ممارسات البعث تجاه الكورد

قرأت هذا المقال وقد رأيت انه من الضروري نقله ليطلع عليه اخوتنا الأعضاء




الأكراد والبعث


ان ما يحز في النفس مشاهدة هذا الكم الهائل من أشباه المثقفين العرب المتشبعين بروح البعث وإيديولوجيتها المرتكزة على الأفكار الشوفينية وإلغاء الأخر, والطورانيين الذين ينهلون من عمق الفاشية الطورانية والذين لا يفوتون فرصة إلا ويتكالبون على كل مثقف أو كاتب عربي أو كردي وطني غيور على أمته ووطنه , كم هو صعب قول كلمة الحق في الشارع العربي , وكم هي جميلة جرأة هؤلاء الكتاب الأكراد والعرب الذين لايهابون المواجهة في تبيان الحقيقة, كتاب الأكراد والمثقفين الشرفاء من العرب والأتراك معاً لم يكتبوا حتى الأن سوى شزرات من الجرائم التي مورست أو التي تحاك في الخفاء والعلن بحق الشعب الكردي والذي يسكن هذه الارض منذ بداية التجمع البشري في هذه المنطقة ,وذلك لأن جرائم السلطات الدكتاتورية هذه فاضت عن ان يستطيع هؤلاء المثقفون الألمام بجميعها, والمؤسف في هذا نوعية ثقافة هذه المجموعة العنصرية المعادية للقومية الكردية وحقوقها وضحالتهم بالتاريخ والجغرافية والعلوم الانسانية والسياسية من الوجهة الحقيقية والمنطقية لهذه العلوم (اعني هؤلاء الذين لا يراق لهم طرح هذه الحقائق) معظمهم لايعلم بأن الملازم محمد طلب هلال الشخص الذي قدم مقترحاته لحزب البعث في كيفية إزالة الشعب الكردي من اراضيه الواقعة في سوريا رقي الى درجة الوزير في حكومة البعث, و يدعى بانه حصل على الماجستير بناءً على ذلك الكراس المقيت فقط وبدون مقابل ثقافي, على الأغلب يراق لفكر هؤلاء المتسولين على الثقافة الأنسانية ويرونه منطقياً بان يكون اكثر من عشرة الاف طفل كردي في المناطق الكردية في سوريا يحتاجون في كل بداية سنة دراسية الى موافقة عدة جهات امنية للأنتساب الى المدرسة من الأبتدائية وحتى الثانوية ولا يسمح لهم الأنتساب الى الجامعة كلياً, كما أن فكرة المطالبة برفع الغبن والمناداة بالحرية والمساواة اصبحتتعتبر لدى الأغلبية منهم مطالب عنصرية, وكما نعلم العنصرية تطبق على أفعال الأقوى. تاريخ الشعوب في الشرق الأوسط لم يعد مخفياً على احد يمكن لهؤلاء الأشباه المثقفين مراجعتها بنزاهة (علماً ان النزاهة تكاد تكون معدومة في التاريخ البشري) سيعلمون من هم الأكراد ومن الأقدم في هذه البقعة من الأرض, حيث أن القضية ليست قضية من الأقدم بل هي قضية الأنسانية والمساواة والحرية بجميع اشكالها ولجميع شعوب المنطقة........ ألاف العائلات شردت ومئات الألاف من الأطفال عزلت عن مقاعدهم الدراسية مئات القرى في شمال شرق سوريا أخليت من سكانها بشكل مباشر وغير مباشر الاف الخيم البائسة المهترئة اقيمت على مشارف المدن السورية الكبرى ساكنيها يبحثون عن لقمة يسد بها رمق أطفالهم ونسائهم, ألاف من الأطفال المشردين في شوارع دمشق وحلب والمدن الأخرى يمدون أيادي بريئة تستجدي وبعيون حائرة تبحث عن أمل قتلته السلطة الفاشية الدكتاتورية, ألاف من الشباب الكرد تركوا أحلامهم الدراسية ليبحثوا في ازقة تلك المدن عن عمل يرد لهم الثقة بالنفس ومن ثم تقديم المساعدة لعائلاتهم التي شردت وبتخطيط من السلطة الأسدية, هل هذا فقط ما خطط له البعث الحاكم ياترى أم القادم أفظع..؟ وهل كان كراس العنصري محمد طلب هلال و قرارات المؤتمرات القومية لحزب البعث العربي الأشتراكي إيديولوجية قومية تبنته فقط مجموعة من الأفراد لرفع اسم العروبة ..؟ أم أنها تراكمات مئات السنوات من الحقد والكراهية وعدم تقبل الأخر زرعها الملوك والسلاطين والرؤساء الذين تناوبوا على هذه الرقعة من الأرض مهد الحضارات البشرية والأنسانية وغرز ذلك الحقد و تلك الكراهية تجاه الأخر في دماغ أعداد هائلة من الناس بل وللأسف تأثرت بها الكثير من القوميات الغير عربية كرد فعل لتلك السموم ...!!!!!!., أستطاع البعث العربي الأشتراكي والسلطة الملكية الأسدية أن يجرد الشعب الكردي من هويته الوطنية ويسلبه أرضه وأرض أجداده بالتخطيط لبناء حزام عربي ومن ثم جعلوا من الشعب الكردي في أرضه أقلية لاصوت لها عن طريق بناء مستوطنات عربية جلبت سكانها من محافظات أخرى على الأراضي المسلوبة من ساكنيها الأكراد والذين حرموا منها دونما سبب سوى لأنهم من القومية الكردية, كما أستطاعوا أن يهجروا الألاف من خيرة المثقفين الكرد ويرهق الباقين تحت أنواع الضغوطات المتنوعة وتمكنوا من أن يجوعوا الشعب ومن ثم يشلوا حركته من خلال القانون رقم 49 , ليلهوا هذا الشعب بالبحث عن قوته اليومي, لكنهم لم يستطيعوا أسكات صوت الحرية أو قتل روح الصراع لرفع كلمة الحق, ولهذا أعادوا الى الساحة الأساليب الفاشية القديمة لمواجهة هذا العنفوان الذي لايموت, بدأو بتقسيم الحركة الكردية الى أحزاب عديدة متفرقة لاحول لها ومن ثم استعمال جميع انواع الضغوطات عليها للتقليل من حركتها ونشاطاتها, وبدأو بالأعتقالات المخططة في البداية ومن بعدها الأعتقالات العشوائية وتجريمهم بتهم لا تمت الى الواقع القانوني أوالدستوري بأية صلة ومن ثم بدأو يوقفونهم أمام قضاة لا يملكون أية سلطة قضائية سوى الأسم , بل أجبروا ولا يزال يجبرون الأحزاب الكردية في الداخل بالضغط على المنظمات الكردية في الخارج بإيقاف أو التقليل من نشاطاتها المعادية للسلطة الحاكمة السورية, ويصبح صراع الأحزاب الكردية بين جبروتين جبروت متطلبات الشعب الكردي ونداءات المثقفين الكرد في الخارج والداخل والسياسيين المستقلين والمنظمات الكردية المستقلة في الخارج والتكتيك السياسي في الداخل لمجابهة سلطة دكتاتورية شمولية لاترحم, وضع قادة هذه الأحزاب والذين في الحقيقة لا أشك في وطنيتهم لا يحسد عليه, والسؤال هنا هل فعلاً لديهم القدرة ( الأحزاب الكردية) على التكتل والألتحام ومن ثم الأتحاد وبناء مرجعية كردية فعلية كما يرغبه الشارع الكردي في مثل هذا الواقع المأساوي ؟.


