. الإسلاميين والعلمانيين ، وإذا ما أستمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن كبرى أحزاب وقوى سياسية تركية ستنهار ، كحزب العدالة والتنمية ، وكبرى الأحزاب العلمانية ، وبوجود الكم الهائل من المشاكل والقضايا الداخلية لن تستطع الدولة التركية الانضمام إلى النادي الأوروبي .. الحلم الأكبر لدى الشعب ،وحتى الاتفاقات التي شهدتها اسطنبول وأنقرة إبرامها مع الدول الغربية حول مرور أنابيب الغاز في أراضيها ستقع تحت رحمة عناصر حزب العمال الذين يسيطرون عملياً على المناطق الكوردية .. ومواقع سيطرتهم هي إستراتيجية وهامة جداً مما يمكنهم فعل أي شيء إذا ما كرر الأتراك أفعالهم العدوانية وتخلوا عن السبل السلمية المطروحة والمنشودة من قبل السيد أوجلان والحزب والشارع الكوردي ، فيما يستمر الآلة العسكرية الإرهابية التركية في تدمير البلاد قد يدفع حزب العمال والشارع الكوردي إلى نفاذ صبره ويقع ما لا يريده الجميع .
إذاً قراءة السيد أوجلان واضحة وعملية وعندما يعلن عن مشروعه حل القضية الكوردية فهو يتحدث من منطق القوة .. ولا يقدمها من موقع الضعف ، فهو قوي بقواته المرابطة في الجبال .. وشارعه الذي ينتظر منه إشارة للتحرك .. ويملك بالإضافة إلى كل ما ذكرناه الحكمة والثقة والعزيمة والإرادة الكافية التي تكسبه الصلابة لأنه الأجدر في قراءة المشهد السياسي التركي والأقدر على إيجاد حلول مناسبة للوضع القائم .
2009-08-21
إبراهيم مصطفى ( كابان )
كوباني