مقرف التفكير بأولائك الذين لا يمر يوم دون كتابة صفحات وصفحات عن الأرض المسلوبة في فلسطين ومثلها عن المستوطنات الأسرائيلية, حيث إن ضحالة ثقافاتهم في خارج هذا المجال وبؤس الرؤية لديهم وصلت الى درجة عدم النظر الى الخلف قليلاً ليشاهدوا مخططات التعريب الشوفينية المستمرة إتجاه الشعب الكردي على مدى اكثر من نصف قرن في سوريا وربما لا يهمهم الأمور الداخلية بل ومن المؤكد يتجاهلونها أحياناً أخرى عن سابق قصد وتصميم, التصميم المليئ بالحقد والكراهية للعنصر الاخر , وفي الفترة الأخيرة يتمادى الكثيرون من مخططي الفكر البعثي العنصري وأصبحوا يدعون انه ليست هناك محافظة اسمها الجزيرة مثلها مثل عمليات تعريب أسماء المناطق والقرى الكردية وحتى المحلات التجارية في المدن, وكأنهم بتصحيحهم لهذه المقولة الدارجة جدلاً ينكرون عمليات السلب المبرمجة لأراضي الشعب الكردي من جهة ومن جهة أخرى يدرجونها تحت الصفة القانونية, ومن ثم يحاولون الأثبات بأن كل تلك الجرائم التي قامت وما تزال تقوم به السلطة البعثية الفاشية ضد الشعب الكردي بشكل خاص ليست صحيحة, لكننا جميعنا نعلم من أجدادنا ومن التاريخ بان الجزيرة( وليست فقط الجزيره العليا)كانت شبه ولاية قائمة أوسع بكثير مما هي عليه الأن ضمن الأراضي السورية وكان معترف بها الى ان تشكلت الحدود السياسية لهذه الدول الموجودة الأن في الشرق الاوسط وبقيت على ما هي عليه وذلك على يد أؤلئك الذين يعتبرونهم الد اعداء الأمة العربية (فرنسا وبريطانيا) ولكنهم لايزالون يدافعون وبشكل مستميت عن اعمال هاتين الدولتين تلك وبشكل خاص عن الحدود التي رسموها دون ان يكون لهم فقه بذلك ( معاهدة سايكس – بيكو) كما ان كلمة محافظة الجزيرة دارجة بين الشعب السوري وحتى بين بعض من مسؤولي البعث نفسهم وكم من المرات قيل لي في دوائر الدولة شخصياً هل انت من محافظة الجزيرة وليست منطقة أو مقاطعة الجزيرة على سبيل المثال , وما مخططهم لإلغاء هذه الحقيقة الدارجة جدلاً سوى محاولة على إضفاء الشرعية لجرائم دكتاتورية العائلة المالكة ومساوئ السلطة الحاكمة القابعة على رقاب الشعب السوري وانكارهم لفاشية وعنصرية سيا سة البعث تجاه الشعب الكردي وتغطية لمحاولاتهم في ازالة وإذابة هذا الشعب من على الخريطة السياسية ومن ثم سلبه وتجريده من ممتلكاته وأراضيه .الشعب الكردي هو الشعب الوحيد الذي لم يرضخ لمطالب قوى الأستعمار في بداية القرن ولم يستجدي وكانت المحصلة تهشيمه وتقسيم ارضه بين الدول الأربع لينهش من قبل حكومات فاشية دكتاتورية مدعومة بانصاف مثقفين , الرد والنقد والشرح لتبيان الحقيقة سمة حضارية محترمة لكن ان يكتب من وجهة نظر ملتوية وبصفة انسان مثقف وضليع وينكر الجرائم اليوميةالتي تقوم بها السلطة الفاشية يعتبر تدميراً للروح الأنسانية والعدالة وزهقاً لروح الثقافات المتنوعة في عالم الشرق الأوسط, من المخجل أن يدافع مثقف أي كان أمام الأنسانية والحضارة افعال هذه السلطة الدكتاتورية بل والسلطات الدكتاتورية في معظم دول العالم العربي ومن المعيب أن يسمح لهذه السلطةالطاغية العنصرية أو السلطات المشابهة لها في الأشتراك بالهيئات الدولية والمنظمات الأنسانيةالعالمية ,......................... بؤس امة قادتها الأسد وصدام المقبور والقذافي المجنون والبشير المجرم و...و...….. وأسفي على شعب أصبح مثقفيه وكتابه الأحرار اصحاب الضمير والمبدا الأنساني يعدون على اصابع اليد ويعانون من العامة المتاثرة بأفكار البعث واشباه مثقفيهم مثلما يعانون من الدكتاتوريات الحاكمه, كلمة الصدق والحق جميلة أينما كانت ومن أي كان لكنها تصبح أكثررونقاً وتأثيراً إذا خرجت من الكتاب أوالمثقفين وهم خلف القضبان أو السياج , اقول هذا ليس لأني كردي وأطالب بحقي المسلوب, بل لأن الكلمة الصادقة النابعة من الضمير الأنساني اصبحت نادرة...........وتحتاج الى من يذكر بها.









الدكتور محمود عباس


الولايات المتحدة الأمريكية
 
رد: ممارسات البعث تجاه الكورد

أخي العزيز بيكس أشكركـ على نقلكـ هذا ..
ولكن بالفعل نحن اليوم في عالم لا يفكر فيه الشخص إلا بنفسهـ ..
لذا الأفضل لنا أن نبقي المحاولهـ في استعادهـ ما فقدناهـ ولا ننتظر من أحد أن ينظر لها لأننا لن نهتم للكلام أكثر من الفعل وسنبقى..
دمت بكل خير..
الم..
 
رد: ممارسات البعث تجاه الكورد

مشكورة اخت الم الغالية على مرورك المشرف

تحياتي الك
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى